استمرت الاعتصامات وإقفال الطرقات لليوم الثاني عشر في منطقتي زوق مصبح وغزير الكسروانيتين رغم الأمطار والرياح القوية التي لم تمنع المتظاهرين من أن يكونوا كثراً في الساحات. وافترش المتظاهرون الأرض وإن تحت الخيم التي استحدثوها بمبادرات فردية و”من جيوبهم” بحسب ما أكدوا مراراً وتكراراً وركنوا سياراتهم في منتصف الطريق.
بقيت الطرقات مقطوعة في منطقة غزير بالاتجاهين بالسواتر الترابية والسيارات، ولكن مع الإبقاء على الطرقات الداخلية والمحاذية مفتوحة أمام المارة. وسهر عدد من المتظاهرين طوال الليل لـ”حراسة” المنطقة بعد تداول أخبار عن نيّة قوى الأمن فتح الطريق ليلاً.
في زوق مصبح، لا يقتصر الأمر على قطع الطريق والتظاهر والأغاني الثورية، بل تنتصب في المكان خيمة حوار يجتمع تحتها المتظاهرون كل ليلة لمناقشة مواضيع أساسية عن الدستور اللبناني، والورقة الاقتصادية والخطوات التالية لاستقالة الحكومة.
وفي جولة على المتظاهرين يؤكّدون أنّهم باقون في الشارع حتى تسقط الحكومة وكل الطبقة الحاكمة، وبالتأكيد “من دون ضربة كف” بحسب ما يشدد جو الذي استغرب التهويل بالحرب الأهلية مؤكداً أنّنا “شعب واحد ولبنان هو ديننا الوحيد”. وعمّا إذا كان هناك قيادة للثورة، يؤكد الجميع أن كلّ واحد منهم قائد لهذه الثورة التي لن يتوانوا أبداً عن المضي بها حتى تحقيق مطالبهم. هذه المطالب يعتبرها المتظاهرون في زوق مصبح حقوقاً سلبت منهم ويجب استعادتها بالصمود أكثر فأكثر في ثورة الشارع التي عطّلت وكسرت الحواجز الطائفية والمذهبية.
ومع تقدّم الوقت من دون قرارات جذرية تصدر عن السلطة لا تخفي دانييل كساب التي تعتصم في الزوق منذ اليوم الأول للثورة مع صديقاتها، أنها أصبحت تنتظر أعجوبة تغيّر المعادلة لينتصر الحق. وتتهم وداد شعار الجميع في السلطة بالمسؤولية عن الوضع المتردّي في البلد وعن سرقة المال العام وتقول “كلّن يعني كلّن، الكل متهم حتى إثبات العكس”.
أما مهى طوق التي تشارك يومياً ومنذ اليوم الأول للثورة في الاعتصام، فتستغرب القلق من الفراغ في حال استقالة الحكومة “فالدستور يعالج هذا الأمر”، مؤكدة على تفاؤلها بإمكانية تحقيق تغيير.
ومن خيمة العسكريين المتقاعدين، يطلب طوني عبود من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يلاقي المتظاهرين في منتصف الطريق لمحاربة الفاسدين، مؤكداً ولاءه له شرط أن تتشكل حكومة جديدة يكون هو الضامن لحسن سير عملها.
أما شادي الذي لم ينكر أنّه يؤيّد “القوات اللبنانية” فيؤكّد أنّ “ما حدا فوق راسو خيمة” حتى القوّات، وأنّ الثورة تحتاج إلى “نفس طويل” لذلك لا يجب على المتظاهرين أن يشعروا باليأس إذا لم تتحقق مطالبهم سريعاً. ويلفت إلى أنّ الجميع يحاول اللعب على الوتر الطائفي “إنما لا يجب على أحد أن يحب زعيمه أكثر من مستقبل أولاده”.
هذا ويصف عبدو الثورة بأنها ثورة وعي نتيجتها أكيدة، على عكس جوزيف الذي يعتبر أنها “ممكن تعمل فرق فقط لا غير”، بخاصة أنّ كل الأحزاب تحاول استغلال وجع الناس لصالحها.
من جهتها ترفض إيليان التعرّض لرئيس الجمهورية، مؤكدةً أنها تشارك في التظاهرة تعبيراً عن الغضب من الحال التي وصل إليها البلد على جميع الأصعدة ومن تردّي الوضع المعيشي.
ويتابع عدد من المتظاهرين نصب الخيم الجديدة مع توقّع تساقط المزيد من الأمطار، فيما يتولّى آخرون مهمة توزيع الطعام والمياه على بعضهم البعض وبمبادرات شخصية كما حرص الكثيرون على التأكيد. وبالتوازي مع كلّ ما يجري في الساحة، يجد آخرون فيها مصدر رزق لهم وفرصة لبيع منتجاتهم.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.