إقفال إدارات رسمية وشركتي الاتصالات: طرابلس ما قبل استقالة الحريري ليست كما بعدها


2019-10-31    |   

إقفال إدارات رسمية وشركتي الاتصالات: طرابلس ما قبل استقالة الحريري ليست كما بعدها

“نحنا يا شيخ سعد ما سقطناك، نحنا سقطنا حكومة ما بتشبهك، هيي ما بتشبه شعبك. هيدي الساحة ساحتك وهيدا الجمهور جمهورك وتحية للجيش اللبناني”.

من على مذياع المنصة، صدحت أرجاء ساحة عبد الحميد كرامي المعروفة باسم ساحة النور بهذه الجملة على وقع التصفيق. أين ذهب شعار “كلن يعني كلن”؟ وكيف تحوّل رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من شريك في المسؤولية عن ما آلت إليه أحوال اللبنانيين الاقتصادية إلى ضحية؟

تقف ريان ج. (21 عاماً) مصدومة أمام ما قيل في الساحة من دون أن يعترض المتظاهرون، هي التي لم تترك التظاهرة منذ اليوم الأول لانطلاقة الحراك: “ما قيل لا يعبّر عني ولكنني لا أستطيع الاستمرار بالنزول إلى هذه الساحة لأنّ الناس لم يُنزلوا من قال هذه الجملة، ولو بالقوة من على المنصة”. لصديقتها منال المصري (24 عاماً) رأي مختلف: “يجب أن لا نسمح لأحد بمصادرة أحلامنا، والغريب أننا ما زلنا شعباً يملك ذاكرة قصيرة، كيف ننسى أنّ ما أشعل فتيل ثورتنا هو قرار وزير الإتصالات التابع للحريري!”

يسمع وفيق معصراني (66 عاماً) حوار “المفكرة القانونية” مع ريان وومنال، يقترب مقاطعاً الحديث “شو لي زاعجكن ما فهمت، الحريري كل عمرو زعيمنا ورح يضل وهيدي مؤامرة علينا من الأول إنتو صغار ما بتعرفوا شي”. من يقصد بـ “علينا”؟ الطائفة.

النقاش حول إدارة المنصة في ساحة النور لم يهدأ منذ اليوم الأول. مع جمال المشهد إلا أنّ المناشدات لقائد الجيش بأن يأخذ زمام المبادرة ويقوم بانقلاب عسكري بالإضافة إلى بيان حراس المدينة الذي طالب الأمم المتحدة بوضع لبنان تحت الفصل السابع، لاقت اعتراضاً من عدد من المشاركين.

سامر أنّوس، أستاذ جامعي ومشارك في الحراك، يضع ما يحصل على المنصة في طرابلس في إطار “استغلال السلطة واستعمالها المنصة والإعلام لمحاولة مصادرة هذه الإنتفاضة وإعادة الناس إلى الخنادق الطائفية والمناطقية”. في المقابل يؤكد أنّوس وجود حلقات نقاش لا يغطيها الإعلام، ويشدد على أنّ “قوة هذه الإنتفاضة تكمن في عفويّتها وعدم وجود قيادة للمواطنين الذين لم ينزلوا منذ البداية لحماية مركز طائفة ما، بل بسبب الهم الاقتصادي والمعيشي”.

الناشطة في مدينة طرابلس غزل خالد أشارت إلى أنه “من الواضح أنّ الأمور تنحرف عن مسارها، أنا ضد بيان حراس المدينة، هذا تدخل خارجي وتداعياته علينا معروفة ولا أريد أن يكون مصيرنا مثل العراق”، لافتة إلى أنّ “نبض الشارع أصبح مختلفاً بعد استقالة الحريري”.

تحركات بعد استقالة الحريري

الهدوء الذي ساد في بعض المناطق اللبنانية لم ينعكس في طرابلس ومناطق أخرى إثر إعلان استقالة الحريري. مناصرون لتيار المستقبل قاموا بمسيرات على الدراجات النارية جابت المدينة وأطلقوا هتافات: “بالروح بالدم نفديك يا سعد”، قبل أن يتوجّهوا للمشاركة في الإعتصام المستمر في ساحة النور.

كذلك جرى قطع الطريق عند جسر البالما وبين طرابلس والبدواي. وفي حديث مع “المفكرة القانونية” عبّر يوسف س. (17 عاماً) عن غضبه من فتح الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية: “لم نحقّق شيئاً بعد ولم يكن المطلوب فقط إسقاط سعد الحريري، نريد إسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب”.

إغلاق دوائر رسمية

صباح اليوم الخميس 31 تشرين الأول 2019، قامت مجموعة من الناشطين في الحراك بجولة على بعض الدوائر الرسمية لإغلاقها. فدخلت إلى دائرة التربية بعد تكسير بوابتها الرئيسية وأخرجوا رئيسة المنطقة التربوية نهلا حاماتي والموظفين. ثمّ توجهت المجموعة إلى مركزَي أوجيرو في البحصاص والميناء وبلدية الميناء ومركزي شركتي الإتصالات Alfa  و Touch ومكاتب المالية والعقارية في منطقة التل ومصلحة مياه طرابلس حيث جرى إقفالها.

في المقابل، توجهت مجموعة منفصلة نحو الريجي في القبة والنافعة وطلبت من الموظفين المغادرة وأغلقت المكاتب.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني