إسرائيل تستهدف النحل والدواجن جنوبًا والمزارعون قلقون: “إنّها الضربة القاضية”


2023-12-12    |   

إسرائيل تستهدف النحل والدواجن جنوبًا والمزارعون قلقون: “إنّها الضربة القاضية”
قفير نحل محترق جرّاء القصف

باغت العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، تزامنًا مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على غزة، المزارعين في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة. لم يكونوا قد رحّلوا آلاف قفران النحل نحو الساحل للشتاء، فيما كانت مئات آلاف طيور الدواجن في مزارعها تبشر بموسم جيّد على عادته في الجنوب الذي عاد إليه أهله من المدن مع الأزمة الاقتصادية، وتزامنًا مع اهتمام أكبر بالاقتصاد الريفي والتعويل عليه في مواجهة الانهيار وفقدان المداخيل قيمتها، والانهيار الذي ترزح تحته البلاد. 

مع القذائف التي لم توفّر المدنيين، ونزوح أكثر من خمسين ألف جنوبي ومعهم نحو 20 ألف لاجئ سوري، (وفق أرقام المجلس النروجي للاجئين)، من المناطق الحدودية، تُرك النحل وطيور الدجاج في مهبّ الخسائر، مع قطعان المواشي والمواسم الزراعية ليتلقّى الجنوبيون ضربة اقتصادية مهولة لا تقتصر على الحاضر إنّما على ما يعولون عليه في الفترات المقبلة أيضًا. 

ولم يدرك الجنوبيون حجم خسائرهم وكارثيّتها إلّا في الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 تشرين الثاني 2023 واستمرّت حتى الأوّل من كانون الأوّل، حيث سارعوا إلى تفقّد أرزاقهم التي أرغموا على تركها ليكتشفوا نفوق آلاف الطيور، وهلاك مئات قفران النحل. ويوثق المسح الأوّلي لوزارة الزراعة نفوق أكثر من 230 ألف طير دجاج، وتضرّر 270 قفير نحل بالقصف المباشر  لغاية 24 تشرين الثاني، بينما يشير مربّو النحل والدواجن لـ “المفكرة” إلى أنّ خسائرهم تفوق هذه الأرقام بثلاثة أضعاف على الأقلّ. فأرقام الوزارة لا تشمل قفران النحل التي تضرّرت وهرب نحلها نتيجة منع المزارعين عن الاهتمام بها، أو بسبب هروب النحلات العاملات والملكات بسبب دخان الفوسفور الأبيض الذي استخدمته إسرائيل في عدوانها الحالي، معه أزيز طائرات الاستطلاع التي تُهجّر النحل من قفرانه. ويؤكد مزارعون عدّة، وهم عيّنة تحدثت إليهم “المفكرة” من مربي النحل، أنّ خسائرهم لامست 5700 قفير منذ 8 تشرين الأوّل تاريخ بدء العدوان ولغاية 24 تشرين الثاني بدء الهدنة، فيما تعدت خسائر ثلاثة مربي دواجن تواصلت معهم “المفكرة” نصف مليون دولار وحدهم، حين تركوا طيور مزارعهم بلا طعام وبلا ماء، وعادوا ليجدوها نافقة. وليس القصف المباشر الذي طاول مزرعة دواجن الشيخ محمود قاطبية في منطقة أرنون بثلاثة قذائف في 5 كانون الأول الجاري، ما أدى الى استشهاد العامل خالد عبد الرحمن الإبراهيم، من الجنسية السورية وجرح اثنين من أفراد عائلته، سوى حلقة من سلسلة استهداف المدنيين والقطاع الزراعي ومعه رزق الناس ومداخليهم.

ومع ذلك لا تشمل تعويضات مجلس الجنوب القطاع الزراعي ومعه والمناحل ومزارع الدواجن، وفق ما يؤكد هاشم حيدر رئيس مجلس الجنوب لـ “المفكرة”، بسبب عدم وجود آلية معتمدة لاحتساب خسائر القطاع، فيما يتمّ التعويض على الأرواح والمنشآت فقط. وأقرّ مجلس الوزراء في جلسته في 29 تشرين الثاني مبدأ التعويض على المتضررين بنحو 10 ملايين دولار تُدفع لمجلس الجنوب، لم تشمل خسائر القطاع الزراعي. ولم يُعرف كيف ستؤمّن الحكومة كلفة التعويضات. في المقابل، يؤكد مصدر في وزارة الزراعة لـ “المفكرة” أنّ الوزير عباس الحاج حسن رفع توصية إلى مجلس الوزراء لإقرار تعويضات للمتضرّرين في القطاع الزراعي أسوةً بالمتضررين من أصحاب الوحدات السكنية. عليه، يعوّل قسم كبير من أصحاب المزارع على مسح للأضرار نفذته مؤسسة جهاد البناء، التابعة لحزب الله، والتي أكد مدير فرعها في الجنوب سليم مراد لـ “المفكرة”، أنّ التعويضات ستشمل خسائر القطاع الزراعي، ومنها مزارع الدواجن و المواشي والمناحل. 

القصف يقتل النحل والفوسفور والمسيرات يهجّرانه

“رزقي كلّه راح. أكثر من 400 قفير نحل خسرتهم بـ 50 يوم بسبب العدوان”، بحسرةٍ وقلق يُخبر النحّال إلياس طنّوس، من بلدة علما الشعب الحدودية، “المفكرة”. ويشرح كيف قضى العدوان الإسرائيلي على “شقَى العمر”. وهو واحد من نحو “2000 مربي نحل في الجنوب، 60% من بينهم يتمركزون في المناطق الحدودية”، وفق  نقيب النحالين في الجنوب مهدي ترحيني. ويؤكد ترحيني لـ “المفكرة” تعرُّض معظم المناحل للضرر المباشر إثر استهدافها بالصواريخ والقذائف، أو بطريقة غير مباشرة، بسبب إهمالها، لعجز المزارع عن الوصول إليها، وكذلك هجّر دخان قذائف الفوسفوري وأصوات القصف والطائرات عاملات النحل وملكاته، ففرغت القفران.

ووفق مصدر معني في القطاع الزراعي، نفق في منطقة العرقوب وحدها حوالي 50 قفيرًا بالقصف المباشر و900 قفير عبر دخان الفوسفور ورائحته وأصوات القصف والمسيّرات، كذلك نفق حوالي 25000 طير دجاج، جرّاء القصف المباشر و120 ألف طير نتيجة عجز مربّيها عن الاهتمام بها. وأضاف أنّ هناك 350 نحّالًا و6000 قفير في قضاء حاصبيا، وحوالي 65 مزرعة دواجن تفوق أعداد طيورها  12 ألف طير. 

ويفيد المصدر الزراعي ذاته أنّه في قضاء مرجعيون وحدها، هناك حوالي 4000 قفير متضرّر من أصل 20 ألفًا، وحوالي 14 مزرعة دواجن (أضرار مباشرة وغير مباشرة) من أصل 30 مزرعة.

كذلك تمكّنت “المفكرة” من الاطّلاع على أرقام  المسح الأوّلي لبعض بلديات قضاء بنت جبيل المتضرّرة منها: بلدة عيترون حيث تضرّرت سبع مزارع دواجن تضمّ 25 ألف طير، إضافة إلى 500 قفير نحل. وخسر المزارعون في مارون الراس نحو 300 قفير نحل، وخسرت قرية يارون  120 ألف طير و150 خليّة نحل. 

قفير نحل محترق جراء القصف

750 ألف كيلوغرام من العسل في مهب الريح 

يرسم النحّال في الجنوب مهدي ترحيني خريطة انتشار تربية النحل جنوبًا ودورها في اقتصاد الناس ومعيشتهم، حيث تكثر المناحل في المناطق الحدودية الممتدة من الناقورة حتى حاصبيا، بسبب ريفيّتها وغناها بالغطاء النباتي. ويؤكد لـ “المفكرة” أنّ هناك حوالي 50 ألف قفير نحل في الجنوب تنتج كمعدل وسطي سنوي نحو 750 ألف كيلوغرام من العسل، بمعدل 15 كيلوغرامًا للقفير الواحد. ويرى أنّ الخسائر جرّاء القصف المباشر قليلة، مقارنة بالخسائر غير المباشرة، وهي كبيرة مني بها النحّالون، بسبب دخان الفوسفور ورائحته، وانتشار الأمراض الناتجة عن عدم تمكّن النحّال من الوصول إلى فقرانه للاعتناء بها، ما أدى إلى انتشار مرض “الفاروا”، وهو عبارة عن حشرة صغيرة تفتك بالنحل. كذلك لم يتمكّن مربّو النحل من تغذية قفرانهم حيث تختفي الزهور والنباتات العطرية مع بدء فصل الشتاء، ما أدى إلى إضعافها.

يُخبر النحّال محمد نصر الله، من بلدة حولا، “المفكرة”، عن حاله عندما استفاد من الهدنة لتفقّد نحله ناحية موقع العبّاد عند الحدود مع فلسطين المحتلة، بعد 48 يومًا من القصف المتواصل: “مشهد بيبكّي، تعب أكثر من عشر سنين لقيته رايح، أكثر من 50% من القفران ما فيها نحل”. يعيش نصرالله مع عائلته من النحل: “هو مورد رزقي الأساسي من 2011″، حين وضع كلّ رأسماله في هذه المهنة، حتى وصل عدد قفرانه في العام 2023 إلى 200 قفير، يتجاوز إنتاجها ألف كيلوغرام من العسل في السنة.   

وتوزّعت خسائر نصرالله على 50 قفيرًا أصيب بالقصف المباشر، فيما وجد باقي القفران ضعيفة جدًا، ولا يمكنها الصمود لغاية شهر شباط “لأنّ جيشها صار كبير بالسنّ، والقفير لي لازم يكون معبّي 10 براويز لقيناه معبّي 3 براويز بس”. وهذا يعني في مسيرة الخليّة أنّ النحلة “ضعيفة كثير وما بتضاين”. يفسّر أنّه مع العدوان تزامن موسم زهر نبتة “الطيّون”، وهي عشبة تتغذّى عليها الملكة لتضع حبوب اللقاح والإباضة، فيدخل القفير في موسم الشتاء وفيه “وِلد” جديد أو جيش جديد، ما يقوّي القفير، ولا بدّ لمربّي النحل في هذه الفترة من الاهتمام بالقفران عبر وضع الأدوية والغذاء اللازميّن. ولكن بسبب العدوان لم يتمكّن نصرالله من الاهتمام بها، ما أدى إلى عدم قدرتها على إنتاج “ولد جديد”. أما النحل الكبير في السن “فسيموت، يعني بدل ما يكون في بالقفير 10 آلاف نحلة في بس 1500، أي ضعيفة جدًا لا يمكن لها أن تنجو بانتظار حلول الربيع”. والخسارة بحسب نصر الله لا تُحتَسب بأعداد القفران التي نفقت فحسب، بل بالأعداد الجديدة التي كانت ستخرج من القديمة، وهي ما يسميها النحالون بـ “الطرود”، إذ عندما تصبح القفران قوية جدًا نتيجة “الولد” الجديد وأعدادها الكبيرة، ينفصل قد قسم منها عن الملكة الأم، ليكوّن قفيرًا جديدًا مع ملكة جديدة، يستفيد منها النحّال لوضعها في قفران جديدة.

وبحسب نصر الله، تواصلت مؤسسة “جهاد البناء” معه لمسح الأضرار، إلّا أنّ العبرة تبقى في الفعل والتعويض وليس في المسح، على حد قوله. ويتساءل عن كيفية احتساب التعويض، معتبرًا أنّ العدل هو أن تشمل التعويضات الخسائر غير المباشرة أيضًا وليس فقط المباشرة، كونها أكبر بكثير، على قاعدة أنّه من كلّ 3 قفران نحل يجب التعويض على 2، مفسرًا أنّ النحّال سيقوم بدمج كلّ 3 أقفار في قفير واحد بعد ضربة العدوان الإسرائيلي، كي يصمد. وبرأيه فإنّ هذا الحديث مقترن بانتهاء العدوان، أمّا في حال استمراره “فلن يتمكّن النحّال حتى  من دمج ما تبقى لأنّه لن يتبقى شيء”. 

من جهته، خسر النحّال إلياس طنّوس، من علما الشعب، أكثر من 400 قفير نحل، هي كل ما يملكه، بسبب القصف ودخان الحرائق التي طاولت خراج البلدة واستمرّت لأيام. ويقول لـ “المفكرة” أنّه وضع منذ بداية العدوان الأدوية والغذاء اللازمين تحت النيران: “كلّ العالم هربت وأنا ضلّيت، وبأوّل العدوان اهتميت فيهم وحطيتلهم أكل ودوا، وقلت حتى لو بدي استشهد مش مشكلة”. إلّا أنّ طنّوس انقطع عن الاهتمام بنحله مع اشتداد القصف، ليجد القفران خلال الهدنة فارغة من النحل، إثر هروبه بسبب الدخان وأزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تغادر سماء الجنوب. “النحل كثير حساس، الأصوات بتخلّيه يهرب، أو إذا سرح ما بيعود يعرف يرجع ع القفير”، يقول، ليؤكد أنّ خسارته كبيرة، إذ “عدا عن القفران، هناك الإنتاج الذي نعيش منه”. أنتج طنوس حوالي 900 كيلوغرام من العسل، باع القسم الأكبر منها، وما زال لديه حوالي 300 كيلوغرام: “بدي حاول بيع لي عندي وعيش منهم ومن بعدها الله بدبر ما نحن من غير شي أنجق مهديين”.

يصف طنّوس العدوان الإسرائيلي المستمر لغاية الساعة بـ “الضربة القاضية”، إذ دأب على العمل في تربية النحل منذ حوالي 20 عامًا، وبات اليوم عاجزًا عن البدء من جديد، علمًا أنّها ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها نحله للقصف، ففي نيسان من العام الجاري فاقت خسارته 100 قفير نتيجة القصف الإسرائيلي، ولم يعوّض عليه أحد.

وحال النحّال عبد الله مسعد ليست أفضل من حال طنّوس. يقول لـ “المفكرة” إنّه وجد جميع قفران نحله في الضهيرة البالغ عددها 30 فارغة، بعدما هربت الملكة والعاملات: “لما نزلت وقت الهدنة لطلّ عليهم ما لقيت شي بالقفران”. فقط استطاع مسعد قطف عسله قبل العدوان “وبلش القصف ما قدرت هرّبهم، مين بدو يسترجي ياخد كميون ويحملهم والطيارة فوق راسه؟”، يقول.

 نفوق آلاف الطيور والمزارع عاجز عن البدء من جديد

من النحل إلى مزارع الدواجن معاناة الجنوبيين واحدة ومشهد الخسائر واحد “طيور نافقة في المزارع بالمئات والآلاف” حسب ما تبيّن شهادات ثلاثة أصحاب مزارع دجاج تواصلت معهم “المفكرة” الذين أشاروا إلى أنّ خسائرهم مجتمعة وحدهم فقط فاقت 500 ألف دولار. وشهد جنوب لبنان نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا وتطوّرًا ملحوظًا في الاستثمار بمزارع الدواجن إثر عدوان تموز وعودة الهدوء إلى مناطقهم.  

لكن سمير عاشور (من بلدة شقرا)، عتيق في المهنة إذ باشر تربية الدواجن في العام 1990 خارج الشريط الحدودي المحتل، إلّا أنّه بعد حرب تموز، وسّع عمله وافتتح ثلاثة مزارع جديدة في بلدات بليدا وعيترون وعيناثا الحدودية. اليوم مع العدوان فاق عدد طيور عاشور النافقة في المزارع الثلاثة “أكثر من 15 ألف طير”، كما يقول في اتصالٍ مع “المفكرة”. أدرك عاشور حجم الكارثة التي حلّت به بعدما تفقّد مزارعه خلال الهدنة و”صُدم” من هول الكارثة: “هيدا شقى العمر كلّه راح، مش أوّل مرّة بتتعرّض مزَارعي للقصف حتى بعدوان 1993 وعدوان 1997 وعدوان تموز 2006، بس هالمرّة صعبة إرجع بلّش عن جديد”. يقول إنّه وجد الطيور في مزرعته في بليدا، وهي مخصّصة للدجاج البيّاض (إنتاج البيض)، ويتجاوز عدد طيورها  12 ألف دجاجة، قد نفقت جميعها، بسبب العطش والجوع، إذ لم يتمكّن طيلة فترة العدوان من تفقّدها وإطعامها. فيما نفق من مزرعته في قرية عيترون نحو 2000 دجاجة وهي مخصّصة لتربية “الأمهات” أي الدجاج البيّاض الذي يحتاج إلى نظام غذائي منتظم: “انقطعوا من الماي والأكل وماتوا، وخلال الهدنة بعنا الّي بعناه وكمان بخسارة”. وتكلّف بدل نقل فقط أكثر من 2000 دولار “ما حدا مسترجي يجي عالمنطقة، قلت ببيعهن لأنه إذا استمرّ العدوان مستحيل إقدر اهتم فيهن ورح إخسرهن”.

دجاج نافق جراء العدوان

يصبّر عاشور قلبه بما تبقى له من مزرعة دجاجه في عيناثا، وهي مخصّصة لتربية “الأمهات” كونها غير متاخمة، حيث، ما زال في مقدور العامل الذي لا يريد مغادرة القرية، كما قال، الاهتمام بها: “بيجي بحط أكل وماي وبيفل عالسريع”. يقوم عاشور على وقع أصوات القذائف بصيانة تمديدات الكهرباء لتأمين الإباضة لكي لا تتأذى في حال خفّ إنتاجها. وينقل عاشور البيض إلى بلدة أخرى لوضعه على فقاسات لإنتاج الصيصان، وهذه مشقّة أخرى لا يعلم كيف سيتخطّاها ويتعامل معها “عم بشتغل كل يوم بيومه، هلّق بهمّني أنقذ الدجاج الباقي”. ويقدّر خسائره لغاية اليوم بنحو 400 ألف دولار تقريبًا، و”هذا مبلغ كبير لن تتمكّن أي جهة من التعويض عليّ به”، كما حدث خلال عدوان تموز، حيث فاقت خسارته 500 ألف دولار عوّضت عليه مؤسسة “جهاد البناء” يومها بـ 50 ألف دولار فقط”.

وفي عيترون، نفق في مزرعة محمود مواسي حوالي 8 آلاف دجاجة بيّاضة من أصل 11 ألف دجاجة جلّها بعمر الإباضة. تتألّف مزرعته من أربعة مبانٍ منها اثنان قريبان من الحدود، وواحدة بعيدة نسبيًا. عمد مواسي خلال الحرب إلى مبدأ المفاضلة، فهو بسبب قلّة العلف والمخاطر التي سيواجهها في حال قصد المزرعتين البعيدتين، فضّل التركيز على مزرعة واحدة “القريبة” لإنقاذ طيورها البالغ عددها 3000 دجاجة، وأفاد في حديث مع “المفكرة” أنّه في العام 2014 قرّر ترك بيروت للاستقرار في قريته وافتتح مزارعه، وهي مصدر رزقه الوحيد وتقدر خسارته على الأقل بـ 100 ألف دولار.

أما أبو يوسف من بلدة رميش فيقول في اتصال مع “المفكرة” إنّ إسرائيل بعدوانها قتلت أكثر من 2000 دجاجة من أصل 5500 تحتويها مزرعته. تمكّن أبو يوسف خلال العدوان من زيارة المزرعة مرّات عدّة، وضع لطيوره الأكل والشرب وهرع عائدًا. يرد نفوق أعداد كبيرة من دواجنه لأصوات الصواريخ والقذايف “صار الدجاج يخبط ببعضه البعض”. مع موت الطيور، خفّ إنتاج البيض أيضًا من الدجاجات المتبقّية بنسبة 50% “وهيدي خسائر غير مباشرة أيضًا”، كما أنّه يصرّف اليوم نحو 90 كرتونة بيض في اليوم الواحد فقط بعدما كان قبل العدوان يتجاوز إنتاجه 200 كرتونة بيض، و”ما يزيد الطين بلّة أنّه، وبسبب إقفال جميع المحلات في المنطقة، بات مضطرًّا إلى إرسال إنتاجه إلى بيروت مرة في الأسبوع، ما يكبّده تكاليف إضافية”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، الحق في الحياة ، لبنان ، مقالات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني