استثناء السوريين من مساعدة هيئة الإغاثة: إعانات بائسة لضحايا حريق التليل بانتظار قرار الجيش


2021-10-15    |   

استثناء السوريين من مساعدة هيئة الإغاثة: إعانات بائسة لضحايا حريق التليل بانتظار قرار الجيش
لدى استقبال أحد جرحى التليل من الخارج

ما زالت عكار، وبعد مرور نحو شهرين على مجزرة انفجار صهريج وقود المازوت في منطقة التليل-عكار في 15 آب المنصرم، تلملم جراحها وسط التعافي التدريجي لمن نجوا بإعجوبة من ألسنة اللهب، وسعي أهالي الضحايا والجرحى لاعتبار الذين قضوا نتيجة التفجير شهداء الجيش اللبناني خصوصاً أنّ نحو 12 من بينهم هم في المؤسسة العسكرية وكذلك الحصول على معونات وتعويضات ومساعدات تساهم في استكمال العائلات التي فقدت معيلها حياتها، كما الجرحى الذين تعطّلت أشغالهم وسط مخاوف من تأثر بعضهم من العودة إلى العمل بكامل قدراتهم. هذا بالنسبة للضحايا اللبنانيين. أما السوريون من بينهم وعددهم 10، فلم يتم شملهم بالحق في الحصول على مساعدة الهيئة العليا للإغاثة البالغة 30 مليون ليرة وفق ما قاله اللواء محمد خير رئيس الهيئة في اتصالٍ مع المفكرة القانونية.  

وأودت فاجعة التليل بحياة 36 ضحية، بحسب تعداد قامت به “المفكرة القانونية” بناء على جمع معطياتٍ ولوائح من جهاتٍ عدّة (الهيئة العليا للإغاثة ولوائح ناشطين مدنيين)، معظم الضحايا كانوا من العسكريين في الجيش اللبناني (أكثر من 12 شهيداً عسكرياً) بالإضافة إلى 10 سوريين. وتسبّب التفجير بإصابة أكثر من 80 شخصاً بجروحٍ منهم من توفّي متأثراً بحروقه ومنهم من تماثل للشفاء. واليوم خرج جميع الجرحى من المستشفيات ويكملون علاجهم في المنازل باستثناء جريح واحد يتلقّى علاجه في مستشفى الجعيتاوي، بعد أن خرج آخر اثنين قبل أيام من مستشفى السلام في طرابلس. وعاد معظم الجرحى الذين غادروا لبنان لتلقّي العلاج في الدول التي تبرّعت باستقبالهم. وكانت تركيا قد نقلت خمسة جرحى والإمارات العربية ثلاثة جرحى في حين غادر إلى الكويت ستة جرحى عاد من بقي منهم على قيد الحياة الأسبوع الفائت إلى لبنان.

في هذا التحقيق سنتابع ملف ضحايا تفجير عكار وما هي المساعدات والتعويضات التي يتلقونها، كذلك حال الجرحى في الخارج والذين عادوا إلى لبنان بالإضافة إلى الجرحى في المنازل وفي مستشفيات لبنان. 

العائدون مولودون جدد  

أكثر من خمسة أسابيع قضاها الجرحى الذين غادروا لتلقّي العلاج في الخارج بعيدين عن ذويهم، أيام قاسية موحشة مليئة بالألم والخوف من عدم رؤية الأحبّة مجدداً، الأسبوع الفائت استقبل الأهالي جرحاهم العائدين من تركيا والكويت بقبلات الفرح وغمرات الملهوفين. تقول والدة الجريح عمر سمير خضر إنّ فرحتها بعودة ابنها من الكويت ونجاته من الانفجار القاتل لا تضاهى، هي التي انتظرته شهراً وعشرين يوماً كانت تتصل به يومياً وتطمئن عن حاله. وقد كانت حال عمر حرجة لدى مغادرته مطار بيروت حيث تجاوزت نسبة الحروق 65%، “أوّل الشي ما كان بدّو يروح، قلنا منضلّ كلّنا حدّو بس بعدين الحمد الله سافر ورجعلنا”.

ويحمد نادر شريف العائد من تركيا الله على نجاته وتمكّنه من رؤية عائلته مجدداً، يأتي صوته عبر الهاتف مفعماً بالفرح والحيوية، هو الذي فاقت نسبة حروقه 50%، ويقارن رحلة ذهابه عندما غادر لبنان قبل حوالي الشهرين حيث كان الوجع يأكل من عظامه وجسده، بالعودة من الموت واصفاً إياها بأنها ولادة جديدة بعد عذاب لا يحتمل. ويروي الشريف أنّ اهتمام الطاقم الطبي في تركيا كان ممتازاً إلّا أنّه كان يعاني من الوحدة والعزلة “شهرين لحالي بالغرفة ما بشوف حدا إلّا الأطباء وما بيحكوا عربي، بس الحمد الله”.

الفرحة والأمل تغمران أيضاً أهالي الجرحى الذين ما زالوا في الخارج، هم اليوم مطمئنون على جرحاهم ويعتبرون أنّ مسألة عودة أبنائهم هي مسألة وقت لا أكثر، “الحمد الله بعده عايش الحمد الله وضعه مستقر”، عبارة يرددها والد الجريح خالد عثمان الذي يتلقى علاجه في تركيا. هو المتشوّق لرؤية ابنه من جديد يعدّ الأيام لعودته. يقول إنّ وضعه مستقرّ وهناك اهتمام كبير من الطاقم الطبي “خالد اليوم بحاجة إلى بدلة خاصة للحروق ولا أحد يعلم بموعد عودته”. 

 في مستشفى الجعيتاوي “هلكت وهلكوا أهلي”

“50 يوم من العذاب”، بهذه الجملة يصف الجريح اسماعيل الشيخ (23 عاماً) أيامه التي يقضيها في مستشفى الجعيتاوي بانتظار خروجه بعدما تحسّنت حالته الصحية بنسبة كبيرة حيث قام الأطباء بجهودٍ جبارة على حد قوله. فقد أرهقت المواصلات كاهل ذويه الذين يواظبون على زيارته يومياً، متحمّلين مشقّة الطريق وتكلفة الوقود في ظل الأزمة الخانقة، “إمي كانت بالفترة الأولى تطلع وتنزل بعدين أخي طلب مأذونية من وزارة الدفاع وقعد معي بالمستشفى”.

“أكثر من 30 مليون ليرة دافعين تكاليف بين مواصلات وأكل وطلعات ونزلات خلال شهرين”، تقول مروى شقيقة إسماعيل التي تصف المدة الزمنية الفائتة بالصعبة والشاقة في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة وانقطاع الوقود، “منشحد غالون البنزين شحادة حتى ننزل نطل على إسماعيل”. وكانت العائلة قد رفضت سفر ابنها للعلاج في الخارج خوفاً عليه من تدهور حالة ظهره المكسور خلال نقله إلى الطائرة، اليوم لا تتمكّن العائلة من تحصيل راتب ابنها الجريح بسبب احتراق الأوراق وبطاقة الائتمان وبالتالي يتوجّب حضوره إلى المصرف مجدّداً للاستحصال على بطاقة جديدة. وكانت قيادة الجيش قد صرفت له مساعدة مالية بقيمة 10 ملايين ليرة لبنانية، وتعتبر مروى أنّ الأهم اليوم هو امتثال شقيقها إلى للشفاء وهي على ثقة أن المؤسسة العسكرية لن تخذلهم وستنصف الجميع. 

ويروي إسماعيل أنّه ليل الحادثة كان برفقة صديقه الذي كان يريد ملء غالون من الوقود، وكانت العملية تجري “بالسطل والكيلة”، ثم حدثت مشادات كلامية عدة وبدأ الجيش بالانسحاب من المكان، عندها طلب من صديقه المغادرة لكن ما هي إلاّ ثوانٍ معدودة حتى دوى الانفجار ووجد إسماعيل نفسه يطير في الهواء، وما إن وقع أرضاً حتى كانت النيران تلتهم جسمه فقام بخلع ملابسه، وراح يزحف لأنّ رجله كانت مكسورة. “أوّل شي ربع ساعة ما كان حدا يقرّب يساعدنا خوفاً من انفجار الخزان الثاني”، يروي إسماعيل أنّه شاهد صديقة بالقرب منه يزحف ويصرخ “طفّوني طفّوني” إلى أن لفظ أنفاسه لأخيرة أمام ناظريه. ثم حضر أحد رجال المخابرات على حد قوله وراح يحقق معه ويصرخ فيه سائلاً عن إسمه “أنا منصاب وإجا عم يحقّق معي صرخت فيه عم تحقّق معي هلق؟ أنا عسكري مثلي مثلك”.

الجرحى العسكريون يطالبون قيادة الجيش النظر في وضع خدمتهم

يكمل خالد شريتح اليوم علاجه في المنزل بعد أن أمضى حوالي أربعين يوماً في مستشفى الجعيتاوي هو الذي كان خائفاً أن يفقد بصره بعد أن طالت الحروق وجهه ورأسه “أنا أكثر شي كنت خيفان منّو إنّي إفقد بصري ساعتها راحت عليي”. إلاّ أنّ الطبيبة المعالجة، وفق ما يقول، بذلت قصارى جهدها ليتعافى، وهو اليوم يعاني فقط من ساقه التي تحتاج إلى مدة زمنية كي تلتئم جراحها ليعود إلى العمل والخدمة العسكرية. وأرسل شريتح برقية إلى قيادة الجيش بناء على طلبهم يشرح فيها وضعه الصحي ويطلب مراعاة حالته بحيث تصبح خدمته قريبة من المنزل ولا تتطلب جهداً كبيراً “أنا إجريّي صاروا بيوجعوني ما بقى أوقف مدة طويلة، قبل كنت مستلم آلية ونضلّ دوريات هلق أكيد ما بقدر”. وقد تلقّى خالد مساعدة مالية من قيادة الجيش بقيمة 10 ملايين ليرة لبنانية و15 مليون ليرة لبنانية من حزب الله. ويروي أنّه ليلة الانفجار كانت ابنته تعاني من حرارة مرتفعة وكان خائفاً من تفاقم حالتها لذا ذهب للحصول على وقود للسيارة علّه احتاجها لنقل ابنته إلى المستشفى. وهناك رأى بأمّ عينه شخصاً أشعل قداحة، في المرّة الأولى لم تشتعل ولكن في المرة الثانية أشعلها وركض، “أنا كنت ناطر إنّه حدا ينطّ يشلّو القداحة وكلّنا سكتنا عم نطّلع فيه للحظة وهربنا”، يروي خالد أنّه راح يركض بينما النيران تلتهم جسده فقام بخلع ملابسه ولم يستسلم “أنا لو غبت عن الوعي كنت ذبت”، بعدها ذهب مباشرةً إلى المنزل حيث استحمّ ثم توجّه إلى المستشفى “المستشفى قالولي منيح تحمّمت لأن شلت كل المواد السامة عن جسمك”.

تمييز بين الضحايا المدنيين اللبنانيين والسوريين 

على الرغم من أنّ الهيئة العليا للإغاثة حدّدت مساعدة مالية للضحايا المدنيين اللبنانيين دون السوريين قيمتها 30 مليون ليرة لبنانية إلاّ ان أحداً لم يذهب لتحصيلها لغاية اليوم، بعض الأهالي الذين تمكّنت “المفكرة القانونية” من الاتّصال بهم لم يكونوا على يقين من صحّة الخبر، ومنهم من باشر في تجهيز الأوراق المطلوبة. وكان وفد من أهالي الشهداء العسكرين قد اجتمعوا الأسبوع الفائت بقائد الجيش الذي وعد باحتساب الشهداء العسكريين شهداء واجب بحسب ما أفاد عضو لجنة متابعة ضحايا وجرحى تفجير عكّار طه كوجا شقيق الشهيد وليد كوجا. وتابع كوجا أنّ اللجنة بصدد الاجتماع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي والطلب منه تبنّي تقديم مشروع قانون يقضي باحتساب الشهداء المدنيين شهداء في الجيش اللبناني أسوة بما حدث مع ضحايا تفجير مرفأ بيروت. وأكدّ كوجا أنّ أحداً من نوّاب المنطقة لم يتقدّم لغاية الآن باقتراح قانون مماثل على الرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقها البعض منهم بعيد وقوع التفجير.

وكانت “المفكرة” قد أرسلت كتاباً إلى قيادة الجيش للسؤال عند صحة الخبر وآلية تنفيذه إلّا أنّ الجواب لم يرد لغاية الآن. ونال أهالي الضحايا العسكريين مساعدة مالية من قيادة الجيش بقيمة 10 ملايين ليرة لبنانية. أمّا أهالي الضحايا السوريين فلم يسع أحد لإنصافهم، فيما نالوا مساعدات من حزب الله وبعض الجمعيات.

يقول عبد الرحمن جدع، شقيق الأخوة السوريين الضحايا الثلاثة عمر (18 عاماً) وأسد (22 عاماً) وخالد (19 عاماً)، إنّه لم يتلقّ مساعدات سوى من الجمعيات والأحزاب ومنهم حزب الله الذي منحهم مساعدة مالية واحدة عن الأخوة الثلاثة بقيمة 30 مليون ليرة، مستغرباً استثناء الهيئة العليا للإغاثة السوريين من مساعدتها. ويروي عبد الرحمن إنّ أشقّاءه الثلاثة ذهبوا قبل وقوع التفجير إلى المكان بناء على إلحاحٍ من أصدقائهم، برغم محاولة والدتهم ثنيهم عن ذلك. ويقول إنّه في تلك الليلة تلقّى اتصالاتٍ من أهله وأصدقائه كي يأتي لتفقّد أشقائه، لكنه لم يعثر عليهم، وبحث في مستشفيات المنطقة طيلة الليل لكنّه لم يجد لهم أثراً له لغاية السابعة صباحاً حيث عثر على شقيقه عمر في طوارئ مستشفى طرابلس، وكان يتألّم وحيداً من دون أن يقدّم له أحد الإسعافات الضرورية. ويروي عبد الرحمن أنّه عبثاً حاول نقله إلى مستشفى متخصّصة في الحروق كالسلام أو حتى مستشفيات بيروت لكنه لم يستطع، حتى رآه النائب معين مرعبي الذي صودف وجوده ووعده بالمساعدة. “كنت عم إبكي مثل الطفل الصغير شو بدّي أعمل خيي عم يموت وما ملاقي تخت”. في هذه الأثناء توفي أحد الجرحى في مستشفى السلام فتمّ نقل عمر مكانه، “كان عمر عايش ويقلّي أخوي لا تتركني أنا موجوع أو شرّبني ماي، وبالليل كان عم يحكينا”. فوجد أسد وخالد جثّتين متفحّمتين

وبحسب عبد الرحمن فإنّ وزارة الصحة اتّصلت بهم للسؤال عن إمكانية سفره لتلقّي العلاج في الخارج، إلّا أنّ جواز سفره لم يكن جاهزاً. بقي عمر حوالي خمسة أيام في المستشفى يصارع الموت، إلى أن قضى، في هذه الأثناء أجريت فحوص الحمض النووي للجثث وعثر عبد الرحمن على جثتي أسد وخالد المتفحّمتين. 

وبعد أقلّ من أسبوع توفيت جدتهم حزناً على أحفادها الثلاثة. وكان شقيقه الرابع قد نجا بأعجوبة بعدما قرّر المغادرة قبل دقائق من التفجير.  

أهالي الضحايا العسكريين “أوفوا الجنود تعبهم وإخلاصهم”

لطالما كانت شهرزاد زوجة الضحية خالد حاويك، وهي أم لثلاثة أولاد، فخورة بزوجها الذي خدم المؤسسة العسكرية لمدة 16 عاماً وشارك في حروب عدّة ونال عدداً من شهادات التقدير، هي اليوم تطالب المؤسسة العسكرية برد الجميل وحفظ كرامتها وكرامة أولادها عبر احتساب زوجها كشهيد جيش توفي ضمن الخدمة. “أنا عندي 3 أولاد ما بدّي إياهم ينذلّوا”. وتروي أنّ حاويك كان يريد تعبئة خزان سيارته للذهاب إلى خدمته في حاصبيا، “جوزي بدو يطلع من عكار على حاصبيا وهو بياخذ رفقاتو بالخدمة معو كمان” وتسأل كيف سيتمكّن زوجي ورفاقه من الالتحاق بالخدمة إذا لم يتوفّر البنزين”، مجدّدةً ثقتها بالمؤسسة العسكرية بإنصاف الشهداء “نحن أولاد المؤسسة والمؤسسة ما بتتركنا”، تقول إنّه لا يسعها سوى الصبر لحين اتخاذ القرارات المناسبة بخاصّة وأنّ راتب زوجها الشهري توقّف فور وفاته، وأنّه خلال مراسم الدفن زارهم وفد من قيادة الجيش وقدّم لهم مساعدة مالية بقيمة 10 ملايين ليرة لبنانية “دفعناهم على العزاء”. وتشدّد على ضرورة احتساب سنوات خدمة زوجها من ضمن التعويض”أنا جوزي كان بعد سنتين بيطلع تقاعد، يعني لازم سنوات الخدمة ما تروح عالفاضي”. 

اليوم تشكّلت لجنة لمتابعة القضايا المتعلقة بضحايا وجرحى التليل-عكار، ويعتبر رئيس اتحاد بلديات الدريب الغربي أحمد كفا، أنّ اهالي الضحايا المدنيين نالوا بعض المساعدات من الجمعيات والأحزاب وهم يجهزون أوراقهم للحصول على مساعدة الهيئة العليا للإغاثة. أما شهداء المؤسسة العسكرية فثقتهم في مرجعيتهم عالية جداً خصوصاً بعد الاجتماع الأسبوع الفائت بين عدد من أعضاء لجنة أهالي الضحايا وقيادة الجيش التي وعدت باحتساب شهداء تفجير التليل عكار من العسكريين هم شهداء واجب. واعتبر كفا أنّه مع تحويل القضية إلى التحقيق العدلي هدأت نفوس أهالي الشهداء المدنيين الذي ينتظرون ما يقرّه القضاء، ويعتبر أنّ قلّة عدد الضحايا المدنيين  خفّف من إمكانية ممارسة الضغوط اللازمة “عدد الضحايا المدنيين قليل وبالتالي ما فيهم يعملوا ضغط مثل أهالي ضحايا تفجير المرفأ، وشهداء المؤسسة العسكرية بانتظار ما سيتمّ إقراره من قبل قيادة الجيش”.  

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، أجهزة أمنية ، مؤسسات عامة ، إقتراح قانون ، الحق في الحياة ، الحق في الصحة ، لبنان ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، الحق في الصحة والتعليم ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني