كتاب يوثّق فكر غريغوار حدّاد والرّفاق يتذكّرون محطّات نضاله


2021-10-08    |   

كتاب يوثّق فكر غريغوار حدّاد والرّفاق يتذكّرون محطّات نضاله
غلاف كتاب باسل العبد الله عن غريغوار حدّاد

“غريغوار حداد مطران الزمن القادم”، هو العنوان الذي اختاره الكاتب باسل عبدالله لكتابه الجديد الذي وقّعه مساء الأربعاء، 6 تشرين الأوّل 2021، في مركز تيّار المجتمع المدني في بدارو كتحيةٍ لروح ونضالات “المطران الأحمر” غريغوار حداد، وبدعوة من اللجنة الثقافية في التيار.

عبق النضالات وحماس المتطوّعين يفوحان من براويز الصور الفوتوغرافية المنتشرة على الجدران، صور لشبّان وشابات من أعمار مختلفة، يلتفّون حول المطران في مناسباتٍ عدّة، وجوههم مألوفةٍ، تعرفهم ساحات الحراكات والتظاهرات والاعتصامات المتفرقة، كما القضايا التي تركها لهم حداد أمانة وخارطة طريقٍ لبناء وطن، فكرّسته مطران الفقراء، وارتفعت به وبهم  خططاً وإنجازات ومطالب.

ومع زحمة الصور على الجدران، غصّ المكان بالناس الذين شاركوا العبد الله توقيع كتابه واجتمعوا على فكر حدّاد. وتخلّل حفل التوقيع قراءات من كتابات المطران وشهاداتٍ من رفاق دربه.

أفكار غريغوار في صفحات الكتاب بوصلة الجيل الصاعد

في البداية وجّه العبدالله تحيّته إلى روح المطران حداد “غريغوار بيضلّ جامعنا حتى بعد رحيله ولازم كلّ الناس لي بتعتبر حالها معنيّة بالفكر اللاعنفي واللاطائفي العلماني تبقى على تواصل”.

وتحدث العبدالله عن الكتاب المؤلّف من ثلاثة فصول، فصل أوّل يروي سيرة حياة الراحل ومسيرته ككاهنٍ بالإضافة إلى تجربته بمجلة “آفاق”، فيما خُصّص الثاني للحديث عن عمل حدّاد المجتمعي من خلال الحركة الاجتماعية بالإضافة إلى الجمعيات والتجمّعات الأخرى التي أطلقها وحاول من خلالها إيصال أفكاره ونشرها للعالم. ويتطرّق الفصل الثالث إلى مرحلة تأسيس تيار المجتمع المدني (1997) حيث اعتبر حداد أنّ التغيير يجب أن يكون مباشراً عبر تغيير النصوص واقتراحات القوانين، والعمل على بناء الدولة المدنية العلمانية.

وأوضح العبد الله أنّ الكتاب موجّه إلى الفئة العمرية الصاعدة وجيل الشباب الناشط دفاعاً عن القضايا الوطنية، بهدف إيصال سيرة غريغوار حدّاد وفكره بطريقة سهلة الاستيعاب والفهم،  بحيث يستطيعون الاستفادة منه في مسيرتهم النضالية المستقبلية والمراكمة عليها.

الكاتب باسل العبد الله

مواقف حدّاد ونضالاته في الذاكرة الشفهية المرويّة

وكما كانوا يجتمعون لمناقشة خطط العمل وطروحات القضايا كافة، اجتمع رفاق غريغوار حدّاد مساء الأربعاء يستذكرون محطات أساسية من حياة المطران، يعرّفون الحضور على رجلٍ كان نصير الشعب ضدّ سلطة رجال الدين والسياسة بكلّ ما للكلمة من معنى.

فقدّم رفيق دربه الدكتور ميشال السبع، وهو من مؤسّسي مجلة آفاق، محطات من حياة الراحل، “خوري في أبرشية بيروت جذب بانفتاحه على الجميع الفئات المجتمعية، ومنهم جيل الشباب من الطبقة البرجوازية الذين كانوا معارضين ولديهم نوع من الرفض الثوري تجاه آبائهم ورجال الدين، فالتفّوا حوله لالتفات حداد نحو الفقراء، من هنا أسّس الحركة الاجتماعية التي شكّل هؤلاء الشباب خزّان حيويّتها الأساس”.

المحطّة الثانية المفصلية  كانت بحسب السبع  “قيامه بترشيد الأموال الوقفية، ما جعل ثائرة البطريكية ومجمع الأساقفة تثور عليه لأخذه أموال الوقف وتوزيعها على الناس والفقراء فأطلقوا عليه حينها لقب  “المطران الأحمر”، شيوعي الكنيسة. ثم بدأ مسار غريغوار حداد على مستوى الفكر عندما بدأ بطرح الأسئلة في الدين المسيحي، وذلك عبر كتاباته في مجلة آفاق التي كان من مؤسّسيها، وكان السؤال الأساسي الذي طرحه حول “من يستطيع أن يكون مقدّسا غير الإنسان؟”، فرفعت بحقه قضية إلى روما وتشكّلت لجنة لمحاكمته برئاسة مطران حلب. خلال المحاكمة طلبوا منه أن يتلو قانون الإيمان المسيحي الكاثوليكي، ففعل، ليدوّنوا عبارة “لا غبار عليه”. يروي السبع أنّه حينها “جنّ جنون الأساقفة وطالبوا بعزله واعتباره مهرطقاً في المسيحية، وجرى تخييره بين أن يكون مطراناً “أخرس”، أو أن يترك المطرانية ويختار الكلام في مجلة آفاق، فاختار المجلّة، وأصبح مطران شرف وتجمهر من حوله المناصرون”.

الشهادة الثانية كانت من الأستاذ محمد غرابي الذي اختار أن يتحدّث عن نضالات حدّاد ودوره في عملية “التنمية الشاملة والمستدامة التي أطلقها ووضع خططها على صعيد الوطن”. ومن المفاهيم الأساسية التي أطلقها حداد، بحسب غرابي، هي فكرة ومفهوم “الكومبيوتر البشري” فكان يعتبر أنّ “الإنسان هو الكومبيوتر وهو مصدر المعطيات الأساسية لكل منطقة ولكل محور وكل قضية، من خلاله تتجمع المعطيات ويتم تحليلها ويتم وضع خطط على أساسها”.

وركزت المحطة الثانية مع غرابي على مبادرة “جامعة بلا حدود” التي ترافق إطلاقها مع الانتخابات البلدية في 1998 ، حيث اعتبر حداد، والحديث لغرابي، أنّه بعد 35 عاماً من الحرب لمن الضروري مواكبة انطلاقة البلديات لتزويدها بكافة التقنيات والأفكار المساعدة على انقلاب المجتمع المحلي وحثّه على تبنّي الأقكار التنموية للعمل البلدي.

واعتبر الغرابي أنّ المحطّة الأساسة الثالثة كانت تأسيس حداد “تيار المجتمع المدني” ليكون هناك إطاراً تنظيمياً لكلّ راغب بالتغيير والعمل الإنساني. تيار يتجاوز”المذهبية والطائفية التي هي مقتل العمل التنموي كما كان يقول حداد”. وختم غرابي قائلاً “على كل ثورة وحراك أن يستلهم من فكر غريغوار حداد”.

بعد كم الشهادات سحب المشاركون 15 قصاصة ورقية دُوّنت عليها كتابات للراحل، ومن ثم الختام مع أغنية “تحية إلى غريغوار” لفرقة “عكس التيار”، ليختموا لقاء حول رجلٍ عاش ومات حاملاً قضية شعارها “نعمل للإنسان كلّ إنسان وكلّ الإنسان”.

المشاركون في اللقاء
انشر المقال

متوفر من خلال:

محاكم دينية ، حركات اجتماعية ، حرية التعبير ، حرية التجمّع والتنظيم ، الحق في الحياة ، فئات مهمشة ، لبنان ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، حقوق العمال والنقابات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني