السرطان كان نجاتي، لم أمرض إنما ولدت من جديد


2022-11-30    |   

السرطان كان نجاتي، لم أمرض إنما ولدت من جديد

لم يكن السرطان يوماً خارج حساباتي، أنا حقاً كنت أخشاه وبكل أنواعه، ولكنني لم أكن يوماً أحسب أنني سأصاب به، أو أقلّه ليس في عمر الواحدة والثلاثين وليس في الثدي. كنت أظن أنّ سرطان الثدي يُصيب النساء فوق سنّ الأربعين وفقاً لما تخبرنا به غالبيّة حملات التوعية من سرطان الثدي أو أنّه يُصيب من ورثنه من العائلة، لكنّي أنا في الواحدة والثلاثين من عمري أُصاب به وأكون الحالة الوحيدة في عائلتنا. من هنا كانت بداية طريق غيّر حياتي إلى الأبد.

لما لا نلمس أثداءنا؟

كان يوماً عادياً في تشرين الثاني 2021، لا أذكر تفاصيل هذا النهار، كنت قد دخلت لأستحم وقررت أن أتحسس صدري. شعرت بكتلة وكأنّها حجر، لم أكترث لها في تلك اللحظة.

كان لديّ موعد محجوز مسبقاً لدى الطبيبة النسائية وقررت أن أسألها عن الأمر. كدت أنسى خلال لقائي بها، ولكن قبل أن أتهيّأ للرحيل، تذكّرت. سألتها، وتلقائياً طلبت منّي الخضوع لصورة شعاعيّة وقالت إنّها تعتقد بوجود كتلة ليفية في صدري.

لمست جديّة ما أنا بانتظاره لدى طبيبة الأشعة، فكلامها لم يُشعرني سوى بالقلق، إذ طلبت منّي خلال وجودي في المختبر أن أدخل الغرفة المجاورة للخضوع لصورة الماموغرام معتبرة أنّ صورة الإيكو لا تكفي. وبعد الانتهاء من الماموغرام، أشارت إلى ضرورة الخضوع للصورة المغناطيسيّة MRI والزرع أيضاً. خرجت من المختبر شاردة الذهن، أحاول بشدّة إبعاد فكرة السرطان عن ذهني.

مرّ نحو 20 يوماً منذ بداية الفحوصات حتى صدور نتيجة الزرع، كانت الأفكار تغرقني في متاهات، حاولت التشبث بأمل بسيط بأنّ النتيجة لن تكون سرطان. 

كان يوم جمعة حين جلست على مكتبي أمام هاتفي أحدق برقم الطبيبة التي أخذت منّي الخزعة لزرعها، أحدّق وأنا متردّدة بالاتصال بها. تشجّعت وبعثت لها رسالة صوتية لسؤالها عن النتيجة، فردّت عليه ثم أرسلت لي صورة عن التقرير.

لم أكن يوماً من الأشخاص القادرين على كبت ردّات فعلهم، قرأت التقرير ورحت أستعين بـ غوغل لترجمة العبارات العلمية التي لا أفهمها.

غوغل يقول سرطان.. وانهرت بالبكاء.

كانت لحظة رعب شديد، سرطان حقاً. لم أرد أن أصدق. قرأت التقرير مرّة أخرى وأعدت الترجمة، إنّه السرطان حقاً. يُصيبني في أغرب وأصعب ظروف. أنا في أول الثلاثين، ولبنان يمر بأزمة اقتصاديّة شديدة وأدوية مقطوعة وأطباء يهاجرون.

كيف سأخبر عائلتي؟ هل ستتحمل أمّي الخبر؟ كانت تلك من أصعب اللحظات.

ولكن ردة فعل أمي كانت أكثر ما أرّقني لكنّها أثبت أنّها قويّة، ومنذ اللحظة التي أخبرتها، زال عبء هائل عن صدري.

وهنا بدأت أكتشف ذاتي وألتئم حول نفسي، وهنا علمت أنني سأتخطّى هذه المرحلة، وسيكون لي قصّة أرويها لاحقاً.

كان السرطان لا يزال في المرحلة الثانية، وهو من النوع الذي يستجيب للهرمونات وطمأنني الأطباء أنّ احتمال الشفاء منه مرتفع جداً. فخضعت لستّ عشرة جلسة علاج كيميائي، 12 جلسة منها كانت كلّ أسبوع.

الرحلات الأسبوعيّة إلى المستشفى تجربة مختلفة. وفي كل مرّة يتغيّر شيء ما في داخلي كلّما اقتربت من نهاية جلسة العلاج.

أدخل الغرفة، أدردش قليلاً مع زميلتي في الغرفة، كنت في كل زيارة أتعرّف على زميلة جديدة. لا نحتاج في هذا المكان لمقدّمات للتعرّف إلى بعضنا البعض، كأننا في نادٍ مشترك، وغالبية النساء اللواتي التقيت بهنّ على مدى أربعة أشهر من العلاج الكيميائي وشهر إضافي في العلاج الشعاعي كنّ مصابات بسرطان الثدي.

في الجلسة الأولى، كنت متوترة وشعرت بأنّي ذاهبة إلى المجهول، يومها تعرّفت إلى ريما، سيدة  تجاوزت الخمسين من العمر. ريما كانت الينبوع الذي ارتشفت منه راحة هدّأت من روعي في ذلك اليوم. كانت مليئة بالحيوية والنشاط وهي تروي لي أنّها المرّة الثانية التي تخضع فيها للعلاج الكيميائي، وأنّ السرطان كان قد بدأ في المبيض وانتشر إلى أعضاء أخرى من جسمها. خضعت ريما لعملية جراحية استمرّت نحو عشر ساعات لاستئصال السرطان المنتشر في جسدها. قالت لي إنّها تأتي إلى المستشفى وتأخذ العلاج، تستريح ليومين، ثم تعود إلى ممارسة كافة نشاطاتها. وبذلك أجابتني عن تساؤلات كانت تراودني وتُثير قلقي حول إمكانية أن أعيش حياتي كما هي وأنا أخضع للعلاج.

رسم رائد شرف

لم أجد أنّ استخدام كلمة مريضة تنطبق على حالاتنا، رأيت نساء قُدّر لهنّ طريق عليهنّ سلوكه لاستكمال رحلة وجودهنّ في هذه الدنيا. أتجنّب دائماً استخدام كلمة مرض، عقلي غير قادر على تقبّل فكرة أنّ كتلة موجودة في الثدي غير ظاهرة ولا أشعر بوجودها ولا عوارض لها، تعني أنّي مريضة بمجرّد وجودها في جسمي. ولكن ما يحوّلنا إلى مرضى هو العلاج الكيميائي. لديه قدرة كبيرة على التأثير على أجسادنا، يأخذ منّا قوّتنا لفترة مقابل “الشفاء”، من ماذا؟ من كتلة موجودة في الجسد.

أعي أنّ ليس كل حالات الإصابة بالسرطان كغيرها، ربما ما مررت به من مشاعر تجاه هذا الغريب الذي دخل جسدي هو نتيجة أنني كنت محظوظة بأن أكتشفه باكراً، قبل أن يصل إلى مرحلة ينتشر ويبدأ جسمي يُخبرني بأنني مريضة.

مع ذلك أجد أنّ رحلة العلاج تُغيّر شيئاً ما في دواخلنا إلى الأبد، شيئاً لا يمكن لمسه أو تشخيصه في مختبر. يشبه عبور المرآة إلى الجهة الأخرى، إلى عالم موازٍ يعيش فيه جميع الأفراد الذين نعرفهم بصورة طبيعية، إنّما المستجدّ هو أنت.

شعري يسقط خلال الاستحمام، وجهي من دون حواجب، تتساقط رموشي، أتقيّأ في ساعات متأخّرة من الليل، شعور بالإعياء لأيّام متواصلة، الطعام بلا نكهة، مناعتي منخفضة، أوجاع مفاصل، خسارة بعض الكيلوغرامات ثم فجأة اكتسابها من جديد وبشكل مضاعف، رغبة في النوم في ساعات النهار، محاولة استيعاب ما الذي تغيّر وكيف أكون كما أكون.

تمكّنت من تقبّل الكثير، لم أفكر في وضع شعر مستعار، لا هاجس لديّ من الصلع إن كان مؤقتاً، أسوأ ما في الأمر أنّ الشعر كان يُساهم في تدفئة رأسي في برد الشتاء فاعتمرت القلنسوة طيلة شهور البرد. واستمتعت بتعلّم رسم حواجبي كلّ يوم بطريقة جديدة، فقط أزعجني خسارة رموشي. لأوّل مرّة أفكّر بفائدة الرموش، إنّها تحمي العين من الغبار.

بعد أسابيع من انتهاء العلاج الكيميائي، عاد شعر رأسي ينبت من جديد، بدأت ألاحظ لوناً مختلفاً، ظننت أنّ الشيب سينتشر في شعري، لكن حين ازداد طولاً تبيّن أنّني استعدت قليلاً من لون شعري حين ولدت. كنت شقراء وشعري مائل إلى الذهبي، مع الوقت تغيّر لونه إلى البني، إذاً أنا اليوم أولد من جديد مع بعض من خصلات شعر الطفلة التي كنتها. 

تمكّنت في هذه المرحلة أن أرى الأمور وأدركها من زوايا مختلفة، بدت لي العلاقات الإنسانيّة أكثر أهمّية. شعرت بأنّ بعضاً من القلق الاجتماعي الذي عانيته لفترة طويلة قد اضمحلّ. في بداية مرحلة العلاج كنت أقول لنفسي إنّني سأستفيد من هذه التجربة، مع الوقت بدت الحياة أوضح. وأصبح للسرطان اسم جديد في رحلتي في هذه الدنيا، “الصحوة”، هكذا أردد هذه الكلمة في عقلي كلّما أردت تقييم تجربتي، حقاً إنّي صحوت وخرجت من علبة كانت تأسرني. اليوم بتّ قادرة على تصميم مسار حياتي بشروطي الخاصّة، لا يوجد سِحر هنا، ليس لديّ خطّة هامّة بعد، لكنّي أشعر برضا كبير.

رحلة العلاج تُغيّر شيئاً ما في داخلنا إلى الأبد، شيئاً لا يمكن لمسه أو تشخيصه في مختبر. يشبه عبور المرآة إلى الجهة الأخرى، إلى عالم موازٍ يعيش فيه جميع الأفراد الذين نعرفهم بصورة طبيعية، إنّما المستجد هو أنا.

رسم رائد شرف

أريد أن أذكر بعض الجوانب في هذه الرحلة التي سبّبت لي الإزعاج، منها ما هو معنوي وأخرى تتّصل بتجربتي مع انقطاع الدواء وعملية بحث عابرة للبلاد والبلدان عن دواء بديل.

الدواء مقطوع: هل سأموت؟

ولم يكن يوماً الموت هاجساً في هذه الرحلة، أذكر جيداً مرّة حين حاولت شقيقتي أن تهدئني وأنا داخلة في موجة بكاء شديد بعد علمي بإصابتي بالسرطان وقالت لي إنّ “احتمالات الموت بحادث سيارة أعلى بكثير من الموت من السرطان”. لكنّي شعرت بأنّ هاجس الموت يقترب حين اصطدمت بانقطاع الدواء، تأتي الأفكار من دون التخطيط لها. هل سيعود الورم إلى النمو؟ كم لدي من الوقت لإيجاد الدواء؟

كان لا يزال لديّ سبع جلسات أسبوعيّة حين قالت لي الممرضة إنّ الدواء مقطوع ولن يتمّ تحديد جلسة جديدة لي الأسبوع المقبل. مرّت أيّام وأنا أتّصل كل يوم بالمستشفى للاستفسار عن وصول الدواء وكان الجواب يأتي سلبياً. رحنا أنا وعائلتي نبحث في الصيدليات عن الأدوية البديلة المتاحة، وجدت التركي والهندي والإيراني وغيرها. رفض طبيبي أن يعطي رأياً في أي من هذه الأدوية كونها خارج لوائح منظمات الدواء التي يعتمدها، إنما قال لي أن أختار واحداً منها وأجلبه إلى المستشفى فالمهم هو التركيبة.

كنت أحتاج دفعة ثقة أكبر، خشيت من استخدام أي دواء فلا يكون فعالاً، اجتاحني القلق خشية أن أكون فأر تجارب. كانت الأفكار تذهب وتأتي في رأسي. هذه الأدوية لم تمرّ على وزارة الصحة، لا نعرف بأيّ طريقة تمّ استيرادها، هل حُفظت في الحرارة المناسبة؟ هل يوجد أبحاث عن فعاليتها؟

رحت أبحث على غوغل، محاولةً قراءة أبحاث علمية عن أنواع الأدوية المتاحة، صراحة لم أصل إلى جواب، فالغرق في هذه التفاصيل لم يكن مفيداً. شعرت بغضب كبير من كل شيء، ماذا الآن، أصبحت أنا الطبيبة؟ أنا أقرّر أي دواء آخذ؟

ذهبنا أنا وصديقي إلى وزارة الصحّة علّنا نحصل على إجابة، كلّ ما سمعناه كلام لا يفيدني بشيء. إسألي المورّد، أو انتظري بعض الوقت، ها؟ أنتظر؟ سأنتظر لكن هل ينتظرني ذلك الورم الخبيث الذي قد يأكل جسدي بين لحظة وأخرى؟

دفع الأمر بشقيقتي إلى أن تلجأ إلى حسابها على فيسبوك لتسأل عمّن يعرف مكاناً نجد فيه هذا الدواء، وهنا اصطدمنا مباشرة بما نطلق عليه اليوم اسم “سوق الدواء السوداء”. تلقّت الكثير من العروض، أحدهم عرض عليها بيعها الجرعة بـ 600 دولار، وآخر وصلت به دناءته أن يعرض بيع الجرعة بـ 1200 دولار، وهنا نتكلّم عن دواء سعر جرعته لا تتعدى ثمانين دولار.

في المستشفى روت لي الممرضة أنّ إحداهنّ اشترت الدواء من تاجر استغلاليّ، وحين أتت به إلى المستشفى تبيّن أنّه ماء وملح. هذه السيدة دفعت مبلغ 1000 دولار ثمن الجرعة، باعها إياها شخص استغلّ حاجتها لهذا الدواء الذي تعلّق مصير حياتها به. هل لا يزال هناك حاجة لنسأل عن الضمير؟

خرجت من هذه المتاهة بشراء الدواء من إفريقيا عبر قريب أتى به بشنطته عبر المطار موضّباً مع لوح ثلج لحفظه في حرارة لا تتعدى 25 درجة. لا أرى فائدة هنا في أن أقول أي نوع أخذت في النهاية. لأننا مهما كنّا نحاول أن نطمئن، الأجوبة التي نريد سماعها لا أحد يعطينا إيّاها، وأيضاً ليس بالضرورة أن يمرّ كلّ مريض ومريضة بالمخاوف نفسها التي مررت بها.

انتهت هذه الرحلة، بعد كل هذا العناء، وأكملت العلاج الكيميائي، ثم خضعت للجراحة، ثم العلاج الشعاعي.

رسم رائد شرف

القوّة مصدرها ما يُقال عنه ضعفاً

بتّ أحلّل الناس من حولي وأراقب بدقة كيفيّة تعاطيهم مع السرطان. أحببت مواجهة ردّات الفعل حين يعلم شخص ما أنني مصابة بالسرطان، وكنت أفضّل ردّات الفعل الصريحة وأفضلها، تلك التي لم يُظهر صاحبها أي تعاطف أو نظرات حزن. أحببت من سألني عن وضعي ونوع السرطان وكيفية علاجه من دون أن يقدّم أي نصائح أو توجيهات للتعامل معه.

قبل بداية العلاج استمعت إلى تجربة بعض الأشخاص الّذين خضعوا سابقاً للعلاج الكيميائي، أردت أن أطمئن وأن أفهم ما ينتظرني. في الحقيقة، الروايات بالطبع كانت مفيدة، لكنّها تكون مفيدة إلى أن يعيش الشخص تجربته الخاصة. فكل جسد يتعامل مع العلاج بطريقته، كلّ مصاب ومصابة لديهم ردّة فعلهم الخاصّة. أعتقد من خلال تجربتي، أنّ أكثر ما يحتاجه المصاب هو أن يقول بنفسه ماذا يشعر من دون أن يسمع أحكاماً بالمقابل. لن يفيد أن نطلب منه ألّا يحزن، بل يفيد أن نقبل حزنه ونسمح له بأن يقرر بنفسه كيف يختبره.

رأيت الكثير من الناس يسدون النصائح غير مدركين أثرها على المتلقي، كمن يقول لي “كوني قويّة”، أو من يطلب منّي أن تكون “نفسيتي مرتاحة”. وكأنّ مجرّد قول هذه العبارات ستغيّر شيئاً في تعاملي مع السرطان. الفكرة كلّها أنّ هولاء الأشخاص وضعوا حدوداً بيني وبينهم، وعلمت أنّهم غير مناسبين لأعبّر عن خوفي أو ضعفي أو وجعي أمامهم. قررت في هذه المرحلة أن أكون محاطة بمن أتمكن من البكاء أمامه، ومن يستمع لأنيني وشكواي من دون توجيهي بكلام لا فائدة منه.

لماذا يريد الناس من شخص مريض أن يكون قوياً ويحرمونه في الوقت نفسه من البكاء والأنين من التعب؟ كيف يكون قوياً إن لم تتَح له الفرصة أن يختبر ما يشعر فيه ويعبّر عنه أولاً؟

لو لم يكن إلى جانبي من أتمكن من البكاء على كتفه لكانت مرحلة أصعب، وما كنت سأقول لنفسي إنني قويّة. القوّة ليست سحراً يستخدمه المصاب بالسرطان، القوّة تأتي من التعبير عن الضعف والحزن. أنّ تقبّل خوفنا وحزننا ونعترف به، سيجعلنا أقوياء.

لن تستفيد المصابة بالسرطان من نصائح حول الغذاء، أو أن يُقال لها  أن تنقطع عن السكّر لأنّه يغذّي السرطان، هذا حقاً كلام فارغ، لأننا في النهاية سنصّدق الأطباء فقط.

في الختام، أتمنى حذف عبارة “الله يشفيكي” من قاموسنا، وقعها ثقيل جداً، تبدو زائفة، وتُظهر جهلاً كبيراً بموضوع المرض.

ولكلّ المصابات بسرطان الثدي، وكلّ من يخضعون لعلاج من مرض ما، بعد كل عبارة “الله يشفيك/ي”، تضلّوا بخير. 

شكر لجميع من وقف إلى جانبي.

ومحبة خاصّة لـ تاجه، مأمون، مازن، ماجدة، أماني، رشا، مي وسلام،

وعامر،

ولارا،

ولميا وزينب،

وزملائي وزميلاتي في المفكرة القانونيّة

انشر المقال

متوفر من خلال:

الحق في الصحة ، لبنان ، مقالات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني