صيدا تبتدع أدواتها الثورية: قرع طناجر ومسيرات طلابية


2019-11-05    |   

صيدا تبتدع أدواتها الثورية: قرع طناجر ومسيرات طلابية

اختارت صيدا طريقها لتتجنب أي روتين قد يُفرض على الثورة. من على شرفات منازلها صدحت موسيقى قرع الطناجر كبديل لمن لا يمكنه النزول مساء الإثنين 4 تشرين الثاني 2019. وصحت صباح اليوم الثلاثء على مشهد قال بعض أهلها أنهم لم يروه منذ السبعينات وهو خروج تلامذتها وطلابها في تظاهرة جابت المدينة لتنتهي في ساحة أيليا رمز استمرارية الثورة، ثم أقفلوا عائدين إلى مقاعدهم الدراسية.

وعليه، لم تكد “تقع” المدينة في فخ روتين الحياة اليومية الذي بدأ بنشر ذيوله على الأراضي اللبنانية إثر تطبيق استرتيجية فتح الطرقات وعودة الموظفين والتلامذة والطلاب إلى وظائفهم ومقاعدهم، وابتداع وسائل ثورية أخرى، حتى انتفضت صيدا من جديد بعد إزالة عناصر مخابرات الجيش للمعدّات الصوتية التي خلّفها المتظاهرون على جانب سّاحة أيليا، ليعد الناشطون بأنهم عائدون. من جهتهم توجّه بعض التلامذة من مدارسهم وسواهم من الشبان والشابات إلى الساحة مرددين عبارات الثورة وشعاراتها، معلنين رفضهم “دفن” ثورتهم.

تحرّك الطلاب في صيدا

وكانت المدينة استيقظت اليوم، الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2019، على توافد تلامذة المدارس الرسمية والخاصة إلى “ساحة إيليا”، قاطعين الطريق فيها مجدداً لوقتٍ قصير ومرددين أبرز شعارات الثورة: “الشعب يريد إسقاط النظام” في مسيرتهم التي جالت في شوارع المدينة، قبل أن يعودوا إلى صفوفهم، “مؤكدين أنهم جيل الثورة الذي لن ينسى أهدافها”، وفق أحد الأهالي. وعلّق أحد سكان المدينة عبر حسابه على موقع “فايسبوك” قائلا: “كنت أسمع عن مظاهرات لطلاب المدارس بالسبعينات؛ أول مرة بشوفها اليوم بصيدا”.

غضب يتجدّد

وبعد ساعات قليلة، توجّه عناصر مخابرات الجيش إلى “ساحة إيليا” من أجل إزالة معدّات الصّوتيّات من الساحة، “القشة الأخيرة” للمتظاهرين في “ساحة إيليا”، وفق ما قال الناشطون. ما استدعى غضب المحتجين في صيدا الذين تناقلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوة إلى التوجه إلى “ساحة إيليا” اليوم مساءاً ودعوة إلى الإضراب وقطع الطرقات يوم غد، “لأن ما بتنعطوا وجه”، وفق الدعوة.

“قرع الطناجر”: طريقة بديلة أخرى للإحتجاج

وكانت مدينة صيدا سمعت مساء أمس نغماً غير معتاد من شرفات المنازل، خلّفته دعوة الناشطين الصيداويين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى “قرع الطناجر من كافة شرفات صيدا” عند الثامنة مساءاً، في حال كنت “مع الثورة ومش قادر تنزل”، الأمر الذي لاقى تجاوباً إيجابي من سكان المدينة في مختلف الأحياء.

لكن احتجاجات صيدا يوم أمس لم تقتصر على “قرع الطناجر” بل رافقتها تظاهرة في “ساحة إيليا” مساءً  ردّد فيها  المتظاهرون، مجدداً، مطالبهم مع وفدٍ حضر من من مدينة النبطية متضامناً.

إغلاق المرافق العامة والمصارف

اما حصيلة المبادرة التي قام بها المتظاهرون في صيدا صباح أمس للتعبير عن احتجاجهم عبر إغلاق المصارف والمرافق العامة “عوضاً عن قطع الطرق”،  فتم إغلاق شركة الكهرباء، مؤسسة المياه، غرفة التجارة والصناعة، شركة “أوجيرو” وشركتي “تاتش” و”ألفا”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني