انتخابات الصيادلة: فوز “نقابتي سندي” المدعومة من الكتائب والمعارضة مشرذمة


2021-11-29    |   

انتخابات الصيادلة: فوز “نقابتي سندي” المدعومة من الكتائب والمعارضة مشرذمة

فازت لائحة “نقابتي سندي” المدعومة من حزب الكتائب اللبنانية في انتخابات نقابة الصيادلة التي جرت أمس الأحد في مبنى نقابة الأطباء في بيروت بعشرة مقاعد موزّعة على مجلس النقابة وصندوق التقاعد والمجلس التأديبي. كما فاز مرشّحها جو سلوم بمقعد النقيب بعدما تقدّم على منافسه فرج سعادة عن لائحة “الصيادلة ينتفضون” بفارق 145 صوتاً حيث نال سلّوم 1134 صوتاً مقابل 995 لسعادة. من جهةٍ ثانيةٍ فازت لائحة “نقابة الضمير المهني” بخمسة مقاعد عن مجلس النقابة مقابل مقعدين للائحة “الصيادلة ينتفضون”.

وقد دعا سلّوم فور انتخابه نقيباً للصيادلة إلى التوحّد والعمل جنباً إلى جنب من أجل استعادة كرامة الصيادلة، معتبراً أنّه بعد انتهاء الانتخابات ما من خاسر وما من رابح، وأنّ الصيدلي هو الرابح الوحيد، داعياً الجميع إلى الوقوف يداً واحدةً من أجل تحصيل حقوقهم.

وقد شاب الانتخابات سوء تنظيم سبّب اكتظاظاً أدّى إلى حرمان العديد من الناخبين من التصويت. 

أربع لوائح والمعركة محتدمة

وفي انتخابات نقابة الصيادلة كما في انتخابات نقابة المحامين لم تتمكّن القوى المعارضة من رصّ الصفوف والتوحّد على لائحة واحدة، ما أدّى إلى وجود لائحتين للمستقلّين وقوى المعارضة تشرذمت معها أصوات الناخبين.

وتنافست في الانتخابات أربع لوائح هي إضافة إلى لائحة “نقابتي سندي”، لائحة “نحو نقابة مستقلة” التي تضمّ مستقلّين وقوى يسارية وكان مرشّحها لمنصب نقيب هو ناجي جيرمانوس، ولائحة “الصيادلة ينتفضون” التي تضمّ أيضاً مستقلّين ومجموعات من حراك 17 تشرين وكان مرشّحهم لمركز النقيب فرج سعادة. اللائحة الثالثة هي “الضمير المهني” المدعومة من الثنائي الشيعي وتيار المستقبل وكان مرشحها لمركز النقيب هو زياد نصور، أمّا القوات اللبنانية فخاضت الانتخابات منفردة بمرشحٍ وحيد عن مقعد صندوق التقاعد

وتنافست اللوائح على 17 مقعداً في الدورة الأولى وبلغت نسبة الناخبين حوالي 50% إذ شارك في العملية الانتخابية 4020 ألف صيدلي وصيدلانية من أصل حوالي 8000 يحق لهم المشاركة بعد تسديد اشتراكاتهم. 

مرشحو “نقابتي سندي” الفائزة بالانتخابات

سوء التنظيم حرم صيادلة من التصويت

عند الساعة الثامنة صباحاً بدأت العملية الانتخابية وتوافد الناخبون للإدلاء بأصواتهم. عند مدخل مبنى نقابة الأطباء في بيروت توزّعت خيم الماكينات الانتخابية للمرشحين. وداخل مبنى النقابة خصّصت باحة صغيرة للانتظار يصل إليها ممرّ واحد ضيّق جداً لدخول وخروج المقترعين إلى قاعة الانتخاب. وداخل قاعة التصويت، اصطفّت صناديق الاقتراع بطريقة متقاربة جداً. كلّها إجراءات لوجستية أدّت إلى ازدحام شديد في قاعة الانتظار وبعد مضي حوالي ساعتين على بدء العملية الانتخابية غصّ المكان بالناخبين في مشهد غير مألوف، مشهد وضعه البعض في خانة سوء تنظيم مقصود لعرقلة العملية الديمقراطية.  

تعتبر الصيدلانية سكينة بسمة في حديث مع “المفكرة” أنّه في مثل هذا اليوم كان هناك حاجة لاتخاذ إجراءات تضمن أعلى قدر من التنظيم، لجهة القدرة الاستيعابية وتأمين التباعد الاجتماعي في ظلّ جائحة كورونا. وتضيف أنّ الناخبين اضطرّوا للوقوف في طابور الانتخاب لساعات في مكان مزدحم جداً، ما اضطرّ الكثيرين إلى المغادرة وبالتالي حرموا من ممارسة حقّهم في العملية الانتخابية. 

ويبرّر نقيب الصيادلة السابق غسان الأمين الازدحام بأنه نتيجة وجود عدد من اللوائح وكثرة في المرشحين، ما اضطرّ الناخبين إلى أخذ وقت أطول وراء الستارة لانتقاء مرشحيهم، “كلّ ناخب كان عم ياخذ شي ربع ساعة وراء الستارة لأن عم ينقي بين الأسماء وهيدا سبّب تأخير وعجقة كبيرة”.

الأزمة الاقتصادية ترخي ثقلها على الصيادلة أيضاً 

يتشارك الصيادلة الناخبون والمرشحون على حد سواء بجميع انتماءاتهم هموم المهنة. فقد عانى الصيادلة ما عانوه منذ بدء الأزمة الاقتصادية نتيجة ارتفاع سعر الصرف، كذلك كان الصيدلي طيلة الفترة الصعبة وجهاً لوجه مع المواطن الذي يعاني بدوره. هذا عدا عن تدنّي رواتب العاملين في المهنة والتأمين الصحي وغيرها. يقول أحد الناخبين اـ “المفكرة” إنّه يريد نقيباً قوياً ونقابة متجانسة قادرة على رفع الصوت عالياً للمطالبة بحقوق الصيادلة وتأمين حياة كريمة لهم، بالإضافة إلى المشاركة في وضع سياسة دوائية توفّر لهم مواد أوّلية للقمة العيش أي “الدواء”.

إحدى الناخبات تعتبر أنّ كل ما يتعلق الصيدلية هو في يد وزارة الصحة وهذا ما يعرقل عملية النهوض بالقطاع وتحسين وضع الصيادلة، من هنا لا بد برأيها من إيجاد طرق تتمكّن فيها النقابة من فرض شروطها، كي تضمن للصيدلي قدرته على الاستمرار في عمله.

بدوره يرى منسق لائحة نحو نقابة مستقلة دكتور أيهم الأحمر أنّ مشاكل قطاع الصيادلة عديدة منها: “عدم توفير الدواء بالصيدليات وتغيّر سعره ما يعرّض الصيدلي للخسارة وللإهانة من قبل المواطنين “الصيدلي صار فشة خلق المواطن”. ويؤكد أنّه مع ارتفاع سعر الصرف اضطر العديد من الصيادلة إلى استعمال جزء من “رأس مالهم” لأنّه لفترة طويلة كان الصيادلة يبيعون الأدوية على سعر صرف 1500 بينما أسعار السلع من حولهم أصبحت على سعر الصرف الجديد. كذلك يشير الأحمر إلى تأثير وخطورة تهريب الأدوية على الصيدلي، لذلك يقترح العمل على توحيد الداتا ومكننة ملفات المرضى  بين الصيدلي والمريض، بحيث تعمّم أسماء المرضى وأدويتهم على جميع الصيدليات.

أما بهية فاضل من لائحة “نقابتي سندي” والفائزة عن مقعد المجلس التأديبي، فتوضح أنّ برنامج عمل اللائحة يشدّد منذ البداية على اختيار فريق عمل متجانس. وقد عمل المرشح جو سلوم على اختيار أشخاص لهم باع طويل في العمل لصالح الصيادلة، مع الحرص على ضرورة تمثيل المناطق والأطراف للوقوف عند مشاكلها وطرق التواصل مع الصيادلة فيها. كما تمّ توزيع الملفات والمهام على المرشحين كلً بحسب تخصّصه، فحمل كلّ مرشح ملفاً من ملفات النقابة مثل “ملف الأدوية ” و”ملفّ أصحاب الصيدليات” ، وملف “قطاع المصانع” وغيرها. 

مرشحان لمعركة النقيب 

انتهت الدورة الأولى من عملية الاقتراع عند الساعة الثانية ظهراً وتمكّن المرشحان جو سلوم عن “نقابتي سندي” وفرج سعادة عن “الصيادلة ينتفضون” من الانتقال للدورة الثانية وهي انتخاب نقيب للصيادلة. مرّة جديدة فشلت المعارضة من توحيد صفوفها ولم يمنح مناصرو لائحة “نحو نقابة مستقلة” أصواتهم لمرشح “الصيادلة ينتفضون” مفضّلين التصويت لجو سلّوم. واعتبر عبد الحرمان رضا من لائحة “نحو نقابة مستقلّة” أنّ قرارهم هو التصويت لسلوم كونه له باع طويل في العمل النقابي وكان عضواً في النقابة السابقة بخلاف سعادة الذي يعتبر رضا أن تجربته قليلة “نحن سعادة ما منعرفوا يعني هو عن جديد صار يبيّن بينما سلّوم صرلو زمان”. وعلى الرغم من كون سلوم مرشحاً على اللائحة المدعومة من الكتائب اللبنانية إلاّ أنه صرّح في أكثر من مقابلة تلفزيونية أنّ انتماءه الأوّل والأخير سيكون لصالح النقابة والصيادلة. 

عند الساعة الثامنة ليلاً انتهت عملية الاقتراع وبعد أقلّ من نصف ساعة أعلن سلوم نقيباً جديداً للصيادلة.  

انشر المقال

متوفر من خلال:

عمل ونقابات ، تحقيقات ، نقابات ، لبنان ، حراكات اجتماعية ، حقوق العمال والنقابات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني