مرافق البلاد في قبضة أهالي ضحايا التفجير: مثول المدّعى عليهم أو التصعيد


2021-09-13    |   

مرافق البلاد في قبضة أهالي ضحايا التفجير: مثول المدّعى عليهم أو التصعيد

باكراً خرج أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت وأهالي شهداء فوج الإطفاء  إلى الشارع اليوم الإثنين دعماً لقضيّتهم ولمؤازرة القضاء اللبناني وقاضي التحقيق طارق بيطار الذي استدعى قائد الجيش السابق جان قهوجي للمثول أمامه اليوم. وهددّ الأهالي بشلّ حركة المرفأ بشكلٍ كاملٍ، بعد أن قاموا في ساعات الصباح الأولى بقطع الطريق عند البوابة رقم 9. حضور قهوجي إلى التحقيق كان بمثابة  خطوة في طريق الألف ميل بالنسبة للأهالي  لفرط سبحة التمنّعات والمراوغات التي انتهجها معظم المستدعين إلى التحقيق من نوّاب ووزراء ومسؤولين خلال الأشهر الماضية. 

 

الأهالي: خطواتٍ تصعيدية وخارطة طريق بأهداف ومواعيد

حدّد القاضي بيطار 13 أيلول تاريخاً جديداً للمباشرة بالتحقيق مع المدعى عليهم في قضية تفجير المرفأ بعد العطلة القضائية وفك إضراب المحامين الذي استمرّ لأشهرٍ عدَة، ومعه حدّد الأهالي مواعيد وعناوين تحركاتهم التصعيدية للضغط على المتهمين للمثول أمام القضاء. البداية كانت اليوم مع قائد الجيش السابق جان قهوجي الذي كان من المفترض مثوله عند الساعة العاشرة صباحاً، لكن الأهالي قرّروا البدء بخطواتٍ استباقية فبدأوا تجمّعهم عند الساعة السادسة صباحاً، فاليوم ليس يوماً عادياً بالنسبة لهم بل هو يوم المواجهة وتصويب البوصلة في حال لم يمثل قهوجي أمام القاضي. 

“لن نهدأ من الآن وصاعداً. ما رح نقبل يلعبوا بقضيتنا أكثر من هيك” هذا ما قاله إبراهيم حطيط الناطق الرسمي باسم أهالي ضحايا تفجير المرفأ وشقيق الضحية ثروت حطيط معلناً بدء المعركة الحقيقية. 

في باحة مركز فوج الإطفاء تجمّع الأهالي والمناصرون، عيون الشهداء الضاحكة في الصور المعلقة ترحب بهم، عند الساعة السابعة والنصف بدأ التحرك باتجاه المرفأ، لم يعلموا أحداً بخطتهم ولا بوجهة تحركم. ومع الانتهاء من منطقة الكارنتينا انعطفت المسيرة يميناً باتجاه بوابة المرفأ رقم 9، حيث قاموا بقطع الطريق أمام حركة مرور الشاحنات. هناك حطوا رحالهم بانتظار التأكد من حضور قهوجي إلى قصر العدل. ومن أمام البوابة رقم 9 دعا حطيط المشاركين إلى الاستراحة والجلوس في وسط الطريق معلناً أنّ المرفأ سيصبح رهينةً في أيدي الأهالي ما لم يمثل قهوجي أمام التحقيق، مهدداً بالتوجه لإقفال البوابة رقم 14 وهي البوابة الرئيسية للمرفأ، وقال “من هلق ورايح ما بقى في مزح بدهم يفهموا إنّه بدهم يمثلوا قدام القانون، والمدخل رقم 14 هو هدف أساسي إلنا آجلا أم عاجلاً حتى ظهور الحقيقة”. 

 

ساعتان أمضاهما الأهالي تحت أشعة الشمس بانتظار موعد مثول قهوجي عند الساعة العاشرة، بعضهم افترش الأرض تحت ظلال الشاحنات التي جلب سائقوها المقاعد الخشبية كي تستريح الأمهات. هنا، لا نقمة من تسكير الطريق. فيروي أحد السائقين المتوقف عن العمل نتيجة الاعتصام، أنه ربما كان سيكون واحداً من الضحايا أو الجرحى فهو خرج من المرفأ في الرابع من آب قبل حوالي ساعة من وقوع التفجير. 

وجوه الأمهات المنهكة، ومشهد انهمار دموعهنّ في لحظةٍ بات عادياً. على مقعد خشبي تجلس والدة الضحية أحمد قعدان، “ما رح نوقّف. منعرف عم نحارب عصابات ومافيات بس ما في يأس أبداً”، تلبّي والدة قعدان وزوجها نداء أي تحرّك من تحركات الأهالي، وتندهش من قلة الأعداد المشاركة في كل مرة، معتبرة أن المرفأ ليس قضيتها وحدها بل هي قضية كل لبناني وكل متضرر وجريح. “نزلوا عالأرض، اليوم أولادنا ماتوا بكرا يمكن أولادكم”. أما والده فقال: “نحن مننزل لأن منعرف أنه العدو موجود بيناتنا بس مش عارفين من هو؟ كيف بدنا نعيش اذا مش عارفينه؟، مشدداً على ضرورة محاكمة المجرمين. 

أما نانسي نون شقيقة الشهيد جو نون فدعت المتهمين إلى المثول أمام القضاء قائلةً: “هني بيقولوا انهم مش عاملين شي طب ينزلوا عالتحقيق، كل واحد ما بينزل يعني عليه حق وبدوا يهرب”.

في ظلال إحدى الشاحنات يجلس مجيد الحلو والد الضحية نيكول الحلو، يحمل صورتها الباسمة وساماً على صدره، “نحن اولاد الحرب قلنا بدنا ننسى، تجوزنا، عملنا عائلة حتى نوصّل أولادنا، نيكول علمناه وكبرناها اشتغلت ببنك قالت بدها تعمل ماجستير قلنا الحياة قدامها بس التفجير أخذها”. يعتبر الحلو أن دم ضحايا المرفأ هو الدم الذي يجب أن تبنى عليه الثورة الحقيقة للبنان وهي ثورة القضاء والعدالة، قائلاً “هالمرة ما في عفى الله عمّا مضى مثل ما صار بالحرب هالمرة لازم يتحاسبوا”  معتبراً أنه آن الأوان أن تبنى دولة القانون.

حطيط ونون يتوعّدان فنيانوس 

عند الساعة العاشرة ورد نبأ وصول قهوجي إلى قصر العدل، فرحة الأهالي بالنصر الصغير كانت لا تضاهى، وقال حطيط إن ما قام به الأهالي اليوم سيتكرر مع كل موعد استدعاءٍ لأي من المتهمين، “دمنا فوق كل اعتبار، مثل ما جبرناه  لقهوجي رح نجبر غيره يجي عالتحقيق”.

أما ويليام نون شقيق الشهيد جو نون ففرح لمثول قهوجي ودعا في حديث للمفكرة القانونية جميع المطلوبين للذهاب للتحقيق، “لي بحب ما يشوفنا عم نعتصم تحت بيته يروح عالتحقيق”.وقال إن الأهالي منتظرين سماع قرار توقيف قهوجي، “لازم القاضي بيطار يكشف الحقيقة وليه قهوجي سكت عن سلاح موجود بالمرفأ، هيدي مسؤولية الجيش يشيلو” ، مهدداً باتخاذ موقفٍ سلبي من التحقيق في حال لم يتم توقيف قهوجي أو تركه رهن التحقيق، ضارباً للأهالي موعداً جديداً للتحرك في 16 أيلول موعد مثول الوزير السابق يوسف فنيانوس.  

وحدد القاضي بيطار موعد استكمال استجواب قهوجي بتاريخ 28 أيلول عند الساعة 10 صباحاً.

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

عدالة انتقالية ، محاكمة عادلة وتعذيب ، لبنان ، مقالات ، مجزرة المرفأ



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني