الشيخ الغنوشي يقدم تصوّرا ثوريا بشأن الاجهاض والمثلية


2015-04-05    |   

الشيخ الغنوشي يقدم تصوّرا ثوريا بشأن الاجهاض والمثلية

تداول الاعلام التونسي مقتطفات من الحوار الذي أجراه الصحفي الفرنسي “أوليفي رافانيلو” مع رئيس حركة النهضة الحزب الاسلامي التونسي الشيخ راشد الغنوشي[1]. وتسلط الجانب الأكبر من الاهتمام الاعلامي على اجابات  الشيخ راشد الغنوشي التي تعلقت بالسؤال حول موقفه من الاجهاض ومن المثلية الجنسية.

اكد الشيخ راشد الغنوشي في جوابه عن السؤال حول المثلية “أنه لا يمكن تصور عائلة برجلين أو بامرأتين، بل انه لا يمكن اعتبار ذلك زواجاً أصلاً من منظور المؤسسة الزوجية ومقارنته بزواج بين رجل وامرأة”، مردفا “أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال السماح باقتحام البيوت والتجسس على الغير فالحياة الخاصة تبقى خاصة دائما”. وذهب الشيخ الغنوشي إلى اعتبار ذلك مخالفا لكل الديانات السماوية التي ربطت في المؤسسة الزوجية بين جنسين مختلفين، لأن الغرض منها إدامة الحياة واستمرارية المجتمع البشري وهو أمر لا يسمح به هذا النوع من الزواج. وقد شدد على أن الإسلام وكل الديانات ترى ذلك غير طبيعي. وأضاف الغنوشي أنّ “القانون رغم هذا لا يتدخل في حياة الناس الخاصة وإنما ما يحكم الحياة الخاصة هو خيارات الناس التي سوف يحاسبون عليها أمام خالقهم”[2].

وبذلك، يسجل راشد الغنوشي من موقعه السياسي، وبالأخص من موقعه كأحد أبرز مفكري تيار الاسلام السياسي في المنطقة العربية، رفضا قد يكون الأول من نوعه لتجريم المثلية الجنسية، على اعتبار أن يشكّل تعديا على الحياة الخاصة للأفراد.

اما فيما يتعلق بالاجهاض، فقد اعتبر رئيس حركة النهضة أن الاجهاض يعدّ تعديّا على الذات البشرية داعيا الى ضرورة عدم السماح به. الا انه “لم يعبر عن رفضه الكلي للاجهاض، بل اوضح انه بامكان المرأة القيام بعملية اجهاض قبل ان يتطور الحمل ليؤكد انه يعتبر الاجهاض في أشهر متقدمة من الحمل بمثابة القتل”.

قدم المفكر الاسلامي الغنوشي تصورا يلائم بين مرجعيات فكره الاسلامي ومنظومة حقوق الانسان. فبدا متمسكا باحترام “خصوصية الحياة الفردية” من دون التخلي عن مرجعياته الفكرية. وقد أدى اجتهاده الى الاعتراف بحق مقيد في الاجهاض والى رفض تجريم المثلية، وهي افكار تكشف عن ثورة فكرية عميقة تميز مواقف زعيم تيار الاسلام السياسي التونسي وتستحق الوقوف عندها.

الصورة منقولة عن موقع journalistesfaxien.tn


[1]زعيم حركة النهضة التونسية و نائب رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين.
[2]الترجمة للنص الاصلي كما وردت. 
انشر المقال

متوفر من خلال:

جندر ، مقالات ، جندر وحقوق المرأة والحقوق الجنسانية ، تونس



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني