كشفت ناشطات جزائريات أنهن تعرضن إلى عملية تفتيش “غير اعتيادية” في مخفر للشرطة ببلدية براقي ضواحي العاصمة. وأكدت الناشطات أن شرطية بزي مدني تعمل في هذا المركز أرغمتهن على خلع ملابسهن بشكل كامل، خلال عمليات التفتيش التي جاءت بعد توقيفهن قرب مقر البريد المركزي السبت الماضي بتهمة محاولة التجمع. ولم يصدر أي بيان من قبل المديرية العامة للأمن الجزائري حول هذا الحادث الذي أثار “استنكار” عدد كبير من الجزائريين.
وروت ناشطة من بين أربع ناشطات أخريات، عبر الصحافة الجزائرية ما تعرضت له من مساس بـ”كرامتهن” بعدما تم توقيفهن قرب مقر البريد المركزي، وقالت “كنا أربعة نساء. أفراد من الشرطة (في مركز براقي) أدخلونا إلى قاعة الواحدة تلو الأخرى. وعندما جاء دوري ودخلت إلى هذه القاعة، وجدت امرأة شرطية بزي مدني وطلبت مني خلع ملابسي لكي تقوم بتفتيشي. لكنني رفضت ذلك وطلبت منها أن تكشف عن بطاقتها المهنية. الشرطية رفضت وقالت لي، دعيني أمارس شغلي. وعندما رفضت نزع ملابسي، هددتني بالاتصال برجال شرطة آخرين لكي يخلعوا ملابسي… وعندما قمت بنزع الملابس بشكل كلي، طلبت مني أن أفتح ساقي، ثم بدأت في لمس أجزاء خاصة من جسدي بواسطة قفازات“.
وأثار هذا التعامل من قبل رجال الأمن غضب عدد كبير من الجزائريات والجزائريين الذين قاموا بنشر هذا الخبر بشكل كثيف على مواقع التواصل الاجتماعي. فيما خصصت الصحافة الجزائرية مقالات عديدة حول هذا الحدث الذي أجمعت بأنه “دخيل عن التقاليد الجزائرية“.
وندد فتحي غراس، الناطق الرسمي باسم حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في تصريحات إعلامية بهذا الإجراء المتخذ من طرف الأمن الذي قال إنه يريد توجيه رسائل ضمنية لعائلات الناشطات الجزائريات قصد “إبعادهن عن الحراك الشعبي الذي انخرطت فيه كل فئات الشعب الجزائري”. ونفى المتحدث فرضية شك مصالح الأمن في حيازة المناضلات أمورا ممنوعة دفعتها إلى مطالبتهن بخلع ملابسهن بالكامل، حيث قال “لماذا طبق هذا الإجراء على النساء فقط، لماذا لم يتم تفتيش الرجال بذات الطريقة، فالجميع كان سيشارك في الوقفة الاحتجاجية؟”
ويشكل هذا التدبير بحق النساء تكرارا لما حصل في العديد من الدول العربية، بهدف إقصاء النساء عن الحراك العام. فبعد فحوص العذرية التي أجرتها قوى الأمن في مصر في ظل المجلس الأعلى العسكري وأحكام الجلد في السودان ضد المتظاهرات في حراكات هذين البلدين، ها قوى الأمن الجزائري تعري أجساد النساء. فكأنما أكثر ما يستفزّ هذه السلطات، هو صرخات النساء في وجهها.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.