“
وفي اليومين العاشر والحادي عشر للثورة في لبنان، قادت نساء بعلبك حراك المدينة في تظاهرة الورود البيضاء انسجاماً مع شعار التظاهرة التي دعين إليها “بعلبك مدينة السلام” رفضا لأي أحداث أو حوادث أو تصرفات تخل بالأمن الحياتي سواء في لبنان وخاصة في المنطقة. فيما باشرن يومها ال 11 بنشاط الرسم كوسيلة للتعبير من جهة ولتفريغ الضغط عن الناس من جهة ثانية.
من مدخل قلعة مدينة الشمس سارت النساء بالمئات. زنرن أعناقهن بشالات رُسم عليها العلم اللبناني بحضور رئيسة التجمع النسائي اللبناني ليلى مروة. وزعن الورود البيضاء على عناصر الجيش والمارة وصولاً إلى ساحة المطرانية حيث التجمع اليومي المعتاد. هناك انضم اليهن عصرا مئات المتظاهرين من الجنسين، من الذين يواظبون على المشاركة في حراك المدينة منذ اندلاع شرارته في بيروت مساء 17 تشرين الأول 2019.
بادرت إلى الدعوة للتظاهرة النسائية الشابتان مايا الشل وغادة رعد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتلاقي تظاهرتهن الإعتصام اليومي في ساحة المطرانية.
رُفِع العلم اللبناني من قِبَل أكثرية الموجودين وصَدَحت الأغاني الوطنيّة. وعلى وقع توزيع الورود البيضاء، جاءت الدعوة للسلام وطلباً للأمن من أجل عدم تكرار أي حادث يسيء للمدينة وأهلها. وكتبت النساء على لافتات كرتونية كبيرة رُفِعَت في التظاهرة النسويّة: بعلبك تنتفض من اجل السلام/ بعلبك الثقافة والحب مدينة السلام/ بعلبك تنتفض ثورة حب وتضامن لا للعنف والسباب/ لا للقمع/ الثورة لا تعني العنف.
وإضافة لهذه الشعارات رُفِعَت في التظاهرة المُكمِّلة اليافطات الصغيرة:الأمن والأمان/ انماء مدينتي/ والمطالبة بمشروع الفرز والضم.
وهتف الجميع:ما بدنا طائفية/ بدنا وحدة وطنيّة/ بدنا دولة مدنيّة/ ثورة سلميّة/ مع تحيّة لنساء بعلبك وللجيش من إحدى الفاعلات في التظاهرة النسويّة. ووقف المعتصمون دقيقة صمت لروح من استشهد منذ بداية الحَراك.
وأكدت إحدى السيدات المشاركة في التظاهرة على نزولها المستمر في كل حراك “ضد التجويع، وضد السياسيين، وضد الطائفية السياسية، وبسبب عدم إيجادها عملاً لأنها لا تنتمي لأي جهة سياسية”.
وخرجت سيدة بعلبكية أخرى (50 عاماً) وللمرة الأولى إلى التظاهر لأن بعلبك برأيها “تفتقد للأمان وللمستوى المعيشي اللائق”، مطالبة ب”إسقاط النظام وضرورة تفعيل مؤسسة الإسكان، ونجاح الثورة”.
وأرادت سيدة ثالثة (48 سنة) تخرج للمرة الأولى في تظاهرة “تخفيض الأقساط المدرسية واسترجاع حقوق المواطنين المنهوبة وتخفيف غلاء المعيشة واستمرار الثورة تحت عنوان سلمية”.
وقالت مشاركة في اللتظاهر للمرة الأولى أيضاً أنها “امرأة وحيدة في بلاد لا تقر ضمان الشيخوخة ولا تحرص على الكرامة الإنسانية لمواطنيها : نريد دولة تكافل تحتضن من لا عمل لديهم أو معيل أيضاً”.
وكان لدى شابة تتظاهر للمرة الأولى (25 سنة) في حياتها مطالب غير شخصية “نريد إسقاط النظام، محاسبة الفاسدين، إعادة ألأموال المنهوبة، وتأمين فرص عمل للجميع”.
وركزت ناشطة محجبة على ضرورة عدم منع المحجبات من التوظف في بعض الوظائف “قالوا لي هناك اختصاصات لا يمكنك العمل بها كمحجبة، أطالب بالمساواة بعيدا عن سلوكياتنا الدينية”.
وانطلقت سيدة أربعينية من واقع التعليم الرسمي “نريد مدارس رسمية بمستوى تعليمي جيد ونريد إنشاء فروع للجامعة اللبنانية في بعلبك لننتمكن من تعليم أولادنا، فأبناء المنطقة محرومين من كل شيء حتى فرصهم بالتعليم، حيث أننا لا نملك المال للمدارس الخاصة”.
فتحت النساء خلال الإعتصام صندوقا لجمع التبرعات لتأمين مصاريف ومستلزمات الأيام المقبلة، في حين تبرع البعض بتأمين بعض السندوتشات للذين بقيوا وقتا طويلا في الشارع.
“