أطباء الأسنان يتحدّون “البلطجة”: الانتفاضة تظفر بمنصب النقيب


2022-01-11    |   

أطباء الأسنان يتحدّون “البلطجة”: الانتفاضة تظفر بمنصب النقيب

في جوٍّ من “الهدوء” وبحضور مكثّف للقوى الأمنية، مارس أطباء الأسنان مجدّداً حقهم الانتخابي في نقابتهم بعدما تعرّض لضربة بعد إلغاء الجولة الأولى الّتي تمّت في 28 تشرين الثاني إثر اقتحام  عدد من الأشخاص قاعة فرز الأصوات وتكسير صناديق الاقتراع المقفلة.  

ولم يغب طيف المرّة الأولى عن معركة الأحد 9 كانون الثاني الجاري إذ عبّر عدد من الأطباء الذين تواصلنا معهم عن خشيتهم وخوفهم من تكرار مشهد “البلطجة” نفسه. وانعكس ذلك تراجعاً في عدد المقترعين من أكثر من 2000 في المرّة الماضية إلى 1560 طبيباً من أصل 4480 من المسجّلين، بحسب أحد مندوبي لائحة “نقابة أطباء الأسنان تنتفض”. وتراجع الرقم إلى 1200 مقترع نتيجة تأخّر فرز الأصوات في الجولة الأولى نتيجة اعتماد الفرز اليدوي. 

وكان الحشد عند ساعات الصباح الأولى خفيفاً جداً لترتفع وتيرته في فترة الظهر خصوصاً مع اقتراب موعد الجولة الثانية. إلّا أنّ تأخيرها ادّى إلى تراجع الأعداد من جديد.

وفازت في الجولة الأولى لائحة “معاً للإنقاذ” المدعومة من حزب الله وحركة أمل بـ 6 مقاعد في مجلس النقابة، بعدما انسحب تيّار المستقبل من المعركة ودعا مناصريه للانتخاب في الجولة الثانية ودعم مرشّح المعارضة، الدكتور رونالد يونس. في المقابل حصلت لائحة “نقابة أطباء الأسنان تنتفض” المدعومة من مجموعات الانتفاضة وقوى يسارية على 4 مقاعد ولم تحصل لائحة “نقابتي ثورتي” المدعومة من حزب الكتائب وجبهة المعارضة اللبنانيّة على أي مقعد. وعوّضت “نقابة أطباء الأسنان تنتفض” في الجولة الثانية، حيث فاز مرشّحها الدكتور رونالد يونس بمنصب النقيب. 

تأخير واعتراض على الفرز اليدوي

بدأت العمليّة الانتخابيّة للجولة الأولى عند السّاعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد الفائت في بيت الطبيب في فرن الشباك وأقفلت صناديق الاقتراع في هذه الجولة عند السّاعة الثانية من بعد الظهر. امّا الجولة الثانية فقد بدأت عند السّاعة الخامسة والنصف، بعد إعلان نتائج الجولة الأولى، لتنتهي عند السّاعة السابعة مساءً.

وبدأت عملية الفرز اليدوي في الجولة الأولى بعدما سجّلت اعتراضات في المرّة السابقة على عملية الفرز الإلكتروني حين انتهت باقتحام قاعة الفرز وتحطيم صناديق الاقتراع وبعثرة الأصوات بعدما كانت أكثريّتها تعود للدكتور رونالد يونس. وهذه المرّة لم تسلم عملية الفرز أيضاً من الاعتراضات، حيث ساد جو من الاعتراض على تجمّع الأطباء في الساحة الخارجية لبيت الطبيب على عملية الفرز اليدوي خصوصاً وانّه تمّ إعادة فرز عدّة صناديق من جديد بسبب أخطاء في الأعداد. وبالتالي استمرّت عملية الفرز لحوالي ثلاث ساعات وفي حين كان من المفترض أن تبدأ الجولة الثانية من العملية الانتخابية لانتخاب النقيب عند السّاعة الثانية والنصف، بدأت فعلياً عند السّاعة الخامسة والنصف وانتهت عند السّاعة السابعة مساءً، لتصدر النتائج عند السّاعة الثامنة مساءً.

هذا التأخير أثّر على الإقبال في الجولة الثانية في معركة انتخاب النقيب، حيث غادر عدد كبير من الأطباء من دون التصويت في الجولة الثانية، بحسب محمد حجازي، منسق قطاع النقابات في حزب سبعة. أمّا بالنسبة للمخالفات فلم تسجّل أي مخالفة واضحة في الجولتين، حيث كانت الانتخابات “ديمقراطية جداً، وهادئة” بحسب حجازي.

A large crowd of people in a large building

Description automatically generated with low confidence
في انتظار صدور نتائج الجولة الاولى

لائحة “المعارضة” في وجه لوائح السلطة

وبقيت اللوائح كما في الانتخابات الأولى فقد تنافست مجدداً لائحة “نقابتي ثورتي” المدعومة من حزب الكتائب وجبهة المعارضة اللبنانيّة على رأسها إميلي حايك، ولائحة “معاً للإنقاذ” المدعومة من حزب الله وحركة أمل وعلى رأسها الياس معلوف، ولائحة “نقابة أطباء الأسنان تنتفض” الّتي ضمّت عدداً من اللوائح المعارضة ومنها “مستقلّون منتفضون” و”أطباء أسنان للتغيير”، وعلى رأسها رونالد يونس وحظيت بدعم عدد من مجموعات الانتفاضة من ضمنها لحقّي، شبكة مدى، المرصد الشعبي، وغيرها. وخاض حزب القوّات اللبنانيّة المعركة بثلاثة مرشحين لم يفز أيّ منهم. وكان تيّار المستقبل سحب مرشّحيه محمد مشموشي ومحمد قدوحة ردّه، بحسب بيان لقطاع أطباء الأسنان في التيار، إلى “التجاذبات والانقسامات غير المسبوقة الذي تشهدها انتخابات نقابة اطباء الاسنان 2021، والاصطفافات الحادة البعيدة عن اعتماد المعايير المهنية والنقابية في اختيار الأنسب لتولي المسؤولية، ولأن تيار المستقبل المعروف باعتداله ورفضه لغة الانقسامات، يرى أن الاستمرار في خوض المعركة الانتخابية لاختيار نقيب ومجلس جديد يجعله شريكا في إدخال النقابة في الزواريب الضيقة البعيدة عن مصلحة النقابة والأطباء”.

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات بفوز لائحة السلطة بـ 6 مقاعد ولائحة المعارضة بـ 4 مقاعد، من دون أن تحصل لائحة “نقابتي ثورتي” على أي مقعد. 

رونالد يونس نقيباً لأطباء الأسنان

وبعد انتظار دام أكثر من ساعتين، بدأت الجولة الثانية لانتخاب النقيب عند الساعة الخامسة والنصف وقفلت صناديق الاقتراع عند السّاعة السابعة مساءً. تنافس على المقعد مرشّح لائحة المعارضة، الدكتور رونالد يونس ومرشح لائحة السلطة الدكتور الياس معلوف الّذي خسر المعركة. وحصد يونس 702 صوتاً في حين حصل معلوف على 459 صوتاً، في ظلّ تراجع التصويت في الجولة الثانية بشكلٍ كبير، حيث اقترع حوالي 1200 طبيب وذلك بسبب التأخير الكبير لانتهاء الفرز اليدوي للجولة الأولى.  

وفي حديثٍ لـ”المفكّرة” قال يونس إنّ العمل للمرحلة المقبلة سيبدأ مع أعضاء مجلس النقابة المؤلّف اليوم من اعضاء اللائحتين، “والأمر الإيجابي هو أنّ الرابحين من اللائحة المنافسة هم مستقلّون وغير حزبيين ويهمّنا إبعاد التجاذبات السياسية عن النقابة لكي نبدأ بالعمل سوياً نحو مستقبلٍ أفضل لأطباء الأسنان”. أمّا عن مشاريع المرحلة المقبلة، فستعمل النقابة على جبهتين أساسيتين وهما الأمان الصحي، أي التغطية الصحية لأطباء الأسنان، وتحرير أموال النقابة المحجوزة في المصارف بالشراكة والعمل مع نقابات المهن الحرّة.

انشر المقال

متوفر من خلال:

عمل ونقابات ، أحزاب سياسية ، لبنان ، مقالات ، حقوق العمال والنقابات ، انتفاضة 17 تشرين



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني