مقال صادم في جريدة النهار: حذار خطاب الكراهية


2015-01-07    |   

مقال صادم في جريدة النهار: حذار خطاب الكراهية

في 6 كانون الثاني 2015 نشرت جريدة النهار مقالا للكاتب حسين حزوري  بعنوان: "الحمرا ما عادت لبنانية… التوسّع السوري غيّر هويّتها". وقد جاء في المقال عبارات تنمّ عن كمّ هائل من العنصرية والطبقية والحث على الكراهية. وبالطبع، ما يصدم في هذا المقال ليس فقط مضمونه انما قبل كل شيء موافقة جريدة لبنانية عريقة غالبا ما عرفت بمهنيتها على نشره. وهو أمر لا بد ان يتوقف عنده الاعلاميون والحقوقيون خوفا من مزيد من الانزلاق. فماذا ورد في هذا المقال الذي يحذر من فقدان الحمرا هويتها اللبنانية؟
 

 
عبارات عنصرية

هنا، لا يجد الكاتب حرجا في دق نواقيس الخطر من خلال الايحاء بأن الحمراء تشهد اجتياحا من قبل الغرباء السوريين الذين يملؤون كل ركن فيها. ويذهب الكاتب أبعد من ذلك بهدف تعظيم المسألة، فيزيد الى فزاعة "الغريب" فزاعة البشرة السمراء التي سرعان ما تتحول في المقال الى مرادف للبشرة السوداء. وهكذا، تراه يحذر بأن "الحمرا صارت سودا"، "فثمة "أناس كثر من أصحاب البشرة السمراء… يعرفها اللبناني بإتقان بانها ذات هوية سورية". ومن هذه الزاوية، يظهر الكاتب في خضم دعوته الى الكراهية عمًى فادحا في تمييز الألوان. فعدا أنه يختلق تمايزا غير موجود واقعيا في لون البشرة بين اللبنانيين والسوريين، فانه ينفي دعما لتحليله أي فارق بين الألوان الداكنة من سمار أو سواد. وبالطبع، هذا العمى يفترض أن رقي  الشارع لا يتحقق الا بانتشار وجوه البياض فيه، وأن اللون الداكن يشكل إهانة وربما شتيمة، وبأية حال دليلا على انزلاق حضاري لافت.

عبارات طبقية
وما أن يختم الكاتب كلامه العنصري، حتى يجاهر بطبقيته. فها هم "العمال المسترزقون والأطفال المتسولون"  يعكرون عراقة شارع الحمرا. فكأنما ليس هناك فقراء لبنانيون، وكأن ليس فيهم من يحتاج الى البحث عن رزق. وحتى ولو كان الأمر صحيحا، فما هو المطلوب؟ هل بودّ الكاتب أن نضع فزاعة على مداخل الحمراء ترعب كل فقير ولاجئ صونا لعراقة هذا الشارع؟ هل نضحي بالإنسان حفاظا على شارع؟
وقد ذكر العديد من البيانات التي صدرت استنكارا على هذا المقال عن حق بأن شارع الحمرا يعرف بأنه لجميع الطبقات الاجتماعية, ولجميع الجنسيات.  
بقي أن نذكر أن نشر هذا المقال يحصل بالتزامن مع قرار وزير العمل بحصر الوظائف التي يستطيع ان يمارسها المواطنون السوريون وقرار الأمن العام بفرض تأشيرة دخول على هؤلاء، من شأنها أن تقوّض حق اللجوء. فكأنما بعض الأقلام تتهيأ لشرعنة هذه التدابير التمييزية ضد المواطنين السوريين من خلال خطاب يعمّق مشاعر الاختلاف والخوف ازاء هؤلاء، خطاب كراهية يمهّد لأي تدبير عدائي ضدهم ويسهله. فثمة من يجتاح الحمرا بما يمثله من عراقة لبنانية، ومن واجب اللبنانيين مباشرة حربهم ضد هذا الاجتياح أو الاحتلال.            
بالطبع، مكان النهار بما تعرفه من عراقتها، ليس بين الذين يدعون الى ذلك. 
  

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني