أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت يقفلون قصر العدل: “أوقفوا عرقلة التحقيق”


2022-01-18    |   

أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت يقفلون قصر العدل: “أوقفوا عرقلة التحقيق”

صعّد أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت وأهالي شهداء فوج الإطفاء من تحركاتهم الإعتراضية على عرقلة عمل التحقيق بعد كف يد المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار مؤقتاً للمرة الرابعة خلال توليه منصبه منذ 11 شهراً. وعليه، وفي اعتصام تحذيري، أقفل الأهالي،  يساندهم مواطنون،  بوابة قصر العدل يوم الإثنين 17 كانون الثاني 2022، ليحولوا دون دخول أحد، فيما عمدوا إلى قطع طريق العدلية بالإطارات المشتعلة. ويأتي تحرك الأهالي بعد  أخر طلب ردّ  قدمه المدّعى عليهما الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، اللذين قاما أيضاً بتقديم طلب رد بحق رئيس الغرفة الأولى لمحكمة التمييز القاضي ناجي عيد، الناظر في طلب رد بيطار.

ومنح الأهالي المعنيين مهلةً لا تتعدى الأيام لإيجاد الحلول المناسبة لوقف عرقلة عمل القاضي بيطار، وإلاّ فالعودة إلى إقفال الشارع من جديد، وإقتحام قصر العدل. التهديد بالتصعيد جاء بعد لقاء وفدٍ من الأهالي، خلال الإعتصام، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود الذي شرح أنه يتم حالياً البحث عن مخرجٍ قانوني ودستوري لعودة التحقيق إلى مجراه. 

من جهةٍ ثانيةٍ، طالب الأهالي رئيس الجمهورية الإسراع بإصدار مرسوم التشكيلات القضائية، خاصةً بعد تقاعد أحد أعضاء الهيئة العامّة لمحكمة التمييز، القاضي روكز رزق، ما قد يؤخّر صدور قرار الهيئة في دعوى مخاصمة (مداعاة) الدولة عن أعمال بيطار المقدّمة من المدّعى عليه الوزير السابق يوسف فنيانوس. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدعوى لا تعلّق التحقيق بأكمله، بل تجمّد إجراءات بيطار بحق فنيانوس فقط.

العدلية مقفلة بأجساد الأهالي

أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت يقفلون قصر العدل

عند الساعة الثامنة صباحاً أقفل الأهالي بوابة قصر العدل بأجسادهم حاملين صور ضحاياهم. وقفوا هناك سداً “الكتف على الكتف”  بهدف عرقلة حركة الصرح القانوني الأساسي إعتراضاً على عرقلة التحقيق في قضية تفجير المرفأ. المشهد ذاته منذ سنة وخمسة شهرٍ، الوجوه ذاتها، أمهات وأباء، أخوات وإخوة وأصدقاء، راهن الجميع على تعبهم ويأسهم لكنهم مستمرون.

وفي كلمة ألقاها، طالب محي الدين اللاذقاني، إبن الضحية محمد اللاذقاني،  “القضاء الشريف بوقف هذه المهزلة وإيجاد حل  لها، ولو اضطر (القضاء) إلى فرض غرامات باهظةٍ، أو اتخاذ أي إجراء، بحق  من يعيد تقديم طلبات الرد، لإيقافهم  عند حدهم “. ورأى اللاذقاني “أن المجرمين ابتدعوا طريقة لتعطيل العدالة”، مطالباً  بضرورة تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء بحق المدّعى عليهم (أي فنيانوس وعلي حسن خليل)، متسائلاً عن قدرة هؤلاء المطلوبين للعدالة من زيارة رئيس الحكومة  وعقد مؤتمراً صحافياً من دون أن تقوم القوى الأمنية بإلقاء القبض عليهم. وخاطب اللاذقاني وزير الداخلية بسام المولوي قائلاً: “إذا كان يهمك رضا الله ورضا الناس، فهل يرضي الله عدم إعطائك إذناً لملاحقة أحد المتهمين بتفجير مرفأ بيروت؟ وهل يرضي الله ومن ثم ضميرك قيامك بحصر التبليغات بقضية المرفأ بالمباشرين وليس بالضابطة العدلية؟”

من جهةٍ ثانيةٍ، طالب اللاذقاني بتعيين قاضٍ جديد ليكتمل نصاب الهيئة العامة لمحكمة التمييز لكي تتمكن من الإستمرار في عملها، مهددين من مغبة الإستمرار من الإفلات من محاسبة المشتبه فيهم ما سيدفعهم كأهالي إلى  “اتخاذ خطواتٍ تصعيدية، والتجهيز لعصيانٍ يجبر المشتبه فيهم على الخضوع للقانون”.

وأكّد اللاذقاني في كلمته أن الأهالي يقفون إلى جانب المحقق العدلي أكثر من أي وقتٍ مضى، محملين “المسؤولية للمجرمين المدعى عليهم الذين لا يفعلون غير  التعطيل والتهرب من العدالة”، مطالباً القاضي بيطار بالإستمرار :”دماء الشهداء آمنةً بين يديك، ولا تسمع لهرطقات ضعفاء النفوس فهم ينفذون أجندة حزبية ولا يمثلون سوى أنفسهم”. 

من جهته، طالب ويليام نون، شقيق الشهيد جو نون، الحكومة بالتوجه نحو القضاء الدولي في حال الإستمرار في عرقلة عمل القضاء اللبناني:”هناك  جهات سياسية أوقفت عمل الحكومة مقابل توقيف عمل القضاء، وبرغم عودة الحكومة  لم يستأنف العمل بالقضاء”. وشدّد نون على أن قضية الرابع من آب “لن تموت”، مهدداً بدخول الأهالي أروقة قصر العدل في حال الإستمرار بهذا النهج قائلاً: “إذا قصر العدل مش قادر يبت بقضية 4 آب، بلا ما يكون”. 

إقفال طريق منطقة العدلية

من قصر العدل انتقل الأهالي والمناصرون  لإقفال طريق العدلية بالإطارات المشتعلة التي   استعر لهيبها  إلى حين إنتهاء دوام العمل. على جنبات الطريق توزع الأهالي والمتضامنون حيث طالب جهاد البقاعي، وهو من  المتضررين من تفجير المرفأ،  بتحقيقٍ عادلٍ، مناشداً أهالي بيروت والمتضررين مساندة أهالي الضحايا في قضيتهم ومطالبهم “هيدي قضيتنا جميعاً كلنا تضررنا وما حدا عوّض علينا، ف على الأقل نعرف الحقيقة، ومين دمر بيوتنا”. تضرر منزل البقاعي وجُرِح إبنه وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة وتحمل وحيداً أكلاف الترميم من جيبه الخاص “كل هيدا وما حدا تطلع فينا، ولا عوض علينا بشي”.  وطالب بمحاكمة جميع المشتبه بهم وإلقاء القبض عليهم “إذا شي حدا معتر عالطريق عم يجر عرباية دغري بيركضوا بحاسبوه، بس المجرمين الكبار ما حدا بقرب عليهم”.

باتجاه النيران المستعرة ينظر والد الشهيد زياد صبح  حاملاً صورة وزير الداخلية بسام الموسوي مع عبارة تصفه بالفاسد. يحكي  صبح “للمفكرة القانونية” عن وجعه منذ وقوع التفجير قائلاً: “نحن الأهالي كل يوم عنا أربعة آب، ما قادرين نكمل حياتنا طبيعي وهن عايشين عادي”، معتبراً ان المشتبه بهم  “باتوا اليوم في عداد المجرمين بالنسبة لنا”.  يفتش صبح في هاتفه المحمول عن صورة إبنه الشهيد حاملاً حفيده “هيدا حفيدي، هيدا لي بقي لي من ريحة زياد”.

مصدر المفكرة القانونية
متضامن يحمل صورة الطفل إيزاك أولرز

وسط الدخان وخلال الإغتصام تلوح صورة الطفل الأسترالي الضحية  إيزاك أولرز يحملها شاب متضامن مع أهالي الضحايا. يعرّف الشاب عن نفسه “للمفكرة”  بأنه من الأشخاص الذين تضرروا نفسياً من تفجير المرفأ، موضحاً أنه يحمل صورة الطفل إيزاك دائماً في معظم التحركات “بدي قول لأهل إيزاك أنه حتى لو انتو مش بلبنان في حدا حامل قضية إبنكم “. ويطالب الشاب نفسه جميع اللبنانيين والمتضررين والجرحى بمساندة أهالي الضحايا في قضيتهم  “تفجير دمر نص العاصمة وفي 200 ضحية سقطوا ليه ما بتنزلوا؟”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد ، المرصد القضائي ، مجزرة المرفأ ، أجهزة أمنية ، محاكم جزائية ، أحزاب سياسية ، حركات اجتماعية ، قرارات قضائية ، استقلال القضاء ، لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني