8 ضحايا و4 ناجين و40 عائلة مشرّدة في انهيار مبنى المنصورية: من المسؤول؟


2023-10-21    |   

8 ضحايا و4 ناجين و40 عائلة مشرّدة في انهيار مبنى المنصورية: من المسؤول؟

انتهت فجر اليوم السبت، 21 تشرين الأوّل 2023، عمليات البحث والإنقاذ في المبنى C من مشروع يزبك – حاموش في حي بدران  في منطقة المنصورية الذي انهار الإثنين الفائت، وفق بيانٍ أصدره الدفاع المدني. وانتهت حصيلة الضحايا إلى ثمانية هنّ: نجاة حاطوم والعاملة المنزلية المتعاقدة معها، ميراي وشيرين جابر، إنعام جرمانوس، رينيه متري، نهى عسيران جريصاتي ونيكول مطر،  فيما تمّ إنقاذ أربعة أشخاص هم ندى جرمانوس، رولا كندرجي، سمير وزوجته.

وفور وقوع الحادثة تمّ إخلاء ثلاثة أبنية من المشروع بناءً على إشارةٍ من النيابة العامة التمييزية، خصوصًا أنّ المبنى المنهار عاموديًا قد اتّكأ على المبنى المجاور له متسبّبًا بانهيار بعض شرفاته، لتتشرّد 40 عائلة ناجية، من دون أن يسأل أحد عنها. كلّ هؤلاء يؤجّلون اليوم حدادهم ومداواة جراحهم الجسدية والنفسية ولا يريدون سوى تحديد المسؤوليات ومعاقبة المقصّرين، أو المتسبّبين بالكارثة التي حلّت بهم.

وخلال عمليات البحث بين الأنقاض، وفي ظلّ تقاذف المسؤوليات بين البلدية والسكان وطرح أسئلة حول سلامة البناء المُشيّد في التسعينيات، تشكّلت لجنة من المهندسين والخبراء تضمّ مندوبين عن نقابة المهندسين والبلدية والمحافظة، لتقييم ما حصل وأسبابه، كما أفاد عضو بلدية المنصورية كميل جمال  في اتصال مع “المفكرة القانونية”.

وتابعت “المفكرة” مأساة انهيار المبنى منذ اليوم الأوّل، ووقفت على أوضاع العائلات سواء الناجية أو المنكوبة بفقدان أحبّائها، وتلك المهجّرة من المباني الملاصقة، الذين لم يغادروا الموقع تحت الأمطار الغزيرة، خصوصًا أنّ العائلات الأربعين المهجّرة أضحت بلا مأوى إضافة إلى سكان المبنى المنهار، ولم يتسنّ لبعضهم حتى إخراج أوراقهم الثبوتية. مع هؤلاء حضر مندوب من السفارة السريلانكية لمتابعة وضع العاملة Pamilada bondetch التي توفّيت مع صاحبة عملها حاطوم.

وحيدون في مواجهة المأساة

تعمّ حي بدران حالة من الغضب الشديد والشعور بالغبن والتخلّي، كلّ وفق “حجم خسارته ومعاناته”، من أهالي الضحايا إلى الناجين المشرّدين إلى سكان الأبنية المجاورة. يشكو الجميع تخلّي “الدولة” عنهم. فأهالي الضحايا فقدوا أحبابهم نتيجة الإهمال، وخصوصًا البلدية وفق ما أشاروا، أما سكان الأبنية المجاورة فتوزّعوا عند أقاربهم بلا ألبستهم وأوراقهم وحتى من دون كتب أبنائهم المدرسية، ولم يساعدهم أحد من بلدية أو هيئة عليا للإغاثة أو حتى وزارة الداخلية على تأمين مأوى لهم.

ويجمع أهالي الحي والناجون بأنّ المبنى خضع خلال هذا الصيف لأعمال تدعيم وترميم أحد أعمدته، حيث جرى صبّه بالباطون، وأنّ الجميع كان مطمئنًا لوضعه بعدما نفّذ شقيق رئيسة لجنة سكانها، الضحية نهى عسيران جريصاتي، التي قضت تحت الركام، أعمال الصيانة.

ولكن بحسب بعض سكان المبنى، لم تكشف البلدية على الأعمدة بعد الانتهاء من أعمال الصيانة، وتضاربت المعلومات في هذا الشأن حيث أفاد عنصر من البلدية “المفكرة” أنّ الأخيرة قد أنذرت الأهالي بضرورة إخلاء المبنى. وفيما أكد عضو البلدية كميل الحاج في اتصال مع “المفكرة “، أنه قام بانذار السكان خطيًا قبل إجراء عمليات الترميم وعبر وضع ملصق على باب المصعد، أنكر السكان تلقّيهم أي إنذار من قبل البلدية. وأرسل عضو البلدية لـ”المفكرة” صورة تُظهر الملصق التحذيري على المصعد، إلّا أنّ السكان أصرّوا أنّ هذا المصعد هو ليس مصعد المبنى الذي يسكنون فيه “كون زر ضغط مصعدهم هو على شكل دائري، أما البائن في الصورة فمربّع”. في موازاة هذا التباين في تحميل المسؤوليات، قال جميع من قابلتهم “المفكرة” إنّ عضو البلدية ذكّرهم بعد الانهيار أنّهم لم يستعينوا بالمتعهّد المعتمد من قبل البلدية “بيضلّ يقلنا شفتوا ما كنتوا تردّوا رحتوا جبتوا لي بدكم إيّاه”، وهذا ما يفيد بحصول حديث حول وضع المبنى بين الطرفين.

وقال بعض السكان الذين التقتهم “المفكرة” إنّهم اتصلوا قبل الانهيار بعضو البلدية كميل الحاج، بعد أن شاهدوا وضع الأعمدة المترهّل، وأعلموه بحال المبنى المستجد فكان جوابه “اصطفلوا انتوا جبتوا متعهّد من عندكم، ليصير فيكم مثل أطفال غزة”، ولم تسارع البلدية إلى نجدتهم أو التصرّف، كما قالوا.

ماذا حدث؟

تروي نيكول كندرجي، الوحيدة التي تمكّنت من الهرب من المبنى قبل سقوطه بلحظات، أنّ السكان سمعوا سمعوا صوتًا قويًا قبل الانهيار بساعات فظنوا أنّه صاعقة حيث كان الطقس سيئًا والأمطار تهطل غزيرة في ذلك اليوم. بعدها نزلت وجارتها الضحية شيرين جابر وهي عروس تزوجت قبل شهر من يوم الحادثة وكانت في زيارة لوالدتها، إلى الموقف لإخراج سيارتيهما الغارقتين بالمياه (وهو أمر معتاد لدى السكان مع بداية فصل الشتاء)، فوجدتا أنّ الأعمدة متشققة والحديد ملتوٍ، فهرعتا لإنذار بقية السكان، “ركضنا صرنا ندق على أبواب الجيران ونصرّخ: فلّوا من البناية بسرعة البناية عم توقع”. وأسفت كون بعض السكان تجاهل الأمر، فيما قرر البعض الآخر إحضار بعض من أغراضه، فصرخت لوالدتها تطلب منها “ترك كل شيء ومغادرة البناية فورًا”، ثم حملت كلبها وهرعت إلى الشارع. لم تمض ثوان حتى رأت المبنى ينهار عاموديًا، حيث سقطت الطوابق الثلاث العليا من دون أن تنهار فوق الثلاثة السفلى، ولم يتمكن أحد من الخروج.

 كلّ الضحايا من النساء

تسكن ميراي جابر في الطابق السفلي وأبت ابنتها شيرين (العروس، 26 عامًا) أن تهرب من دون اصطحاب أمها. شيرين وبحسب زوجها الذي عاد من اغترابه فور وقوع الحادثة يقول إنّها اتصلت به قبل دقائق تعلمه بأنّ البناية تنهار.

 يقول بيار شقيق شيرين وابن ميراي لـ “المفكرة” إنّه وحين كان يغادر المبنى صباح يوم انهياره لفته التواء الأعمدة وقضبان الحديد، فاتصل بوالدته وشقيقته يطلب منهما المغادرة، كذلك خابر عضو البلدية يعلمه بما يجري فأجابه “اصطفلوا انتوا جبتوا مهندس من عندكم رح يصير فيكم مثل أطفال غزة”. يكبت بيار غضبه من عضو البلدية ليؤكد أنّ سكان المبنى رمّموه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، متكبّدين نحو 300 دولار عن كل منزل، حيث دعّم المهندس أحد الأعمدة، وأبلغهم أنّ بقية الأعمدة بحال جيدة مبدئيًا، فيما لم تقم البلدية بإجراء أي كشف لاحقًا للتأكد من وضع التدعيم أو الترميم. يحاول بيار جاهدًا التماسك، ليركّز على المعلومات التي تفيد التحقيق وتحديد المسؤولين عن مأساتهم “ما تسأليني شي عن أمي وأختي ما بدي إبكي، أنا هلق بس بدي التحقيق بالحادثة”.

في الطبقة الأولى كانت تقطن الضحية نيكول مطر، بمواجهة شقة الضحية نجاة حاطوم، الجدّة التي تجاوزت الثمانين، والأم لشابين أحدهما مهاجر في كندا (مالك المنزل). يقول الجيران إنّ حاطوم لجأت إلى شقة ابنها في ظل الخوف من تمدّد الحرب على غزة إلى لبنان، هاربة من احتمال استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تسكن ريثما تهدأ الأمور. نقلت العائلة أساس المنزل مستعدة لإقامة طويلة شاء إهمال وضع المبنى أن ينهيها سريعًا. يعتبر محسن، ابن الحاجة حاطوم، كما يناديها سكان المبنى، في اتصالٍ لـ”المفكرة” أنّ ما حدث هو “قضاء الله وقدره، وأنه ينتظر انتهاء مراسم الدفن والعزاء ليتفرّغ لمتابعة مجريات المأساة وأسبابها”. ومع الجدّة حاطوم قضت أيضًا العاملة الأجنبية من الجنسية السريلانكية المتعاقدة معها منذ 26 عامًا. أكثر من ربع قرن قضتها في تحصيل رزق خصصته لإعالة عائلتها وتحسين ظروف حياتها. ولكنها قضت في هذه البلاد التي عاشت فيها أكثر من نصف عمرها.   

في الطبقة الثالثة كانت تقطن الضحية إنعام جرمانوس، هي والدة الناجية ندى جرمانوس التي تمكن الدفاع المدني من إنقاذها بعد سحبها من نافذة المنزل، نتيجة الانهيار العامودي ممّا سمح ببقائها على قيد الحياة. وكانت ندى تسمع صوت والدتها وهي تناديها لحظة انتشالها. والضحية إنعام، بحسب أهالي الحي، سيدة مسنة تسكن في الحي منذ سنوات طويلة، وغالبًا ما رأوها برفقة ابنتها ندى.

في الطبقة الرابعة تقطن الضحية رينيه متري، التي تقول نيكول إنّها كانت لتنجو لو بقيت في منزلها حيث لم يهبط سقف منزلها، إلّا أنّها توفيت على الدرج بينما كانت تحاول الهروب.

في الطبقة الخامسة تقطن مدرّسة اللغة الفرنسية نهى عسيران التي ربّت شابين، وتشتهر في الحي بنخوتها وشجاعتها. ذهبت، كما صباح كل يوم، إلى مدرستها، إلّا أنها غادرت عملها فور معرفتها بأنّ حال المبنى ليس جيدًا، لتلاقي المهندس، شقيقها، الذي قام بعملية الترميم.

ضحايا موت وضحايا تهجير

لا يقتصر ضحايا المبنى المنهار على من قضوا نحبهم، فهناك حوالي 40 عائلة تهجرّت من المباني الثلاث التابعة لمشروع “يزبك – حاموش” بعد إخلائها. وجد هؤلاء أنفسهم في العراء. تقف لينا فاخوري أمام المبنى حيث أخلت شقتها، بانتظار منحها الإذن للصعود وإحضار بعض الأغراض. تخبرنا أنّها يوم مأساة جيرانها، هربت مع أولادها، الذين كانوا متغيّبين عن مدرستهم بسبب مرضهم، بثياب النوم: “كان الكل عم يصرخ ويقول اهربوا، اركضوا، حسينا كأن صاير هزة أرضية ما عرفنا شو صار، وصلنا عالمدخل كله دخان أبيض ما قدرنا نقشع بعض”. تقول فاخوري إنّها تأخرت لتدرك أنّ هناك انهيار مبنى. بعد يومين من سكنها في منزل عائلة زوجها، مُنحت الإذن بالدخول لدقائق لجلب بعض الأغراض “ركضت مع زوجي ع بيتنا، حطينا شراشف كبيرة وصرنا نكدس تيابنا وتياب أولادنا عشوائيًا، كنّا مرعوبين خايفين تهبط علنيًا البناية”. تؤكد فاخوري أنّ أولادها ما زالوا تحت الصدمة، وأنها لم ترسلهم إلى المدرسة آسفة على منزلها الذي سددت ثمنه عبر قرض “بطلوع الروح”. عملت طوال حياتها وزوجها من أجل ذلك، وكم كانت سعادتها عندما سدّدته بالكامل، لتتهجّر منه اليوم، من دون أن تعرف مصيرها “ما حدا سائل عنا”.

من جهته، غادر فادي سعد منزله أيضًا على عجل إثر اتصال البلدية لتعلمه بوجوب الإخلاء فورًا. يطالب عبر “المفكرة” “الدولة بتحمّل مسؤولياتها تجاه الأهالي”، فهو لا يريد “أي مساعدة من راعي كنيسة أو من شيخ”، ولا يريد “حسنة من أحد، أنا مواطن وعلى الدولة احتضان أبنائها”. ويؤكد سعد أنّ أحد نوّاب المنطقة جاء وأعطاه رقم أحد رجال الدين الذي يقوم بتأمين المساعدة فأجابه “شو أنا عم بشحد إعاشة، أنا بدي الدولة تتحمل مسؤولياتها”، فأجابه النائب “الدولة وضعها خرا”، فرد سعد ” إنت نائب بهالدولة الخرا”. وأضاف أنّه بات يتمنّى ولو للحظات لو أنّه نازح كي يجد خيمة تأويه، “النازحين عندهم سقف يناموا تحته وبتوصلهم المساعدات كلها، صرت إتمنى لو أنني نازح، خصوصًا مش عارفين أيمتى محنتنا بتخلص، شو منضل عايشين عند القرايب وأنا وزوجتي مرضى نحتاج لعناية طبية خاصة؟”. ويرى سعد أنه كان على البلدية تحمّل مسؤولياتها وإجراء كشف بعد انتهاء عملية التدعيم والترميم للتأكد من سلامة المبنى.

يقول ريمون نعمة، المهجّر من منزله أيضًا، إنه بات وعائلته المؤلفة من أربعة أفراد مشرّدين عند أقاربهم “كل الناس همّها على قدّها، أنا قاعد عند إختي، ومرتي عند خيها والأولاد أوقات معها وأوقات عند رفقاتهم”، ويضيف أنّه لم يتمكّن من إخراج أي شيء من أغراض منزله الذي كلّفه “الغالي والرخيص”، محمّلًا المسؤولية لبلدية المنصورية وبلدية عين سعادة اللتين لا تراقبان البناء العشوائي ولا تمنعاه، ولا تحرصان على تصريف جيّد وفعّال للمياه في منطقة تتميز بكثير من المنحدرات والأراضي المنخفضة.  

فرضيات محتملة للسقوط

يتناقل أهالي الحي وأهالي الضحايا والناجون فرضيات عدة أودت بحياة أحبائهم وجيرانهم، هم يريدون الحقيقة ليتفرّغوا لحدادهم. يريدون أن يتحمّل المسؤولون عن كارثتهم وزر أعمالهم. ويُجمع سكان الحي على أنّ الأبنية كانت عرضة لتجمّعات مائية باستمرار، وأنّه لطالما امتلأت مرائبها بالمياه حد غرق سياراتهم. ويشرح إدمون نعمة، أحد سكان الأبنية التي تمّ إخلاؤها، أنّ مياه الشتاء الجارية من المرتفعات تصبّ كلّها في مواقف السيارات، وكان السكان قد قاموا بفتح مصرف لها نحو الوادي، إلّا أنّ بلدية المنصورية تدخّلت وحلّت الأمر عبر بعض الباطون (حافّة صغيرة) لتحويل المياه، إلّا أنّ هذه “الحافّة” لم تفي بالغرض، وفق نعمة، فـ “المياه تجري قوية كالنهر وتستقر في المواقف السفلية من دون تصريف وتغلغلت في أساسات الابنية، ومنها البلوك C المنهار، وهو آخر مبنى تجفّ عنه المياه.

ويتحدث السكان عن مؤشر آخر ناتج عن تحليل مبدئي لصور فوتوغرافية وفيديوهات تم التقاطها بكاميرا “درون”، تُظهر وجود فتحات عميقة في أساسات المبنى تبدو كالمغاور. وقال أحد المهندسين المعماريين لـ “المفكرة” بعد رؤية الصور، إنّه يرجّح أن “تكون المياه، وعلى مدى سنوات، قد جرفت التربة وفرّغت الأساسات ليصمد المبنى على “فراغ”. ورجّح أن يكون البناء قد شيّد على مجرى لمياه الشتاء “ساقية”، وهذا ما أكده أحد سكان المنطقة القدامي، الذي قال لـ” المفكرة” إنّه لطالما سمع “أنّه كان هناك ساقية من المياه قبل تشييد البناء”. وطلبت “المفكرة” من البلدية تأكيد الأمر من خلال المخططات الموجودة، إلّا أنّها لم تلق جوابا على ذلك.

ويقول البعض إنّ انفجار المرفأ في آب 2020 قد فاقم وضع البناء، وكذلك زلزال 6 شباط 2023 الذي وصل إلى لبنان بدرجات اقل من تركيا وشمال سوريا.

تتعدد الأسباب وأيضًا المسؤولين عن نكبة ثماني عائلات على الأقل خسر بعضها أحباءهم فيما سيحتاج الناجون إلى عمر طويل للخروج من الصدمة النفسية، فيما ما زالت 40 عائلة مشرّدة أيضًا من الأبنية الثلاث التي أخليت، فيما مؤسسات الدولة لم تصحُ على ما يبدو لغاية الساعة.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، الحق في الحياة ، الحق في السكن ، لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني