الأهالي في المرفأ وتبدو الاهراءات مدمّرة في الخلفية (تصوير فراس عبدالله)
أعادت ذكرى مرور عام على تفجير مرفأ العاصمة ومعه معظم بيروت الأمور إلى نصابها أمس في 4 آب 2021: المجزرة أصابت لبنان كلّه وليس ذوي 218 ضحية فقط قتلهم فساد السلطة، ومعهم نحو 800 شخص أضيفوا إلى إحصاءات الأشخاص ذوي الإعاقة، ولم يُدّمر 70% من أحياء بيروت ويهجّر أهلها فقط، بل قال الناس الخارجون إلى الشوارع أمس إنّ مصاب 4 آب هو مصاب كلّ لبنان، بمواطنيه وسكّانه، وإنّ الضحايا هم أبناء كلّ هؤلاء وأخوتهم وأخواتهم، وال
أهم إنّ العدالة ورفع الحصانات، كلّ الحصانات، هي القضية الأم. هذا ما علت به الحناجر وتضمّنته اللافتات وأكدته الخطابات ومعها المطالب، مطالب واضحة لا لبس فيها رفعها كلّ من وجد إلى التعبير عن نفسه سبيلاً.
سنة كاملة مرّت، 365 يوماً واظب خلالها أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت على التظاهر والتجمّع في الرابع من كل شهر للتأكيد على الثوابت. لم يكن الهدف إحياء الذكرى فحسب بل كان غضباً وسخطاً، وآلية ضغطٍ لتحقيق المطالب، وفي كثير من الأحيان تكريساً لاستمرار الجرح المفتوح وتخزيناً للمعارك الآتية.
سنة كاملة مرّت ولا أرقام رسمية نهائية دقيقة لا عن أعداد الضحايا ولا المفقودين ولا الجرحى الذين أصيبوا بإعاقاتٍ ولا من لا يزالون في الغيبوبة ولا تحديد للمسؤوليات والمرتكبين..لا شيء رسمي.
سنة كاملة مرّت والمتضرّرون ينتظرون التعويضات، والمعوّقون بلا علاجات بجراح نازفة وعمليات لا تجد من يغطيها لإجرائها.
سنة كاملة مرّت واللبنانيون لم يثوروا كما تقتضي الثورة أن تكون لتتناغم مع المصاب أو تكون على مستواه لأن المصاب ليس سوى واحد من كوارث انهالت عليهم وجوّعتهم ودفعتهم إلى طوابير الذل أمام محطات الوقود وعلى أبواب الصيدليات وفي السوبرماركات وحرمت أطفالهم علب الحليب والأدوية، ودفعت برواتب من لم يصبح عاطلاً عن العمل إلى الحضيض.
أمس، وفي الذكرى السنوية الأولى على مجزرة بيروت، سار آلاف اللبنانيين مع أهالي الضحايا في مسيرتين: الأولىضمّت أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، وانطلقت عند الثالثة والنصف من أمام مركز فوج الإطفاء في الكرنتينا. وسارت الثانية بدعوة من لجنة أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، الساعة الثالثة والنصف من أمام قصر العدل باتجاه تمثال المغترب فمرفأ بيروت حيث أقامت مجموعة “كنيسة من أجل لبنان” قداساً لراحة نفس الضحايا وترأّسه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي. ومع الأهالي مشت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس، ونقابة المهندسين في لبنان، ونقابة أطباء لبنان، “ونقابة أطباء الأسنان في طرابلس ونقابة الممرضين والممرضات، وآلاف المواطنين.
المسيرة تنطلق والقوى الأمنية تضع العراقيل
عند الثالثة ظهراً بدأت الحشود تتوافد إلى أمام قصر العدل، حضر الأهالي مع صور شهدائهم، حضر المحامون بأثوابهم السوداء والأطباء والممرضون والممرضات بمراييلهم البيضاء، ووصل المهندسون والمهندسات ومواطنون كثر. وعلى رصيف قصر العدل انهمرت دمعة الأهالي كما في كل يوم منذ عام ولغاية اليوم. كيف لا وفي مثل هذا اليوم قبل عامٍ كان أحباؤهم ما زالوا أحياء يرزقون. كانت والدة الشهيد أحمد قعدان تستطيع مهاتفته لتسأله عن موعد رجوعه إلى المنزل، وكانت والدة الشهيد إبراهيم الأمين تستطيع تحضير زوّادته وقارورة المياه الباردة، وأن تدعو لفلذة كبدها بطول العمر قبل أن ينطلق إلى موته، كيف لا تبكي الأمهات وهنّ يستعدن آخر لحظات حضور طيف موتاهنّ.
تحت راية “العدالة”، انطلقت المسيرة عند الثالثة والنصف مشحونة بالتوتر والقلق بسبب هيبة الحدث. لدى العبور بالمتحف الوطني ارتفعت الأصوات تطالب الأهالي بتحويل المسار باتجاه المحكمة العسكرية بعدما رفضت قوى الأمن العام إزاحة الأسلاك الشائكة التي تسدّ الطريق المقرّرة للمسيرة، ما أدى إلى مناوشات مع بعض المتظاهرين وأهالي الضحايا. حَولّت التظاهرة مسارها ومشت في أزقّة رأس النبع لتعود من جديد إلى طريقها المقرّر من أمام جامعة القديس يوسف.
وعلى وقع الأغاني الوطنية مشى الأهالي في أزقة بيروت التي تفجّرت أحياؤها وتهجّر أكثر من 70% من المتضررين. ومع وصول التظاهرة إلى مطعم “بول” وصلت أخبار عن مناوشات ومعارك في شارع الجميزة حيث كان مقرراً للمسيرة أن تمر، ما اضطر المشاركين إلى تغيير طريقهم والسير بالقرب من بيت الكتائب.
الكتف على الكتف للعبور نحو الدولة
وسط تصفيق حار عبرت المسيرة من أمام بيت الكتائب باتجاه تمثال المغترب، العلم اللبناني وراية العدالة في المقدمة ومن بعدهما يأتي الجمع. أهالي الضحايا مع صور شهدائهم مشوا الكتف على الكتف إلى جانب جميع نقباء المهن الحرّة، ومع مواطنين يريدون لبنان جديداً. ثابتة كانت خطواتهم وهم يعبرون أرضاً هزّها التفجير. في مشهد مهيب، شقت المسيرة طريقها وسط الجموع كالسهم، كالسيف القاطع، مشهد وقف له جميع المحتشدين كتحصيل حاصل وليس كخيار، فكان التصفيق يرافق كلّ خطوة يخطونها.
“منظركم بيكبّر القلب”، بهذه العبارة خاطب إبراهيم حطيط، الناطق الرسمي باسم أهالي ضحايا تفجير المرفأ وشقيق الشهيد ثروت حطيط، الحشود واصفاً إياهم بـ”شعب لبنان الحقيقي”. وأضاف “أنتم أهلنا، أنتم لبنان الحقيقي، منظركم سيرعبهم بقدر ما سترعبهم وحدتنا، وحدتنا هي الأساس”. بعدها وضع حطيط الجميع بصورة ما حدث مع الأهالي خلال سنة مرّت: “منذ حوالي السنة مشينا وصبرنا قد ما فينا بطريقة مدروسة كي لا يتهمنا أحد ويقول نحن رايحين بطريق معين، حاولوا يفرقونا كعوائل الشهداء ولكن غصب عنهم اتحدنا وبقينا مع بعض لأن قضيتنا واحدة ودمنا وعظامنا انمزجوا ببعض”. وبصرخة ألم ووجع، تمنّى حطيط من الجموع ألّا يكون تضامنهم مع الأهالي ليوم واحد: “أتمنّى عليكم جميعاً ألّا يكون هذا المشهد ليوم واحد فقط، أترجّاكم أن يكون كلّ يوم 4 آب حتى إسقاطهم وإسقاط حصاناتهم، ما حدا أكبر من دمنا”. وتابع: “هون قتلونا، هون ذبحونا، بسبب فسادهم كل ما اتطّلع بختنق لأن كثار بعتوهم عالإعدام والنار وهم يعلمون إنه في نيترات، 7 سنين حاميينهم، 7 سنين عم يسرقوا منهم، و7 سنين وهم يتآمرون، اليوم عندما جاء قاض نزيه وشجاع، طارق بيطار، ووقف في وجههم صاروا بدهم ياخدوه على الارتياب المشروع”. ووجّه حطيط كلامه للمسؤولين مكرّراً عبارته الشهيرة التي أصبحت شعاراً: “هالمرة مش مثل كل مرة”، طالباً من الجميع عدم تسييس قضية الضحايا “بترجّاكم ما تذبحونا وتذبحوا قضيتنا، خليهم ما يقدروا يوصلوا لشي، نحن منقلهم بدنا ناخدكم ع القانون والعدالة، إذا ما تحققت، أمامنا 100 طريقة، دمنا ما رح يروح هدر”.
خلف: “المنظومة المشتبه بها تقوم بأفظع عملية تضليل”
من جهته، وعد نقيب المحاميين ملحم خلف بمحاسبة الفاعلين معدداً صفاتهم: “هؤلاء الحكَّام المتحكِّمون، أركان السلطة المنظومة القاتلة التي تقتل اللُبنانيّين كلّ يومٍ بدمٍ بارد وتدوس على أرواحِهم النقيَّة بوقاحة الاغتيال العبثيّ، نعرِفُهم اليوم، بأسمائهم ولن نَقْبَل بأقلّ من محاسبتهم”.
وأكد أنّ نقابة المحامين لن تسمح “أن يُفلِتوا من مسارِ العدالة، ولن تقْبَل بأن يُميِّعوا الحق والعدل كما يفعلون”، مطمئناً اللبنانيين :”سنلاحقهم أينما وُجدوا وتواجدوا، وسنلجأ الى كلّ الوسائل في لبنان وفي دول العالم لمنعهم من الإفلات من العقاب”. ووصف خلف قضية التفجير بأنّها “القضية الأم، وأمّ كلّ القضايا، وأنّه على الرغم من الحقائق الواضحة إلّا أنّ المنظومة السياسية الأمنية القضائية المشتبه بها تقوم بأفظع عملية تضليل، في هذه الجريمة”.
بعدها وجّه نقيب المحامين كلامه إلى أهالي الضحايا والمتضررين “نحن لسنا مؤتمنين وحسب على أكثر من 1400 قضية من قضاياكم، بل نحن مؤتمون على كلّ قطرة دم نزفت بجريمة من أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية. ولا حصانات دستورية أو قانونية أو سياسية أو أمنية أو طائفية، أمام هول الفاجعة وأمام مصاب الوطن ومصاب كلّ فردٍ منكم”. وأشار إلى أنّ النقابة واكبت منذ اللحظة الأولى، كلّ مفاصل هذه القضية، أمام القضاء المحلّي وأمام المحقّق العدلي بالذات، والذي نتمسّك بصلاحيته المطلقة الحصرية في هذه الجريمة، وندعمه بكلّ قرارٍ جريء يتّخذه، كما نواكب هذه القضية أمام القضاء الأجنبي حيث أقمنا ونقيم الدعاوى والمراجعات اللازمة”.
ووعد خلف أن تقف نقابة المحامين “بالمرصاد أمام كلّ ما تقوم به هذه السلطة المنظومة السياسية الأمنية القضائية، من محاولة لطمس للحقائق، ونزع صلاحيات المحقق العدلي والمجلس العدلي الحصرية في النظر بهذه الجريمة، ومن محاولة حماية المشتبه بهم، بشتى الطرق الملتويَة”، مؤكداً “كنقابة محامين مستمرّون إلى النهاية حتى رفع الحصانات عن كلّ مشتبه به، وحتى تتم محاكمتهم جميعاً في هذه الجريمة المُروّعة، كانوا من كانوا ومهما علا شأنهم”.
ووصف أهالي الضحايا بأنّهم المواطنون الأوائل في الوطن الجديد، “لقد سَبَقوا الجميع نحو استرداد الدولة وبناء لبنان الجديد”.
نقيب المهندسين “بيوتنا مش للبيع …”
واعتبر نقيب المهندسين عارف ياسين أنّ كلّ يوم يمرّ من دون محاسبة ومن دون عقاب للمجرمين ولكلّ الذين تسببوا بهذه الكارثة هو بمثابة محاولة قتل جديدة للبنانيين جميعاً، وأنّ الجراح لن تشفى طالما العدالة لم تتحقق”. وطالب بإسقاط كلّ الحصانات لأنّ العدالة ترتفع وتسمو فوق كلّ اعتبار، وطالب قاضي التحقيق ألّا يتراجع تحت أي ضغطٍ وتحت أي ظرفٍ كان.
وفي حديثه عن إعادة إعمار المدينة اعتبر ياسين أنّ “المدينة تحيا بسكانها فنحن مع حق الناس بالعودة إلى منازلهم وأحيائهم والمشاركة الفعّالة في عملية إعادة الترميم والاعمار مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والعمراني والثقافي”، واعداً بمواجهة كل من يعمل على تغيير هوية بيروت الثقافية والعمرانية. وأضاف “ونحن في نقابة المهندسين جاهزون للمساعدة (حسب إمكانياتنا) ولتقديم كلّ ما يلزم من خبرات موجودة من كل الاختصاصات”، داعياً الجميع للعمل على الحفاظ على ما تبقّى من بناء الاهراءات في المرفأ، وتدعيمها وترميمها لتكون معلماً شاهداً على الجريمة، وعلى إرادة الحياة عند اللبنانيين .
ووعد نقيب المهندسين المجتمع اللبناني بأنّ النقابة “وفيما خصّ عملية إعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت ستواجه وترفض أي تصميم وأي مخطط غريب وهجين لا يتلاءم مع المحيط العمراني للمرفأ ومع علاقة المرفأ بالمدينة ودورها”.
مع انتهاء الخطب، وعند السادسة وسبع دقائق موعد تفجير 4 آب 2020، سكت الكلام ووقف الجميع دقيقة صمت عن أرواح الضحايا، فيما كانت تتلى أسماؤهم تباعاً داخل حرم مرفأ بيروت حيث يقام القداس عن أرواحهم.
داخل المرفأ “الصلاة خير لكم من الغضب”
عند مدخل بوابة المرفأ الرقم ثلاثة حيث اعتاد الأهالي طيلة عامٍ إضاءة الشموع للضحايا، رُصّت الحواجز الحديدية التي تفرض المرور عبر مسار محدّد ومحصور. لا مجال لإضاءة الشموع هذه المرة. داخل حرم المرفأ حيث الخراب ما زال شاهداً على المجزرة وما جرى في تلك العشية، وضع أكثر من 1400 كرسي لأشخاصٍ حضروا القداس. بعد تلاوة الدعاء المسيحي الإسلامي المشترك، وتلاوة أسماء الضحايا، اعتلى البطريرك المنصة موجهاً عظته للداخل اللبناني ولدول العالم مناشداً إياها مساعدة لبنان.
وقال الراعي: “جئنا كي نصلّي ونرفع ذبيحة الفداء عن أرواح الشهداء وسائر الضحايا، وعن أولئك السبعة الذين ما زالوا مفقودين، جئنا نواسي الأهالي والأقرباء ونخشع أمام كل شهداء وفوج إطفاء بيروت والممرضين والممرضات والأجهزة الأمنية، جئنا نشكر الدول الشقيقة على المساعدة والمهندسين المتبرعين بترميم بيوت محيط المرفأ، جئنا نصلّي لبيروت عروس المتوسّط ومدينة تلاقي الأديان، نقف معاً خاشعين بين الدمار ونضيء شعلة المستقبل ونكتب تاريخاً جديداً للأجيال، جئنا نتضامن مع جميع أهالي بيروت بأحيائها وضواحيها”.
وطالب البطريرك خلال كلمته بالحقيقة والعدالة “ستبقى الأرض تضطرب في هذه البقعة إلى أن نعرف ما جرى في مرفأ بيروت” معتبراً “أنّ الدولة لا تدين بالحقيقة لأهالي الضحايا والمصابين والمتضررين فقط، بل لكلّ لبناني وللتاريخ والمستقبل والضمير اللبناني”، وأنّ “العدالة هي مطلب الشعب اللبناني كلّه، نريد أن نعرف من أتى بالمواد المتفجرة؟ من هو صاحبها الأوّل والأخير؟ من سمح بإنزالها؟ من سمح بتخزينها؟ من سحب كميات منها وإلى أين أرسلت؟ من علم خطورتها وتغاضى عنها؟ من طُلب منه أن يتغاضى؟ من فجّرها وكيف فجّرت؟”.
ودعا البطريرك القضاء إلى الشدّة والحزم واستجواب الجميع، ومعاقبة المذنب وتبرئة البري، معيباً على المسؤولين أن يتبرأوا من التحقيق تحت ستار الحصانات. وأضاف “الشعب يريد الحقائق، وواجب كلّ مدعو للإدلاء بشهادته أن يمثل أمام القضاء من دون ذرائع وحجج ومن دون انتظار رفع الحصانات، كل الدماء تسقط أمام دماء الضحايا والشهداء، لا حصانة ضد العدالة، نختبئ وراء الحصانة حين نخاف العدالة، من يخاف العدالة يدين نفسه بنفسه”.
ومن منبر المرفأ دعا البطريرك الراعي المسؤولين كي يهبّوا ويؤلّفوا “فوراً حكومة إصلاحٍ وإنقاذٍ، كأنّ لا شعب يجوع ولا مرفأ انفجر ولا بلد انهار!” .
بعدها وجه الراعي نداءً إلى دول العالم كي “تهبّ لمساعدة لبنان”، الدول التي بدأت، حسب قوله، “تصغي لاستغاثة اللبنانيين”، غامزاً من قناة المؤتمر الذي ينعقد في فرنسا بمشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة “حيث تريد الدول المشاركة فيه مساعدة الشعب اللبناني وإنقاذه”. ودعا اللبنانيين إلى “حسن الانتخاب والاقتراع خصوصاً أنّ المجلس الجديد هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل بعد 17 تشرين وبعد 4 آب وبعد الانهيار، لذا لا مكان للمساوامات بل للقرارات الشجاعة الواضحة الشفافة”.
مع انتهاء مراسم القداس، أسدل الستار على عام على الفاجعة. وعاد المشاركون إلى منازلهم، فيما أعادت أجواء تظاهرات 4 آب 2021 الروح لـ17 تشرين 2019 ولمحيط ساحة النجمة.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.