“

بتاريخ 28/2/2019 أصدرت محكمة التمييز اللبنانية برئاسة القاضية سهير الحركة والمستشارين رولا مسلم وفادي العريضي قراراً بقبول النقض في حكم البراءة الصادر عن محكمة الجنايات في الشمال لصالح كرم البازي المتهم بقتل زوجته رولا يعقوب. ولهذه الغاية، استندت محكمة النقض على ما اعتبرته تشويها للوقائع الثابتة في الملف، وفي مقدمتها وصف الزوج بأنه ليس معنفا، فيما أن تقارير الخبراء أثبتت وجود كدمات ظاهرة على جسدها، بعضها قديم وبعضها حديث، يوم وفاتها. وكان الحكم المحكوم بنقضه قد صدر بتاريخ 30/10/2018 بأكثرية مستشارين، هما القاضيين خالد عكاري وزياد الدواليبي، بعد تدوين رئيسها داني شبلي مخالفة. وقد تم تقديم النقض من النيابة العامة الاستئنافية في طرابلس بناء على طلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود ووالدة يعقوب.

وقد جاء هذا الحكم بعد نحو خمس سنوات من الإنتظار المضني، مثلت فيها رولا يعقوب عرابة قافلة من النساء اللواتي سقطن من بعدها، الواحدة تلو الأخرى نتيجة أو بمعرض العنف الأسري. وفيما ثمة أدلة قاطعة على أن زوج يعقوب كان دأب على تعنيفها ، فإن السؤال الذي تشهد الإجابة عليه تحولات عدة في قضاة التحقيق وقضاء الحكم هو فيما إذا كانت وفاتها حصلت نتيجة لهذا العنف أو نتيجة مرض خلقي.

وتبعا لهذا الحكم، ستتولى محكمة التمييز النظر مجددا في هذه القضية.

مقالات ذات صلة:

• رلى يعقوب، قضيتان في قضية واحدة: جبه العنف الأسري وأحقية المساءلة الاعلامية للقضاء
• العدالة لرلى يعقوب: درس في التفاعل الإيجابي بين الإعلام والقضاء
• الأطفال يبرّؤون أباهم وأكثرية المحكمة تستجيب (ملاحظات حول حكم الجنايات في قضية رولا يعقوب)
• أي قيمة لشهادة الأطفال في قضايا العنف الأسري؟ أسئلة طرحتها المفكرة على الأخصائية هلا كرباج على هامش قضية رولا يعقوب