أغرقت الأمطار الغزيرة التي اختلطت مع مياه الصرف الصحي أمس الثلاثاء الطرقات في مناطق لبنانية عدة، وكان لبيروت ومداخلها وضواحيها حصة كبيرة من هذه الفيضانات. وفي مجمّع الحدث الجامعي – الجامعة اللبنانية دخلت المياه إلى عدد من القاعات، وحاصرت أنهر اختلطت بمياه “المجارير” الطرقات المؤدّية إلى مداخله. وأدّى ذلك إلى منع عدد من طلاب وأساتذة وموظفي الجامعة من الوصول إلى داخل الحرم الجامعي، فيما تأخّر آخرون لساعات، بسبب الزحمة نتيجة تجمّع المياه في عدد من الطرقات.
وعلى الرّغم من الغياب القسري لعشرات الطلاب في مختلف الاختصاصات في اليوم الأوّل من الامتحانات أي أمس الإثنين، لم تبادر إدارة كلية العلوم في الفرع الأول إلى تأجيل الامتحانات أو على الأقل الامتحانات التي سُجّل فيها عدد غيابات كبير، كما توقّع منها الطلّاب. وقدّم مدير الكلية ياسر مهنا تسهيلات عدة للطلاب سواء من خلال تأخير موعد الامتحان نصف ساعة لبعض الاختصاصات، والسماح لعدد من الطلاب المتأخرين الدخول إلى الصفوف. إلّا أنّ العشرات من الطلاب لم يتمكّنوا حتى من الوصول إلى داخل الحرم الجامعي بسبب تجمّع المياه في نفق المطار وفي منطقة الأوزاعي وعند مدخل مجمّع الحدث من جهة الليلكي في الضاحية الجنوبية. وتأخّر آخرون كثيراً عن موعد الامتحان ولم يسمح لهم بالدخول لكون زملائهم أنهوا امتحانهم وخرجوا من القاعة.
تقول ناديا، وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية العلوم، وتزور أهلها خارج العاصمة في أيام العطلة الأسبوعية: “استغرقت رحلتي ساعات واضطر الفان إلى اللجوء إلى الطرق الفرعية حتى لا نغرق في مستنقعات المياه”. وبالتالي تأخرت ناديا 50 دقيقة عن موعد الامتحان ولم يُسمح لها بدخول قاعة الامتحان.
ليس الطلاب وحدهم من لم يتمكّنوا من الوصول أو تأخروا كثيراً، فقد تغيّب عدد من الأساتذة والموظفين أيضاً. وهذا ما دفع إدارة الكلية إلى مناشدة أستاذة وموظفين آخرين في الكلية للمشاركة في مراقبة الامتحانات وإجراء الأعمال الإدارية الأخرى الخاصة بإنجاز الامتحانات.
إزاء هذا الوضع، لجأ الطلاب الذين لم يتمكّنوا من إجراء امتحانهم إلى إدارة الكلية التي طلبت منهم عدم مراجعتها قبل انتهاء عطلة الميلاد ورأس السنة، لانشغالها بإنجاز الامتحانات هذه الفترة. واشتكى عدد من الطلاب لـ”المفكرة القانونية” من امتناع إدارة الكلية وموظفيها عن تقديم إجابات واضحة حول كيفية تعويض تغيّبهم القسري عن الامتحان. فتروي إحدى الطالبات دخولها وأكثر من 20 زميلة وزميل لها إلى مكتب مدير الكلية للاعتراض، من دون أن يقدّم الأخير أية إجابة مقنعة لهواجس الطلاب الذين يتخوّفون من تأثير ما حصل على نجاحهم في المادة التي لم يتمكّنوا من إجراء الامتحان الخاص بها.
وتحدّث عدد من الطلاب عن “أزمة ثقة” تجاه إدارة الكلية نتيجة ما اعتبروه “لا مبالاة” لَمَسوها تجاههم في إصرارها على إجراء الامتحانات الجزئية بالرغم من أحوال الطقس وفيضان الطرقات.
وتشكل هذه الامتحانات 30% من مجموع علامات الطالب النهائية في حين تشكل الامتحانات النهائية 70%، كما تُساهم نتيجة الامتحانات الجزئية في تقييم المعارف التي اكتسبها الطالب ومدى فهمه واتقانه لها، لكي يستعدّ بشكل أفضل للامتحانات النهائية لاحقاً.
وفي اتصال مع “المفكرة” طلب مدير فرع الكلية ياسر مهنّا من كافّة الطلاب المتضرّرين “مراجعة الإدارة ليصار إلى إيجاد حلّ لهذه الأزمة”، وردّ مهنا إصرار الكلّية على إجراء الامتحانات رغم الغياب الكبير الناتج عن أحوال الطرقات والطقس، إلى ضرورة الحفاظ على العام الدراسي الجامعي وبدء الفصل الثاني من التدريس في موعده من دون أي تأخير.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.