أصدرت المدعية العامة الاستئنافية في بيروت رندة يقظان قراراً بتوقيف الشاب باسل الأمين على خلفية تعليق نشره على صفحته الخاصة على فيسبوك ينتقد فيه الدولة اللبنانية.
يوضح راشد الأمين وهو عم باسل، في اتصال مع المفكرة القانونية، أنه تلقى يوم أمس اتصالا من قبل قوى الأمن الداخلي يبلغه فيه أن على باسل أن يحضر يوم الثلاثاء 6/12/2016 الى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية لاستيضاحه بشأن أمر لم يحدد. على الاثر عاود باسل الاتصال بنفس الجهة التي كررت له البلاغ وطلبت حضوره من دون أن تعلمه بسبب واضح للاستدعاء. على الرغم من ذلك، التزم طالب الاعلام بالذهاب الى المكتب المذكور، برفقة عمه، حيث بقي قيد التحقيق لمدة ساعة وربع تقريباً، وراسل من بعدها عمه ليعلمه أنه تم توقيفه. وتبيّن أن سبب التوقيف هو مضمون ما نشره على صفحته على فايسبوك والذي انتقد فيه الدولة اللبنانية.
وخلافاً لممارسة معظم قضاة النيابات العامة فيما يتعلّق بجرائم الرأي، لم يتم الاكتفاء بالزام باسل بتوقيع تعهد واطلاق سراحه، بل أصرت القاضية يقظان على توقيفه وإحالته الى النيابة العامة كونه "يشتم الدولة ويهاجمها". فبدا التوقيف هنا كأداة لتربية الأفراد وتحويلهم الى عبرة يعتبر بها الغير، مما يحول التوقيف الى عقوبة مسبقة مبطنة وانتهاك واضح لحقوق الفرد الأساسية وحرية التعبير. فمهما كان الموقف من مضمون الكلام الذي صدر عن الشاب باسل، يشكل استخدام أداة التوقيف فيما يتعلق بقضايا الرأي خطراً على وضع الحريات العامة في لبنان.
ويسجل أن التعليق الذي نشره باسل لم يتضمن شتائم ولم يتعرض لأي فرد أو مسؤول بشخصه بل جاء في الاطار العمومي التالي: " صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم وأرزكم ولبنانكم ويمينكم واستقلالكم وحكومتكم وتاريخكم وثورتكم ورؤساءكم شو فمنا؟". وقد جاء هذا التعليق في إطار تعبيره عن غضبه من مضمون إحدى حلقات برنامج "هدي قلبك" الذي يعرض على قناة الـ"أو تي في"، حيث أمعن مقدم البرنامج بإذلال عامل من الجنسية السورية الى حد اجباره على خلع ملابسه على الهواء، لا بل تخطى ذلك بأشواط. وفيما أثارت الحلقة ردود فعل عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر تعليق باسل وكأنه رد فعل على الحلقة وعلى الآراء المدافعة عنها على حد سواء.
ويبدو أن الادعاء ينحصر بالحق العام وفقا لما يشير اليه عمه راشد، مما يشير الى أن النيابة العامة قد تحركت من تلقاء نفسها بناء على هذا البوست، دون أن يتضح كيف علمت به أو لماذا اختارت هذا البوست بالتحديد من ضمن عدد كبير مما نشر من تعليقات ضد برنامج ال "أو تي في".
ردود أفعال مختلفة برزت على صورة لتعليق باسل نشرها الصحافي في قناة الجديد رامي الأمين، منها من يدافع عن حرية الرأي والتعبير وينتقد الاستماتة في الدفاع عن الرموز مولياً كرامة الانسان الأولوية، يقابله توجه آخر يتراوح بين من يرى في كلام باسل مبالغة ويصل الى حد شتمه والمطالبة بسجنه. كان ينتظر من القضاء أن يترفع عن ردود الأفعال الغرائزية ليفصل بين ما هو جرم وما قد نكرهه من دون أن يشكل جرما، فيحمي بذلك أجمل ما يتغنى به لبنان: حرية التعبير.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.