كتب ستايتس لزوجته فاستدعته الشرطة العسكرية


2016-10-28    |   

كتب ستايتس لزوجته فاستدعته الشرطة العسكرية

"مرتي مثل الجيش اللبناني 24/24"، منشور كتبه سلمان سماحة عبر صفحته على الفايسبوك  في 2 آب 2016 أراد من خلاله ممازحة زوجته، وذلك من وحي اليافطات التي انتشرت في لبنان بمناسبة عيد الجيش. فكانت النتيجة أن تم استدعاؤه نهار الخميس 27/10/2016 إلى الفياضية، ثكنة "شكري غانم العسكرية" عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً للتحقيق معه لدى الشرطة العسكرية نهار الخميس 27/10/2016، بناء على إشارة المدعي العام العسكري والنيابة العامة العسكرية. فذهب الى التحقيق ليتبين أن سبب هذا الاستدعاء هو هذا status بالإضافة إلى تصريحات أخرى نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. وقد وجهت لسماحة أسئلة جديّة من نوع:" ماذا يقصد بهذه الكتابة؟ وما هي الخلفيات الفكرية والعقائدية وراءها؟ وكيف هي علاقته بزوجته؟ فأجاب بأن:"الحملة الاعلانية بمناسبة عيد الجيش في هذا العام كانت  24/24 على 10452، وأنا وددت المزاح مع زوجتي فكتبت لها ستايتس انت متل الجيش اللبناني 24/24، ومعنى ذلك أن زوجتي حريصة علي بقدر حرص الجيش علي".

المنشور الذي كتبه لزوجته لم يكن السبب الوحيد لهذا التحقيق بل هناك خلفية سياسية ايضاً مرتبطة بحزب القوات اللبنانية. ففي الثاني من آب المنصرم، احتفل حزب القوات بما يعرف بـ"ذكرى المصالحة" مع الجبل. وكرئيس سابق لمصلحة القوات اللبنانية، كتب سماحة على صفحتها مقطعاً عبرّ خلاله عن امتعاضه مما جاء على لسان رئيس الحزب سمير جعجع، موضحاً: "خلال الاحتفال بذكرى "مصالحة الجبل"، في معراب سرد جعجع  كيف كانت العلاقة بين القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، وكيف قامت ستريدا جعجع على رأس وفدٍ قواتي بالمشاركة بتشييع المرجع الروحي للدروز الشيخ أبو حسن عارف حلاوي سنة 2003. في حين أنني أنا من عملت على تأسيس وتطوير هذه العلاقة منذ العام 1997  وتمت ملاحقتي وآخرين على خلفية هذا التقرب (غير المرغوب به) من قبل مخابرات الجيش تبعا لذلك. من هنا علقت على صفحتي على الفايسبوك برسالة مذكرا بذلك ولكن يبدو أنها كانت مزعجة للبعض".

ما كتبه سماحة في هذه المناسبة هو التالي:

"جانب مديرية المخابرات،

تحية وبعد،

أتوجه اليكم بهذه الرسالة المفتوحة، طالباً منكم اعتبار ما أعلن اليوم من قبل مسؤولي حزب القوات اللبنانية، حول بداية وتطور علاقة "القوات اللبنانية- المقاومة" بالحزب التقدمي الاشتراكي، في فترة الاحتلال السوري كإخبار، وذلك حول من كان وراء إقامة العلاقة بين القوات والإشتراكي، والتي كانت بالنسبة لكم جرماً يستحق من قبلكم التوقيف، والتعنيف، والتهديد. أتمنى عليكم بعد التدقيق بالمعلومات وإثبات صحتها، أن تقوموا بما يتوجب عليكم من إعتذار مني ومن عائلتي، لما عانيته من جانبكم من إستدعاءات وتوقيفات مع ما تتضمن من إهانات وتعنيف وتهديد لما نسبتموه اليّ من تهم حول إقامة العلاقة وتطويرها، وإعترافي بذلك بكل شرف ومن دون تردد. لقد تبين بحسب كلام مسؤولي حزب القرات اللبنانية الحاليين بأن اتهاماتكم كانت كذبة كما اعترافاتي".

وقد أراد سماحة من هذا البوست أن يوضح أن "ما قاله سمير جعجع هو تزوير للحقيقة". أما استخدامه لاسلوب الرسالة المفتوحة "لمديرية المخابرات" فهو بحسب قوله "لأنني تعرضت لهذا الموضوع كثيرا في حينها".

نشر سماحة هذه الكتابات في آب، فجاءت مذكرة استدعائه الى التحقيق في التاسع من أيلول. وقد سئل أيضاً عن السبب الذي دفعه لكتابة هذا الكلام أيضاً، فكرر أنه "نتيجة إستيائي من كيفية مقاربة الموضوع".

بعد الانتهاء من التحقيق معه، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من المحقق أن يجعله يوقع على تعهد بألا يكتب مرة أخرى أي شيء مسيء للجيش اللبناني، ثم أخلي سبيله بسند إقامة على أن يقرر لاحقاً ان كانت ستتم محاكمته أم لا.

يأسف سماحة لـ"تضييع وقت المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الامنية التي تمرّ في البلاد لأجل هكذا موضوع تافه"، لافتاً الى أنه "في هذا العام انتشرت العديد من التحقيقات والمقالات حول ممارسة الجهاز الأمني اللبناني-السوري بفترة الاحتلال السوري للبنان وأحداً لم يلاحق. لذلك لا أصدق أن يكون هذا المقطع الناعم الذي لا يسيئ لأحد أو مقارنة زوجتي  بالجيش قد أدى الى استنفار قيادة الجيش ضدي".

  

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حريات عامة والوصول الى المعلومات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني