تفجير عكار وتفجير المرفأ: المشهد واحد المجرم واحد ودرب الضحايا واحد


2021-08-16    |   

تفجير عكار وتفجير المرفأ: المشهد واحد المجرم واحد ودرب الضحايا واحد
مسرح الجريمة حيث أحرق شبّان النار في ما تبقّى من آليات

لم يكد عدّاد الموتى يتوقّف عن تعداد ضحايا تفجير مرفأ بيروت حتى عاد من جديد ليحصي أعداد ضحايا تفجيرالتليل -عكار الذي وقع ضحيّته لغاية مساء أمس 27 ضحية وعدد من الأشلاء ربما تعود لضحيتين مختلفتين بحسب ما أفاد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو في اتصالٍ مع “المفكرة القانونية”، في حين أقفل عدّاد الجرحى على 79 جريحاً، تمكّن 27 منهم من العودة إلى المنازل بعد تلقّي العلاج اللازم في حين بقي حوالي 52 جريحاً في المستشفيات بحسب ما ورد من معلوماتٍ للحلو في ساعات الصباح الأولى من نهار أمس.

ولكن وبحسب تعداد قامت به “المفكرة” عبر الاتّصال بجميع المستشفيات التي نقل إليها الجرحى في عصر نهار أمس، بقي في المستشفيات 35 جريحاً حالتهم حرجة موزّعون على الشكل الآتي: في مستشفيات طرابلس ما زال هناك 14 جريحاً في مستشفى السلام منهم أربعة من الجنسية السورية، جريح واحد (سوري الجنسية) في مستشفى النيني، جريحان لبنانيان في مستشفى ألبير هيكل، أما الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات بيروت فما زال منهم 13 جريحاً لبنانياً في مستشفى الجعيتاوي، ثلاثة جرحى لبنانيون في مستشفى الجامعة الأميركية، وجريحان لبنانيان في مستشفى سيدة المعونات.

وأُبلغ حتى مساء أمس عن فقدران ثمانية أشخاص في الانفجار بينهم سوريان شقيقان. وكان مستشفى طرابلس الحكومي أعلن مساء وجود 8 جثث متفحّمة مجهولة الهوية وذكرت معلومات أنّ بعض أهالي المفقودين بدأوا إجراء فحوص الحمض النووي.

كذلك صرّح الحلو أنّ دولاً عدّة أبدت استعدادها لاستقبال الجرحى لمن تسمح حالاتهم بتحمّل مشقة السفر، وهي: تركيا التي أرسلت ليلاً طوّافات نقلت أربعة عسكريين حروقهم حرجة، الكويت التي أبدت الاستعداد لاستقبال ستّة جرحى، والأردن أربعة جرحى.

وكانت قيادة الجيش قد أعلنت في بيان أنّ الحصيلة النهائية للإصابات في صفوف العسكريين هو 24 عنصراً موزّعين على الشكل التالي: عنصرين فارقا الحياة، 11 حالتهم حرجة تم نقل أربعة منهم إلى تركيا، 4 عناصر مفقودين (علم لاحقاً أنّهم في عداد القتلى)، إضافة إلى سبعة عناصر إصاباتهم طفيفة تمّت معالجتهم وغادروا المستشفيات.

إذاً عاشها اللبنانيون مرّة جديدة، مرّة جديدة الأهالي يهرعون إلى المستشفيات بحثاً عن فلذات أكبادهم تماماً كما حدث في تفجير الرابع من آب، مرةً جديدة ينتظر الأهالي اتصالاً هاتفياً يبشّرهم بالعثور على أحبّائهم أحياء كانوا أم أموات، مرةً جديدة سينتظر الأهالي استلام جثث، أشلاء، عظام لا يهم، ما يهم هو إيجاد قبر يعزيهم، مرةً جديدة لا إحصاءات رسمية دقيقة ولا أرقام واضحة. كيف لا وجميع الوزارات والأجهزة المعنية لا تملك ولغاية اللحظة أي رقم دقيقٍ عن ضحايا تفجير المرفأ الذي مرّ عليه أكثر من عام ولا عن أعداد المفقودين ولا الذين أصيبوا باعاقاتٍ جسديةٍ.

مرةً جديدةً تقتل الدولة أبناءها في عكّار نتيجة تقاعسها لفترة طويلة عن ضبط التهريب وتخزين المحروقات متوّجة بذلك سياسة الإهمال الممنهج بحقّ المنطقة والتعامل معها على أنّها مجرّد خزّان انتخابي.

والأسوأ في مجزرة عكّار أنّها وقعت في ظلّ ظروف صعبة تمرّ بها المستشفيات التي تعاني من نقصٍ في المعدّات الطبّية والأدوية وحتى مادة الفيول. وكان د. صلاح إسحق مدير مستشفى السلام في طرابلس التي يرقد فيها حالياً 14 مصاباً ناشد عبر “المفكرة” تأمين المزيد من الأدوية والمستلزمات لضمان استمرارية العلاج للمصابين الموجودين لديها.

وقد ناشد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير المنظمات الدولية العاملة في لبنان تسليم المستشفيات مستلزمات طبية خاصّة بمعالجة الحروق داعياً إلى تسليم ما توفّر لدى المنظمات من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصّة بمعالجة الحروق من الدرجة الثانية والثالثة والتنسيق مع الهيئة بهذ الخصوص. من جهةٍ ثانية دعا خير إلى الإسراع في تشغيل المستشفى التركي المتخصّص بعلاج الحروق في صيدا الذي تمّ الانتهاء من تشييده في العام 2010. وكانت كلفة المستشفى بلغت 20 مليون دولار وجرى حفل التدشين بحضور رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والرئيس التركي أردوغان إلّا أنّه لغاية اللحظة لم يتمّ تشغيله وقد ترددت معلومات لم نتحقق من صحّتها بأنّ السبب هو خلافات سياسية على التعيينات فيه.

انشر المقال

متوفر من خلال:

سياسات عامة ، أجهزة أمنية ، أحزاب سياسية ، قطاع خاص ، حقوق المستهلك ، لبنان ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني