“
لم تكد ساعات الصباح تنقضِي حتى توجّهت مجموعة من المحتجين في منطقة صيدا إلى “بوليفار رياض الصلح”، من أجل إغلاق المصارف (حيث تتركز معظمها) التي لم تلتزم بقرار الإضراب الذي أعلنه المتظاهرون من “ساحة إيليا” أمس، كاسرين بذلك هدوء المدينة.
تظاهر بديل: إغلاق المصارف والمرافق العامة
“من الآن فصاعداً، لن نقطع الطرقات بل سنتوجه إلى المصارف والمرافق العامة بغية إغلاقها، إلى حين تتحقق مطالبنا التي تتراوح بين السياسة المالية العادلة وضمان الشيخوخة وما يتراوح بينهما من مطالب وإصلاحات”، يقول أحد المشاركين الأساسيين في هذه الخطوة الاحتجاجية في حديث مع “المفكرة”.
وأكّد المحتجّون أنهم يتوجهون إلى المصارف لإغلاقها “سلمياً” في حين يريد بعض مدراء المصارف تصوير احتجاجهم على غير ما هو في الحقيقة، “ما دفع مدير أحد المصارف استدعاء القوى الامنية لحماية المصرف، وها هم عناصر الجيش يقومون بمهمتهم” يقول المشارك نفسه.
“قررت أن أغلق متجري لأنني لا أجد أي ربح سواء فتحته أو أغلقته” يقول أحد أصحاب المتاجر الذي أغلق متجره تماشياً مع مطالب المحتجين: “نحن متعبون منذ ما قبل هذه التحركات فالوضع الإقتصادي في لبنان صعب جداً” أردف مضيفاً.
وتوزّع المحتجون، وهم من الوجوه التي تشارك يومياً في تظاهرات “ساحة إيليا”، على غالبية المصارف ضمن مجموعات صغيرة جالت في المدينة، فيما بقي قسم آخرعند أبواب المصارف للتأكد من عدم فتحها مجدداً، الامر الذي ترافق مع انتشار آليات الجيش في المدينة.
أحد الوحدة في صيدا
ويوم الأحد 3 تشرين الثاني 2019، انضمّت مدينة صيدا إلى حراك “أحد الوحدة”. فبدأ الحشد في “ساحة إيليا” منذ الساعة الثالثة عصراً بعد جولة سيارة من الملعب البلدي إلى “ساحة إيليا”، دعا إليها شباب المدينة عبر موقع “فايسبوك”.
وتمكّن المعتصمون من استعادة “ساحة إيليا” عبر قطع كل الطرقات المؤدية إليها من قبل عناصر الجيش، لتعود الساحة مشابهة لما كانت عليه في الأيام العشر الأولى من الثورة.
مطالب تنتظر من يحققها
بالنسبة لأهالي صيدا، لم تتحقق مطالب الثورة بعد. “لم نرَ أي تغيير إيجابي في حياتنا اليومية حتى أننا عدنا إلى حياتنا اليومية لنرى الأسعار ترتفع من دون رقابة أو محاسبة” يقول أحد المتظاهرين. وتضيف إحدى المتظاهرات: “حتى اليوم لم يسمّ رئيس حكومة جديد وهذا استخفاف بالناس وبمطالبهم وبالثورة الشعبية” وفق ما قالت.
وفي ظل الحماسة الكبيرة التي عمّت الساحة يوم أمس على وقع الأغاني الثورية، أعلن المعتصمون نيتهم الإضراب اليوم الإثنين، وقطع الطرقات في صيدا، شأنهم شأن المناطق اللبنانية الأخرى، مشدّدين على إغلاق المصارف تحديداً. كما ركّز المتظاهرون على ترديد شعارات ضد حاكم مصرف لبنان والسياسة النقدية، مثل “يا للعار يا للعار باعوا الليرة بالدولار”، “يا للعار يا للعار حكام بلادي تجار” و “حرامي حرامي، رياض سلامة حرامي”.
تظاهر بديل: إطلاق الأبواق والهتافات
وكان المتظاهرون الذين أصروا على عدم ترك الشارع في صيدا عاشوا جوا من “التضييق” في الأيام الأخيرة السابقة لـ”أحد الوحدة” من قبل عناصر الجيش الذين فعلوا ما بوسعهم، أحياناً بلطف وأحياناً باستخدام القوة، من أجل إزالة عوائق المرور من “ساحة إيليا” ومنع عدم قطع الطريق. الأمر الذي دفع المتظاهرين إلى اعتماد طرق بديلة لـ”فرض الثورة على من يحاولون خفت صوتها أو قمعها” وفق إحدى المشاركات في التظاهرة.
ومساء السبت 2 تشرين الثاني، رفع بعض الشباب يافطة تقول ” زمّر\زمّري إذا إنت\إنتِ مع الثورة”، الأمر الذي لاقى تجاوباً إيجابياً بشكل سريع من قبل سائقي السيارات عند إشارة تقاطع “إيليا”. فأطلقت السيارات أبواقها طوال 6 ساعات تقريباً وازدادت أعداد المعتصمين في الساحة تدريجياً مع مشاركة المقاطع المصوّرة على “فايسبوك”.
“كنا نجلس في الحديقة وطرأت الفكرة فحضّرنا اليافطات واشترينا أبواقاً بلاستيكية ونزلنا إلى الشارع” يقول أحد الشباب أصحاب الفكرة.
“