خرائط الأضرار في غزة: أكثر من 65% من مباني القطاع وطرقه مدمّرة

خرائط الأضرار في غزة: أكثر من 65% من مباني القطاع وطرقه مدمّرة

منذ بداية تشرين الأوّل/أكتوبر من العام الفائت 2023، شنت إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة، مما أسفر عن  تدمير العديد من المباني السكنية والبنية التحتية في هذه المناطق. كما أُجبر آلاف المدنيين على النزوح من منازلهم بحثًا عن ملاجئ آمنة.

وفي حزيران/يونيو عام 2024، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تضرر أكثر من 67% من البنية التحتية ومرافق المياه والصرف الصحي بقطاع غزة، فيما أعلن تقرير في أبريل من العام نفسه صادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة، أنّ قيمة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة تُقدر بنحو 18.5 مليار دولار، أي ما يعادل 97% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وقطاع غزة معًا عام 2022، بالإضافة إلى 26 مليون طن من الرّكام والأنقاض تحتاج إزالتها سنوات.

قام فريق نوى ميديا بتحديث خريطة لتوثيق هذه الأضرار للمساعدة على تتبّع الأماكن التي تعرّضت للهجمات العسكرية (المباني والطرق)، وكذلك حركات النزوح للمدنيين داخل غزة، استنادًا إلى خريطة حساب الأضرار السابعة لقطاع غزة، وخريطة حساب أضرار شبكات الطرق الصادرتين عن برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الاصطناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونوسات).

تغطّي الخريطة الأضرار التي لحقت بالمباني حتى يوم 3 أيار/مايو 2024، كما تغطي الهجمات على الطرق حتى 29 مايو، وقد بلغ عدد المباني المتأثرة  نتيجة الأعمال العسكرية في قطاع غزة حتى يوم 3 مايو 137,286 مقارنة بـ 99,199 مبنى متأثرًا حتى تاريخ 4 شباط/فبراير من العام نفسه بفارق 38087 مبنى تعرّض للدمار خلال الفترة السابقة. 

ويظهر تقرير “يونوسات” بشأن الطرق، بأنّ 65% من الطرق داخل القطاع قد تضرّرت نتيجة العمليات العسكرية منذ السابع من أكتوبر الماضي، سواء أكان دمارًا كلّيًا أو جزئيًا، بإجمالي 62,667 هجومًا على الطرق في القطاع. 

تشير النقاط إلى المباني المتضررة حتى مايو

أهمية الصور الجوية والخرائط المفتوحة المصدر في غزة  

تؤدّي الصور الجوية والخرائط المفتوحة المصدر دورًا في توثيق الأحداث والتغيّرات على الأرض، وتوفير معلومات حيوية للجهات المعنية. وفي سياق الحرب في غزة تساعد البيانات على رصد الأضرار والتبليغ عن الانتهاكات  ضد الأعيان المدنية والهجمات ضد المنشآت المحمية بالقانون الدولي. 

يمكن للصور الجوية أن توفر نظرة أكثر شمولًا على المناطق المتأثرة نتيجة الأعمال العسكرية ممّا يسهّل عملية تحديد الأحياء والمباني المدمرة كليًا أو جزئيًا. كما تساعد إمكانية مقارنة الصور قبل وبعد الأحداث على فهم حجم الدمار وتأثيره على البنية التحتية والمناطق السكنية.

علاوة على ذلك، تعدّ الصور وسيلة لزيادة التبليغ عن انتهاكات حقوق الإنسان في ظلّ تعذّر الوصول الآمن للفرق الميدانية إلى الأرض. وبالتالي تساهم في رفع مستوى الوعي والمناصرة لدى جمهور أوسع حول طبيعة ما يجري  من أحداث في الميدان.  

شمال غزة وخان يونس الأكثر تضررًا

وفقًا للبيانات، تعد منطقة شمال قطاع غزة وخان يونس الأكثر تأثرًا نتيجة للأعمال العسكرية في المنطقة منذ أكتوبر 2023 حيث تدخل في نطاق اللون الأصفر (الأعلى ضررًا) على خريطة الأضرار، الأمر الذي تعكسه الصور الحديثة للأقمار الاصطناعية.

شمال غزة وخان يونس الأكثر تضررًا على خريطة الأضرار

> صور حديثة للمناطق المتأثرة في قطاع غزة نتيجة الهجمات العسكرية على المباني السكنية والبنى التحتية @Planet Labs PBC

> لرؤية صورة متحرّكة تظهر مقارنة صور الأقمار الصناعية بمخيم جباليا قبل وبعد العمليات العسكرية: اضغط هنا. يمكن ملاحظة الدمار  المتكوّن جرّاء الهجمات.

بنى تحتية مدمّرة

من أصل 137,307 مباني متضرّرة من الأعمال العسكرية الإسرائيلية، حازت المباني السكنية على النصيب الأكبر من الضرر، حيث تأثر 136.172 مبنى سكنيًا، في حين تضرّر حوالي 1000 منشأة من البنى التحتية في القطاع: مساجد، أبنية تعليمية، مشافي، منشآت للأمم المتحدة

المدارس والجامعات 

تعدّ المدارس والجامعات أكثر المرافق تعرّضًا للعمليات العسكرية، حيث تعرّضت 466 مدرسة وجامعة للأضرار كان النصيب الأكبر فيها لمحافظة غزة بـ 226، يليها خان يونس 135، ثم شمال غزة 83، وأخيرًا رفح جنوبًا بـ 22 مبنى تعليميًا، الأمر الذي دفع 19 خبيرًا أمميًا إلى التحذير من “إبادة تعليمية” في غزة.

الأمثلة كثيرة ومنها مدرسة أبو حسين بمخيم جباليا التابعة للأونروا والتي تضمّ مئات النازحين، والتي تعرّضت للقصف مرات عدّة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأوّل/ديسمبر 2023، أو قصف مدرسة تابعة للأونروا بمخيم النصيرات في السادس من يونيو 2024 الذي خلّف 30 شهيدًا، أو تدمير جامعات كاملة مثل جامعة الإسراء الواقعة جنوب مدينة غزة والتي قصفها الجيش الاسرائيلي في كانون الثاني/يناير 2024 بعد أن اتخذتها القوّات الإسرائيلية قاعدة لمدة سبعين يومًا.

> صور أقمار اصطناعية تظهر جامعة الإسراء قبل وبعد القصف، يلاحظ أنّ مبنى الجامعة (المحدد بالدائرة البرتقالية) هو المبنى المهدّم بين مبنيَيْن ما زالا قائمين، في حين تهدّمت بعض المباني المحيطة: على هذا الرابط.

المستشفيات

تتمتع المستشفيات بالحماية في أوقات النزاع طبقًا للقانون الدولي، إلّا أنّ تلك الحماية لم تحم المستشفيات في قطاع غزة، إذ تضرّرت 107 مستشفيات نتيجة الأعمال العسكرية، أكثرها في محافظة غزة (61 مستشفى)، ثم خان يونس (28 مستشفى)، ثم شمال غزة (14)، تليها دير البلح بأربع مستشفيات.

لم تسلم كبار المستشفيات في القطاع من الأضرار، على اختلاف مواقعها الجغرافية، فمثلًا مجمّع الشفاء الطبي (الأكبر في قطاع غزة والواقع في الوسط الغربي من مدينة غزة) خرج عن الخدمة تمامًا، والمستشفى الإندونيسي (شمال القطاع) تعرّض لأضرار بالغة بعد حصار مخيم جباليا برغم إعادة تأهيله وافتتاحه في مايو الماضي، وكذا مجمّع ناصر الطبي في خان يونس الذي تعرّض للحصار في فبراير وخرج عن الخدمة وبدأ العودة حاليًا بقدرات محدودة.

>صورتان بالأقمار الاصطناعية تظهران مجمّع الشفاء الطبّي قبل الهجمات وبعدها، تهدّمت عدة مبان بالمجمّع مثل مبنى الحروق، كما طال القصف عدة مبان محيطة: على هذا الرابط.

>صور بالأقمار الاصطناعية لمجمّع ناصر الطبي قبل وبعد الهجمات، وقد لحق الدمار بالمنطقة بأكملها: على هذا الرابط. صور بالأقمار الصناعية للمستشفى الإندونيسي قبل وبعد الهجمات، وقد تضرّر المبنى جزئيًا إلّا أنّه ما زال محافظًا على هيئته

الطرق

أفاد برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الاصطناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونوسات) في تقريره بشأن الطرق، بأنّ 65% من الطرق داخل القطاع قد تضرّرت نتيجة العمليات العسكرية في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، سواء أكان دمارًا كلّيًا أو جزئيًا، بإجمالي 62,667 هجومًا على الطرق بالقطاع. وهو أيضًا ما تعكسه صور الخريطة، إذ أنّ كلّ الطرق تقريبًا اتخذت لونًا من ألوان الضرر، أي أنّها تعرّضت لهجوم.

إجمالي أضرار الطرق بقطاع غزة

مدينة غزة لها النصيب الأعلى من عدد الهجمات على الطرق بـ 39,321 هجمة، تليها محافظة خان يونس 35,138 هجمة، إلّا أنّ الهجمات على خان يونس كانت أكثر إضرارًا، وعددها 4,598 هجمة مقابل 4,159 هجمة بمحافظة غزة.

أما فيما يخص الطرق الأكثر تعرّضًا للدمار التام، فهي الطرق الزراعية، حيث تبلغ نسبة الطرق المدمرة تدميرًا تامًا بالنسبة إلى إجمالي الأضرار على الطرق الزراعية 57%، يليها الطرق الداخلية (داخل نطاق الحي أو المنطقة) حيث تبلغ نسبة الطرق المدمرة فيها 22% تليها الطرق الرئيسية بنسبة 21.5%.

رسم بياني لشبكة الطرقات المتأثرة حسب نوع الطرقات المتأثرة

جدير بالذكر أنّ الخريطة متاحة ومدعومة بالبيانات والأرقام الإحصائية، ويمكن التحكّم في مجال الضرر المطلوب إظهاره على الخريطة، سواءً كانت المباني المتضررة أو شبكات الطرق، وكذا اختيار معدل الضرر المراد تحديده، عبر القوائم في أسفل اليسار واليمين، وتتغير الإحصائيات تلقائيًا تبعًا للمنطقة التي تم تحديدها من خلال أزرار التقريب ويمكن للصحافيين استخدامها ومشاركتها بشكل مجاني بالكامل عبر هذا الرابط


انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، فئات مهمشة ، مقالات ، فلسطين ، جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني