صحيح أنّ لائحة العمل النقابي برئاسة النقيب الحالي نعمة بدوي فازت كاملة في انتخابات نقابة “ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون” التي جرت اليوم الأحد في 20 شباط 2022، إلّا أنّ لائحة “لنقابة عصرية” التي ضمّت وجوهاً كانت ناشطة في حراك 17 تشرين فرضت لأوّل مرة معركة انتخابية حقيقية حيث ترشح فيها ممثلون لم يكونوا في مجلس النقابة كما جرت العادة سابقاً. 

فقد تنافست على انتخابات مجلس النقابة الذي ينتخب كلّ أربع سنوات ويضمّ 12 عضواً، لائحتان هما لائحة” العمل النقابي” التي ضمّت بالإضافة إلى بدوي غسان صليبا، وهيام أبو شديد، وجيسكار لحود، وآن ماري سلامة، وسعد حمدان، وأسامة شعبان، وكميل متّى، ومحمود ماجد، وجمال حمدان وكلوفيس عطالله، ولائحة “لنقابة عصرية” التي ضمّت بديع أبو شقرا، وأنجو ريحان، وعبدو شاهين، وفيصل الأسطواني وطلال الجردي، ومحمد عقيل، وكريستال خضر ، وبولين حداد، ورانية مروّة، وسليم علاء الدين، وضياء منصور وكميل يوسف.

وحازت لائحة العمل النقابي على 184 صوتاً مقابل 59 صوتاً للائحة “لنقابة عصرية”. وتجاوزت نسبة الاقتراع 80% وهي نسبة لم تشهدها انتخابات النقابة منذ دورات عدّة حيث بلغ عدد المقترعين 308 مقترعين من أصل 437 يحقّ لهم الاقتراع.

جرت الانتخابات وسط أجواء هادئة، ولكن إعلان النتائج شهد سجالاً بين بعض الممثلين والنقيب الحالي حول وجود منتسبين إلى النقابة ليسوا ممثلين ويقتصر دورهم فقط على التصويت في الانتخابات، وهو ما رد عليه النقيب بأنّ النقابة شحّلت على مدى سنوات من هؤلاء وأنّ من بقي منهم لم يدرج اسمه على لوائح الشطب.

بداية جبهة معارضة داخل النقابة

يؤكّد الممثل عبده شاهين المرشح على لائحة “لنقابة عصرية” في حديث مع “المفكرة القانونيّة” على أنّ ما كانت تريده اللائحة هو عدم مرور الانتخابات من دون معركة حقيقية، موضحاً أنّها المرّة الأولى التي تنافس في انتخابات نقابة الممثلين لائحة مرشحوها لم يكونوا يوماً في مجلس النقابة، إذ جرت العادة وجود لائحتين واحدة بقيادة نقيب حالي وأخرى بقيادة نقيب سابق.

ويشدّد شاهين على أنّ جبهة المعارضة مستمرّة للضغط في الجمعية العمومية والنقابة للعمل على إخراج من لا يحق له الانتساب إلى النقابة وتشجيع الممثلين للانتساب إليها.

وليس بعيداً يشير أيضاً الممثل سليم علاء الدين لـ “المفكرة” إلى أنّ هذه الانتخابات ما هي إلّا البداية إذ سيعمل المرشحون على اللائحة الخاسرة ومن دعمَهُم إلى جانب المجلس المنتخب كما أنّهم لن يتخلّوا عن دورهم في المحاسبة والمراقبة لما فيه مصلحة النقابة والممثلين.

ويشدّد علاء الدين على العمل لاستقطاب الخرّيجين الجدد لأنّهم أداة أساسية للتغيير وللعمل على نقابة عصرية مشيراً إلى أنّ العمل تراكمي وأنّ المعركة لم تنته طالما هناك أصوات تطالب بالتغيير.

تمثلت المعضلة بالنسبة للائحة “لنقابة عصرية” في أنّها كلائحة معارضة كانت تحتاج أوّلاً إلى استنهاض الممثلين الذين لا يؤمنون بالنقابة الحالية والذين كان يمكن أن يشكّلوا رافعة للائحة للفوز في الانتخابات.  

ونظراً إلى كون عدد كبير من هؤلاء لم يشاركوا في الانتخابات فقد كانت النتيجة بالنسبة للائحة متوقعة، حسب ما يرى شاهين الذي كان يأمل من هؤلاء الممثلين أن يأتوا وينتخبوا لائحة ممثلين يحاولون إحداث تغيير في النقابة.

بالإضافة إلى هذا الواقع يشير شاهين إلى وجود عدد كبير من المنتسبين إلى النقابة من غير الممثلين في السينما أو المسرح أو الإذاعة أو التلفزيون وأنّ وجود هؤلاء هدفه فقط المشاركة في الانتخابات.

المجلس الجديد يعد بمستوصف ودار للمسنّين للممثلين  

من جهته اعتبر النقيب الحالي والفائز من لائحة “العمل النقابي” أنّ المعركة كانت وستبقى نقابية بعيدة عن الأحزاب والطائفية وأنّ جميع الممثلين سيعملون وبغض النظر عمّن هو الفائز ومن هو الخاسر من أجل مصلحة النقابة، مضيفاً في حديث مع “المفكرة” إلى أنّ المرشحين الـ 12 الذين لم يحالفهم الحظ سيكونون مجلس ظلّ مع المجلس الفعلي وكلّه من أجل نقابة أفضل.

وأوضح بدوي أنّ المجلس الجديد سيكمل المشاريع التي بدأها في الدورة الماضية منها استمرار العمل على استصدار المراسيم التطبيقية لقانون تنظيم المهن الفنية الذي صدر العام 2008 ولم يصدر له إلّا مرسوم تطبيقي واحد وهو إنشاء صندوق التعاضد الموحّد للفنانين.

ويعمل المجلس على المراسيم التطبيقية الأخرى منها إلزامية العقد الموحد وإلزامية التعامل مع النقابيين في أي فريق عمل بنسبة 90% و10% من غير النقابيين شرط أخذ الإذن والتصريح من النقابة، وفرض 10% من أجر الممثل في البرامج التي يعاد بثها يدفعها التلفزيون أو الوسيلة التي تعيد البث، وإلزام الممثل غير اللبناني بالحصول على تصريح من النقابة في حال العمل في لبنان.

وأشار بدوي إلى أنّ النقابة ستفتتح قريباً مستوصف نقابة الممثلين يؤمن الرعاية الصحية للممثل وعائلته بشكل شبه مجاني، وأنّ العمل جار على إقامة دار مسن للممثل وذلك بعد نجاح النقابة في الحصول على أرض مساحتها 3000 متر مربع في عيد جديدة.

وكانت لائحة “العمل النقابي” ذكرت المستوصف ودار المسن في برنامجها الانتخابي فضلاً عن التواصل مع  النقابات الفنية العربية في مصر والاردن وسوريا والعراق لتفعيل البروتوكولات الموقعة معها سابقاً، والعمل على المراسيم التطبيقية لقانون تنظيم المهن الفنية.

“لنقابة عصرية”: للخروج من الوصاية وسيف الرقابة

أمّا البرنامج الذي خاضت على أساسه لائحة “لنقابة عصرية” الانتخابات فركّز على موضوع الضغط بالوسائل المتاحة كافة من أجل إقرار قانون إنشاء نقابة للممثلين خارج إطار وصاية الجهات الرسمية والتشديد على تحرير الأعمال الفنية من الرقابة على أشكالها، فضلاً عن تنظيم عمل ممثلي وممثلات المسرح والسينما والتلفزيون وعلاقتهم بالنقابة والدولة وشركات الإنتاج من خلال حصر عقود عمل الممثلين والممثلات بالنقابة، والمحافظة على حقوق الممثل والدفاع عنها ومؤازرته أمام المراجع القضائية والإدارية والأمنية.

كما تطرّق البرنامج إلى موضوع دخول جميع الممثلين والممثلات في الضمان الصحي والاجتماعي وتأمين عقود مع شركات التأمين لاستيفاء المبالغ المتبقية على الفاتورة الصحية غير المغطاة من الضمان والعمل على مشروع ضمان شيخوخة الممثل بالإضافة إلى تفعيل عمل اللجان المنبثقة عن مجلس النقابة وتوزيع المسؤوليات عليها واعطائها الصلاحيات اللازمة لتنفيذ خططها، وإنشاء لجنة تقوم بمسح لحاجات المسارح اللوجستية والتقنية والإدارية في بيروت والمناطق.