أبو غيدا استجوب غبش من دون وكيله ولا إفراج عن عيتاني قبل الاستماع إلى الحاج


2018-03-12    |   

أبو غيدا استجوب غبش من دون وكيله ولا إفراج عن عيتاني قبل الاستماع إلى الحاج

كانت السّاعة تشير إلى الثانية وعشرة دقائق عندما خرج قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا من مكتبه، يتبعه عسكريان اثنان يقتادان الموقوف "إيلي غبش"، المدّعى عليه مع الموقوفة المقدّمة سوزان الحاج، بتهمة تلفيق أدلّة ماديّة والكترونيّة حول تعامل المتهم الفنان زياد عيتاني مع العدو الإسرائيلي، وكذلك بشن هجمات الكترونيّة وقرصنة مواقع وزارات لبنانيّة ومؤسسات أمنيّة ومصرفيّة ومواقع الكترونيّة مختلفة. الشاب النحيل الذي يرتدي بنطال جينز وكنزة فاتحة اللون لم ينظر يمنةً ويسرة، بل تبع العسكريين اللذين كبّلا يديه إلى نظارة المحكمة العسكريّة، حيث  انتظر عودة أبو غيدا إلى مكتبه لاستكمال الاستجواب الاستنطاقي الذي بدأه معه ظهراً.

أكثر من ساعتين ونصف السّاعة قضاها إيلي غبش الشهير ب"المقرصن إلكتروني" يرد على أسئلة أبو غيدا،  رافضاً انتظار وكيل الدّفاع عنه المحامي طوني الدويهي، فضّلاً السير بالجلسة وحيداً، كما قيل.

على بُعد أمتار قليلة من مكتب أبو غيدا، جلس وكيل الدّفاع عن الموقوفة سوزان الحاج المحامي رشيد درباس في غرفة نقابة المحامين داخل المحكمة إلى جانب عدد من المحامين في الملف نفسه، بانتظار خروج الموقوف. لا يريد درباس إرجاء الجلسة، بل يحاول الإسراع في البدء بالاستجواب. يبدو نقيب المحامين السابق متحفّظا إلى أبعد الحدود، إذ أنّه لا يحبّذ تسريب المعلومات، بالإضافة إلى أنّه لم يلتقِ بموكّلته. وبما أنه لم تصدر بحقّ الحاج مذكّرة توقيف وجاهيّة، يفضّل الاستماع إليها والإطلاع على الملف والتّهم المسندة إليها، والتأكد من مدى جديّة التحقيقات الأوليّة، قبل تسريب أي معلومة. ولذلك، لن يُقدّم درباس مذكّرة دفوع شكليّة. إذ ليس لديه اعتراضات على شكل التوقيف، بل سيركّز في دفاعه على ما يُسمّى "التكييف القانوني للأفعال" والذي يختلف بحسب الظروف والقرائن، "فما تراه النيابة العامّة في ادّعائها، باعتبارها خصماً، قد يكون مختلفاً عمّا سيصدر عن قاضي التحقيق"، وفق درباس. ساعات طويلة قضاها درباس في غرفة المحامين قبل أن يخرج الموقوف إيلي غبش من مكتب غيدا.

سريعاً، تحضّر فريق الدّفاع عن الموقوفة بالتوجّه إلى قرب مكتب قاضي التحقيق العسكري الأوّل. بدت الدّقائق طويلة على زوج الموقوفة المحامي زياد حبيش، فهو لم يلتق بزوجته منذ توقيفها قبل عشرة إيّام، إذ أنّ مفوّض الحكومة المعاون القاضي هاني حلمي الحجّار لم يسمح إلّا لأولادها بلقائها داخل مقر توقيفها في "شعبة المعلومات" وفي ظلّ إجراءات أمنيّة مشدّدة. لم ينتبه حبيش لما طلبه أبو غيدا من أحد العسكريين المولجين حراسة مكتبه، إلّا بعد خروجه (أبو غيدا) من مكتبه معلناً إرجاء جلسة استجواب الموقوفة سوزان الحاج إلى الغد وإعادتها إلى مقر توقيفها، بانتظار استكمال استجواب إيلي غبش في جلسة ثانية سيعقدها بعد ظهر اليوم. فيما المتوقّع أن يصدر بحقّه مذكّرة توقيف وجاهيّة بعد انتهاء الاستجواب الاستنطاقي.

ويتوقع محامي الدفاع عن المتهم زياد عيتاني المحامي صليبا الحاج عدم البت بطلب إخلاء السبيل الذي تقدّم به إليوم، قبل انتهاء أبو غيدا من استجواب الموقوفين إيلي غبش وسوزان الحاج مرجّحاً أن يتم البت بطلبه غداً أو بعد غد.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني