مع انطلاقة الحراك، تكوّنت مجموعات شبابية عدة في بيروت والمناطق كما أعيد إحياء مجموعات كانت تكوّنت في سياق الحراك الحاصل في 2011 تحت عنوان: “إسقاط النظام الطائفي”. وبدا تكوين المجموعة المبادرة “طلعت ريحتكم” التي نشأت في 21 تموز 2015 نموذجياً في هذا السياق. وقد نشأت أو نشطت غالبية هذه المجموعات بعد 22 آب، الذي شكل منعطفاً أساسياً من حيث حجم التظاهرة وأيضاً من حيث إفراط الأجهزة الأمنية في استخدام العنف. غالبية المجموعات الكائنة في بيروت تتلاقى بشكل شبه يومي لتنسيق المواقف والدعوة إلى تحرّكات كبرى وتنظيمها. المفكرة طلبت من أبرز هذه المجموعات التعريف عن نفسها، وستقوم بنشر بطاقات التعريف التي وصلتها بهذا الخصوص تبعاً وعلى نحو يومي (المحرر).
في 17 تموز 2015، تمّ إغلاق مطمر الناعمة وبدأت النفايات تجتاح شوارع المدينة، عندها توجه مجموعة من الشباب نحو السراي الحكومي ورفعوا يافطات حملت شعار “طلعت ريحتكم” كان عددهم قليل جداً ولكنهم كانوا الشعلة التي أطلقت الحراك الشعبي الحاصل اليوم في لبنان.
أعدّ الملف رانيا حمزة
طلعت ريحتكم
في 17 تموز 2015، تمّ إغلاق مطمر الناعمة وبدأت أزمة النفايات في الشوارع. في 21 تموز، قررنا أن نتوجه الى السراي الحكومي لنرمي النفايات هناك. كنا حوالي خمسة عشر شخصاً. اتفقنا على الاجتماع والتنسيق فيما بيننا. من ثم جئنا بالإسم “طلعت ريحتكن” وقمنا بفتح صفحة على الفايسبوك وبدأنا التنظيم للمظاهرات.
لقد اخترنا هذا الإسم عن طريق الصدفة. كنا نتحدث عن رائحة النفايات التي ملأت الأجواء وبالوقت نفسه “طلعت ريحة” فساد النواب والوزراء. من هنا وجدنا أن الإسم مناسب تماما.
حملة “طلعة ريحتكم” أعضاؤها نحو عشر أشخاص بين ذكور وإناث، منهم أساتذة جامعيين ومخرجين ومدونين ومحامين وربات منازل وطلاب جامعيين من خلفيات متنوعة. أما سياسياً، فجميعهم متحررون من الأحزاب السياسية ولا يوالون أحداً. وحتى إن كان لدى أحد الأعضاء في بداية التحرك ميول سياسية، فإنه تحرر الآن منها. الحملة هي ضد الاصطفاف السياسي بين 8 و 14 آذار. وبالنسبة للاتهامات التي تطالنا، فنحن بإنتظار اللحظة التي يتمكن فيها مروجو الاشاعات من إثبات صحتها.
“طلعت ريحتكم” ولدت بسبب أزمة النفايات في الشارع ومن أجل العثور على حل بيئي وصحي لهذه الأزمة. إلا أن تطور الأمور والطريقة التي تعاطى بها النظام مع المتظاهرين والعنف الممارس ضدنا واصرار السلطة السياسية على عدم تحقيق مطالبنا جعلنا ننتقل الى مرحلة جديدة وهي المطالبة بإنتخابات نيابية تكون مدخلاً لإعادة الحياة للمؤسسات الشرعية اللبنانية والبدء بنوع من عملية تغيير النظام اللبناني.
إن حملة “طلعت ريحتكم” هي تجربة جديدة من نوعها. وهي أثبتت أنها الوحيدة التي تعرف إلى أين تتجه وما هي مطالبها وكيف تعمل على الأرض. وهي تأخذ وقتها للتخطيط بين نشاط وآخر. وهي قادرة في كل مرة تعد لتحرك أن تخضّ البلد فلا تكون المظاهرات التي تنظمها مجرد مظاهرات عفوية لم يسمع بها أحد.
هناك العديد من المجوعات التي نجتمع معها ونقوم بالتنسيق معها مباشرة. هناك مجموعات أخرى شكلت لجنة تنسيق ليس لها كيان خاص. نجتمع فيما بيننا للتخطيط لنشاطات مشتركة ولكن أول بند متفق عليه هو أن بإمكان أيّ مجموعة أن تعمل منفردة وأن تتمتع بإستقلالية بالقرار وأن تقوم بنشاطاتها بالطريقة التي تناسبها، شرط أن تبقى هذه القرارات والنشاطات تحت السقف المطلبي للحراك بأكملها. معظم المجموعات نقوم بالتنسيق معها وهناك طبعاً العديد من الإشاعات التي تقوم السلطة بالترويج لها حتى تفرق فيما بيننا. وهناك إشاعات مقصودة لإحداث مشاكل داخل الحراك لحله. ولكن نقول دائماً أننا حريصون على الحراك، فإن أي سوء تنسيق أو مشكل يحصل نتعالى عليه لأن مصلحة الحراك أولاً.
الصورة من ارشيف المفكرة القانونية تصوير علي رشيد
نشر هذا المقال في العدد | 32 |تشرين الأول/ أوكتوبر 2015 ، من مجلة المفكرة القانونية | لبنان |. لقراءة العدد اضغطوا على الرابط أدناه:
المدينة لي، يسقط يسقط حكم #الأزعر
متوفر من خلال: