مسرحية تونسية تثير الجدل مجددا حول مفهوم المس من المقدسات


2017-02-20    |   

مسرحية تونسية تثير الجدل مجددا حول مفهوم المس من المقدسات

أثار عنوان المسرحية التونسية “ألهاكم التكاثر – fausse couche” المنتجة من قبل المؤسسة العمومية المسرح الوطني الجدل مجددا حول موضوع “المس من المقدسات” بعد أن قام المجلس النقابي الوطني للأئمة وإطارات المساجد المنضوي تحت المنظمة التونسية للشغل بتاريخ 16-02-2017 بإرسال محضر تنبيه عن طريق عدل تنفيذ منبهين مؤسسة المسرح الوطني إلى ضرورة تغيير عنوان المسرحية ورفع معلقتها الإشهارية نظرا لما “فيما من مساس بالمقدسات الدينية إذ أنها تمثل الآية الأولى من صورة التكاثر ولا يمكن أن تكون عنواناً لمسرحية راقصة إذ أن قدسية القرآن خط أحمر لا يمكن المساس به واستعمال آيات قرآنية كعنوان لمسرحية راقصة”، وذلك حسب ما ورد في محضر التنبيه.

اضطر مخرج المسرحية نجيب خلف الله إلى حجب العنوان المثير للجدل والاكتفاء بالعنوان المكتوب باللغة الفرنسية مقدما اعتذاره مصرحا بأنه “مسلم ويحترم النص القرآني ولم يكن يبحث عن إستفزاز مشاعر المواطنين”[1]. فيما وصف مدير المسرح الوطني قرار المخرج بأنه غير صائب رغم احترامه له مضيفا أنه قام برفع قضية استعجالية ليبت القضاء في هذه المسألة[2]. في الطرف المقابل، كان الإمام رضا الجوادي الإمام السابق لجامع اللخمي بصفاقس أحد أبرز المعارضين لعنوان المسرحية إذ دون على صفحته في الفايسبوك معتبرا “لباس النساء في الصورة مخالف للشريعة الإسلامية والصورة المصاحبة للآية القرآنية غير أخلاقية، إذ تُصوّر نساء بلباس مخالف للباس الشرعي الذي ينص عليه الإسلام وغير محترم وهنّ يرقصن مع رجال ويلتصقن بأجسادهم” معتبرا أنها استفزته.

محضر تنبيه مرسل إلى المسرح الوطني

في نفس السياق لم يصدر إلى حد اللحظة أي موقف رسمي من قبل مؤسسة الإفتاء الرسمية بالجمهورية التونسية. وفي انتظار حسم القضاء في مسألة القضية الاستعجالية، فإنه من المؤكد أن تبعات عدم الحسم في مفهوم “المس من المقدسات” وبقاءه مفهوما هلاميا سيلقي بظلاله على هذا الجدل خاصة في ظل الاختلاف بين التيار المحافظ والتيار الحداثي في تونس وفي ظل التخوف الذي أبداه عدد من الفنانين من إستعمال هذا المفهوم كوسيلة للتعدي على حرية الإبداع الفني والثقافي والحد من الحريات بشكل عام.

وينص الدستور التونسي في هذا الإطار في فصله 6 على أن: “الدولة راعية للدين كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدسات ومنع النيل منها كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف والتصدي له.”وهو الفصل الذي ورد عاما دون تحديد لما هو مقدس باستعماله لمفهوم “المقدسات” كمفهوم فضفاض سهل التطويع.

 


[1]   تصريح لإذاعة موزاييك – 18-02-2017.
[2]  ردّ المدير العام للمسرح الوطني التونسي – نشر بصفحة المسرح الوطني التونسي على شبكة الفايسبوك بتاريخ 19-02-2017.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، تونس ، حريات عامة والوصول الى المعلومات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني