أهالي ضحايا المرفأ يطالبون بإنهاء مفاعيل “انقلاب عويدات”


2024-06-04    |   

أهالي ضحايا المرفأ يطالبون بإنهاء مفاعيل “انقلاب عويدات”
الأهالي في وقفتهم الشهرية اليوم

شهران فقط يفصلاننا عن الذكرى السنوية الرابعة لجريمة تفجير مرفأ بيروت، الجريمة التي هزّت العالم ولم تهزّ ضمائر المسؤولين من سياسيين وقضاة، ومنذ ذلك اليوم والأهالي يعودون في الرابع من كلّ شهر إلى مكان التفجير، حاملين صور ضحاياهم مع شعار مختلف وشعار وقفتهم اليوم كان: “القانون منّه اختيار والحق بدّه قرار”.

وفي بيانهم الشهري، طالب الأهالي مدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجّار بالرجوع عن القرارات غير القانونية التي اتّخذت في الملف وإنهاء مفاعيل انقلاب المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات وأعماله التي وصفوها بـ “المأجورة والمدبّرة والمعيبة”، سواء من خلال عدم تعاون السلطات والقوى الأمنية مع المحقق العدلي طارق بيطار أو عدم تنفيذ مذكرات التوقيف أو إطلاق سراح الموقوفين، معتبرين أنّ هذه “أفعال كيدية تتنافى مع القيم الإنسانية وبخاصّة بهذه الجريمة”. 

وأسف البيان لـ “ما سمعناه أمس عن القاضي عويدات أنّه نال منصب الشرف برتبة نائب عام لدى محكمة التمييز وبموافقة كاسحة ومشرّفة من مجلس القضاء الأعلى إلى مجلس الوزراء ووزير العدل”، معتبرين أنّ هذا يشير إلى “أنّهم يريدون طمس حقيقة تفجير المرفأ والقضاء على ما تبقى من قضاء وبعض القضاة لتسود شريعة الغاب”.

وتوجّه الأهالي في بيانهم إلى القاضي الحجّار بالقول: “حكّم ضميرك ومن حقنا أن نعلم حقيقة التفجير ونصل لمحاسبة المجرمين، أم نسيت أنّ من واجبك المهني والأخلاقي والإنساني أن تحمي المظلوم لأنّك رأس العدلية (…) اعمل بقسمك المهني واعلم أنّ التاريخ لن يرحم أحدًا والله يرى ما تصنعون”.

وطالب الأهالي القاضي بيطار بمتابعة التحقيقات “إن كان ليس لديك أي عراقيل” وذلك “لنرى من سيكون أوّل المعرقلين ومن هو المتضرّر من كشف الحقيقة ومن الجهة التي تمنعك من ممارسة صلاحيّاتك القانونية في هذا الملف؟”

وكان الأهالي أحرقوا الإطارات أمام بوابة قصر العدل أمس الاثنين، احتجاجًا على جمود الملف، بخاصّة بعد مرور ثلاثة أشهر على تكليف المدّعي العام التمييزي الجديد القاضي جمال الحجّار. 

وقالت ماريانا فادوليان رئيسة جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت لـ “المفكرة” أمس إنّ “الأهالي سيصعّدون التحرّك أكثر وأكثر. أعطينا المدعي العام القاضي جمال الحجّار مهلة ثلاثة أشهر لتصحيح ما قام به المدعي العام السابق غسان عويدات، الذي سلك الطرق غير القانونية”.

وأضافت “من هنا نطالب القاضي الحجّار بالعمل وفق قسمه المهني، وتنفيذ القانون لإيقاف المراسلة التي تم إرسالها للضابطة العدلية، لتتعاون الضابطة بالتالي مع قاضي التحقيق طارق بيطار، كي يستطيع استكمال تحقيقه وصولًا إلى القرار الظني”.

وعند بوابة قصر العدل، وقفت أمس نوال زوجة الضحية في تفجير المرفأ طانيوس المر، مسندة ظهرها إلى حافة، مختبئة خلف صورة رفيق حياتها، وحين طلبنا الحديث معها، أشارت بيدها أنّها لا تريد فتح جرحها الذي لم يغلق تمامًا بعد.

واليوم جلست نوال مرخيةً جسدها كأنّما من تعب طال أربع سنوات، تتلفّت حولها، ثم تصوّب عينيها نحو الإهراءات، مثبّتة نظراتها هناك لتقول: “جرح غيابك عميق جدًا، ليت الحقيقة تظهر، علّ هذا القلب يرتاح قليلًا”. وبجانب نوال جلست هيام قعدان (أم أحمد) وليلى برمكيان، وسامية متّى وفاطمة حرب، كلّ واحدة منهنّ تهدّئ الأخرى علّها تخفّف عنها وجع الغياب. 

انشر المقال

متوفر من خلال:

قضاء ، المرصد القضائي ، قرارات قضائية ، لبنان ، مقالات ، مجزرة المرفأ



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني