جرد عشيرة ناصرالدين: الشجرة تثبّت الناس والحرمان يهجّرهم


2021-08-26    |   

جرد عشيرة ناصرالدين: الشجرة تثبّت الناس والحرمان يهجّرهم

يضرب حسين محمد حيدر ناصرالدين عصاه في الأرض غاضباً، يلتفّت يمنة ويسرة في أرجاء قريته بريصا ليلعن كلّ من توالى على تمثيل منطقته منذ الإستقلال ولغاية اليوم: “لولاهم ما وصلنا لهون، قاتلني الزهق قبل الفقر، هجّروا العالم وبقينا بيتين تلاتة”، يقول الرجل المولود في 1947 ويصف نفسه بأنّه “كبير الشباب بالوادي”. 

تتوسّط بريصا وادي عشيرة ناصرالدين، المعروف بوادي الشربين بوّابتهم إلى الهرمل من جردهم العالي في مرجحين، وتحديداً في عين الجامع وصولاً إلى تماسهم الجغرافي مع عشيرة علّوه في سفح الحمى، وحدودهم مع آل علّام في الغوار. ويتركّز الوادي في بلدة الشربين التي أخذ اسمها، وتشكّل ثقلهم الانتخابي بنحو 3000 ناخب، بينما نقل نحو 1300 مقترع من بينهم، نفوسهم إلى الهرمل لدى نزوحهم إليها، إضافة إلى 450 ناخباً في حوش السيّد علي الحدودية مع سوريا، كما يؤكّد رئيس بلدية الشربين علي زين ناصرالدين لـ”المفكرة”. 

لا تأتي نقمة حسين على نوّاب المنطقة ومِن ورائهم الدولة من فراغ “حتى مي ما عنّا ببيوتنا، نحن مادّين نباريش من النبع لنشرب ونغسّل”. وكابن ناصرالدين ولد في بريصا ولم يتركها إلّا لمرض أو محاولة تدبير واسطة ليجد عملاً “كنت بالعشرين من عمري. أخذني الحاج أسعد ناصرالدين لعند رئيس مجلس النوّاب صبري حمادة ليوظّفني”. يومها قال الحاج للرئيس “بدي توظّف لنا هالشاب”. “صبري بيك” ردّ بسؤال “بيعرف يقرا ويكتب”. وعندما جاءه الجواب بالنفي “لأنّي أمي” يقول حسين، أجاب حمادة “شو بدّي شغّله؟ حتى حاجب لازم ع القليلة يعرف يكتب إسمه”، فعاد إلى بريصا خائباً “حتى بالواسطة ما طلع لي وظيفة”. 

ومن 64 عاماً من العيش في بريصا يحدّد حسين علاقة الدولة بأولادها “الأيتام” كما يسمّيهم :”نحن ما عنّا لا أم ولا أب، ما حدا يقلّي الدولة أُمّنا”. كان يقطع السنديان ويعمل مشاحر للفحم، ويرعى المواشي، ويزرع بعض الحمّص واللوز الذي ورثه عن أبيه، ويربّي بعض الدجاج البلدي “وبعدنا محلّنا، هيدا الشغل ما في غيره لنعيش”. 

ولد حسين مصاباً بشلل الأطفال “عامل تلات عمليات بإجريي”، واليوم يجرّ قدميه بالقوّة “هيك قضيت هالحياة حتى ربيّت بناتي، وما في شي تغيّر”، إلّا إصابته بمرض السكّري “ما بقى بقدر إسرح ورا الطرش ولا فيي حطّب”، فلم يبق له سوى بعض أشجار اللوز وحقل الحمّص “بيشتروا منّا كيلوغرام الحمّص بتلات آلاف وبيبيعوه بـ15 ألف وهلأ عم يخبروني إنّه صار بعشرين ألف”. أمّا اللوز الفريك (الأخضر) فيشتريه التجّار بـ750 ليرة إلى ألف ليرة من أرضه ويباع بعشرة آلاف وبعزّ موسمه بـ20 ألف، يعني تعبنا بيروح للتجّار مش إلنا”. 

هذا الواقع دفع بأبناء بريصا إلى مغادرتها “صاروا يفلّوا الواحد ورا التاني ع زحلة وع بيروت ليشتغلوا”. مع رحيل معظم العائلات سعياً وراء لقمة العيش، تذرّعت الدولة بقلّة السكّان وأقفلت المدرسة: “من الأساس كان فيها أستاذ واحد ويحطّوا هالولاد مع بعضهم، يعني علم ما في”، ولذا هجَر البعض بريصا لتعليم أولاده أيضاً. 

مع الأزمة والانهيار الاقتصادي، قدّم حسين طلباً للحصول على مساعدة الـ400 ألف ليرة التي أقرّتها الدولة بداية كورونا “مع إنّه معي بطاقة معوّق ما عطوني، قال ما بيطلع لي”، يعتب على نفسه لأنّه لم يتدبّر واسطة “كانوا يمكن حطوني بلائحة الفقرا لو حكي فيي حدا من المسؤولين”.   

صورة من أعلى الجبل لقرية الشربين (تصوير حسن الساحلي)

منافع السياسة أم تعب المزارعين 

حال حسين ومن يعانون مثله في الجرد يناقض الانطباع السائد عن منافع طالت عشيرة ناصرالدين نتيجة علاقتها التاريخية مع حركة أمل وتطوّر علاقتها حديثاً مع حزب الله. وكان الإمام موسى الصدر قد اختار البوّابة الناصردينية عندما قرّر التوجّه نحو العشائر في جرود الهرمل، واستكمل الرئيس نبيه برّي النهج نفسه. 

ويختلف أبناء العشيرة في تقدير الفائدة التي حصلوا عليها من جرّاء علاقتهم بحركة أمل: فمنهم من يقدّر بعض “البحبوحة” التي نعموا بها جرّاء قروض الإسكان والترميم الكثيرة التي حصلوا عليها في عهد وزير الإسكان والتعاونيات المحسوب على حركة أمل محمود أبو حمدان، ومعها بعض المشاريع التي أثّرت في استصلاح أراضيهم وزراعتها بأشجار اللوز والكرز بالدرجة الأولى ومن ثمّ المشمش. في المقابل، يشير البعض الآخر إلى أنّ الوظائف التي جاءتْهم من بوّابة الحركة لم تتجاوز “الحاجب هنا أو هناك أو وظيفة متواضعة، باستثناء تعيين رئيس مجلس إدارة مستشفى الهرمل الحكومي الدكتور سيمون ناصرالدين بتوافق بين الحزب والحركة، وكذلك أحد الضباط في الجيش اللبناني عبر بوّابة اللواء غازي كنعان، وساهم يومها (كنعان) في تعيين ثلاثة ضبّاط من ثلاث عشائر بينها علّوه وناصرالدين.

آخرون، ومنهم محمود ناصرالدين، يرون أنّ هناك “سندين” اعتمد عليهما آل ناصرالدين في صراعهم مع الحياة: “سهل المسطاح بين الهرمل والقصر، وتملّك منه جدودهم لدى نزوحهم من الجرود قبل نحو 60 عاماً ما يقارب 50% من مساحته البالغة 130 جوز، والجوز يوازي 250 دونماً من الأراضي، والشغّيلة التعّيبة من أهله وهؤلاء نشطوا في تحويل وديان الشربين إلى جنّات من الأشجار المثمرة”. وهناك أيضاً مصدر الدخل الذي يأتي ممّا يسمّونه التجارة الحدودية، أي التهريب، ويشتغل به عدد لا بأس به من أبناء الحدود من العشيرة. 

ويرى رئيس بلدية الشربين علي زين ناصرالدين أنّ كلّ هذه العوامل، وطبعاً زراعة الحشيشة التي نشطت في مرجحين ومنها في أراضي العشيرة، أدّت إلى تعليم عدد لا بأس به من أبناء ناصرالدين “ولذا لدينا عدد كبير من الأطبّاء والمهندسين والخريجين”. واتّجه معظم هؤلاء في دراستهم الجامعية إلى بلدان الاتّحاد السوفياتي سابقاً “كونها أقلّ كلفة من أوروبا عليهم، بعدما لم يعد هناك منح تعليمية كما أيام الأحزاب التقدّمية”. 

استُحدثت بلدية الشربين في العام 2013 كبلدية “فقيرة خالية من مداخيل الجباية والموارد”. “ولذا نتشارك بعمل تنموي مع الأمم المتحدة والجمعيات، وتمكنّا من تشييد بناء بلدي كرمزية لوجود بلدية حتى يبقى الناس بضيعتهم، ولنشجّعهم على العودة”. وبرغم أنّ الشربين لا تبعد عن الهرمل سوى 6 كيلومترات إلّا أنّ معظم أهلها “غادروها بسبب الإهمال، إمّا لتعليم أبنائهم وإما للبحث عن عمل يؤمن العيش الكريم”. أقرّت الدولة إنشاء مدرسة رسمية في الشربين في أوائل الستينيّات “وتساعَد الأهالي وبنوا غرفتين وسلّموهما للدولة، واليوم تساعد البلدية في تأمين مستلزمات المدرسة وفيها نحو 80 تلميذ من الابتدائي إلى المتوسّط – البريفيه”. وساهم إقفال مدرستي زغرين الفوقا والتحتا ومزرعة سجد في الإقبال على مدرسة الشربين، كون المسافة بين هذه القرى وبين الشربين أقصر من المسافة إلى الهرمل. ويسأل ناصرالدين: “لماذا على أهالي هذه القرى أن يدفعوا خمسين ألف ليرة شهرياً للأوتوكار حتى ينقل أبناءهم إلى خارج البلدة؟ وطبعاً في ناس ما بتبعت أولادها بسبب الكلفة”. يقول رئيس بلدية الشربين إنّ الدولة أعطتْ الجرود والعشائر أيام الشهابية “لكنّه عطاء من دون مراقبة وحرص على كيفية صرف المال العام، فعمّ الفساد والزبائنية”. من هذه المشاريع، جرّ المياه من مرجحين إلى الشربين بعدما كان الأهالي يستخدمون آبار التجميع والصهاريج: “يجي بعض المهندسين وما يراقبوا بشكل صحيح ومن 25 سنة واقفة الشبكة”. وبقيت الشربين بلا ماء إلى ما بعد استحداث بلديّتها “رجعنا دقّينا بير بالشربين عبر إحدى الجمعيات الفرنسية، ولغاية اليوم لم تستلمه الدولة” كي تثبّت مضخّة وتمدّ شبكة لنقل المياه إلى المنازل. 

مدرسة مهجورة في بريصا (تصوير حسن الساحلي)

يعيش سكان الشربين من بعض الزراعات من خضار وأشجار مثمرة “العسكر معدودين ع الأصابع ولّي خاله عنتر بيفوت بالدرك”، يقول رئيس البلدية “وعنّا عدد قليل من الأساتذة، هناك أستاذين مثبّتين بالمدرسة وعشرة متعاقدين”.  

لا يوجد في كلّ وادي الشربين ومعه وادي زغرين شبكة صرف صحي. ويضمّ وادي زغرين كلّاً من زغرين التحتا ومزرعة سجد وزغرين الفوقا المعروفة بالبعول “السنة الماضية رمّمت الدولة شبكة المياه ولكن الشركة المتعهدة لم تستكملها لأنّ المال لم يكف”. 

ويتابع رئيس البلدية: “في كتير ناس رجعوا بسبب الظروف الاقتصادية وإقفال الأشغال”، ويبلغ عدد هؤلاء، وفق قوله، نحو 1000 شخص “يمكنهم العيش من أراضيهم إذا ساعدتهم الدولة واستصلحوها، بقاؤنا بأرضنا وشغلنا انتصار، لكن إذا تركنا أرضنا مننهزم وما مننتصر”. 

 

وادي زغرين

يرسم قاسم محمد الحاج علي ناصرالدين حدود وادي زغرين الذي ينتشر فيه عدد قليل من عشيرة ناصرالدين إلى جانب آل الحاج حسين وعائلة سجد “وبيتين تلاتة لآل علوه”، من زغرين التحتا على بعد نحو 5 كيلومترات من الهرمل، إلى مزرعة سجد والبعول صعوداً نحو المحيلسة وراس العقبة والتفاحة وصولاً إلى مرجحين “كان فيها ناس كتير بس هلأ نزلوا ع المدن”، يقول.  

تعلّم قاسم في مدرسة زغرين التحتا حيث ما زال يسكن لغاية اليوم “سكّرت مدرستنا من سنتين لأنّ الدولة أهملتها ولم تدعمها”. يبلغ قاسم من العمر 50 عاماً “ع أيامي كانوا صاروا الأساتذة من الهرمل ، قبل كانوا من خارج القضاء”. ومع ذلك، كان العلم في مدرسة زغرين يقتصر على اللغتين العربية والفرنسية والحساب “ما تعلّمت قواعد فرنسية لغاية الصف الخامس ابتدائي، قبل ما بعرف شو هو لـ Grammaire”. وبما أنّ مدرسة زغرين ابتدائية، فقد أُرسل قاسم لمتابعة الدراسة التكميلية في مدرسة الشربين “وَدَعوني عند ناس أصحاب أهلي وقعدت عندهم بـ1981-1982 سنتين، لأنّه ما في سيارات تاخدني وتجيبني”. وفي الصفّين الثامن والبريفيه، صار قاسم يذهب سيراً على قدميه إلى الشربين لمسافة تصل إلى نحو 3 كيلومترات في الجبل “وتحت الثلج شتاء نروح أنا وأخي مالك”. يقول قاسم إنّ تحصيل العلم هنا مسألة تتطلّب جهوداً خارقة “فقد كنّا نطعمي الأبقار والماعز قبل الذهاب إلى المدرسة ونعود بعد الظهر لنخرج بهم إلى المرعى”. وللدلالة على تدنّي مستوى مدارس الأودية، وجد قاسم أنّ المنهاج صعب عليه في ثانوية الهرمل عندما انتقل إليها “ما تخرّج تلاميذ كتير من مدرسة زغرين من دفعتي، فقط أنا وأخي وتلميذ من بيت الحاج حسين قصد المهنيّة قبلنا”، وكذلك الأمر في مدرسة الشربين “وقتها من الشربين بالبريفيه راح تلات تلاميذ فقط ع ثانوية الهرمل من أصل 14 تلميذ، وهذا يدلّ على نسب تسرّب عالية جداً”.

عندما أنهى تعليمه الثانوي وقد صار من “الشطّار”، قصد والده النائب الحالي ألبير منصور “ليساعدني للدخول إلى المدرسة الحربية، كنت بدي إعمل ضابط”. قال منصور لوالده يومها “حتى ما إكذب عليك، إذا زمطنا من الرئيس برّي مناخده ع الضباط”، ولم “يزمط” قاسم، فبدأ يعمل كأستاذ متعاقد في مدرسة زغرين، المدرسة التي درس فيها “حطّيت كلّ جهدي لعلّم هالتلاميذ، قد ما كنت شوف استهتار بحقّهم”. لم يتمكّن قاسم من إكمال تعليمه “ما قدر أبي يبعتني ع الجامعة ع بيروت”، ولذا حرص على تعليم أبنائه “عندي تنين كانوا عم يتخصّصوا طب بأوكرانيا، هلأ رجعو من ورا الدولار”. يعمل قاسم كمدرّس متقاعد من أوائل التسعينيّات “وبعد ما ثبّتوني”، ويشتغل بالأرض في الوادي وفي مرجحين ليتمكّن من إعالة أسرته “عم حاول ما إحرمهم متل ما انحرمت من العلم”. 

 

ألفا ليرة بدل قطاف 10 كيلو لوز

مع إقفال مدرسة البعول (زغرين الفوقا)، لم تتمكّن أفراح نصري الحاج حسين، ابنة البلدة، من الوصول إلى صف الخامس ابتدائي. وكي تؤمّن مصروفها وتساعد عائلتها، تعمل أفراح في مواسم القطاف “باللوز والزيتون، وفي متلي بنات كتير”. تتقاضى ألفي ليرة لبنانية عن كلّ سطل لوز تقطفه، “وزنه شي عشرة كيلوغرام”، وقد تنجح بقطف 10 إلى 15 سطلاً في اليوم. ولكنّ قطاف اللوز على تعبه يبقى أسهل من الزيتون “باخذ 5 آلاف ع كل صندوقة 15 كيلو”. مع القطاف تعمل أفراح في أراضي والدها “أبي صار كبير ولازم ساعده”، وتخبز على الصاج لأنّ أمها “مريضة”، كما تقوم بأعمال المنزل كافّة “يعني بشتغل من الفجر للنجر”. كانت أفراح تحبّ أن تدرس التمريض “كنت كتير إحلم إلبس الروب الأبيض وكون موظفة وعندي دوام ومعاش”، لكنّ الأحلام على ما تقول “ليست لأبناء المناطق الفقيرة، نحن مكتوب لنا الشقى بس”.

والشقاء مكتوب فعلاً للشاب حسين الحاج حسين “بشتغل مياوم بكل شي مقابل 30 ألف ليرة في اليوم”. يعمل حسين مع إحدى البلديات يوماً في الأسبوع في لمّ نفايات الطرقات “بلمّ الزبالة وبحطّها بالتراكتور”، ثم ينتظر أن يجد عملاً في الزراعة “بحوّش، بنكش، بزرع، بشتّل، بعمل كل شي”. حسين أيضاً لم يتمكّن من متابعة تحصيله العلمي “أبي ما كان معه يبعتني برّات الضيعة”. تطوّع عنصراً في الجيش اللبناني و”طار من الفرحة” إذ صار لديه راتب شهري يصل إلى 900 ألف ليرة “بس رجعوا طلّعوني من الجيش لأني مرضت”.

لدى حسين خطيبة اليوم ويخطط للزواج في الأشهر المقبلة “ما معي عمّر بيت هلأ، رح أسكن بغرفة مع أهلي”، برغم أنّ بيتهم يقتصر على غرفتين ومطبخ ومرحاض. 

حال محمد، ابن الوادي، كحال حسين “بس أنا أفضل بشوي”، كما يقول. والأفضلية هنا تأتي من بنائه مطبخاً ومرحاضاً مع الغرفة التي منحته إياها عائلته “عطيوني غرفة وأنا أضفت لها مطبخ وحمام، ووسّعت المطبخ حتى إعمله غرفة قعدة”. لا يتقن محمد أيضاً أي مهنة “بشتغل مياوم” وهو قرّر ألّا يعمل في التهريب ولا في المخدرات “يعني ما في خيار غير الفاعل”، أي العمل المياوم. وهو يتقاضى كما حسين 30 ألف ليرة يومياً مقابل عمل ثماني ساعات “هلأ بيطلعو شي دولارين ونص، هيدي أسعار المنطقة”. 

الحرمان وفق محمد لا يقتصر على أوضاع الشبان والشابات “بكل وادي زغرين والشربين ما في مستوصف أو عيادة حكيم، والناس هون لولا اللوزة والكرزة بتموت من الجوع”.

على الطريق من بريصا نحو الهرمل، كان المختار السابق حسين ناصرالدين يسير باتجاه المدينة. نتوقف بالقرب منه، وكان الوقت عشية عيد الأضحى 2020، إلى أين تذهب يا مختار؟ نسأله، ليجيب “رايح ع الهرمل لشوف أمتى العيد حتى خبّر أهل الضيعة”. ما زال المختار الثمانيني، وبرغم أنّ الأهالي انتخبوا غيره في 2016، يقوم بما سبق له أن يفعله “طول عمري بجي ع القائمقامية بالهرمل، بيخبّروني أيمتى العيد وبرجع ع الضيعة بخبّر الناس لتعيّد”، يقول لـ”المفكرة” وهو يتابع طريقه الصعبة والطويلة. 

 

 

نُشر هذا المقال في العدد 1 من “ملف” المفكرة القانونية | الهرمل

انشر المقال

متوفر من خلال:

اقتصاد وصناعة وزراعة ، مجلة ، بيئة ومدينة ، سياسات عامة ، مؤسسات عامة ، أحزاب سياسية ، فئات مهمشة ، مجلة لبنان ، لبنان ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني