في اليوم العالمي للمرأة، لا تزال آلاف النساء من العاملات الأجنبيات في الخدمة المنزلية في لبنان، يتعرّضن لأبشع أنواع الاستغلال عبر ما يسمّى بـ “نظام الكفالة” الذي يمنح صاحب العمل فائض قوّة ويحرم العاملة من أدنى حقوقها، بحيث تستثنى العاملة الأجنبية في الخدمة المنزلية من حماية قانون العمل، مما يحرمُها من حقّها في “الحدّ الأقصى لساعات العمل، ويوم عطلة أسبوعية ومن أجر العمل الإضافي كذلك من حرّية تكوين جمعيات”.
وكانت العاملات قد تعرّضن بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية، إلى أبشع أنواع الظلم، سواء عبر تخلّي أصحاب عملهنّ عنهنّ عبر رميهنّ أمام أبواب سفاراتهنّ لتدبّر أمورهنّ، أو عبر حرمانهنّ من مستحقاتهنّ. كما دفعت الأزمة بأعداد كبيرة منهنّ إلى مغادرة البلاد سواء إلى دول أخرى أو العودة إلى بلدانهنّ. كلّ ذلك أدّى إلى تقلّص أعداد العمالة المهاجرة.
وقد بلغ عدد العاملات المقيمات بطريقة شرعية (الجدد والسابقات) في لبنان في العام 2023 حوالي 73778، في ارتفاع عن العام 2022 حين بلغ العدد حوالي 64563 عاملة، أما قبل الأزمة وتحديدًا في العام 2018 فكان عددهنّ يفوق 217516 عاملة بأوراق نظامية. وهذا الأمر يعني أن عدد العاملات اللواتي يعملن بصورة نظامية في لبنان قد انخفض بفعل الأزمة إلى ثلث ما كان عليه في 2018.
وتظهر أرقام حصلت عليها “المفكرة” من وزارة العمل أنّ استقدام عاملات مهاجرات وتاليا عدد اللواتي يحصلن على إجازة عمل لأول مرة بدأت تنخفض منذ بدايات العام 2019، حيث تراجع العدد من 77721 عاملة في العام 2018 إلى حوالي 32938 عاملة في العام 2019. واستمرّت الأعداد بالتراجع حيث سجّل العام 2020 بفعل الكورونا حوالي 9362 إجازة عمل جديدة فقط، وفي العام 2021 سجّل 9676 إجازة جديدة فقط، هذا وقد غادر لبنان بين 1/1/2020 و1/1/2022 أكثر من 106844 عاملًا وعاملة. واليوم عادت مكاتب استقدام العاملات الأجنبيّات في الخدمة المنزلية لتنتعش نسبيا، حيث بلغ عدد الوافدات الجدد اللواتي حصلن على إجازات عمل للمرّة الأولى في العام 2023 حوالي 23865 عاملة (أي حوالي 30% مما كانت عليه في 2018)، و19962 في العام 2022، دائمًا بحسب أرقام وزارة العمل.
أمر آخر تؤكده الأرقام وهو تغيّر في جنسية العاملات النظاميات، على نحو يعكس توجها متزايدا في اتجاه جنسيات دول أكثر فقرا وقابليّة للاستغلال. ففيما تراجع مجموع العاملات النظاميات في 2023 إلى ثلث ما كان عليه في 2018، فإنّ عدد العاملات الناظميات من التابعية الأثيوبية انخفض بوتيرة أسرع ليصل إلى قرابة 23% ما كان عليه في تلك السنة. بالمقابل، انفتح سوق العمل في الخدمة المنزلية على دول أفريقية أخرى مثل كينيا وسيراليون وبنين وكاميرون. وهذا الأمر إنّما يؤشر إلى مسعى لتخفيض الرواتب الشهرية مع مضاعفة مخاطر الاستغلال.
بالمقابل، لا يتوفر حاليًا تقدير رسميّ لعدد العاملات غير النظاميات في لبنان.
جدول رقم 1:
أعداد العاملات المقيمات بشكل نظامي في لبنان
العام
المجموع
2023
73778
2022
64563
2021
64413
2020
117869
2019
182377
2018
217516
جدول رقم 2
إجازات العمل المجدّدة
العام
المجموع
2023
49913
2022
44601
2021
54737
2020
108507
2019
149439
2018
139784
جدول رقم 3
إجازات العمل الممنوحة للمرة الأولى
العام
المجموع
2023
23865
2022
19962
2021
9676
2020
9362
2019
38 329
2018
77732
جدول رقم 4
العاملات المهاجرات المقيمات في لبنان بحسب الجنسيّات
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.