“
نادرة هي المناطق التي تتمتع بجيرة النهر والبحر معاً، كما بلدة العريضة في الساحل العكاري، وتحديدا على الحدود اللبنانية السورية لناحية طرطوس.
تمتد العريضة على ضفاف النهر الكبير الجنوبي عند مصبه في البحر. فيما يحدها شاطئ المتوسط عند مصب النهر وساحلها. هذه الحدود تمنح قاطنيها ميزتين أساسيتين: العيش من زراعة الأراضي المروية من النهر، وصيد الأسماك الذي تسترزق منه نحو 150 عائلة في البلدة.
لكن نعمة الحدود عينها هي مأساة أهل العريضة وأزمتهم. إذ مع بداية صيف كل عام، تتجدد معاناة الأهالي . تنتشر نبتة مائية تسمى “إجر البطة” وتطفوا على إمتداد سطح النهر، فيما تتكدس الأتربة الآتية من القرى الممتدة من أعالي وادي خالد حيث منبعه، لغاية مصبه في البحر، على الحدود مع طرطوس السورية.
عند المعبر الحدودي البحري يحمل المد والجزر أيضاً الرمول البحرية، فتقفل مصب النهر الكبير في البحر نتيجة هذه العوامل مجتمعة. ومعه يُقفل معبر صيادي البلدة ومراكبهم نحو البحر، باب رزقهم الوحيد، فتُقطع عنهم وعن صغارهم لقمة العيش.
يشكل أفراد ال 150 عائلة من صيادي الأسماك أكثر من نصف سكان العريضة. ليس لدى هؤلاء أي مصدر أخر للعيش. وعليه، بعد أربعة أشهر من إقفال البحر “هناك عائلات لا تملك ثمن ربطة الخبز”، وفق ما يؤكد نقيب صيادي العريضة محمد عبلة ل”المفكرة القانونية”.
مع تجدد الأزمة مطلع كل صيف، وأحيانا مع بداية الشتاء، يعاني أهل العريضة ليس من الفقر المدقع وحسب، بل هناك من يقول أن أطفال بعض العائلات قد يموتون من الجوع حتىً.
يتوزع أهالي العريضة بين العمل في الأرض والخروج إلى البحر. وسعيد الحظ من يملك قطعة أرض فإن لم يجن المال من محصولها بفعل أزمات الموسم الزراعي، قد يتمكن من إستهلاك إنتاجها مع عائلته. أما من يعمل في صيد الأسماك فلا مصدر رزق آخر له: إما الصيد وإما الموت جوعاً.
وفي كل عام يسعى الصيادون الى تنظيف النهر وإزالة الأتربة، إلاّ أن هذا الأمر ليس بالعمل اليسير. لا يوجد في منطقة العريضة بلدية تتابع أحوال ناسها، برغم حاجتها الماسة لذلك . وكلما أراد الأهالي تنظيف النهر توجب عليهم الحصول على إذن موقع من وزارات الأشغال العامة والنقل، والمالية، والداخلية والبلديات، بسبب تشعب صلاحية الوزارات على الأملاك النهرية والبحرية.
وإن كان الحصول على موافقة وزارتي المالية والأشغال بالأمر اليسير فإن الحال ليس كذلك في الداخلية التي يصح القول بأن طلب الترخيص “ينام لديها نومة أهل الكهف”، كما يقول الأهالي، دون مبرر واضح.
في العريضة تستقبلك المنازل المتصدعة، والجدران المهترئة التي تكاد تهوي على أصحابها. لا معالم واضحة للطريق داخل البلدة. الطرقات محفرة، وربما لم تعرف الإسفلت يوماً.
والعريضة منطقة حدودية لا تهدأ حركتها على مدار الساعة، ولو قُدر لها لفتة إهتمام من قبل الدولة، لكانت من أغنى المناطق اللبنانية، أو على الأقل لكانت مقصدا لكل سائح بسبب موقعها الإستراتيجي كمنطقة حدودية وكجارة للنهر والبحر في الآن عينه.
لكن بدل السياحة، أورث المسؤولون العريضة وأهلها العوز. تبدو المنطقة هاربة من الصحراء، وتشبه الى حد كبير البيوت المهترئة في فيلم “علاء الدين والأربعين حرامي”.
مع الإقتراب من النهر الذي يفصل بين الحدود اللبنانية-السورية، تتكدس النفايات عند حافة النهر أكواماً فوق أكوام. يسرع أحدهم ويضرم النيران في الأوساخ فينتشر الدخان الملوث ومعه روائح كريهة تخنق الأجواء، بينما يحجب الدخان الأبيض النور عن المدرسة الوحيدة في البلدة، “مدرسة العريضة المختلطة” التي تقع على ضفة النهر أيضا.
على أن حرق النفايات لا يمنع تجمع الصيادين وعائلاتهم عند حافة النهر، فأعمالهم معطلة، وأمعاؤهم خاوية ولا يملكون سوى انتظار مرور الوقت، ونيل ترخيص تنظيف المعبر الوحيد نحو البحر ورزقهم.
هناك في العريضة ينتظرون الصحافة والإعلام كبارقة أمل لإيصال صوتهم إلى المسؤولين. يتهافتون ليشكوا حالهم ليس طلباً للمال، وإنما ليطالبوا الدولة بإعتبار منطقتهم جزءاً لا يتجزأ من أرض الوطن الذي تقول دروس الجغرافيا أنه يمتد من العريضة شمالاً إلى رأس الناقورة جنوباً. يريدون رد كرامتهم مع رد لقمة عيشهم المربوطة بعودتهم إلى العمل عبر فتح مصب النهر نحو البحر.
الناس تريد أن تعيش فقط!
يتحدث رئيس تعاونية صيادي الأسماك في العريضة محمد عبلة عن الأزمة التي يتسبب بها إقفال مصب النهر بالنسبة للصيادين. يروى بحرقة معاناة الاهالي لا سيما في فترة الأعياد :” في صيف كل عام يغلق مجرى النهر، وتتعطل أشغال الناس الذين يخرجون إلى البحر . هناك عدد ضئيل من الصيادين الذين يعملون كسائقي سيارات أجرة، إلاّ أن الشريحة الأكبر تبقى من دون عمل”.
يطالب عبلة بحل دائم لمسألة إقفال مصب النهر الموسمي، بدل بقاء معاملة ترخيص فتح المصب وتنظيفه أشهراً في أدراج الوزارات وخصوصا في الداخلية.
يقول عبلة:” أن إعادة فتح المجرى بوضعه الحالي تحتاج الى نحو شهر من العمل، فيما وصلنا الى أواخر شهر تموز، وقد مضى على الصيادين نحو أربعة اشهر من دون عمل. وهذا يعني إنتهاء فصل الصيف الذي يُعدُ فرصة مريحة وسهلة للعمل في البحر”.
ويلفت نقيب صيادي العريضة إلى أن” كل مركب او “لانش”، كما يسميه الصيادون، يكلّف سنوياً بين 1000 و 1500 دولار كصيانة قبل أن يتمكن الصياد من الخروج به إلى الصيد، واليوم تتعذر حتى الصيانة مع بقاء الوضع على حاله”.
وبحرقة يقول:”الناس هنا يموتون من الجوع، أتحدى أكبر عائلة في ضيعتنا أن تملك مئة الف ليرة. ألسنا نحن منطقة لبنانية؟ اذا لم تلتفت إلينا دولتنا ، ماذا سنفعل؟”. حتى الإستفادة من موقع النهر وجماله في العريضة غير ممكنة، وفق ما يقول عبلة “كان من المفيد لو أنشأنا عدداً من المقاهي هنا، أو وضعنا مراكب للنزهة، ولكن من أين المال في هذه المنطقة المنسية؟”.
ويرى عبلة أن تلوث النهر يحول دون صيد الأسماك النهرية “في ما مضى كنا نشرب من النهر الكبير، ولكن الحال تبدل اليوم حيث لا يجرؤ أحد حتى على السباحة فيه”. ً يوجد في النهر أنواع من السمك “ولكن اكتظاظه بالنفايات يجعل كل ما يعيش فيه غير صالح للأكل أبداً”. كما أن مجارير البلدات اللبنانية والسورية تصب فيه، ناهيك عن أن أهالي العريضة يتخلصون من النفايات عبر رميها في النهر، وفق عبلة. “لا بلدية لتهتم بالموضوع، لدينا فقط مختار، وقد عرضت علينا إحدى البلديات المجاورة ان تأخذ النفايات مقابل مبلغ 10 آلاف في الشهر للبيت الواحد، لكن لا أحد قادر على دفع هذا المبلغ في ظل البطالة الحالية. إن معظم البيوت تعجز أمام ثمن الرغيف”.
على سطح النهر تطفو نبتة جميلة المظهر، لكن تأثيرها ليس كمظهرها، وفضلاً عن الاتربة التي تغلق المجرى، فإن هذه نبتة “إجر البطة” تعرقل حركة المراكب. ويقول عبلة:”في إحدى السنوات كان بالإمكان السير بواسطة الدراجة النارية على سطح النهر بسبب كثافة النبتة المتشابكة التي تمتد كسجادة محبوكة. وصحيح أن منظرها ولكنها عندما تتكاثر تصبح مأوى للأفاعي التي تنتقل من النهر الى بيوتنا”.
العريضة لا تعرف معنى العيد
يتحدث عبلة أيضاً عن غصة العيد، وكيف أن معظم الصيادين أجبروا على رهن مراكبهم للمصارف من أجل إحضار المال وشراء الملابس للاطفال والطعام، والآن إما يسدون الديون أو يخسرون مراكبهم. ويقول:”اليس من حق الاطفال أن يفرحوا بالعيد؟ أطفال العريضة لا يعرفون معنى العيد”.
وفق عبلة بدأت الأزمة منذ اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري :”مضى على معاناة الناس نحو 13 عاماً، ففي الماضي كانت “اللانشات” السورية واللبنانية تُركن هنا في مصب النهر، وكنا ندخل الى سوريا ونصطاد حتى في مياه طرطوس من دون أن يقول لنا أحد”محلا الكحل بعينك”. بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يعد بإمكان صيادي العريضة تخطي المياه الإقليمية اللبنانية بخطوة واحدة. في الماضي كان البحار يؤمن مدخولاً يومياً يصل الى نحو 350 و 450 الف ليرة، أما اليوم فإن العمل بات محصورا بين منطقة العبدة والعريضة وينتشر الصيادون فوق بعضهم البعض “.
أطفال العريضة تحولوا الى “كلاب صيد”
كل ما رواه رئيس تعاونية صيادي الاسماك في العريضة محمد عبلة من معاناة للأهالي يهون أما حديثه عن هرب الطلاب من مدارسهم في موسم صيد الطيور من أجل جني المال.
تقتصر صفوف مدرسة العريضة على صف الثاني تكميلي(السابع)، فيما تقع أقرب مدرسة إليها في بلدة السماقية، حيث يحتاج أبناء العريضة إلى وسيلة نقل للذهاب إليها. وعليه أخرج العديد من الأهالي أولادهم من المدرسة، حيث لا تقل تكلفة أي باص عن ثلاثين ألف ليرة شهرياً، فيما يعجز رب الاسرة عن تأمين الألف ليرة.
أمام هذا الواقع ينتظر الأهالي وأولادهم موسم الصيد البري ليعملوا في لملمة الطرائد التي يصطادها القادمون من بيروت وجبل لبنان “فيك تقولي منشتغل كلاب صيد” كما يقول بحسرة أحد الفتية، وعمره 13 عاماً. يقول عبلة:”يركض الأطفال وراء الطريدة مقابل الحصول على خمسة أو عشرة آلاف ليرة في نهاية نهار الصيد، ثم يعود بعضهم إلى مدرسته عند العاشرة أو الساعة 11 من قبل ظهر كل يوم. نعم، لقد حول الفقر وإهمال الدولة أطفالنا الى كلاب صيد”، يختم بحسرة.
نتمنى أن تعود الحرب
وفيما يتمنى اللبنانيون جميعاً أن يعم السلام على أرض الوطن، باتت أمنية أهالي العريضة أن تعود الحرب. يقول عبلة “خلال عدوان تموز ومعركة مخيم نهر البارد تم تجنيد نحو 150 شاباً في الجيش اللبناني من البلدة، ولكن الآن، وإذا أراد أحدهم أن يتقدم الى الجيش يطلبون منه على الاقل شهادة البريفيه المتوسطة، “وغالبية الناس هنا يخرجون أولادهم من المدرسة لمساعدتهم في تأمين لقمة العيش”.
في العريضة، يقول عبلة أن “الناس تموت من الجوع، فيما يحن عليهم بعض اللاجئين السوريين، ويعطونهم من الإعانات التي يحصلون عليها”.
يتحدث عبلة أيضاً عن وعود النواب قبل الانتخابات، والتي ذهبت مع الرياح. يؤكد أن الشخص الوحيد الذي وقف الى جانب أهالي العريضة هو المدير العام لوزارة الأشغال العامة والنقل عبد الحفيظ القيسي، الذي يمنح ترخيصا سريعا في كل مرة لفتح مصب النهر بعدما زار البلدة واطلع على أحوال ناسها.
يفتخر عبلة بأبناء بلدته : “بلدة بفقر العريضة تكون مستهدفة من قبل التنظيمات المسلحة، لكن الأهالي حافظوا على أبنائهم ولا يوجد مطلوب واحد أو خارج عن القانون في البلدة”. وعليه، يؤكد عبلة أن الأهالي لن يسكتوا بعد اليوم “وسوف نقطع الطريق الحدودية في حال لم يستجيبوا لمطلبنا المحق بفتح مصب النهر والإفراج عن لقمة عيشنا”.
صرخات في واد
على الأتربة المكدسة تحت الجسر الذي يربط لبنان بسوريا، وفوق الأوساخ، يغض النظر حراس الحدود من الجهة السورية عن الأطفال المنشغلين في جمع الخردة من تنك وحديد لبيعها.
بالقرب من الساتر نفسه، تصر زينة، إبنة العريضة أن نرى منزلها الذي “لايصلح مسكناً للحيوانات” كما تصفه . تعتذر عن الفوضى العارمة في غرفة متفحمة اللون تحوي عدداً من الأرائك البالية. تعيش زينة في هذا المكان مع أبنائها الثمانية وزوجها الصياد الذي يبقى من دون عمل بانتظار أن يفتح المعبر. تقول:”إذا عمل زوجي في البحر يحضر لنا الخبز واذا لم يعمل نبقى من دون طعام. لدي طفل عمره ستة أشهر أغذيه على النشا مع الماء لأنني أعجز عن إرضاعه، أو عن شراء الحليب”.
كانت زينة تتلقى المعونة ضمن برنامج “الاسر الأشد فقراً” التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية. تقول:”كننا نحصل على المساعدة الى حين جاء الوزير الجديد وأوقف كل شيء”.
بعض أطفال زينة لا يزالون في المدرسة، أما إبنها البكروعمره 14 عاماً فقد ترك المدرسة ليساعد والده في تأمين المال. لا تخفي الأم حسرتها على إبنها :”كان إبني مجتهداً ومن الأوائل في صفه، يحبه أساتذته، ولكنه يحصل أحيانا على فرصة عمل بشباك الصيد أو العمل في الأرض، وهذا يؤمن له بين 5 آلاف وستة آلاف ليرة في اليوم، عندها قرر ترك المدرسة”. وختمت قائلة:”نتمنى على الرؤساء الثلاثة أن يفتحوا لنا النهر لان نواب المنطقة لا يلتفتون إلينا، وكأن العريضة معزولة عن كل العالم”.
في الطريق إلى منزل أقارب زينة، يتحدث محمود، طفل في السابعة من عمره قرر ترك المدرسة ليتعلم نشرالشباك. محمود يحب مدرسته ولكنه يفضل الحصول على المال ولديه خطط للمستقبل :”سأعمل في بيروت”. تنبهه إلى أن هذا الأمر يتطلب منه العودة إلى المدرسة فيلتزم الصمت ولا يبوح بالحسرة التي يضمرها في قلبه الصغير.
في منزل فاطمة، قريبة زينة، يجلس زوجها، وهو رجل طاعن في السن ومريض لا يعمل. يسكن معها أيضاً بناتها الأربع وشابان. الشابان متزوجان والحال كارثي بفعل إغلاق المعبر، أما الفتيات فتعاني ثلاثة من بينهن من إعاقة عقلية. تقول فاطمة :” نحتاج انا وبناتي إلى 250 الف ليرة لبنانية ثمن أدوية في الشهرية. يساعدهاأحد الشيوخ في البلدة على تأمين بعض الأدوية، فيما تعطلت بطاقة وزارة الشؤون التي كانت تتلقى المساعدات على أساسها، من دون أن تعرف السبب.
يبلغ ماهر خالد العلي أربع سنوات من العمر. ماهر طريح الفراش على الأرض بعدما جرح قدمه بقارورة زجاج مكسورة خلال جمع الخردة عن الشاطئ.
لماذا تجمع الخردة يا ماهر؟ يقول الصغير “بدي بيعهن وأعطي المصاري لأمي”. تعاني أم ماهر من أمراض عدة أهمها السكري وترقق العظم، ومع ذلك هي حامل في الشهر السابع ولم تزر الطبيب بسبب الفقر، لكن إصرار زوجها على الإنجاب دفعها إلى المخاطرة بحياتها وحياة جنينها.
لا للحياة في العريضة
كل ما في العريضة يشير الى عدم وجود أية إمكانية للعيش. لا يوجد حتى مستوصف في هذه المنطقة التي يتخطى عدد سكانها الثلاثة آلآف نسمة. تقع أقرب مستشفى إليها في منطقة المنية. تقول زبيدة محمود “منذ نحو الشهرين وقع السقف علينا أنا وزوجي أثناء نومنا و مشيئة الخالق وحدها هي التي أبقتنا أحياء حيث نزفنا دماءنا قبل أن نصل الى المستشفى الحكومي في القبة-طرابلس التي تبعد عنا نحو الساعة، إن لم يكن هناك من زحمة سير”.
هكذا ردت الداخلية
أما بالنسبة لرخصة تنظيف مصب النهر وفتحه أمام الصيادين، ففي تاريخ 6/6/2018 أرسل مدير عام وزارة الاشغال العامة والنقل عبد الحفيظ القيسي كتاباُ من أجل الموافقة على “ازالة ترسبات ورمول من مدخل النهر الكبير عند مصب العريضة. بعد عبوره في وزارتي الأشغال والمالية، وصل الكتاب إلى وزارة الداخلية، وفق عبلة.
في اتصال ل” المفكرة” مع المصلحة الادارية المشتركة للاستفسار عن مسار الكتاب، أجاب الموظف عبر الهاتف بأن:”المعاملة في وزارة الداخلية وتحمل الرقم 13619/و.د.ب. وقد وصل الكتاب الى الداخلية بتاريخ 12/6/2018 ولم يبت به حتى الآن، وهو قيد المعالجة” وبكل مودة قال أنه بالإمكان الإتصال في أي وقت لمعرفة المستجدات المتعلقة بمصير المعاملة”.
أكثر من شهر ولا تزال المعاملة عالقة من دون أن يعرف أحد السبب، من دون مراعاة إرتباط رخصة التنظيف بحياة نحو ثلاثة آلاف مواطن يموت بعضهم جوعاً، فيما يعجزون جميعاً عن عيش حياة كريمة تليق بمواطني أي دولة.
“