واصلت عاصمة الشمال انتفاضتها الشعبية بالزخم نفسه، في وسط ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، مع إدخال ورشة تنظيمٍ جديدة. قامت بلدية طرابلس بالتعاون مع مجموعة “حراس المدينة” وقوى الأمن الداخلي بتحديد أماكن تمركز بسطات الكعك والقهوة والمأكولات والمشروبات، وسعت إلى إبعادها نحو أطراف الساحة بسبب الفوضى التي تسببت بها، وأدت إلى تضييق المساحة على المتظاهرين.
الدعوات إلى المشاركة في التظاهر استمرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومكبرات الصوت التي تجوب المدينة ويحملها شبان على دراجاتهم النارية.
وعلى أطراف الساحة، نشأت حلقات نقاش في خيم أطلق عليها أسماء مثل “ساحة ومساحة” و”حركة شباب لبنان المستقل” و”مدرسة المشاغبين”.
النقاشات تفاعلت حول المطالب المشتركة التي دفعت بالناس نحو النزول إلى الشارع، إضافة إلى آليات الضغط التي يمكن استخدامها لتحقيق هذه المطالب وكيفية إبقاء الثورة في حيوتها وزخمها.
بدورها، انتشرت وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي لضبط التظاهرة على المستوى الأمني، وانتشر “حراس المدينة” لتنظيم التظاهرة والحفاظ على انضباطها.
وإلى الساحة توافد عشرات الآلاف من مختلف المناطق الشمالية لا سيّما عكار والمنية والضنية وزغرتا والكورة وبشري والقلمون، وقد ملأوا ساحة النور وتوسع امتدادهم نحو الشوارع الست المتفرّعة عنها.
الشعارات:
الصوت من طرابلس لاقى الأصوت من المدن الأخرى، رفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية وطالبوا بإسقاط النظام والعهد والحكومة، كنوعٍ من الإصرار والتأكيد على عدم الرجوع من الشارع إن لم تنفذ مطالبهم، وعقدوا حلقات الدبكة وأنشدوا النشيد الوطني ووجهوا التحيات إلى الجيش، على وقع الأغاني الوطنية.
ومن الشعارات التي رددها أبناء الشمال في ساحة عبد الحميد كرامي: “يسقط حكم الأزعر”، “كلن يعني كلن” و”يلا ارحل ميشال عون”، “هيلا هيلا هيلا هيلا هو.. جبران باسيل كس أمو”، “كلن يعني كلن، نصر الله واحد منن، الحريري واحد منن، باسيل واحد منن، بري واحد منن، وعون واحد منن”، “يلا ارحل ميشال عون، يلا ارحل حريري، يلا ارحل يا بري”، “ثورة ثورة”، “ضدّ الفساد ثورة، ضدّ الاستبداد ثورة، ضدّ الاستعباد ثورة، شعبي ثوار، ساحة أحرار ثورة، كرمال بلدي ثورة، ضدّ النظام ثورة، ضدّ الاستسلام ثورة”، و”يسقط يسقط حكم المصرف” و”ياااا ثواااار… يا أحراااار”….. صوتك يا بلادي ثورة”، “يا بيروت طرابلس معاكي للموت.. يا نبطية طرابلس معاكي للموت… يا صور طرابلس معاكي للموت … يا جنوب طرابلس معاكي للموت….”
على مبنى الغندور، رسم فنانون من المدينة العلم اللبناني الذي غطى واجهة المبنى، وكتبوا أسفله: “طرابلس مدينة الحرية والعيش المشترك” و”من طرابلس شكراً للجيش والقوى الأمنية وبلدية طرابلس”، ورُفع على المبنى يافطة لأهالي الموقوفين الإسلاميين كتبوا عليها: “نعم لإخراج أبنائنا المظلومين من السجون الذين هم ضحية سياستكم الهوجاء، ونعم للعفو العام الشامل”، ويافطة أخرى كُتب عليها: طرابلس “عروسة الثورة”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.