
أعادت أخبار اعتقال أشخاص على خلفية تجاهرهم بالإفطار علنا في نهار رمضان الجدل حول الفصل 222 من القانون الجنائي بالمغرب، الذي يعاقب المجاهر بالإفطار في نهار رمضان بالسجن والغرامة. فقد تم اعتقال شابين بالمحطة الطرقية لمدينة مراكش بعد أن ضبطا يدخنان سيجارة، حيث أمرت النيابة العامة بوضعهما رهن الحراسة النظرية لفائدة البحث[1].
وتطالب عدد من الهيئات الحقوقية بالمغرب بإلغاء الفصل المذكور، الذي تعتبره منافيا لحرية المعتقد؛ الذي يضمنه الدستور والمعايير الدولية لحقوق الانسان، كما أنه يوسع من دائرة تدخل السلطات الأمنية للتضييق على الحريات الفردية للمواطنين[2].
وقد انضمت في الآونة الأخيرة أصوات من داخل الحقل الديني بالمغرب طالبت بحذف التجريم على التجاهر بالإفطار في نهار رمضان. وفي هذا السياق، اعتبر الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بـ"أبو حفص"[3]، أن اعتقال أشخاص بسبب إفطارهم بشكل علني في نهار رمضان "ليست قضية دينية، وإنما ثقافية ومجتمعية"، مؤكدا أنه "ليس هناك في الإسلام ما يكره الإنسان على القيام بأي شكل من أشكال العبادات"، مضيفا: "والدين كله لا إكراه فيه، فما بالك بالصيام من عدمه".
وشدد أبو حفص على أنه ليست هناك في الدين عقوبة للمفطر في رمضان، مقدما المثال على ذلك بالمجتمع النبوي، "إذ كان أهل الأعذار، أي من لهم عذر، يفطرون، ولم يكن أحد ينكر عليهم الأمر"، حسب تعبيره، مضيفا: "وهناك أمثلة كثيرة في عهد النبي عن أن من الناس في السفر من كان يفطر ومن كان يصوم، ولم يكن الأمر يشكل أي مشكل"، ومشددا على ضرورة وصول وعي المجتمع إلى مرحلة قبول الاختلاف والتنوع.
وينص الفصل 222 من القانون الجنائي على أنه: "كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من إثني عشر إلى مائة و عشرين درهما"[4].
متوفر من خلال: