منذ فترة، انطلقت حملة على الفايسبوك هدفها حث رئيس ديوان المحاسبة عوني رمضان على احالة الادعاء – الذي نشرت الصحف مقتطفات عنه- (محمد نزال، الأخبار) ضد بعض موظفي وزارة الثقافة بشأن “بيروت، عاصمة عالمية للكتاب” الى المحاكمة. وقد تداعى المشاركون في هذه الحملة الى اعتصام امام مقر ديوان المحاسبة في 17 ايلول 2011، وبلغ عددهم ما يقارب ستين شخصا، غالبيتهم من خارج الوسط القانوني. وبمعزل عن القضية المذكورة، تشكل الحملة تحركا شعبيا فريدا في اتجاه تحويل قضية قضائية الى قضية رأي عام، وتاليا في اتجاه رفع الحواجز بين المواطنين والمؤسسات القانونية والقضائية. ومن هذا المنطلق، واكبت المفكرة المشاركين في الاعتصام وفي لقائهم برئيس الديوان الذي أكد لهم ان لا تقصير في التحقيق انما ثمة توسع فيه من قبل النيابة العامة بنتيجة اعتراضات تقدم بها أصحاب العلاقة وان المطالعة الثانية لهذه الأخيرة ستصدر على الأرجح خلال يومين. وقد طلبت المفكرة من منظمي الاعتصام تحرير كتاب يشرح أبعاد تحركهم أمام ديوان المحاسبة. فحرر لنا الناشط محمد حمدان الكتاب المنشور أدناه طالبا نسبها الى ما أمسى رمز تحركهم: “عدلية بنت نزيهة”، المنشورة صورتها على غلاف هذا العدد (المحرر).
“تحرك يا ديوان، المواطن ما رح يغفى وينام”، “اين المحاكمة ؟ يا ديوان المحاسبة”، “لا للقضاء على الوطن، نعم لقضاء مستقل” ترددت الشعارات على مسمع موظفي ديوان المحاسبة، السبت في 17 ايلول، وقد بدا في عيونهم مزيج من الاستغراب والتأييد الخجول.
وقفت امامهم “عدلية بنت نزيهة” مرتدية الثوب الابيض الذي وقع عليه اكثر من 100مواطن، فنان وناشط في الثقافة ومحام مطالبين رئيس الديوان ببدء المحاكمة في قضية الفساد في بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009-2010 استنادا الى ادعاء النيابة العامة.
عصبت “عدلية” عينيها، فهي لا ترى سوى الحقيقة. وامسكت بيديها سيف العدالة، فهي حازمة. واحتضنت بين اصابعها الميزان، فهي نزيهة بنت نزيهة.
رافق “عدلية” خلال وقفتها تلك، شعار “وراء كل قاض نزيه عدلية بنت نزيهة” و“كلنا عدلية بنت نزيهة“.
مر على مقربة منها رئيس الديوان الذي يمارس رئيس مجلس الوزراء الوصاية عليه!
فانهالت عليه حناجر المعتصمين “يا ديوان، يا ديوان، وين المحاسبة وين“.
فارسل عبر قوات الامن رغبته بمقابلة وفد من المعتصمين. لم ينزل اليهم لكن طلب أن يصعدوا اليه… لعله لا يحب عدسات التصوير!!
اهتز الميزان في يد “عدلية بنت نزيهة” وقالت في نفسها “هدر ليرة متل هدر مليون ليرة”… ثم لمحت احد الشعارات “غني احبك ان تغني و لكن لا تكلفني 22000USD ” واذ بها تردد اغنية عمر الزعني “”هوب هوب هوب والقاضي لابس روب… والحق اخذ مجراه ما عاد في ظلم بنوب” لعل القضاء ينهض بنفسه ليسائل و يحاكم ويحاسب.
نشر ها المقال في العدد الثاني من مجلة المفكرة القانونية. لقراءة العدد اضغطوا هنا
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.