ليس للقائد من يُسَاجِله: الأدوات الخطابيّة للرئيس قيس سعيّد


2023-04-19    |   

ليس للقائد من يُسَاجِله: الأدوات الخطابيّة للرئيس قيس سعيّد

لماذا لا يضحَك الرئيس التونسي؟ فهو بالكاد يكشف أحياناً عن ربع ابتسامة تُحاول جاهدةً التسلل من تحت شفتيه. وجه بلا ملامح. صارم التقاسيم. يتكلم في نسق واحد بعربية شديدة الجفاف، فكأنه يحفظ ما يقوله مسبقاً. وفي الحالات التي يخرج فيها عن هذا الثبات ينزع نحو الغضب. تتغيّر تقاسيم وجهه فجأةً مع تدفق الكلام بصلابة، تكشف عنها الحروف التي تخرج بضغط شديد على مخارجها وقبض اليد التي يضمّها أحياناً أو يلوّح بها أحياناً أخرى في شكل دائري يُوحي بأنه يُقسم على شيء ما. لكل منا حالات في يومه تتغير بتغير المزاج والمقام، فنحن لا نعرف الرئيس قيس سعيد إلا خلال مقامات رسمية أو شبه رسمية، كالزيارات التي يُقوم بها للشوارع ويلتقي فيها بالناس.

لكن اللافت أن مزاجه الذي يُراوح بين الحياد والغضب، لا يتغيّر حتى خارج القصر. وهي من الخصال التي ساهمت في بناء أسطورته قبل أن يُصبح رئيساً. كونه السياسي غير التقليدي في كل شيء، المختلف عن الطبقة السياسية التي كرهها الجمهور، حتى في طريقة كلامه: فهو ليس فقط الرجل النظيف، بل الجدّي والصّارم والذي لا يمزح. ربّما تكون هذه طبيعته وليس مجرّد استراتيجية تواصلية، لكن الثابت أنه حين يُغادر حياده الجسدي نحو الجهر بالقول فإنه يصوغ خطاباً يقوم على استراتيجيات متنوعة، لم يبدعها، ولكنها شائعة الاستعمال لدى الطيف الواسع من القادة الشعبويين في العالم ماضياً وحاضراً.

شأنه شأن الخطاب السياسي بشكل عام، يَسعَى الخطاب الشعبوي إلى جذب الجمهور باسم القيم الرمزية من خلال لمس العقل والعاطفة. حيث يُمكن اعتبار الخطاب الشعبوي تجسيدًا بسيطًا للعقد السياسي، حيث يقوم على الإفراط والمبالغة، وهي مبالغة تلعب ورقة على العاطفة على حساب العقل وتدفع بالخطاب إلى أقصى حدوده: المبالغة في تشخيص الأزمة، وإدانة الجناة، وتمجيد القيم، وضرورة المنقذ[1]. لذلك يحتاج أي قائد شعبوي إلى استراتيجيات خطابية تتوافق مع طبيعة الجمهور المستهدف، كي يقوم بتبليغ رسالته وإنتاج علاقات ولاء راسخة مع الجمهور. والشائع أن تكون الاستراتيجيات موجهةً نحو الهشاشة العاطفية لهذا الجمهور. في الحالة التونسية، يتقن الرئيس سعيّد بمهارةٍ مخاطبة هذه الهشاشة، معتمداً على أربع أدوات خطابية، نجد لها شواهد كثيرةً في كلامه الرسمي وغير الرسمي.

الإنكار: أن يكون دائما على الصواب

في كتابه “فنّ أن تكون دائماً على صواب”، يعرّف شوبنهاور الجدل المرائي على أنه فنّ للمماحكة سبيله أن يجعلنا دائماً على صواب، أي بما هو مشروع وغير مشروع. ثم يَسرد 38 حيلةً تُستعمل في المجادلات. لكن الفيلسوف الألماني يفترض ذلك ضمن جدل يكون فيه الكلام سجالاً بين إثنين أو أكثر. أما في حالة الرئيس قيس سعيد فالكلام يتّجه في اتجاه واحد، من الرئيس نحونا جميعاً من دون أي فرصة للردّ. يَظهَر الرئيس دائماً أمام الجمهور مُخاطباً وزراءه أو ضيوفه من دون أن نسمع كلامهم. يطرَح حججه ومواقفه من دون تعقيب من أحد، لأن كلامه وحدهُ حجة. وأحياناً يستغل حضوره للردّ على معارضيه من دون أن يسمّيهم، أو يتهم أحداً من دون توضيح. لكن السّمَة الواضحة لخطابه الذي يريد منه أن يكون دائماً على صواب هي: الإنكار. يُولد هذا الإنكار من حالة الانقطاع عن الواقع. على عكس النفي الذي يظهر صراحةً خلال الكلام، يتم التعبير عن الإنكار بطريقة ملتوية باستخدام “الكلمات المغلّفة”، وأحيانًا حتى من خلال غياب كلمات معينة يتم تمريرها في صمت، والتي أصبحت في بعض الخطابات من المحرمّات. في حين أن النشاط المنطقي الذي يتألف من دحض حجة عن طريق النفي يمكن أن يكون بنّاءً في نقاش ديمقراطي، فإن الإنكار من جانبه يُمارس توترًا استطراديًا أكثر خداعًا، بقدر ما هو جزء من استراتيجية استطرادية. في الواقع، إذا كان الجدل بين موقفين متعارضين يعكس وجود صراع، فإن استخدام أشكال الإنكار الخَطابية هو نموذج للغة الشمولية[2].

في أعقاب ظهور نتائج الدورة الأولى للانتخابات التشريعية في ديسمبر الماضي، والتي سجّلت نسبة مشاركة لم تتجاوز 11.2%، ظَهرَ الرئيس التونسي في مقابلة مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن منكراً ذلك الإخفاق الكبير، الذي استقر في قائمة الأرقام القياسية العالمية لضعف المشاركة الانتخابية. وقالت الرئاسة التونسية في البيان الذي نشرته بعد المقابلة: “وتطرق رئيس الجمهورية إلى عدد من ردود الفعل من قبل بعض الجهات المعروفة التي لم تَجِد هذه المرة شيئا تُركّز عليه سوى نسبة المشاركة في هذه الدورة الأولى للتشكيك في تمثيلية مجلس نواب الشعب القادم في حين أن نسبة المشاركة لا تُقاس فقط بالدور الأول بل بالدورتين، ومثل هذا الموقف القائم على التشكيك من جهات لا دأب لها إلا التشكيك فضلاً عن تورط البعض في قضايا لا تزال جارية أمام المحاكم مردود على أصحابه بكل المقاييس بل هو شبيه بالإعلان عن نتيجة مقابلة رياضية عند انتهاء شوطها الأول”.

يكشف هذا الخِطاب الإنكاري للواقع عن استراتيجية استطرادية تَسعَى من خلال الاستطراد إلى تحويل وجهة المتلقّي من القضية الأساسية وهي ضعف نسبة المشاركة إلى وصم الخصوم وتقديم مغالطات تبدو منطقية. وكل ذلك من أجل أن يكون القائد الشعبوي دائماً على صواب. ولأنّ حبل الإنكار قصير، فقد عاد الرئيس بعد شهور واحد، في أعقاب ظهور نتائج الدور الثاني، بنسبة مشاركة لم تتجاوز 11.4%، بحجج مختلفة تماماً، مشيراً إلى أن عزوف التونسيين على المشاركة في الانتخابات يؤكد أنه لم تعُد لهم ثقة في البرلمان. حيث لم تعد المسألة تتعلق “بالإعلان عن نتيجة مقابلة رياضية عند انتهاء شوطها الأول”، بل برفض التونسيين للبرلمان، في سبيل أن يكون رأيه دائماً على صواب بوصفه من جمدّ عمل البرلمان قبل حوالي سنتين.

نخلُق العدو كي يبرز البطّل

حالها حال العقائد الخَلاَصية، يتجلى الصراع الاجتماعي والسياسي في الشعبوية في شكل صراع وجود يقوم على القيم. صراع بين النور والظلام، الخير والشرّ، بين الشعب “الحقيقي” بقيادة الزعيم الشعبوي من جهة والنخب “الفاسدة” في الجهة المقابلة. لذلك فإن هذا الاستقطاب ليس مجرد صراع سياسي كما في الديمقراطية التمثيلية، بل صراع وجودي أو ما يطلق عليه قيس سعيد “حرب تحرير وطني”، حيث تفترض أي حرب لتحرير الوطن وجود معسكرين: معسكر الوطنيين ومعسكر الأعداء. على ذلك النّحو الذي قصده كارل شميت، في تعريف السياسية ضمن ثنائية “الصديق والعدو”. وهنا يتمتع قيس سعيد بطُول نفس لا يُضاهَى، حيث لم يظهر في أي مرّة دون الإشارة إلى خصومه (أعدائه) من المعارضة من خلال أوصاف متنوّعة تتراوح بين نعتهم بــ “الجراثيم” وأحياناً بــ “الخلايا السرطانية” التي لا ينفع معها سوى “العلاج الكيماوي”، أو “اللصوص والعملاء والخونة“، أو من “يُريد أن يتسلّل كالحشرة“. وأحياناً كثيرةً ينزع الرئيس التونسي إلى خلق الأعداء المجهولين، الذين يريدون “تجويع الشعب” و”المحتكرين” و”الفاسدين” و”الغرف المظلمة” وغيرها من التراكيب والعبارات التي تضفي على صراعه نوعاً من الملحمِية التي يحتاجها لتحشيد الناس.

لكن ما الغاية من تضخيم دور العدوّ أو خلقه؟ في دراسة ظهرت في كتاب “معجم خطاب الكراهية والتطرف”(باريس 2023)، تذهب الباحثة الفرنسية، نولوين بايلي إلى أن العدوّ هو صورة يتم إنشاؤها بشكل استطرادي، فهو “الشر الكبير والمطلق”. تُعطي الشعبوية صورة لعدو قوي في رغبته في الشر وغير قابل للتدمير أو يُولد من جديد باستمرار من رماده، كي تعطي مبرراً لخوض صراعها الوجودي معه، فبدون عدوّ لا يوجد صراع وبدون صراع لا يوجد بطل. وهكذا، فإن مجموعة الإجراءات الخِطابيّة التي تصدّها الشعبوية لتهيئة العدو تهدف في الواقع لتهيئة تجلّي البطل المنقذ.

وهنا نُلاحظ بوضوح تأكيد قيس سعيد الدائم على وجود عدد هائل من الأعداء الذين يهدّدون الشعب، بل والتأكيد على أن خصوم الأمس من المعارضة قد تحالفوا اليوم ضده وضد مسار 25 جويلية، وهذا التأكيد هو في الحقيقة رسالة للشعب مفادها أن البطل المُنقذ ما زال مصراً على خوض الصراع حتى آخر نفس ضد كل هؤلاء الذين تحالفوا ضده. ذلك أن الجانب الخلاصي من الشعبوية، في نسختها التونسية، دائماً ما يؤكد على البعد “الرِّسالي” للرئيس سعيد، وشأنه شأن كل حامل رسالة الأنبياء والمصلحين والقادة دائماً ما تقوم ضده التحالفات. لذلك يظهر جلياً الأسلوب التآمري في إدارة السلطة، وكذلك في الخطاب السياسي لها. هناك حضور دائم للاعتقاد الخاطئ بأن كل حدث سيئ يُنسب إلى الإرادة السيئة لقوة شريرة وبالتالي إدانتها الأخلاقية المفرطة، والتي عادة ما تأخذ شكل السّخط.[3] وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأعداء بالنسبة للرئيس سعيّد ليسوا فقط في الداخل، بل في الخارج أيضاً. ولعلّ قضية التصريحات العنصرية التي أطلقها ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصّحراء، حيث وسّعَ من نطاق المؤامرة التي يتعرض لها نحو الخارج وكذلك وظف الخيال التآمري استناداً إلى نظرية الاستبدال العظيم. وهو بذلك يُغذي ثقافة “البارانويا” التي تحافظ على حالة ذعر دائمة في الجمهور، وتجعل الناس يتشبثون به بوصفه المنقذ صاحب الحلّ النهائي.

الأخبار الزائفة

لا يمكن للشعبّوية أن تعيش وتتمكّن دون أن تخلق حقائقها البديلة. لذلك لا يكفّ الرئيس قيس سعيد عن صناعة هذه الحقائق في كل مرة يتطلب فيها الأمر ذلك. قبل أيام، وبينما كان محافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد يستعدّان للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي ومواصلة التفاوض حول القرض الذي تسعى حكومة سعيد إليه منذ حوالي سنة ونصف، وقفَ الرئيس التونسي أمام الصحفيين مؤكداً أنه لن يخضع لشروط صندوق النقد. ربّما يبدو هذا الموقف المتناقض قابلا للتأويل. لكن السّجلّ الخطابي للرئيس حافل بالحقائق البديلة التي ترقى إلى مرتبة الأخبار الزائفة. في أكتوبر 2021 خرجَ أنصار الرئيس إلى الشوارع في مظاهرات مؤيدة، بلغ عددهم وفقاً لمصادر أمنية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية حوالي ثمانية ألاف متظاهر. لكن الرئيس كان له رأي آخر، حقيقة أخرى صنعها بنفسه وصدقها وأعلن عنها خلال لقاء رسمي مع رئيس المجلس الأعلى للقضاء قائلاً: “لقد كان يومًا تاريخيًا عرِفته تونس. لقد كان ارتفاعاً شاهقاً. وكان دحضاً لكل الأكاذيب والأراجيف التي يروّج لها الكثيرون من أن الأمر يتعلق بانقلاب. بحسب آخر الإحصائيات فإن عدد الذين خرجوا لوضع حد لهذه المأساة التي تعيشها تونس في مستوى المؤسسات تقريباً حوالي 1.8 مليون…خرجوا في كلّ مناطق الجمهورية وجاؤوا بإمكانياتهم ولم يُدفع لهم أيّ مليم من أيّ كان كما يحصل في المدّة الأخيرة من قبل البعض الذي يُرتّب هذه المظاهرات ترتيبا مدفوعة الأجر”.

وعلى الرغم من أن سعيّد قد أصدر في سبتمبر الماضي مرسُوماً “يتعلّق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال” يُحارب في القسم الفرعي الثالث منه “الإشاعة والأخبار الزائفة” إلا أنّه لا يترددّ من خلال استعمال شبكة الفيسبوك وسيلةً وحيدةً للتواصل مع الجمهور في بثّ بعض الأخبار أو الإشاعات. ومن الأمثلة على هذا ما حدث في جوان 2022، حيث أصدر الرئيس قراراً بعزل 57 قاضياً، من بينهم قاضية اتهمها بــ”الزنا”. لتنطلق حملة واسعة من أنصار الرئيس ضدها، بوصفها نموذجاً على القضاء الفاسد الذي يُحاربه الرئيس. لكن بعد شهور من تلك الواقعة رفضت الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس، شكلًا الطعن الذي قدمته النيابة العامة في الحكم الابتدائي القاضي بعدم سماع الدعوى في حقّ القاضية، وقبل ذلك قضت المحكمة الابتدائية بعدم سماع الدعوى، لعدم توفّر الأركان المادية والقانونية في جريمة الزنا.

سَرد الحكايات

السِمةُ الرابعة من سمات خطاب الرئيس التونسي هي النزوع نحو سرد القصص التاريخية، لاسيما من تاريخ تونس المعاصر وتحديداً الفترة البورقيبية، التي يحاول من خلالها تصوير نزوعه الاستبدادي على أنه حالة طبيعية كانت عليها الدولة ومستغلاً حنين الجمهور للماضي، إذ يعمد إلى إعادة إنتاجه في شكل قصص. في مارس آذار الماضي، قام الرئيس سعيد بزيارة إلى مكاتب جريدة الصحافة الحكومية، بعد دخولها في أزمة مالية تسببت في تأخير صرف أجور الصحفيين والعمال. كان الجميع يتوقعون أن تكون أحاديث الرئيس مع طاقم الجريدة حول أزمتها المالية، لكنه جاء محمّلاً بنسخ من المقالات التي كان ينشرها في الجريدة، نهاية ثمانينات القرن الماضي، وصورة كبيرة من أول عدد صدر للجريدة قبل تسعة عقود.  ثم شرع في الحديث حول تاريخ الصحيفة وعن المقالات التي نشرها على صفحاتها، وكلما حاول أحد الصحفيين الذهاب بالحوار نحو جوهر المشكل المالي عاد الرئيس به نحو التاريخ. هذا المثال ليس يتيماً. لا يُخفي الرئيس ولَعه بالتاريخ، حتى أن أحاديثه حول الكثير من القضايا تُختزل في سرد تاريخي. كما لا يخفي حنينه لهذا الماضي بوصفه “عصراً ذهبياً”، من خلال المقارنة التي يقيمها دائماً بين الحاضر والتاريخ.

هذا الحضور القوي للتاريخ والسرد التاريخي جزء أساسي من الخيال السياسي للشعبوية. يَضع المؤرّخ الفرنسي راؤول جيرارديت “أسطورة العصر الذهبي” ضمن الأساطير السياسية التي تقوم عليها الخطابات اليمينية والشعبوية. وهي أسطورة تعرّف من خلال مجموعة كاملة من صور الحنين نحو “الأزمنة السابقة” التي تعارض حالة الانحلال التي تميّز الوقت الحاضر. يتميز هذا الارتباط بالماضي بالحرص على الحفاظ على آثار هذا الماضي أو محاول إعادة إنتاجها. يحدّد هذا الارتباط بعناصر معينة من الماضي رؤية مقابلة للحاضر والمستقبل، ويستفيد من النزوع النفسي لدى الجمهور في الحنين دائماً إلى الماضي القائم على خداع الذاكرة الانتقائية. كما أنّ فكرة سرد الحكايات التاريخية تَجعل من المُمكن إنشاء عالم سردي داخل الخطاب لبناء واقع استطرادي، نجده على سبيل المثال في نظريات المؤامرة.


[1] – Patrick Charaudeau, « Réflexions pour l’analyse du discours populiste », Mots. Les langages du politique, mis en ligne le 15 novembre 2013, consulté le 11 avril 2023.

[2] Discours de haine et de radicalisation : Les notions clés- Edited by Nolwenn Lorenzi Bailly, Claudine Moïse – ENS Édition – 2023

[3] Pierre-André Taguieff – La pensée conspirationniste : Origines et nouveaux champs – Dans « Les rhétoriques de la conspiration » – p. 277-319 – Emmanuelle Danblon et Loïc Nicolas (dir.) – CNRS Alpha – Paris 2010.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مرسوم ، مقالات ، تونس



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني