توجّه أطفال مع أهاليهم إلى “كيدز موندو” Kidz Mondo مدينة الألعاب التعليميّة والترفيهيّة في واجهة بيروت البحريّة، يوم الأحد في 1 كانون الأوّل 2019، ليفاجأوا باعتصام لموظّفي الشركة أمام مبناها، والسبب يعود إلى تأخّرها ستّة أشهر عن دفع مستحّقاتهم. وكان موظّفو الشركة أعلنوا الإضراب عن العمل ابتداءً من يوم السبت في 30 تشرين الثاني مطالبين بالحصول على رواتبهم وداعين المتظاهرين في الساحات لدعمهم في اعتصامهم. وفي اليوم الذي أعلن الموظفّون فيه إضرابهم، أعلنت الشركة على صفحاتها على شبكات الإعلام الإجتماعيّ أنّها مقفلة خلال عطلة نهاية الأسبوع متذّرعة بأسباب تقنيّة. وبعبارة “مشكلة غير متوقّعة” ردّت الشركة على تساؤلات الناس عن سبب الإقفال.
“مشكلة” غير جديدة
يقول الموظفون إن مشكلة الرواتب في “كيدز موندو” بدأت في العام 2018، حيث اتخذت في البداية شكل تأخّر في الدفع قبل أن تبدأ الشركة بتسديد الرواتب على دفعات لأشهر عديدة قبل بدء بوادر الأزمة الأخيرة. ولم يقبض معظم الموظفين رواتبهم عن شهري كانون الأوّل 2018 وكانون الثاني 2019، بالإضافة إلى رواتب أشهر آب، وأيلول، وتشرين الأوّل ونصف تشرين الثاني. ولكنّ التذّرع بالأزمة الماليّة في البلاد لم يقنع الموظّفين. ويقول كريم، أحد الموظّفين الذي قضى خمسة سنوات في الشركة، إنّهم تعبوا من وعود المدير ولم يعد بمقدورهم التحمّل وهم “يبحثون عن ألف ليرة” في ظلّ الأزمة الماليّة.
فالمدير التنفيذي سامر كحيل طلب من الموظّفين أن يثقوا به وبالشركة لناحية تأمين معاشاتهم، وينقل عنه الموظفّون أنّه يستعمل عذر تعذّر إمضاء الشيكات من قبل رئيس مجلس الإدارة علي كزما.
وإضافة إلى التأخّر في دفع الرواتب، بدأت الشركة مؤخّراً بدفع معاشات الموظّفين بالليرة اللبنانيّة (وبسعر الصرف الرسميّ – 1500 ليرة) في حين أنّ عقد العمل مع الشركة يحدّد قيمة ساعة العمل الواحدة بالدولار. ودائماً بحسب الموظفّين، قامت الشركة بتحويل بعض العقود إلى عقود تعاقديّة بحيث يتقاضى الموظف أجره بالساعة. وبحسب أحد الموظّفين أيضاً، تخصم الشركة نسبة من الرواتب بحجّة أنّها تسدّدها للضمان، ولكن فوجئ البعض بأنّهم لم يكونوا مضمونين أساساً. وبالتالي ولكلّ هذه الأسباب، أضرب الموظّفون عن عملهم ممّا أدّى إلى إغلاق الشركة التي استعانت بالقوى الأمنيّة لتحميَها من موظّفيها يوم الاعتصام.
معركة طبقية
تفتح شركة Kidz Mondo أبوابها أيّام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، ويبلغ رسم دخول الطفل (3-14 سنة) إلى الحديقة 40 ألف ليرة لبنانيّة، و20 ألف ليرة للبالغ الذي يرافقه، هذا عدا عن الرسوم الداخليّة للألعاب أو الصور أو الفيديوهات. يعي الموظّفون الفروقات الطبقيّة التي يعيشونها في الشركة، بين تعاملهم مع إدارة الشركة وأصحابها وبين تعاملهم مع غالبية زبائن الشركة الذين ينتمون إلى طبقة ميسورة. وتشير إحدى الموظفّات في الاعتصام إلى أنّهم في الوقت الذي لم يكونوا يتقاضون رواتبهم، كان بعض الأطفال يأتون مع أمهاتهم وخالاتهم والعاملة المنزليّة للعب في نهاية الأسبوع وبالتالي تدفع العائلة الواحدة مبلغاً طائلاً لقاء الترفيه عن نفسها لبضع ساعات.
لم تتواصل الشركة رسميّاً مع الموظّفين. واكتفت باعتبار إضرابهم “مشكلة غير متوقّعة” كما ذكرت في منشورها على مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول عدد من الموظفين إنّ الشركة حاولت الاتّصال بموظفّين سابقين عارضة مبلغ 50 دولار كأجر يوميّ لحين عودة الموظفّين الحاليّين للعمل، ما أثار استغراب المعتصمين من قدرة الشركة على دفع الأموال لموظفين سابقين وعجزها عن تسديد رواتبهم المتأخّرة. وخلال الاعتصام، تلقّى المعتصمون اتّصالاً يلفت نظرهم إلى عدم ذكر أسماء علي كزما وسامر كحيل في الهتافات والشعارات لأنّ ذلك سيعرّضهم لملاحقة قانونيّة.
ورداً على طلب “المفكرة” استيضاح موقف الشركة من الموضوع، اكتفت دائرة شؤون الموظفين في “كيدز موندو” بالقول إنّ الأخيرة ستصدر بياناً رسمياً في وقت لاحق هذا الأسبوع بخصوص إضراب الموظفين.
الموظّفون يستلهمون من الانتفاضة: “كيدز موندو واحد منّن“
اعتصم الموظّفون أمام شركتهم في وقفة رمزيّة، فرحين بإقفال الشركة ليومين، ومستلهمين شعارات وقفتهم من الانتفاضة الشعبيّة. “هيلا هيلا هيلا هيلا هو/ كيدز موندو مسكر يا حلو” كان أكثر هتاف ردّدوه أمام كلّ عائلة قادمة إلى الشركة وبالطبع “كلّن يعني كلّن، كيدزموندو واحد منّن”. وحمل الموظّفون لافتات تصف شركتهم بشركة تجّار وتطالب بتسكير الشركة وإعطاء الموظّفين حقوقهم. وطالبوا بمعاشاتهم، ومعظمهم طلّاب جامعات ينتظرون معاشاتهم لتسديد أقساطهم:
“يا للعار ويا للعار
شركتنا شركة تجار
بدنا حقوق 5 شهور
والتقصير مش مقبول
اشتغلنا وتعبنا
ويوم القبض ما قبضنا
صار لازم ننزل إضراب
بلكي بيوعى هالنصّاب”
وحمل عدد من الموظّفين قمصاناً عليها شعار الشركة وكتبوا عليها “شعاراتهم”: “العبوديّة أزيلت في العام 1833″، “خدو حق التيشرت وردولي حقي”، “صحّ ردّة الفعل بتجرح، بس الجيبة الفاضية بتجرح أكتر”، “تحمّلنا كتير، صار الوقت نتحرّك”، “آكلين مال الشعب”، “بكفّي سرقة، صار بدها ثورة”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.