“امتحانات الموت” في الجامعة اللبنانية: العمداء يؤجّلون الكارثة


2020-07-13    |   

“امتحانات الموت” في الجامعة اللبنانية: العمداء يؤجّلون الكارثة

أُجبر مجلس عمداء الجامعة اللبنانية تحت ضغط الطلّاب واتصالات مسؤولين في الحكومة، على تأجيل الامتحانات الحضورية في الجامعة اللبنانية لمدة أسبوع ابتداء من اليوم الإثنين 13 تموز على أن تُستكمل حضورياً صباح يوم الاثنين المقبل. تأتي هذه الخطوة بعدما انتفض طلاب الجامعة اللبنانية وصدر أكثر من 50 بياناً طالبياً يدعو إلى مقاطعة “امتحانات الموت” بحسب وصف الطلاب الذين دعوا إلى عقد مؤتمر صحافي غداً الثلاثاء عند الساعة الثانية عشر ظهراً أمام مبنى الإدارة المركزية للجامعة في المتحف.

“انتفاضة” في صفوف الطلاب

شرارة هذه الانتفاضة بدأها طلاب السنة الثالثة من اختصاص الميكانيك في كلية الهندسة الفرع الثالث، إذ أصدروا بياناً أعلنوا فيه المقاطعة الكاملة للامتحانات الحضورية مع ضرورة إجراء امتحانات “أونلاين” في القريب العاجل أو عبر أي وسائل تقييمية تقرّرها الجامعة. يقول الطالب حسين مسلماني من السنة الثالثة – كلية الهندسة في اتصال مع “المفكرة” إنّ الطلّاب اجتمعوا بعدما ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان واكتشاف أول حالة مصابة بكورونا في كلية الاعلام – الفرع الأول، تلتها إصابة قريبتها في كلية العلوم – الفرع الأول، وطالب في كلية الصحة. ويوضح مسلماني أنّ “التخوّف من الوصول إلى الجامعة عبر وسائل النقل العام المكتظة، وعدم اتخاذ الجامعة تدابير وقائية جدية داخل الكلية، دفعانا إلى إطلاق حملة مقاطعة امتحانات الموت”.

انتشار خبر المقاطعة في صفوف الطلاب في الكلّيات الأخرى، دفع بعدد منهم إلى التداعي والتواصل عبر مجموعات أنشئت لهذه الغاية عبر تطبيق “واتس آب”، حملت اسم “امتحانات الموت”. وتتالت بعدها بيانات تدعو إلى مقاطعة الامتحانات وتطالب رئيس الجامعة بإيجاد حلول بديلة سبق أن قدّمت له ورفضها، منها أن يتم إجراء الامتحانات عن بعد مع الأخذ بعين الاعتبار الأعمال التطبيقية والأبحاث المقدّمة.

وحتى قبل ظهر يوم الأحد 12 تموز، كان أيوب متمسّكاً بقراره إجراء الامتحانات بالرغم من كل حملات المقاطعة ومناشدات الطلاب، إضافة الى ازدياد الحالات المصابة بالكورونا والتي سجلت في لبنان الأحد وحده 166 إصابة دفعة واحدة.

وقد علمت “المفكرة” أن رئيس الجامعة فؤاد أيوب كان قد تواصل شخصياً مع أكثر من طالب من القيّمين على حملة مقاطعة “امتحانات الموت” طالباً منهم إيقاف الحملة الطالبية ضد قراراته “لأن بعض الطلاب تعرّضوا له بالشّخصي”.

إلّا أنه وفي فترة ما بعد الظهر، تواصلت رئاسة الحكومة وكل من وزير الصحة ووزير التربية مع أيوب طالبين منه التراجع عن قراره أو تعليق إجراء الامتحانات مؤقتاً.

وبالنتيجة أجبر توالي بيانات مقاطعة الامتحانات الحضورية والضغط الذي مارسته المجموعات الطالبية والمسؤولون في الحكومة، رئيس الجامعة على دعوة مجلس العمداء إلى عقد اجتماع طارئ “عن بُعد” مساء الأحد تقرر خلاله تأجيل الامتحانات لمدة أسبوع واحد فقط.

اجتماع لمجلس العمداء ومؤتمر صحافي للطلاب الثلاثاء

يقول عميد كلية الهندسة رفيق يونس في اتصال مع “المفكرة”: “اتخذنا قرار تأجيل الامتحانات تحت وطأة الصدمة، وصلنا صوت الطلاب وفاجأتنا أعداد الإصابات المرتفعة”، مشيراً إلى سيناريوهين مطروحين أمام اجتماع مجلس عمداء الجامعة المقرر عقده غداً في مبنى الإدارة المركزية عند الساعة الواحدة ظهراً.

السيناريو الأول هو تعليق إجراء الامتحانات في حال قرر مجلس الوزراء إغلاق البلد مجدداً. أما الثاني فهو استكمال إجراء الامتحانات الاثنين المقبل مع اتخاذ تدابير إضافية يعلن عنها لاحقاً.

وقد رأى الطلاب في قرار تأجيل الامتحانات لمدة أسبوع محاولة لـ”تنفيس” غضبهم وتمرير استكمال إجراء الامتحانات الأسبوع المقبل. وقد دعت مجموعة من طلاب وطالبات في الجامعة إلى مؤتمر صحافي غداً الثلاثاء عند الساعة 12 ظهراً للرد على رئيس الجامعة وعلى مجلس عمداء الجامعة اللبنانية، وذلك قبل اجتماع المجلس عند الساعة الواحدة ظهراً.

رابطة الأساتذة المتفرغين غائبة

لم تصدر رابطة الأساتذة المتفرغين موقفاً من هذه القضية لكونها تحمل طابعاً إدارياً بحسب ما صرّح رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة يوسف ضاهر. ولم تر الرابطة داع لعقد اجتماع طارئ وتقرر اتخاذ موقف من هذه المسألة بعد اجتماع الهيئة التنفيذية هذا الأسبوع.  وهذه ليست المرة الأولى التي تغض الرابطة النظر عن قضايا الجامعة اللبنانية غير المرتبطة بالحقوق المادية لأساتذة الجامعة. فقد سبق للرابطة أن تجاهلت حالة معاقبة طلاب في الجامعة بسبب انتقادهم لرئيس الجامعة.

وقد بدأت بعض كلّيات ومعاهد الجامعة اللبنانية الجمعة 3 تموز بإجراء الامتحانات النهائية حضورياً في حرم الكليّات وذلك عن امتحانات الفصلين الأول والثاني للعام الدراسي الحالي. وجاءت الخطوة مع استمرار تسجيل إصابات بفيروس كورونا والتحذيرات من موجة ثانية وأشد قسوة من الأولى، إضافة إلى الضائقة المعيشية التي يرزح تحت وطأتها اللبنانيون والتقنين القاسي في الكهرباء وقطع شبه يومي لعدد من الطرقات. ولكن كل هذه العوامل لم تدفع رئاسة الجامعة إلى إعادة النّظر في قرارها إجراء الامتحانات الخطيّة لأكثر من 80 ألف طالب منتسب للجامعة على الرغم  من مناشدات الطلاب والدعوات لإجراء الامتحانات عن بعد.

وسجّلت أول إصابة كورونا في صفوف طلاب الجامعة اللبنانية الأربعاء وكانت لطالبة من الفرع الأول من كليّة الإعلام بالجامعة اللبنانية حضرت في اليوم نفسه لإنجاز الامتحانات الخطية. ورغم ذلك أيضاً أصرّ رئيس الجامعة على الاستمرار في إجراء الامتحانات الخطّية في كافة فروع الجامعة.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، مؤسسات عامة ، لبنان ، الحق في الصحة والتعليم



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني