مقتل ثلاث سيّدات وفقدان 5 في انهيار مبنى في المنصورية


2023-10-17    |   

مقتل ثلاث سيّدات وفقدان 5 في انهيار مبنى في المنصورية

“الحاجّة”، هكذا أطلق جيران مجمّع يزبك 10 السكني في حي بدران بالمنصورية على السيّدة المسنّة التي سحب عناصر الدفاع المدني جثتها عند الثانية فجرًا من تحت الأنقاض بعدما انهار المبنى الذي تسكنه عاموديًا عليها وعلى ثماني نساء أخريات عند الثانية والنصف من بعد ظهر أمس الإثنين، ليُسجّل سقوط ثلاث ضحايا بعد سحب جثة السيدة إنعام عند الساعة 11:30 من ليل أمس بعد إنقاذ ابنتها ندى حيّة معافاة بعد الظهر وسحب جثة سيدة ثالثة صباح اليوم.

أراد أبناء “الحاجّة” تجنيبها التوتر والخوف من احتمال أي قصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية فاستأجروا لها شقة سكنتها مع العاملة المنزلية. لا يعرف السكان اسمها كونها قدمت قبل يومين فقط هاربة من احتمال الموت ليلقاها الأخير في ما اعتبرته ملجأ لها. 

وأصدرت المديرية العامة للدفاع المدني بيانًا قبل قليل أعلنت فيه أنّ “عناصر من الدفاع المدني، انتشلوا في هذه الاثناء، جثة مواطنة من تحت ركام المبنى الذي انهار أمس في منطقة المنصورية، ما يرفع عدد الضحايا إلى ثلاثة”.

هنا في حي بدران لا يزال سكان المبنى وجيرانهم الذين تمّ إخلاؤهم من ثلاثة أبنية ملاصقة للمبنى المنهار واقفين على أقدامهم منذ سقوط المبنى عاموديًا بطريقة أبقت على الطبقات الثلاثة العليا جاثمة فوق الطبقات الثلاثة السفلية مع موقف السيارات حيث تعلقُ صبيّتان في سيارة حتى هذه اللحظة. 

مساء الاثنين عند انتشال الجثث

مع الصبيّتين ما زالت العاملة المنزلية المتعاقدة مع “الحاجّة” تحت الركام وبالقرب من شقتهما تمّ فتح كوّة يحاول الدفاع المدني المرور منها للوصول إلى ميراي وابنتها شيرين، العروس التي تزوّجت قبل شهر و10 أيام وجاءت أمس لزيارة والدتها. أما فيليب الذي ينتظر مع ابنه مصير زوجته العالقة بين سفرة درج الطابق الأول وموقف السيارات فيصرخ منهارًا على كلّ من يتحدث إليه في أيّ أمر. 

وفيما أكد عنصر من بلدية المنصورية  لـ “المفكرة القانونية” أنّ البلدية أنذرت السكان قبل أربعة أشهر بأنّ المبنى معرّض للانهيار، يقول هؤلاء (السكان) إنّهم طلبوا من البلدية إثر الهزّة الأرضية التي أعقبت زلزال 6 شباط 2023 الكشف على المبنى ولكن ذلك لم يحصل. 

وإثر انهيار المبنى أخلى الدفاع المدني ثلاثة مبان ملاصقة له في المشروع نفسه، خصوصًا أنّ المبنى المنهار قد مال على البناية المحاذية له واتكأ عليه وربما هذا ما حال دون وقوعه بالكامل.

انهار مبنى يزبك 10 على رؤوس ساكنيه في بلد لا أحد يراقب فيه معايير بناء المجمّعات السكنية التجارية، حيث يقال إنّ المبنى شُيّد على ردميات، أي لا أرض صلبة تحته، كما أنّه ليس قديمًا بل شُيّد في التسعينيات وهو ما يدفع السكان للمطالبة بتحقيق جدّي وشفاف في انهياره. كل ذلك وسط تقاذف المسؤوليات خصوصًا أنّ وضع المبنى السيئ فاقمته المجاري المائية التي تُغرق الشوارع وتفيض نحو المباني المنخفضة. 

وعند وقوع الكارثة يأتي عناصر الدفاع المدني ليقاتلوا باللحم الحي بلا معدات حديثة وبلا حماية كافية “علينا 70% خطر بس ما منترك الناس”، يقول أحد هؤلاء لـ “المفكرة”، فيما يعتبر العميد ريمون خطار، مدير المديرية العامة للدفاع المدني إنّ الوقت والظرف غير مناسبين للحديث عن هذا الأمر.

عناصر الدفاع المدني تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض صباح يوم الثلاثاء
انشر المقال

متوفر من خلال:

الحق في الحياة ، الحق في السكن ، لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني