الزخم الثوري يعود إلى صيدا وتوقيف طبيبة ناشطة


2019-12-05    |   

الزخم الثوري يعود إلى صيدا وتوقيف طبيبة ناشطة

مع تتالي أخبار الانتحار وارتفاع أسعار السلع والطرد التعسفي وتخفيض الرواتب، عاد الزّخم إلى الشارع الصيداوي اليوم الخميس حيث شهدت المدينة تحرّكات احتجاجية بعد تراجع وتيرة التظاهرات في صيدا في الأيام الماضية.

واعتقلت مخابرات الجيش الناشطة نيبال قاسم أثناء مشاركتها في تظاهرة قبالة مصرف لبنان قبل أن يتم إطلاق سراحها بعد ساعات.

جرحى على طريق الأوّلي

بدأت الاحتجاجات في صيدا ليل أمس الأربعاء مع نزول المتظاهرين إلى “ساحة إيليا” وتوجّه عدد منهم لاحقاً إلى طريق الأوّلي عند مدخل صيدا الشمالي ونجحوا في قطعه وسط انتشار لعناصر الجيش.

وحصل تدافع بين الجيش والمتظاهرين وكرّ وفرّ أثناء محاولة فتح الطريق، مما أدّى إلى وقوع ستة جرحى. وأسعفت فِرق الإسعاف في “الجمعيّة الطبيّة الإسلاميّة” خمسة جرحى ميدانياً بينما نقل “الصليب الأحمر اللبناني” إصابة واحدة إلى المستشفى.

وأعاد الجيش فتح الطريق وعاد المتظاهرون أدراجهم إلى شوارع المدينة من خلال مسيرة تنقّلت بين أوتوستراد صيدا الشرقيّ ومستديرة مكسر العبد.

يوم ثوري بامتياز

واليوم الخميس ومنذ ساعات الفجر الأولى قطعت طرقات أساسيّة وفرعيّة، منها طريق الأوّلي، بالإضافة إلى حيّ البرّاد، ومنطقة القيّاعة، وطلعة المحافظ، والشرحبيل، ممّا حال دون وصول الطلّاب إلى مدارسهم. فعاد قسمٌ منهم إلى بيوتهم بينما قرر قسمٌ أكبر الاعتصام في “ساحة إيليّا”.

وكعادتهم، جال المتظاهرون على المرافق العامّة في المدينة، كشركة الكهرباء، وشركة المياه، وأوجيرو وأقفلوها كما نجحوا في إقفال بعض محال الصيرفة في السوق التجارية لبعض الوقت قبل أن تعاود العمل بشكلٍ طبيعي بعد ساعات.

وتمكّن المتظاهرون من قطع الطريق الذي يمر في ساحة إيليّا، بالكامل. وهو ما وصفه أحد المشاركين بأنه “عودة إلى مشهديّة الأيّام الأولى من الثورة”.

وانتشرت الشعارات المُندّدة بالحالة المعيشيّة والاقتصادية في الساحة، خصوصاً أنّ الكثير من أهالي المدينة تأثروا بالوضع الاقتصادي في مدينة لطالما عانت من مشاكل اقتصاديّة وكسل في سوقها المحليّ.

وإلى جانب صورتي الشهيدين علاء أبو فخر وحسين العطّار، ارتفعت صور ناجي الفليطي الذي انتحر في عرسال قبل أيام بسبب تراكم ديونه وجورج زريق الذي أحرق نفسه قبل أشهر أيضاً في الكورة بسبب تردّي وضعه المادي وحسين شلهوب الذي قتل في حادث سير على طريق خلدة الأسبوع الماضي. وكتب قبل اسم كلّ منهم “شهيد الثورة”.

وكان من بين المتظاهرين أشخاص تعرّضوا للطرد من عملهم بسبب تردّي الوضع الاقتصادي. ومن بين هؤلاء، شاب يدعى محمد يقول لـ”المفكرة”: “طردت قبل أيّام من عملي وليس لديّ مصدر رزق أعتاش به. لذلك لن أتخلّى عن الساحة فهي أملي الوحيد”. ويضيف: “قد لا أتمكّن من تسديد إيجار بيتي وقد يكون آخر شهر لي فيه، لذلك قد ننزل أنا وعائلتي لننام في الساحة”.

توقيف طبيبة ناشطة

وأوقفت مخابرات الجيش صباحاً الطبيبة الناشطة نيبال قاسم أثناء مشاركتها في تظاهرة قبالة مصرف لبنان ونقلت إلى ثكنة زغيب العسكرية. وأخلي سبيلها بعد خمس ساعات من التحقيق فيما اعتصم أقرباؤها ومجموعة متظاهرين من المدينة أمام الثكنة.

وتقول إحدى صديقاتها إنّ سبب التوقيف غير واضح وربما “اعتبر بعض العناصر طريقة حديثها معهم استفزازيّة فاعتقلوها ونقلوها إلى ثكنة زغيب”. وخرجت قاسم وقد ظهرت على عنقها ويدها آثار كدمات مما يرجّح إمكانية أن تكون قد تعرّضت لتعنيف جسدي أثناء توقيفها.

وتشارك قاسم في التحركات الاحتجاجية في صيدا بشكل مستمر وفي إغلاق المرافق العامة.

وكان الشارع أمام مصرف لبنان في صيدا شهد تظاهرة منددة بسياسات المصرف ومحمّلة إياه مسؤولية الأزمة المالية في لبنان.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني