11شهيدًا ومفقودان وعشرات الجرحى للصحافة في غزة: “نتعهّد بتغطية الحرب حتى آخر قطرة دمّ”


2023-10-12    |   

11شهيدًا ومفقودان وعشرات الجرحى للصحافة في غزة: “نتعهّد بتغطية الحرب حتى آخر قطرة دمّ”
المصدر: حسابات زملاء الشهداء على تويتر

“قتل الكثير منهم في الشوارع أثناء العمل، لا كهرباء ولا ماء ولا إنترنت، والبعض يخشى ترك أسرته تحت القصف ويريد الموت معها فحسب”، بهذه الكلمات وصّف الصحافي الفلسطيني عرفات الحج حال زملائه الذين “قد يعلنون توقفهم عن التغطية لعدم قدرتهم على الاستمرار”، بحسب صرخة نشرها على موقع X (تويتر سابقًا) يوم أمس الأربعاء. كلام الحج لم يأت من فراغ إذ أُحصي حتى الساعة استشهاد 11 صحافيًا في غزة وجرح عشرين بإصابات متفاوتة واعتبار صحافيين اثنين في عداد المفقودين. وبعضهم أبيد مع عائلاتهم ليُشطبوا من سجلّات القيد، أحدهم الصحافي أحمد شهاب الذي استهدف منزله خلال كتابة هذا المقال. وعليه، لا نعرف كم من الإعلاميين سيسقطون شهداء قبل نشره.

ينضمّ هؤلاء الصحافيين إلى قافلة من عشرات شهداء الصحافة الفلسطينيين الذين تمرّست إسرائيل في استهدافهم وبلغوا خلال 22 عامًا (من 2000 ولغاية 2022) 55 صحافيًا وصحافية، آخرهم مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، عدا عن مئات الجرحى والمعتقلين. ودائمًا تستهدف إسرائيل الصحافيين في حروبها على القطاع، إذ سبق لها أن قتلت 16صحافيًا فلسطينيًا، إضافة إلى الصحافي الإيطالي سيموني كاميلي (أسوشيتد برس)، خلال عدوان 2014 على غزة، الذي استمر 51 يومًا، فيما قتلت خلال عدوانها الحالي أكثر من نصف هذه الحصيلة حتى الآن، خلال الأيام العشرة الأولى فقط. وهو ما يثبت أنّ هذا العدوان هو الأعنف والأكثر بطشًا على غزة وفق ما أكده جميع الصحافيين في غزة الذين تواصلت معهم “المفكرة القانونية”.

وطال الاستهداف الإسرائيلي أيضًا مؤسّسات إعلامية حيث قصفت إسرائيل يوم الثلاثاء 10 تشرين الأوّل برج حجّي غربي غزة، وهو يضم مكاتب إعلامية عدّة، كما أبلغ عن قصف أو تدمير 50 مقرًّا لمؤسسة صحافية، فيما أخليت أماكن عمل المؤسّسات الإعلامية كافة خوفًا من القصف المتعمّد. وقد هدمت بشكل كلّي أو جزئي عشرات منازل الصحافيين،  ونحا المراسلون الأجانب إلى العمل من الفنادق. كما قصف الاحتلال الإسرائيلي أبراج الاتصالات، وقطع الكهرباء والمياه والغذاء عن القطاع. وأعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين يوم الخميس الماضي أنّ مؤسسات إعلامية في غزة بدأت تتوقف عن العمل “بعد نفاد الوقود لتشغيل الكهرباء فيها وانقطاع الإنترنت بشكل شبه كامل عن القطاع”، استكمالًا لعزله بشكل نهائي. ويأتي قتل الصحافيين وحصارهم وشلّ عملهم ليكتم الكلمة والصوت والصورة ووحشية العدوان الذي يدمّر غزة وأوقع لغاية هذه اللحظة أكثر من 1200 شهيد و5600 جريح، وفق وزارة الصحة في القطاع. وعلى خط موازٍ، قدّم وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي خطة تقضي بإغلاق تغطية شبكة الجزيرة استنادًا إلى قوانين الطوارئ.

لكن برغم هذا الاستهداف، يصرّ صحافيو غزة، وفق ما أكدوا لـ “المفكرة”، على استكمال “أمانتهم في نقل مجازر العدوان”. لا بل لمسنا تكثيفًا في نقل صورة الضحايا من أطفال ونساء ومدنيين، بينما كان دمار القصف الإسرائيلي وغباره يغطي لغاية صباح أمس الأربعاء، على الصورة الإنسانية لفظاعة ما يحصل. “المفكرة” تروي فصولًا من حكايات شهداء الواجب، زملاء المهنة لكي لا يبقوا هم أيضًا مجرّد أرقام. سنروي حكاياتهم بما تمكنّا من جمعه عن محمد الصالحي، إبراهيم لافي، أسعد شملخ، محمد جرغون، هشام النواجحة، سعيد الطويل، محمد صبح، أحمد شهاب ومحمد فايز أبو مطر، على أمل أن نكتب قصة نجاة الصحافيين المفقودين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد عند تحريرهما من قبضة الاعتقال.

4 شهداء صحافيين في الساعات الأولى للعدوان

سقط محمد الصالحي، أوّل شهداء الجسم الصحافي الفلسطيني في العدوان يوم السبت، في الساعات الأولى لبدء الهجوم على غزة. قتل محمد شرق البريج وسط القطاع، بنيران إسرائيلية، خلال تغطيته الصحافية لصالح “وكالة السلطة الرابعة” عند حدود القطاع. قضى محمد متشبّثًا بكاميرته، ولفظ أنفاسه الأخيرة تحت عدسات البثّ المباشر، ليُلقب بـ “الشهيد الأوّل”. تنتهي القصة هنا للجمهور العربي والعالمي الذي يتابع أخبار الحرب، لكن لمحمد أكثر من لقب، وحتمًا ليس رقمًا. هو بالنسبة للغزّاويين، ذلك المصوّر الذي تطاردهم عدسته ليوثّق أحوالهم في سلمهم وحربهم. وهو بالنسبة لزملائه، الشاب الشغوف بمهنته إلى حدّ الاندفاع نحو الحدث فور حصوله، والزميل الذي ولد وترعرع في مخيم البريج على السياج الفاصل مباشرة، فبات هذا السياج موضوع صوره. وبالنسبة لزوجته مايا نعمة، الشابة العشرينية، محمد هو الحبيب الذي تزوّجته بعد 15 أسبوعًا من الخطوبة، وأطفأت معه الشمعة الأولى لذكرى زواجهما في العاشر من آب الماضي. احتفلت مايا بعيد ميلاد زوجها في منتصف أيلول وكتبت له، وهي اللاجئة مثله في أرضها: “اكتفيتُ بك وطنًا فلا أمان غيرك، واكتفيت بك نبضًا فلا حياة لي إلّا بقربك”. اليوم تنعى مايا زوجها، ذاكرة لأصدقائه أنّ منبّه جوّاله لا يزال يرنّ يوميًا على توقيت عمله، لتجد نفسها تقول له: “يلا يا عمري إصحى ع دوامك منبّه جوالك بيرن”.

المصور الصحفي محمد الصالحي

ويوم السبت عينه، وفيما كان العالم يتابع أحداث فلسطين، متلهّفًا لمعلومة أو صورة عما يدور في غلاف غزة، كان إبراهيم لافي واقفًا بسترته الصحافية عند حاجز بيت حانون/إيرز، حين أغارت طائرة حربية إسرائيلية على مكان تواجد الصحافيين قبالة الحاجز. وقُتل إبراهيم، الصحافي الشاب الذي كان يعمل مصوّرًا لصالح “وكالة عين ميديا”، عن عمر 21 عامًا، وهو لا يزال في بداية مشوار حياته، هو الذي كتب يومًا: “خُلقت في معركة مع الحياة، إمّا تتحداها وتفوز، وإمّا تستسلم وتخسر”. إبراهيم، أو “وطن” كما كان يناديه أصحابه، كان صحافيًا مولعًا بوطنه ومندفعًا في مهنته، لا يسمح لمصاعبها بالنيل من روحه المرحة. تتذكر الصحافية الفلسطينية يارا عيد، إبراهيم اليوم “الصديق الداعم والصحفي الشجاع والمصوّر الموهوب والأخ الذي لم تلده أمي”.

آخر صورة التقطت للصحفي إيراهيم لافي يوم السبت قبيل ساعات من استشهاده

وفي الغارة على الحاجز عينه، أصيب 10 صحافيين بإصابات مختلفة، فيما فقد الاتصال مع المصوّرين الصحافيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد. وتمكّنت أسرة وزملاء نضال من التعرّف عليه في لقطات فيديو بثّها الإعلام الإسرائيلي توثق أسر الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الفلسطينيين. وقد طالبت منظمة “المنتدى الاجتماعي التنموي” الفلسطينية غير الحكومية “الأمم المتحدة واللّجنة الدّولية للصّليب الأحمر والمُنظمات الحقوقية والدولية بالتدخّل” لمعرفة مصير المصوّر الشغوف ذي الـ 25 عامًا، الذي كان يعمل لصالحها، واصفة إياه بأنّه “معروف بمهنيّته القصوى”.

يوم السبت أيضًا، ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر منذ العام 2007، استمرّت الغارات الإسرائيلية بحصد المزيد من الصحافيين. فرضت النيران القادمة من السماء على زملاء الصحافي في وكالة “سمارت ميديا” محمد جرغون توديعه مرة أخيرة، خلال تغطية المجازر الإسرائيلية شرقي رفح، من دون أن تسنح الفرصة نفسها لطفلته ذات العامين. طفلة محمد ستكبر، كما يقول أحد زملائه، على إرث والدها، بوصفه، رغم عمره القصير الذي لم يتجاوز 24 عامًا، صحافيًا نشيطًا كرّس قلمه لرواية قصة غزة، وقبلها ناشطًا طلابيًا برز بين أقرانه في المجموعات التقدّمية في جامعات القطاع.

الصحفي الفلسطيني محمد جرغون

هكذا نُكِب الجسم الإعلامي الفلسطيني بأربعة شهداء في الساعات الأولى للحرب، ليحمل اليوم الثاني، نهار الأحد، خبر استشهاد الصحافي أسعد شملخ. نجا أسعد مرّات عدّة فيما كان يتنقّل بين شوارع غزة، في إطار تغطية الحرب، ومجازرها، قبل أن يقصد بيت العائلة، للاطمئنان على أسرته وتفقّد أحوال أفرادها. بعد وقت قصير من وصول أسعد، أغار الاحتلال الإسرائيلي على منزله في حي الشيخ عجلين، حاصدًا أرواح أسعد ذي العشرين عامًا، ووالدته سهى (47 عامًا) ووالده عبد الناصر (56 عامًا)، وأشقائه مروان (22 عامًا) ومحمد (18 عامًا) ويزن (10 أعوام)، إضافة إلى شقيقه أحمد (25 عامًا) وزوجته وردة (21 عامًا)، وأبنائهما الطفل عبد الناصر (عامان) والمولود عمر البالغ من العمر 3 أشهر فقط، قاضيًا عليه وعلى أسرته بالكامل. هكذا، بغارة واحدة، شُطب اسم أسعد وأسرته بأكملها من السجلات المدنية الفلسطينية، وأصبح قتلهم يُعرّف بين الصحافيين والمواطنين في غزة، بمجزرة آل شملخ.

الصحفي الفلسطيني أسعد شملخ

الثلاثاء: سقوط 3 صحافيين في غارة واحدة

تتوالى أيام العدوان، وتتوالى الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين ومن بينهم الصحافيين. يوم الثلاثاء، كان فريق من الصحافيين يوثقون نزوح أسر فلسطينية من غربي غزة، حينما باغتتهم غارة، ليستشهد ثلاثة من بيهم. يروي الصحافي الناجي عبد الهادي فرحات لـ “المفكرة” أنّ رسائل تحذير إسرائيلية وصلت تطلب إخلاء “برج حجّي”، وفيما كانت الأسر الفلسطينية تخلي المبنى، توجّه الصحافيون لتوثيق نزوح الأهالي، متجمّعين على مسافة 60 مترًا من المكان الذي أعلن الاحتلال نيّته في استهدافه، لكن طائرات الاحتلال أغارت على المنزل الذي يتجمّع أمامه الصحافيون، وبعيدًا عن “برج حجّي”، رغم أنّ معدّاتهم كانت ظاهرة ويرتدون خوذًا ودروعًا تحمل إشارة صحافة، وفق ما يؤكد فرحات، وهو ما يعني أنّهم استهدفوا مباشرة. قضى على الفور الصحفيان سعيد الطويل، ومحمد صبح، فيما أصيب الصحافي هشام النواجحة بجراح خطيرة لينضم إلى الشهداء بعد ساعات من نقله إلى العناية المركّزة في مجمّع الشفاء الطبي.

ولكل صحافي من هؤلاء  قصته ومسيرته وحياته وناسه. يروي زملاء سعيد الطويل عن شغفه العلمي والمهني، وتخصّصه في مجال الإعلام الرقمي، وحضوره الدائم على الأرض، مراسلًا صحافيًا لموقع “أنباء الخامسة”، الذي كان يشغل منصب رئيس تحريره أيضًا. أما الغزّاويون، فهم يعرفون سعيد من خلال صفحته “أخبار ع الريق”، حيث كان ينشر الأخبار اليومية في كافة المجالات باللهجة الفلسطينية وبأسلوب مرح ولطيف، مما جذب إلى صفحته 145 ألف متابع. وسعيد الذي ناقش رسالة ماجستير حول استخدام النخبة السياسية الفلسطينية للإعلام الرقمي العام الماضي، اختير عام 2020 “أفضل صانع محتوى على منصة فيسبوك”، بتصويت الجمهور، لينال جائزة من نادي الإعلام الاجتماعي الفلسطيني عن هذه الفئة.

الصحفي سعيد الطويل خلال تغطيته الحرب على غزة

يوم الجمعة الماضي، كتب سعيد نشرته اليومية رقم 1201، لينشغل بعدها في تغطية أخبار الحرب. يوم الثلاثاء الماضي 10 تشرين الأول 2023، كتب هيثم، الشقيق الأصغر لسعيد، على صفحة أخيه “أخبار ع الريق” يقول “الحلقة الاخيرة، بس هالمرّة من أخو الشهيد الصغير”، موصيًا المتابعين بالترحّم على “العريس البطل”.

وفيما تابع العالم، أو من يتابع غزة في هذا العالم على الأقلّ، الوداع المؤثر لجثمان محمد صبح، وكلمات زميله فوق رأسه “أبو رزق من شان الله تقوم”، يتذكّر الفلسطينيون في هذه اللحظات كلمات الصحافي هشام النواجحة لهم “اطمئنوا يا جماعة وسيطروا على قلقكم”، خلال بث مباشر قبل ساعات فقط من استهداف العدوان الإسرائيلي له، وإنهاء حياته ومسيرته. والشهيدان صبح والنواجحة زميلان في وكالة “خبر” الفلسطينية.

المراسل الصحفي محمد صبح

وكان صبح على أرض غزة، يغطي أحداثها ومأساتها، منذ الساعات الأولى للحرب، رغم إصابة بيده لم يمر عليها شهر واحد بعد، حين استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقنابل الغاز، تجمّعًا للصحافيين خلال تغطيتهم فعاليات احتجاجية على السياج الحدودي شرقي القطاع. يومها، مازح أحد زملاء صبح، صديقًا لهما: “حكيتلك تاخدوش معك خايف عليه، ما ردّيت”، ربما كان هذا الخوف في محلّه، لكنه سابق لأوانه 4 أسابيع. أمّا هشام النواجحة، العريس الجديد، ودائم التفاؤل، فقد وعد متابعيه يوم الثلاثاء بأنّ “التغطية مستمرة على مدار الساعة ولن تتوقف بإذن الله”. أوقفت الغارة الإسرائيلية تغطية هشام إلى الأبد، واضعة حدًّا لحياة الشاب الذي لم يتجاوز عمره الـ27 عامًا.

المصور الصحفي هشام النواجحة

استهداف الصحافيين يستمرّ. وفيما كان الجسم الصحافي في القطاع يشيّع الزملاء الثلاثة، أغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلية على منزل رئيسة لجنة الصحافيات في غزة سلام ميمة، التي كانت في منزلها في مخيم جباليا شمال غزة، برفقة زوجها وأبنائها الثلاثة. دمرت الغارات المنزل دافنة الأسرة بأكملها تحت الركام. وإذ أعلن رسميًا مقتل ميمة وأسرتها يوم الثلاثاء، شكّ زملاء قصدوا المكان بوجود أثر حياة تحت ركام المنزل المهدّم. وعليه اجتهدت فرق الإنقاذ في البحث تحت الأنقاض لـ 30 ساعة متواصلة، قبل الإعلان يوم الأربعاء عن نجاحها بانتشال سلام ميمة وأولادها أحياء من تحت الركام. بكت سلام زوجها الذي مزقت الغارة جسده، قبل أن تنضم إليه بدورها متأثرة بجراحها، و”ينجو” الأولاد الذين ينتظرهم المزيد من الحرب وحياة من اليتم.

ويوم الأربعاء أيضًا، ودّع صحافيو غزة زميلهم محمد فايز يوسف أبو مطر (28 عامًا)، ليحمل هو الرقم الثامن لشهداء الجسم الصحافي في غزة، إثر قصف استهدف منزله في رفح.

الصحفي محمد فايز يوسف أبو مطر

ولأنّ العدوان مستمرّ بأبشع صوره، لم يتوقف عداد شهداء الصحافة عن التقدّم، وعليه انضمّ اليوم الخميس الصحافي أحمد شهاب، الذي يعمل في إذاعة صوت الأسرى، إلى قافلة شهداء غزة مع سائر أفراد أسرته، ليكون الشهيد التاسع للجسم الصحافي، جرّاء قصف إسرائيلي على منطقة الزرقاء في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة. ولم يمضِ أحمد وحيدًا، حيث استشهد معه كامل أفراد عائلته الكبيرة البالغ عددهم 44 فردًا، أكبرهم جدّته حليمة شهاب (79 عامًا)، وأصغرهم الطفلة عائشه شهاب، ذات الثلاث سنوات، في مجزرة هزّت القطاع، وليعلن “شطب العائلة بأكملها من السجل المدني الفلسطيني”.

ويوم الجمعة، استشهد الإعلامي في إذاعة صوت الأقصى المحلية حسام مبارك في غارة إسرائيلية على منزله في بيت لاهيا شمالي القطاع. وتوثق “لجنة الحريات” التابعة لنقابة الصحhفيين الفلسطينيين “اتخاذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيدا جديداً عبر قصف منازل عدد من الصحفيين على رؤوس ساكنيها”، بينما استشهدت زوجة الصحفي سامح مراد وعدد من أفراد أسرة الصحفي مثنى النجار بقصف منزلهما خلال نهاية الأسبوع. 

يقول الصحافي عبد الهادي فرحات من غزة في حديثه مع “المفكرة” “نحن الصحفيون نتوقّع الموت بين ثانية وأخرى، ونشعر أننّا نجونا في كل ثانية تمر علينا ونحن أحياء”. يشرح فرحات أنّ تغطية أخبار غزة مهدّدة بالتوقف تمامًا “بسبب استهداف الاحتلال لكل من يسير على قدمين على أرضها”. بدوره يشرح الصحافي همام حطاب أنّ “استهداف أبراج الاتصالات وانقطاع الانترنت يجعل عملنا شديد الصعوبة، فنحن نقضي ساعات أحيانا نحاول إرسال مادة مصورة إلى مؤسساتنا الإعلامية خارج غزة، فيما نحن قد هُجّرنا من مكاتبنا، ما يجعلنا ننتقل بين منزل وآخر لكتابة خبر أو شحن معدات”. وإذ يلفت فرحات إلى أنّ التهجير والنزوح يفاقم الضغوط على الصحافيين المنشغلين أيضًا بتأمين أسرهم، فإنّ معظم هؤلاء يكملون عملهم تحت القتل العمد والحصار والتهجير وحيدين بعيدًا عن أسرهم وأحبائهم، وعقولهم تتمزّق بين الواجب المهني والخوف على سلامة عائلاتهم كلما دوّى صوت غارة، فضلًا عن سلامتهم الشخصية. يقول فرحات: “قلوبنا تحضّنا على الذهاب للموت مع أسرنا وعائلاتنا، على مبدأ: الموت مع الجماعة رحمة”، فيما يقول حطّاب “مستمرون لأنّ قصة غزة وخبر غزة أمانة لدينا”.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، حرية التعبير ، الحق في الحياة ، فئات مهمشة ، مقالات ، فلسطين



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني