أهالي ضحايا التفجير لعويدات: “لا نريدك”


2021-09-17    |   

أهالي ضحايا التفجير لعويدات: “لا نريدك”

 خصّ أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت النيابة العامّة التمييزية بوقفتهم الاحتجاجية أمس الخميس 16 أيلول 2021 أمام قصر عدل بيروت، ثمّ منزل النائب العامّ التمييزي غسّان عويدات في بعبدا. وأتت الوقفة بعدما باتوا “متأكّدين من إهمال النيابة العامّة التمييزية القيام بدورها الأساسي، لجهة الادّعاء على المتّهمين في قضيّة التفجير، وعدم مبالاتها بمسألة مذكّرة الدفوع الشكلية التي تؤخّر حضورهم، وأنّ نيّتها المماطلة بالتحقيقات، وتسويفها، في مسعى لإفلات المتّهمين من العدالة”، حسب قولهم.

انتظر ذوو الضحايا مثول وزير الأشغال العامّة السابق يوسف فنيانوس أمام المحقّق العدلي في قضيّة التفجير القاضي طارق بيطار، أمس، أكثر من ساعة أمام قصر العدل في بيروت، لكنّه لم يأتِ. وعليه، ندّدوا بأداء النيابة العامّة التمييزية “المشبوهة والمُدانة”، كما وصفوها، باعتبارها قدّمت إلى فنيانوس “ذريعة لعدم المثول أمام المحقّق العدلي على طبق من فضّة”. كما طالبوا النائب العامّ التمييزي القاضي غسّان عويدات والمحامي العامّ التمييزي القاضي غسّان خوري “التنحّي جدّياً عن ملفّ التفجير” وكفّ يدهما عنه.

وصعّد الأهالي احتجاجاً على تغيُّب فنيانوس عن جلسة الاستجواب، فأغلقوا الطريق عند قصر العدل في الاتّجاهين، ثمّ انتقلوا إلى منزل عويدات في بعبدا حاملين رسالة مفادها: “تنحَّ بالكامل عن ملفّ التفجير”. وعندما عرض عويدات التواصل معهم هاتفياً رفضوا ذلك، قائلين: “شبعنا حكي، بدنا أفعال”. والأفعال التي ينتظرها الأهالي من عويدات تبدأ بـ “إعطاء القرار في ما يخصّ مذكّرات الدفوع الشكلية وقطع الطريق أمام حجج المدّعى عليهم”. وعندما سمع ذوو الضحايا أنّ المحقّق العدلي طارق بيطار أصدر مذكّرة توقيف غيابية في حقّ فنيانوس بعد تغيُّبه عن حضور جلسة الاستجواب المحدّدة، طالبوا عويدات بـ “تعميم المذكّرة تمهيداً لتوقيفه من قِبل وزارة الداخليّة”.

النيابة العامّة التمييزية “مشبوهة ومُدانة”

عند العاشرة من صباح أمس الخميس 16 أيلول 2021، موعد جلسة استجواب المحقّق العدلي لفنيانوس، اجتمع ذوو الضحايا على الطريق العامّ المؤدّية إلى قصر العدل في بيروت: “كي لا نترك لفنيانوس حجّة قطع الطريق عليه إلى قصر العدل وبالتالي تعذُّر وصوله”. أكثر من ساعة أمضاها أهالي الضحايا بانتظار فنيانوس الذي لم يأتِ. و”هذا ما كان متوقَّعاً لكنّه مؤسف”، وفق الناطق الرسمي باسم أهالي الضحايا إبراهيم حطيط.

من أمام بوّابة قصر العدل، ندّد أهالي الضحايا بأداء وتصرّفات النيابة العامّة التمييزية “المشبوهة والمُدانة”، على حدّ تعبير حطيط الذي أشار في كلمة له إلى عدم ارتياح ذوي الضحايا لتصرّفاتها “المشبوهة” منذ سبعة أشهر، التي “تبدأ بتسريب معلومات التحقيق، وعدم قيامها بدورها الأساسي كجهة ادّعاء، إذ لاحظنا قيامها بعكس دورها من خلال إطلاق سراح متّهمين”. و”ما زاد الطين بلّة” ملاحظة أهالي الضحايا “مماطلة النيابة العامّة التمييزية، وتسويفها، وتأخير التحقيقات، وعدم المبالاة بمسألة مذكّرة الدفوع الشكلية التي تؤخّر حضور المتّهمين، وبالتالي تمنحهم الذرائع للتهرّب من العدالة، وهو ما حصل مع فنيانوس”، وفق حطيط.

كان أهالي الضحايا واضحين في مطلبهم: “تنحّي كلٌّ من غسّان عويدات وغسّان خوري، ذراع عويدات اليمنى، جدّياً عن ملفّ تفجير المرفأ”. وإلّا “سنقوم بخطوات غير سلمية لأن السلمية هلكتنا، فيما الناس تتعجّب: كيف صبرنا إلى الآن؟”، كما هدّد حطيط.

وقبل المغادرة، ترك ذوو الضحايا رسالة رمزية إلى كلّ من عويدات وخوري، إذ رشقوا مبنى قصر العدل ببالونات تحتوي على مادّة ملوّنة بالأحمر، بما يرمز إلى الدم، “حتّى كلّ ما يدخلوا المجرمين قصر العدل يتذكّروا إنّو في برقبتهن دمّ”. ثمّ قام أهالي الضحايا بالتصعيد، فافترشوا الطريق عند قصر العدل في الاتّجاهين حاملين صور ضحاياهم.

أمام منزل غسّان عويدات

بعد قصر العدل، توجّه أهالي الضحايا إلى منزل القاضي غسّان عويدات في بعبدا، حيث كانت القوى الأمنية في انتظارهم مع عناصر من مكافحة الشغب، أو “مكافحة الشعب” كما يعرّفها حطيط، التي “تشير إلى خوفهم ورعبهم حتّى من تحرّكاتنا السلمية”. كرّر حطيط مطلب أهالي الضحايا بتنحّي كلّ من عويدات وخوري وكفّ يدهما عن ملفّ التفجير: “ما عاد بدّنا ياكن، نرفضكم”، كان حطيط حازماً. ثمّ رشقوا العمارة ببالون يحتوي على موادّ ملوّنة بالأحمر “حتّى لا ينسى عويدات دمّ أولادنا أبداً”، حسب قولهم.

ما هي إلّا لحظات حتّى حاول عويدات الاتّصال بأهالي الضحايا هاتفياً، لكنّهم رفضوا التواصل معه. ريما الزاهد، شقيقة الضحيّة أمين الزاهد، قالت: “ما الذي سيقوله؟ لم نعد نبحث عن أقوال بل عن أفعال”. وطلبت الزاهد من الوسيط بين الأهالي وعويدات أن يخبره بمطلبهم “إعطاء القرار بالدفوعات الشكلية وقطع طريق الحجج والذرائع أمام المدّعى عليهم في قضيّة التفجير”. وعندما سمع ذوو الضحايا أنّ المحقّق العدلي أصدر مذكّرة توقيف غيابية في حقّ فنيانوس بعد تغيُّبه عن حضور جلسة الاستجواب المحدّدة، طالبوا عويدات عبر مكبّرات الصوت: “أنت ملزَم بتعميم المذكّرة تمهيداً لتوقيف وزارة الداخليّة فنيانوس”.

مغادرة دياب لبنان: “إهانة للقضاء وحقوق الضحايا”

ولم يمرّ الأهالي على مغادرة رئيس الحكومة السابق حسّان دياب لبنان الثلاثاء 14 أيلول الماضي، في “زيارة عائلية” كما برّر، إلى الولايات المتحدة الأميركية مرور الكرام، وذلك رغم علمه بموعد جلسة استجوابه المحدّدة في 20 أيلول الجاري. سرعان ما علّق أهالي الضحايا في بيان لهم أنّ ما قام به دياب هو “إهانة للقضاء ولحقوق الضحايا بالعدالة وحقّ المجتمع بالحقيقة”. واعتبروا أنّ “هذه المغادرة ما كانت لتتمّ لولا خطاب الحصانات والإفلات من العقاب الذي تشيعه قوى سياسية منذ 2 تموز الماضي، أي بتاريخ إصدار المحقّق العدلي طلبات إذن بملاحقة نوّاب وموظّفين عامّين”، بحسب ما جاء في البيان، محمّلين مسؤوليّة المماطلة في تنفيذ مذكّرة إحضار دياب إلى النيابة العامّة التمييزية، “ما يزيد من أسباب الارتياب بحياديّة النائب العامّ التمييزي غسّان عويدات والمحامي العامّ التمييزي غسّان خوري”.

وأعلن دياب أنّه سيبقى خارج البلاد قرابة الأربعة أسابيع ليتسنّى له رؤية ولديه الموجودَيْن في ولايتين أميركيتين. “فهل نسي فعلاً موعد جلسة الاستجواب؟”، يستنكر حطيط خلال الوقفة الاحتجاجية أمس، متسائلاً ما إذا كان ثمّة مخرج قانوني لمنع سفره. “لم يصدر قرار سابق بمنع سفره لكن من أعراف أي دولة ديمقراطية عدم تهرب شخصية حكومية من جلسة قضائية وبخاصة في إحدى أخطر الجرائم. ما فعله دياب ما كان ليحصل لولا وجود ثقافة متمادية من التنمير على القضاء والتدخل فيه”. يجيب المدير التنفيذي للمفكّرة القانونية عن هذا السؤال .

يسخر شادي دوغان، شقيق الشهيد محمّد دوغان، من سبب مغادرة دياب لبنان لرؤية أولاده، ويقول: “أنا صار لي سنة وشهر عم شوف خيي بالمقبرة”. ويطلب شادي من دياب الامتثال إلى القضاء، “فإن لم يكن مشاركاً في الجريمة، ممَّ يخاف؟”، مشدّداً على أنّ مشكلته ليست مع دياب وحده لكنّها مع كلّ مَن يستدعيه القضاء فيتخفّى وراء الحصانات.

كما يسخر شادي من دياب، تسخر هيام البقاعي، والدة الشهيد أحمد قعدان، من دموع رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي خلال إلقائه كلمته الأولى بعد تشكيل الحكومة. وتقول بصوت عالٍ لأهالي الضحايا: “عم يبكي على إمّ سافروا أولادها، ونحنا شو؟ ليه ما بيبكي على إمّ خسرت أولادها؟ هيّ فيها تشوفهن وتحكيهن بس نحنا انحرمنا منن كلّ العمر”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

حركات اجتماعية ، استقلال القضاء ، محاكمة عادلة وتعذيب ، لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، مجزرة المرفأ ، محاكمة عادلة



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني