أصدر تحالف الحقوق الرقميّة في المنطقة العربيّة بالتعاون مع عدد من الجمعيات الموقعة اليوم، بياناً أدان فيه قطع إسرائيل وسائل الاتصال والوصول إلى المعلومات في سياق عدوانها على غزّة. وأعرب التحالف عن قلقه الشديد إزاء خطورة الاستهداف الإسرائيلي للبنى التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت والكهرباء ووسائل الإعلام الرئيسية والصحفيين في قطاع غزة. وبحسب البيان، تمّ توثيق انقطاعات وتعطيلات الإنترنت في غزّة منذ بدء القصف الإسرائيلي في 8 تشرين الأول، وفقًا لما أوردته مؤسسة كشف وتحليل انقطاع الإنترنت (IODA) وتحالف #KeepitOn. وفي هذا السياق، أوضح البيان خطورة قطع الإنترنت عن غزّة معتبرًا أنّه يؤدّي إلى تفاقم الأزمة الإنسانيّة، ويمنع النّاس من الوصول إلى المعلومات الحيويّة مثل الأماكن التي تتعرّض للقصف وأماكن تلقّي المساعدات الطبية والإمدادات الغذائية، والتواصل مع أحبّائهم، وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في سياق هذه الحرب.

كما يسلّط البيان الضوء على قمع حرية التعبير فيما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة، من سياسات منصّات التواصل التي تفرض رقابة على المحتوى المتعلق بفلسطين تصل إلى حدّ المنع أو الحجب المستتر، وصولا إلى استهداف المراسلين والصحفيين وقتلهم. وعليه، لم يترك للمدنيين وفق البيان خيارٌ سوى توثيق الحرب والحصار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يحتمّ ضرورة الإنترنت والاتصالات. فمن دون الكهرباء أو خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأساسية، يصبح الفلسطينيين في غزة في عزلة تامّة ليس عن عائلاتهم وأحبائهم فحسب، بل عن العالم والرأي العامّ أيضاً.

وقد طالب بيان التحالف وموقّعوه بوقفٍ فوريّ لإطلاق النار والاستعادة الفورية للاتصال بالإنترنت في غزة ووقف استهداف البنية التحتية المدنية للاتصالات، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لدعم الاستعادة الفورية لخدمات الاتصالات في غزة وأي مناطق متأثرة أخرى، واحترام القانون الدولي والقانون الإنساني.

وعليه، يأتي هذا البيان ليضيء على انتهاك آخر لحقوق الفلسطينيين في غزة وهو انقطاع وسائل التواصل والإنترنت، يضاف إلى سلسلة من الانتهاكات تصل وفق العديد من المنظمات الدولية والخبراء الدوليين إلى حد الإبادة والتطهير العرقي. وفي حين يبدو هذا الانتهاك أقل جسامة من غيره إلّا أن من شأنه عمليا أن يسهّل ارتكاب الانتهاكات الأكثر جسامة من خلال ما يلقيه من ظلال عليها ويتيحُه من تعتيم. فكأنما يراد إطفاء الأضواء لإتاحة المجال أمام اكتمال عناصر الجريمة.