شابات وشبّان الهرمل


2021-07-19    |   

شابات وشبّان الهرمل
شباب وشابات من الهرمل يمارسون الهايكينغ (تصوير بومدين الساحلي)

فكّر أبو سامي، أحد أبناء بلدة سهلات المي الحدودية كثيراً قبل أن يصف شعوره وهو يودّع ابنه البكر في مطار بيروت مغادراً لدراسة الهندسة في إحدى الدول الأوروبية “كنت عم إبكي، شي فرحاً شي افتقاداً، بتعرفي هيدا إبني الأوّل وعم إسلخه عن قلبي وإبعته وأنا ما بعرف إذا بيرجع”. الفرح ليس فقط بسبب قدرته على تأمين كلفة تخصّص ابنه: “أخدت تعويضي وضبّيته بالبنك لعلّمه فيه”، إذ كان كلّ حلمه أن يراه “بش مهندس كما يقولون في المسلسلات المصرية”. أمّا الفرحة الأكبر عند أبو سامي فهي “لأنّني تمكّنت من تسفيره إلى خارج منطقة الهرمل، من الحدود، وخارج لبنان أيضاً”. لكنّ حسابات أبو سامي لم تتوافق مع حسابات بيدر هذه البلاد، انهارت المصارف و”سرق السياسيّون والبنوك تعويضي” واضطرّ إلى إعادة سامي إلى سهلات المي: “صدّقي صرت آخد دوا ضغط، فقع قلبي وما حوّلوا له من مصريّاتي”، يضيف والمرارة قاسية في نبرة صوته كنت بدي إبعده عن كلّ جو المنطقة، ما بدّي يشتغل لا بالتهريب ولا بالمخدرات، كنت بدّي شوف إبني متعلّم، لابس طقم وسايق سيارته ورايح ع شغله، كتير عليي هالقد؟”

يصل سامي الذي كنّا بانتظاره بعدما هاتفه والده لنتحدث إليه. شاب حيوي في الـ21 من عمره، ولكن لا يظهر عليه القهر البادي على والده: “شو عم تعمل يا سامي؟”. يضحك بخجل ويتحدّث بكل صراحة بعدما أخبره والده أنه وضعنا في جو تغيَّر ظروفه: “هلأ أنا مهَيْرب” (تصغير مهرّب) للدلالة على محدوديّة نشاطه مقارنة بكبار المهرّبين. وماذا تهرّب؟ “سكّر بالدرجة الأولى وقهوة وبس دبّر علف حيواني طبعاً مدعومين، وبهرّب ع سوريا”. 

وجد سامي أفقه مسدوداً: “خلّصت أوّل سنة هندسة واضطريت إرجع متل ما خبرك أبي، لا ورايي ولا قدّامي وما معي قرش بجيبتي”. نظر سامي حوله بحثاً عن عمل “شو بدي إشتغل؟ حتى بدكان ما في شغل، ما في معامل ولا مؤسّسات لا بالهرمل ولا بالقصر ولا بسهلات المي”. ولكن القصر تختلف عن الهرمل مستفيدة من موقعها على الحدود مع سوريا مباشرة: “معظم الناس عم تشتغل هون بالتهريب”. بداية، عارض والده الفكرة: “بقسم إنّه أبي بكي لمّن خبّرته، وعارض”. لكن سامي أصرّ وقال له: “بدّك تنقّي مخدّرات أو تهريب، ما بدّي أنطر القرش منّك”. وعليه استدان سامي ثمن فان (حافلة صغير) “بالفايدة”، أي يردّ المبلغ مع فائدة مالية عالية عليه، وبدأ العمل على خطّ التهريب من لبنان إلى سوريا: “بعبّي الفان سكّر أو قهوة أو علف حيواني مدعوم وبهرّبهن ع سوريا”. وكيف تحصل على السكّر والقهوة والعلف المدعومين؟ يأخذ سامي ورقة تفيد أنّه ينقل سكّراً أو قهوة إلى إحدى المؤسّسات التجارية الغذائية “بفرجيها للحواجز إذا حدا سألني، وبمرق”. ولكن كيف تقطع الحدود وهناك حواجز للجيش اللبناني؟ يضحك سامي “كأنّك مش من المنطقة وبتعرفي إنّه الجيش عنده حاجز ع الطريق المعبّدة، وفي عشرين طريق ترابية ع القليلة، بروح ع واحد منها”. ويكفي أن يأتي أيّ شخص بورقة تفيد أنّ لديه مواشي حتى يحصل على علف مدعوم “باخدهن وبسلّمهن فوراً ع الحدود، في مين بيجي ياخدهن دغري”.

يبلغ مدخول “المهَيْرب” العشريني سامي “مليون ليرة صافي بالنهار”، يقول وهو يبوس يده ويضعها فوق جبينه “ألف نعمة”. نقترح عليه أن يجمع كلفة دراسته ليعود ويكمل اختصاصه في الخارج ليحقق حلم والده. “ليش؟ عشان إتكلّف شي 600 مليون ليرة ع القليلة لصير مهندس وإجي أقعد بلا شغلة ولا عملة أو بدّي بوس إيدين المسؤولين ليوظّفوني وبعدين إقبض مليون ونص بالشهر؟”. عندما ينتبه سامي إلى وجه والده وقد تغيّر لونه ولم يعجبه حديث ابنه، يتوجّه إليه بالكلام: “ما تخاف رح جبلك شهادة”. تسجّل سامي في كلية الهندسة في إحدى الجامعات الخاصّة: “كلّه أونلاين، بفتح ع الصّف أنا وعم سوق الفان، بهرّب وبتعلّم بنفس الوقت”. سؤال أخير نوجّهه إلى سامي: “لماذا أطلقت على نفسك توصيف مهَيْرب، ويوميّتك مليون ليرة صافي؟”. يضحك من سذاجتنا ويجيب: “لازم تعرفي إنّه كبير المهرّبين هون يوميته مليار ليرة، لديه على الأقلّ 25 إلى 30 صهريج مازوت، عدا عن سلع أخرى يشتغل بتهريبها”.

 

النزوح وقطع حبل السرّة مع الهرمل 

هناك موقعان يرتبطان بذاكرة أبناء قضاء الهرمل بشكل خاصّ: السبيل وهي ساحة المدينة الأساسية، وجسر العاصي. معظم المحظوظين من بيننا، ممّن تسنّت لهم مغادرة المنطقة نحو بيروت فعلوا ذلك من موقف سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة (الفانات) في السبيل. تبدو الساحة بالنسبة إلى الهرمل كمطار بيروت بالنسبة للعاصمة. تصل صبية أو شاب مع حقيبة كبيرة، برفقة الأهل أحياناً وجوب طقوس الوداع، فيلوّح لها/له العابرون مودّعين “بالتوفيق، الله معك”. غالباً ما يكون الموقف مؤثراً وبخاصّة قبل تكاثر الحافلات حيث كان النقل يقتصر قبل نحو 15 عاماً على سيارات الأجرة وبكلفة أعلى ممّا هي عليه في الفان، وبالتالي لم تكن الزيارات الأسبوعية للأهل متاحةً لأصحاب الدخل المحدود، وكان الغياب يطول.

أمّا عبور جسر العاصي فيؤشّر إلى الفطام الثاني، أو كقطع حبل السرّة عن الهرمل التي تصبح وراء المغادرين، خصوصاً أنّ الطريق تنفتح بعد النهر على المدى الواسع المترامي لمنطقة الشرقي، فتبدو بمثابة الأفق المفتوح على بدء حياة أخرى. 

كثر من أبناء الهرمل وقضائها لم تتحْ لهم هذه التجربة نحو بناء حياة خارج المنطقة، وخصوصاً فرصتهم في الدراسة الجامعية. 

ومغادرة الهرمل نحو بيروت لمتابعة الدراسة الجامعية أو للعثور على عمل جيّد ليست “نعمة” يتمتّع بها الجميع. وطالبة الجامعة سارة واحدة من هؤلاء. كبرت سارة على حلم راودها من صغرها “كنت أطلب ألعاباً من أهلي سمّاعة طبيب وعّدة فحص مرضى”. رغبت إبنة الـ23 عاماً اليوم أن تكون طبيبة “ع قلّة الطبيبات بالهرمل، كنت إحلم صير دكتورة وتشوف أمي حالها فيي”. “عقبال ما شوفك دكتورة قدّ الدني يا ماما”، كانت تقول لها مع كل دفتر علامات تأتي به إلى المنزل وهي الأولى على صفّها.  

نجحت سارة في الشهادة الرسمية الثانوية بمعدّل 17 على عشرين وصارت تسأل عن موعد امتحانات كلّية الطب في الجامعة اللبنانية في بيروت، إلى أن طلب منها والدها أن يتحدّثا قليلاً: “إنت بتفهمي يا بابا وأنا شايف حالي فيكي، بس محروق قلبي عليكي”. تقول سارة إنّ دقّات قلبها تسارعت “وغبّش نظري وما عدت مركزة لأني فهمت شو بدّو يقول”. أخبرها أنّ دخله كموظّف دولة ودخل والدتها من التعليم لا يتجاوزان مليونين ونصف مليون ليرة: “وعنّا ولدين غيرك يا بابا، ومصاريف بيروت كبيرة، عالقليلة بدّك مليون لوحدك، وشو بعمل بأخوتك ومصروف البيت؟”. قبل أن تردّ عليه سارة أكمل والدها حديثه: “في حدا واعدني بمنحة بجامعة خاصّة ببعلبك لدراسة المختبر، بتقدري تروحي ع بعلبك وترجعي ع البيت يا بابا، المهمّ تكفّي جامعة”. تقول سارة إنّ والدها لم يكن يبخل عليها “هالقد قدرته وهالقد قادر يأمّن لي”، فكذبت عليه: “ما تحمل هم يا بابا، أصلاً أنا مش مصرّة ع الطّب، والمختبر كمان شي حلو وأنا بحبّه”. 

في اللحظة التي قالت له “ما تحمل هم يا بابا”، رسمت سارة خطّة في رأسها: “قلت بكرا بخلّص وبشتغل وبكمّل دراسة الطب”. اليوم بعد تخرّجها بعام وجدت سارة عملاً بمليون ليرة في أحد مختبرات المنطقة “عم قضّيها ع الطرقات رايحة جاية ع الهرمل، معاشي ما بيكفّي لإستأجر بيت ولا وقتي بيسمح أدرس طب، الطب بده درس كتير”. ورغم ذلك لا يزال في رأس سارة مخطّط آخر “خيّي حابب يعمل طبيب، رح ساعده”. قالت له عندما أخبرها عن مخاوفه من أن يلقى مصيرها نفسه “ما تخاف، أنا حدّك يا خيي، رح إنبسط كتير إذا إنت صرت دكتور”. 

ما لم تسمح به ظروف سارة لم يحصل مع يحيي ناصرالدين (25 عاماً) الذي تخرّج العام الماضي من كلية الهندسة في إحدى الجامعات الخاصّة في العاصمة. يعمل يحيي اليوم في “كوفي شوب” في بيروت ويُعطي دروساً خصوصية لبعض الطلّاب: “مش بس ما لقيت شغل بإختصاصي، حتى ستاج (تدريب) ما لقيت إلّا بالواسطة”. وجد يحيي عملاً في الهرمل شبيهاً بما يشتغله في بيروت ولكنّه فضّل عدم العودة إلى المنطقة لأسباب غالبها التهديد الأمني وأعمال الثأر: “في فقر بعكّار متل عنّا، في فقر بمناطق تانية طبعاً، بس نحن مميّزين بالسلاح والمشاكل”، ليسأل “مش تفصيل إنّه الواحد يحسّ حاله مش آمن، وما يحب يرجع يعيش بضيعته، حتى معظم رفقاتي فلّوا من الهرمل، ما عدت إرغب إجي عليها”. 

الأفق المسدود: إلى السلاح درّ

كان أسعد (اسم مستعار) مطلوباً بتهمة الإتجار بالمخدّرات “أنا ما تعلّمت، وما لقيت شغل فاشتغلت بالمخدرات”، يقول لـ”المفكرة”. بعد خمس سنوات من عيشه حياة المطلوبين “كنت إشتهي إقدر إطلع من جسر العاصي ورايح، إشتهي شوف الدني خارج الحي لي عايش فيه”. داهمت قوّة من الجيش اللبناني قبل سبع سنوات منزل أسعد وقبضت عليه: “انحبست خمس سنين وباع أبي قطعة أرض حتى دفع الغرامات المترتبة عليّ بقيمة 15 مليون ليرة”. أوّل ما عزم عليه أسعد عند خروجه من السجن كان “عدم العودة إلى الحبس، مستحيل بعد إنحبس، دقت المر بالسجن وكنت رح موت”. وعليه، فكّر في زراعة أرضه في الجرد: “بدّي تلاتين مليون لإصلاح الأرض، وشي 15 مليون لإعمل خزّان للري، ومدري كم مليون لإفلح وجيب بذار أصلي، ووووو… يعني بالمختصر مش قادر اشتغل بالزراعة”. 

قدّم على شركات كثيرة ومعامل في طرابلس وزحلة وبيروت ليشتغل أي شيء: “بس يعرفوا إنّي كنت مسجون من سجلّي العدلي يقولوا لي ما فينا نشغّل خريجي سجون، منعتذر منك”. صار أسعد يستدين ليعيل أسرته المؤلّفة من أربعة أطفال وزوجة “أوقات نام بلا عشا حتى يشبعوا أولادي”، إلى أن أعطاه والده رشّاشه من نوع كلاشينكوف وقال له “بيعه ودبّر حالك فيه يا بيي”. تمكّن أسعد من بيع الرشاش بأغلى من سعره بمئتي دولار: “كتير انبسطت، صرفت الميتين دولار ع بيتي، وجبت كتب لتنين من أولادي بالمدرسة”، ثم اشترى بأصل المبلغ رشاشاً آخر وباعه من جديد وربح به أيضاً. وهكذا صار أسعد اليوم تاجر أسلحة: “عالخفيف، يعني مش عم جوع أنا وأولادي، وإذا زوجتي استحلت غرض لبيتها فيي إشتري لها إياه”. وهل هناك طلب على الأسلحة؟ نسأله. “إيه، سوريا مليانة سلاح عم تاجر ع الحدود بجيب سلاح من هونيك وببيعهن بلبنان”. يصرّ أسعد أن يُفهمنا أنّه تاجر صغير يخاطر بحياته: “يعني بلقمة بياكلوني التجّار الكبار”. قبل أن يقصد الحدود ليقطعها إلى الداخل السوري، يقبّل أطفاله “صدّقيني ما بعرف إذا برجع أو بقتل شي نهار”. يرتدي سترة فضفاضة ويخبّئ كلّ مرة قطعة أو قطعتي سلاح تحتها ويعود قاطعاً الحدود: “أوقات بحسّ قلبي رح يوقف، بس شو بعمل؟ ما بدّي إرجع ع المخدّرات”. 

ونحن نتحدث مع أسعد، يرنّ هاتفه. فنمسع صوت امرأة على الخط الآخر. قال للمتّصلة “ما تحملي هم عندي طلبك”. نسأل أسعد ما إذا كانت زميلة مهنة؟ يضحك ويقول “نعم” فنطلب منه تدبير موعد معها وطمأنتها إلى سلامتها “خبّرها إنه مش ممكن حدا يعرف فيها”، وهكذا كان. 

ضربت لنا سميّة (اسم مستعار) موعداً في الليل وبعيداً عن بيتها “ما بدّي حدا يشوفك حدّ بيتي حتى ما يعرفني لمّن تكتبي عن تاجرة الأسلحة”. قصدت سميّة بيروت لتتعلّم في الجامعة “تاني سنة ما عاد بيّي المزارع قادر يؤمن لي مصروفي فاضطرّيت إشتغل بمحل بيع خرطوش وسلاح صيد”. خلال عملها، كان البعض يسألها عن أسلحة حربية “في حواليكم شي رشّاش؟ أو قنبلة يدوية أو بندقية من نوع محدّد”. وكلّما أخبرت سميّة صاحب المحلّ بطلب الزبون كان يلبّي طلبه “كنت حقّق له أرباح كتير”. شيئاً فشيئاً بنت سميّة معرفة في السلاح وأنواعه وأسعاره “وما كان صاحب المحل كريم معي، ياخد ربح تجارة السلاح لحاله، وما يعطيني إلّا معاشي، فقرّرت إتركه”. كانت عملية الإتجار بالسّلاح تتمّ عبرها: “الزباين بيرتاحوا يتعاملوا مع مرا لسانها دافي، يعني ما بتحكي عن حدا وما حدا بيشكّ فيها”. وهكذا أخبرت زبائنها أنّها بدأت العمل لحسابها الخاص. اليوم تعيش سميّة من ربحها من تجارة السلاح “بيجيني زباين من الشمال، ومن بيروت، ومن المنطقة ومن البقاع الغربي”. تبحث على الإنترنت لتميّز القطعة الأصلية عن المقلّدة: “مرّة واحد طلب منّي بارودة أميركية M4 يعني M16 قصيرة فخفت يبيعوني وحدة تقليد لأنّه حقّها 5000 دولار، ولمّن تأكّدت منها اشتريتها وبعتها لزبونها وربحت 500 دولار”. ما دام معك هذه المبالغ لماذا لا تفتحين عملاً خاصّاً بك؟ نسألها. تضحك وتقول “فكرك معي 5 آلاف دولار؟ أنا استلمت البارودة من صاحبها وقلت له أعطيني نص ساعة وبدفع لك حقها، ورحت بعتها للزبون ورجعت دفعت له مصرّياته وأخدت ربحاتي، هيك أنا بشتغل ما معي راس مال”. تُميّز سميّة بين الزبائن وتعرف مناطقهم وفق طلباتهم: “عنّا ببعلبك الهرمل ما بيطلبوا إلّا السلاح التقليدي “رشاش كلاشنكوف وفرد 14 ومسدس غلوك” أمّا زبائن خارج المنطقة فـ”مفرنجين” حسب سميّة، و”بأمّن لهم طلباتهم عبر شريكتي”. شريكة سميّة تسكن في بيروت “بتأمّن لي سلاح من المخيّمات”. أما أفضل مرحلة إتجار حصلت منها على ربح جيّد فكانت عندما وقعت معركة بين عشيرتين: “صرت بيع لشباب العيلتين” تضحك بخبث. يومها باعت صناديق خرطوش بـ10 آلاف دولار “خلّيهم يتخانقوا وأنا بربح” تقول. لكن سميّة تعيش في الخوف: “بعرف إنّي عم خاطر، عم فتّش ع شغل محترم ببيروت، بكرا إذا راحت كورونا موعودة بشغل، بدّي فلّ وأطوي هالصفحة البشعة من حياتي، انشالله يصدقوا معي”.

 

نُشر هذا المقال في العدد 1 من “ملف” المفكرة القانونية | الهرمل

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

عمل ونقابات ، مجلة ، فئات مهمشة ، مجلة لبنان ، لبنان ، مقالات ، الحق في الصحة والتعليم



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني