قوى التغيير تكتسح انتخابات الأميركية: “فوز تاريخي” للمستقلّين وتراجع للنادي العلماني


2021-10-19    |   

قوى التغيير تكتسح انتخابات الأميركية:  “فوز تاريخي” للمستقلّين وتراجع للنادي العلماني
قبل أيام من الانتخابات (موقع الجامعة الإلكتروني)

تمكّنت قوى التغيير الطالبية من إخراج أحزاب السلطة  من انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت للسنة الثانية على التوالي. ومع خروج الأحزاب من المعركة الانتخابية، انحصرت المنافسة بين النادي العلماني الذي خاضها تحت لائحة “الخيار الجامعي”، رافعاً شعار “المعركة مستمرّة”، وبين مجموعة من طلاب مستقلين انتظموا  تحت لائحة “التغيير يبدأ هنا”.

وعليه اكتسحت المعارضة  في انتخابات الأميركية تمثيل المجلس الطالبي بـ73 مقعداً من أصل 75. فيما فازت في لجنة الأساتذة والطلاب حاصدة 18 مقعداً من أصل 20 موزّعاً على سبع كليّات.

وتوزّعت المقاعد الـ18 للجنة على مجموعة “التغيير يبدأ هنا” التي حققت “فوزاً تاريخياً”، بحسب رئيسة مجموعة المستقلّين صبا مروّة، وحصدت 13 مقعداً من أصل 19 ترشحت إليها. أما النادي العلماني، فخلافاً لمّا توقّع، لم “يوفّق” في الانتخابات، كما تقول نائبة رئيس النادي في الأميركية آية  قاسم، بعد أن فاز بخمسة مقاعد من أصل 19 ترشح إليها، متراجعاً أربعة مقاعد عن العام الفائت (حصد يومها 9 مقاعد من أصل 19، وكان الفائز بأكبر عدد من المقاعد). “لكننا سنحارب من خلال المقاعد الخمسة التي حصلنا عليها من أجل حقوق الطلاب، وسنعمل جاهدين لزيادة عدد المقاعد في الاستحقاق الانتخابي في السنة المقبلة”، بحسب آية.

وجاءت النتيجة في انتخابات مجلس الطلاب الذي يضم 75 مقعداً على الشكل الآتي: “53 مقعداً للائحة “التغيير يبدأ هنا”، و20 مقعداً للنادي العلماني، ومقعدين اثنين لمستقلّين”.

وتجري انتخابات لجنة الأساتذة والطلاب في الأميركية (USFC) وفقاً للنظام النسبي، حيث ينتخب الطلاب لوائح ويختارون صوتاً تفضيلياً. أما انتخابات مجلس الطلاب (SRC) فتجري وفقاً للنظام الأكثري، حيث ينتخب الطلاب مرشحاً واحداً ويفوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

وكانت مفاوضات جرت بين الطرفين لتشكيل لائحة واحدة بين المستقلّين والنادي العلماني، لكن الأمر لم ينجح “فنحن لا نتفق على كلّ المبادئ، كما لدينا توجهات وبرامج انتخابية مختلفة، لذلك لن يكون صوتنا واحداً”، كما تؤكد آية قاسم، علماً أنّ مجموعة “التغيير يبدأ هنا”، لم تمانع المشاركة في لائحة انتخابية واحدة لأنّ “توجّهنا واحد”، بحسب صبا مروّة. رغم ذلك كلّه، يؤكد الطرفان أنّ “الفوز بـ 18 مقعداً يعود للطرفين، كونهما يقفان في وجه أحزاب السلطة”.

الأحزاب تقاطع الانتخابات

باستثناء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي خاض المعركة الانتخابية بمقعد واحد فاز به في إطار لائحة “التغيير المتنوّع”، اختفت الأحزاب عن الواجهة في انتخابات المجلس الطلابي ولجنة الجامعة للأساتذة والطلاب. ورداً على ما أشيع في الجامعة حول “ترشيح الأحزاب السياسية حزبيين تحت مسمّى مستقلين بسبب خوفهم من الخسارة وإحراجهم من الطلاب من جهة، وتحضير حركة أمل لائحة بمرشيحها قبل أن تنسحب من الانتخابات من جهة ثانية”، يقول مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل علي ياسين “للمفكرة” إنّ “حركة أمل وجميع الأحزاب، باستثناء الحزب السوري القومي الاجتماعي، قاطعت الانتخابات هذا العام، ولم نحضّر في حركة أمل لوائح على الإطلاق”. لماذا انسحبت “أمل” من المنافسة؟ لا يخفي ياسين “أنّنا عرضنا على حزب الله خوض الانتخابات تحت لائحة واحدة، وعندما رفضوا قرّرنا الانسحاب لعدّة أسباب: أوّلها، لكي لا نكون الحزب الوحيد الذي يقف في وجه مستقلّين، ولصعوبة الفوز من دون التحالف مع حزب آخر في ظل نظام انتخابي نسبي”.

بدوره، فاز الطالب مصطفى مروّة بمقعد واحد ترشح إليه ضمن لائحة “الأبطال الخارقون”. وبعد فوزه أشار النادي العلماني إلى انتمائه (انتماء مروّة) لحزب الله، فأصدر الأخير على إثره بياناً كذّب فيه “الإشاعات” التي صدرت عن النادي العلماني “بهدف تبرير خساراته العلنية على الملأ”، كما جاء في البيان. وأكّد مروّة على استقلاليته عن أي حزب سياسي أو ناد ثقافي جامعي، مشيراً إلى أنّ “نجاحه نابع من استقلاليته وشعبيته”.

الطلاب يطّلعون على لوائح المرشحين (موقع الجامعة الإلكتروني)

الجامعة تحرم طلّاباً من الاقتراع

جرت عملية التصويت إلكترونياً عن بعد واستمرّت من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصرا نهار الخميس 14 تشرين الأول، تزامناً مع أحداث الطيونة، لكن إدارة الجامعة لم تؤجّل الانتخابات، وهو ما انتقدته نائبة رئيس النادي العلماني في الجامعة آية قاسم، “فالناس كانت ملتهية بالأحداث التي تجري وخسرنا بذلك أصواتاً انتخابية عديدة”.

لا يعترض النادي العلماني على قانون الانتخابات ولا على آلية التصويت، وإنّما على “أداء الإدارة في ما خصّ العملية الانتخابية والذي يؤدّي إلى حرمان البعض من الاقتراع”. كيف يحصل ذلك؟ تجيب آية قاسم: “إلى جانب عدم تأجيلها للانتخابات على خلفية الظروف الصعبة التي حصلت نهار الخميس، وحدوث عطل تقني استمرّ للساعة الخامسة فيما توقفت عملية التصويت عند الساعة الرابعة”. كذلك يعترض النادي العلماني بشدة على تحديد الجامعة من يحق له الاقتراع وممارسة حقه الانتخابي بناء على تسديده للأقساط الجامعية، وترى أنّه “يهدّد العدالة بين الطلّاب في العملية الانتخابية”. إذ حرم من الاقتراع من لم يسدّدوا المبلغ الذي حددته الجامعة من القسط، ومن رفعوا دعوى قضائية على الجامعة على خلفية إلزامها بتحصيل الأقساط على السعر الرسمي للدولار ويسدّدها عند كاتب العدل، و”كأنّ صوت الفقير غير مهم”.

إلى ذلك، وقبل يومين من الاستحقاق الانتخابي، رفضت إدارة الجامعة طلب ترشيح إحدى مرشحات النادي العلماني في كلية الزراعة بحجّة أنّ الإدارة وجّهت لها إنذاراً العام الفائت. تتساءل آية عن سبب “تضييق الجامعة على المرشحين”، فـ”الطالبة حصلت على إنذار غير رسمي ما يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات كغيرها من الطلاب، وقد شاركت السنة الماضية في كافة النشاطات، ما الذي تغيّر هذا العام؟”.

تقاطع البرامج الانتخابية حول تحسين أوضاع الطلاب

يلتقي البرنامج الانتخابي لكلّ من النادي العلماني ومجموعة “التغيير يبدأ هنا” عند هدف أساسي، هو تحسين أوضاع الطلاب في الجامعة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمرّون بها. وتندرج تحت هذا الهدف نقاط عدة أهمها إيجاد حل لمسألة الأقساط التي حددتها الجامعة بسعر صرف الدولار 3900 ليرة من خلال نقاشات مع إدارة الجامعة والسعي لضمان عدم زيادة إضافية على الأقساط. كما يسعى أعضاء المجلس الطالبي لإيجاد حل لأزمة النقل وصعوبة وصول عدد كبير من الطلاب إلى الحرم الجامعي. يقترح النادي العلماني إمكانية تفعيل التعليم عن بعد، فيما مجموعة “التغيير يبدأ هنا” ستناقش اقتراح تأمين النقل المشترك للطلاب.

إلى جانب حل مسألة الأقساط، هناك مسعى ثانٍ يطرحه النادي العلماني في برنامجه الانتخابي، وهو “تحويل الجامعة إلى مساحة تتسع لجميع الفئات على اختلافهم، سواء كانوا إناثا، لاجئين، مثليين وغيرهم من الأقليات والمهمشين في المجتمع اللبناني”، كما تقول آية قاسم. أما مجموعة “التغيير يبدأ هنا”، فلا تحصر أهدافها بتحقيق مطالب الطلاب داخل الجامعة، وحدّدت في برنامجها الانتخابي مهمة “نشر الوعي السياسي ضد أحزاب السلطة في صفوف الطلاب لخلق جيل واع سياسياً يعرف جيداً أنّ الطبقة السياسية هي المسؤولة عمّا نمرّ به اليوم من أزمات وتدهور الأوضاع على شتى الأصعدة”، وفق صبا مروّة.

يذكر أنّ مجموعة “التغيير يبدأ هنا” أسّسها طلاب في الجامعة الأميركية في بيروت في 18 تشرين الأول من العام 2019، أي بعد يوم واحد على اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول. خاضت هذه المجموعة الاستحقاق الانتخابي في الجامعة لأوّل مرّة في العام الماضي، وحصلت على 6 مقاعد من أصل 19. هذه السنة، حققت مجموعة المستقلين فوزاً كبيراً تعزوه صبا مروّة إلى “مزيج من أفكار انتفاضة 17 تشرين وقيمها، ووعي سياسي تراكمي لطلاب أدركوا من يمثلهم سياسياً فعلياً ويستحق أن يضعوا ثقتهم عنده”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، أحزاب سياسية ، حرية التعبير ، الحق في التعليم ، لبنان ، حراكات اجتماعية ، الحق في الصحة والتعليم ، انتفاضة 17 تشرين



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني