في صدَى للمعرض الذي يَحمل نفس الإسم والذي نظمه معهد العالم العربي في باريس من 31 ماي إلى 31 ديسمبر 2023، صدَرَ هذا الكتاب ضمن مجموعة “Araborama” التي تم إنشاؤها عام 2020 للنشر المشترك بين معهد العالم العربي وعدد من الصحفيين والمثقفين والكتاب والفنانين والرسّامين “لفكّ رموز العوالم العربية وفهم حيويتها وإبداعها وتعدّديتها بشكل أفضل”. ويُعدّ هذا الكتاب العنوان الثالث في المجموعة بعد نشر كتابين: الأوّل سنة 2020 بعنوان “هل مَا زال العالم العربي موجودا؟” والثاني سنة 2021 بعنوان “كان يا ما كان ..الثورات العربية”
يتأّلف الكتاب من 335 صفحة من القطع الكبيرة، ويتضمّن أربعين مقالا موزعين على قسمين: يتناول القسم الأول بالتحليل فلسطين “كبلد”، بينما اهتمّ القسم الثاني بفلسطين “كقضية”.
تضمّن القسم الأول مقدمة وعشرين مقالا. وفي المقدمة التي حرّرَها الكاتب الفلسطيني الياس صنبر، نجد الإجابة على سؤال “ماذا يعني أن تكون فلسطينيا اليوم؟ من خلال قراءة بانورامية للهوية الفلسطينية في الزمان والمكان والحركة. أما مقالات هذا القسم، فقَد تناولت بالتحليل محورَين، هما الأراضي والشتات الفلسطينيين. وقد شملَ الفصل الخاصّ بالأراضي الفلسطينية مواضيع متنوعة من أبرزها مسألة الدولة المُوحّدة باعتبارها نقاشًا غير ناضج، والجدار الإسرائيلي في فلسطين مُجسّدًا مسار الضم بعد الفصل، ورسم تخطيطي لتضاريس المقدسات “المشتركة” في الأراضي المقدسة، والبحث في التصوير الفوتوغرافي لتحرير الأرشيف بهدف السعي لاستعادة ما ينتمي منه للفلسطينيين.
والفصل الخاص بالشتات الفلسطيني غطّى مواضيع مثل التركيبة السكانية منذ النكبة، وواقع مخيمات اللاجئين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا. وكذلك التطرّق إلى فلسطين من خلال مسيرة الكاتب إدوارد سعيد، كتعبير عن اتجاه فكري إنساني جديد. أما القسم الثاني من الكتاب فقد اهتمّ بفلسطين كقضية سياسية، حيث تضمّنَ مقدمة لهنري لورنس استعمل فيها مهاراته كمؤرخ ليشرح في صفحات قليلة كيف تمّ “بناء المسألة الفلسطينية” بدءًا بظهور الحركة الصهيونية إلى “النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.
تضمّن القسم الثاني عشرين مقالا موزعة على ثلاثة فصول؛ تناولَ الفصل الأول الكيفية التي أصبحت بها فلسطين حاضرة في أغلب أقاليم العالم على مرّ السنين، فانتشرت الكُوفية الفلسطينية في التحركات الطلابية في فرنسا أثناء حركة ماي 68 وما تلاها. ثمّ وجدت قضية الشعب الفلسطيني صدًى فريدا في إيران ثم في بلدان أمريكا اللاتينية. وفي 2005، نشأتْ حركة “المقاطعة” التي لها الفضل في جمع كلّ مكونات الشعب الفلسطيني وطرح السؤال حول طبيعة الدولة الإسرائيلية، لكن إنجازاتها ما زالت هزيلة، وأيقظت هجوماً إسرائيلياً مضاداً يظهر من خلال بعض الصّيغ الدعائية مثل الموازنة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية. وفي فصل ثان تناولت المقالات المنشورة الأبعاد الإقليمية ومنها الصعود والهبوط الذي يعرفه “التضامن العربي مع قضيته المقدسة”.
ما يُميز هذا الكتاب هو نشر عشرات الرسوم التوضيحية والقصص المصورة على صفحاته، وقد أبدعها فنانون من العالم العربي. نجد أيضا في نهاية المقالات أقساما “لمعرفة المزيد” وهي توصيات للقراءة أو المشاهدة أو الاستماع تقدم بها المؤلفون.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.