نساء لبنان يطالبن بحقهن بالجنسية: الهوية اللبنانية لا تباع ولا تشترى


2018-06-28    |   

نساء لبنان يطالبن بحقهن بالجنسية: الهوية اللبنانية لا تباع ولا تشترى

لم تكد نساء لبنان يخرجن من الشارع، حيث اعتصمن في أذار، شهر المرأة، للمطالبة بحقهن بمنح الجنسية لأسرهن، حتى عدن إلى الشارع نفسه بعد انكشاف أمر مرسوم تجنيس جديد يطال نحو 405 أشخاص من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية. أشخاص  لا تربطهم أي علاقة بلبنان سوى أن بعضهم من المحظيين أو ممن يملكون  المال.

احدث انتشار خبر مرسوم التجنيس نهاية آيار 2018 جدالاً عارماً ضج به لبنان، وطعنت به كتل نيابية، واحتدم النقاش  حول أحقيته، والأسباب والدوافع من ورائه. وبعد ثورة الغضب تنصل المسؤولون في الدولة منه، لتقاذفوا التهم وراء الجهة التي قامت بتمريره، فيما وجدت المرأة اللبنانية نفسها أمام خيار وحيد، وهو العودة الى الشارع للمطالبة بالحق بالجنسية.

وعليه نفذت حملة “جنسيتي كرامتي” اعتصاماً في ساحة رياض الصلح في بيروت، بتاريخ 24/6/2018  رفضاً لمرسوم التجنيس، وبمشاركة مئات الأمهات اللبنانيات وأزواجهن وأبنائهن “رفضا لتمرير مرسوم التجنيس الذي تستمر من خلاله الدولة بممارسة الظلم والقهر بحق الأم اللبنانية بمنحها جنسيتها لأولادها عبر منح الجنسية لغير المستحقين وغير أبناء الأم اللبنانية دون استثناء”. ووصف المشاركون والمشاركات المرسوم ب”غير العادل وغير المحق لأنه يعطي الجنسية  لأشخاص لا يربطهم بلبنان أي صلة، ويظلم الأم اللبنانية وأبناءها، هؤلاء الذين ولدوا وعاشوا في لبنان، وهم لبنانيّون مع وقف التنفيذ، لمجرد أنهم ولدوا من رحم أم لبنانية وأب غير لبناني”.

“أريد الذهاب الى المدرسة مثل باقي التلاميذ هذا حلمي”، هكذا يختصر الطفل  وليد حسنين وهبة  (14 عاماً)  هدف مشاركته في التظاهرة من أجل الجنسية. يقول:”أنا أمي لبنانية وأبي مصري، ولدت في لبنان وكل حياتي هنا لكنني أعجز عن الذهاب الى المدرسة لماذا لأنني لا أملك الجنسية وأنا فقير. قيل لي أنهم أعطوا الجنسية لمن يملكون المال، أنا أاحق من هؤلاء، فأنا أحب لبنان وأمي لبنانية . حرام عليهم يحرموني الجنسية بس لأني فقير؟”.

ترملت فاطمة عز الدين منذ 21 عاماً، غادر زوجها الأجنبي الحياة تاركاً وراءه طفلين تكفلت بهما أنهى  الأول  23 عاماً ويكاد الثاني يبلغ  22 عاماً، وهي تعاني وحيدة في تعليمهما وطبابتهما وفي تأمين إقامتهما في بلدها لبنان.تقول:” الجنسية حق لأولادي فهم ولدوا هنا ولا يعرفون بلاد والدهما وهم بحاجة للجنسية حتى يعيشا بكرامة”. ووجهت فاطمة نداء الى الرؤساء الثلاث ل”إحقاق الحق وإعطاء الجنسية لمن يستحقها”.

أما رندا قباني، فتشارك في المظاهرة رفضاً لمرسوم التجنيس الصادر وتقول:”الجنسية اللبنانية  لا تباع ولا تشترى، وإعطاء الأم اللبنانية حقها بمنحها لأولادها أهم بكثير”. وتمنت ندى على رئيس الجمهورية “بيّ الكل” أن يقدّر الأم اللبنانية فهي أهم ممن قام بتجنيسهم، وأولادها هم من دافعوا عن أرض الوطن”.

ويؤكد رئيس “حملة جنسيتي كرامتي” مصطفى الشعار  أن التحرك  يأتي على خلفية صدور مرسوم تجنيس، وإمكانية  صدور مراسيم أخرى. لقد تم  تجنيس 405 أشخاص بطريقة مبهمة، ولم نعرف أين قاموا بتقديم طلباتهم للحصول على الجنسية؟ فعندما ذهبت محامية الحملة الى وزارة الداخلية وسألت قالوا لها أن الداخلية لا تستقبل طلبات تجنيس، وكذلك الحال بالنسبة لرئاسة مجلس الوزراء والقصر الجمهوري،إذا أين توجه هؤلاء؟ وعلى أي أساس تم اعطاءهم الجنسية؟ ما هي الأوراق التي تقدموا بها؟”.

وهدد الشعار بالإعتصام المفتوح في حال “تطنيش” المطالب “في المرة المقبلة ستكون الخيم في الطرقات والمناطق. نحن بدأنا بالعشرات ثم أصبحنا بالمئات ثم بالآلآف، وهذه المجموعات تكبر أكثر فأكثر، ممنوع الاستمرار بالضحك على الأم اللبنانية بكلمات معسولة، فللمرأة  حقوق مثلما عليها واجبات”.

ولفت الى”وجود عدد  كبير من الإقامات المكسورة لأشخاص من أم لبنانية يعجزون عن تسوية أوضاعهم بسبب البدلات  المرتفعة التي تبلغ 300 ألف ليرة بالسنة”.

وأشار الشعار إلى أنه سبق للحملة أن اجتمعت مع الرئيس سعد الحريري عشية الانتخابات “ووعدنا أنه سيتبنى هذه القضية بعد الانتخابات، وقمنا بالتواصل مع أغلب النواب ودعيناهم إلى اعتصام اليوم، وكان هناك تضامن من قبل بعض النواب  وممن طعنوا بالمرسوم، ولكن في المقابل لم يتقدم أحد باقتراح قانون ليمنح المرأة اللبنانية الحق بالجنسية”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، جندر وحقوق المرأة والحقوق الجنسانية



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني