118 إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي في طرابلس حتى الآن نتيجة تلوّث المياه


2022-06-09    |   

118 إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي في طرابلس حتى الآن نتيجة تلوّث المياه
وفد وزارة الصحة في المؤتمر الصحافي

سجّلت في طرابلس 118 إصابة مؤكدة بالتهاب الكبد الفيروسي أو اليرقان، وهي حصيلة أولية مرجّحة للارتفاع في الأيام المقبلة. هذه الخلاصة التي توصل إليها فريق وزارة الصحة الذي جال على مستشفيات الشمال. وحسب  د. جوزيف الحلو مدير العناية الطبية في وزارة الصحة، تلقت أكثرية الحالات العلاج في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، فيما يستقبل “المستشفى الحكومي” في طرابلس حالتين، وحالة في كلّ من “الشفاء” و”البرجي”. 

وتشير بيانات المستشفى الحكومي التي اطلعت عليها “المفكرة” إلى أنّ الإصابات تأتي من مناطق القبة، العيرونية، جبل محسن، ضهر المغر، وهي أحياء شعبية في طرابلس. 

داخل المستشفى الحكومي التقت “المفكرة” عائلة طفلتين مصابتين، حيث أكدت العائلة أنهم يشربون من “الحنفية” أي شبكة المياه العمومية، كما أشاروا إلى انتقال العدوى بين الأخوة بدرجات وأعراض متفاوتة في القوّة بين ألم في البطن، ووهن في الجسم، وانقطاع تام عن الطعام، واصفرار.

تحذير من اتّساع رقعة انتشار المرض

أكد د. جوزيف الحلو في مؤتمر صحافي في مستشفى طرابلس أنّ العلاج يتم ١٠٠% على نفقة وزارة الصحة، دعياً المواطنين إلى إجراء الفحوصات المجانية للكشف عن الإصابات في الحكومي طرابلس. وتحدّث عن ضرورة القيام بجهد مشترك يضمّ وزارات الصحة، والأشغال، والداخلية، والطاقة للتحقق من نظافة مصادر المياه ومجاريها. 

وقال الحلو “لا داعي للهلع”، باعتبار أنّ الفيروس من فئة A غير خطير، ولكن لا بدّ من اتخاذ الإجراءات الوقائية والمحافظة على النظافة الشخصية لمنع الانتشار على مستوى واسع. 

من جهتها، أكدت د. جويس حداد مديرة الوقاية في الوزارة على ضرورة اكتشاف بؤرة الانتشار ومصدره لأنّه “المدخل  لتطويق تفشي اليرقان المشهور بالصفيرة”. وأشارت إلى أنّ فحوص مصادر المياه العامّة والشبكة أظهرت أنها غير ملوّثة ميكروبيولوجياً، مشددة على ضرورة إجراء فحوص إضافية ومعمقة سواء للمصادر، والشبكة، أو في المدارس لمعرفة السبب الحقيقي.

وحذرت حداد من إمكانية اتساع رقعة الانتشار في البيئات التي تتصف بالكثافة السكانية، لذلك دعت إلى عدم تناول مياه من “مصادر غير معروفة وغير موثوقة” “على غرار السيترنات التي لا تخضع للفحوص المخبرية”.  

وعن الوضع في باقي لبنان، تؤكد حداد أنّ اليرقان فيروس مستوطن، وبالتالي في كل عام تسجل الوزارة حوالي ٥٠٠ إصابة، حيث يتم تأمين علاجها. ولكن لفتها في حالة طرابلس الارتفاع الكبير في الإصابات ضمن مناطق جغرافية محددة، ولذلك لا بد من الكشف عن المصدر لوقف الانتشار المجتمعي. 

مصلحة المياه تؤكّد سلامة المياه  

من جهته، أكد خالد عبيد مدير مصلحة مياه لبنان الشمالي أنّ “المياه العمومية في طرابلس نظيفة، فهي معالجة ومعقّمة”، ولفت إلى ضرورة البحث عن المصادر الأخرى للإصابة التي تكون ربما في الفواكه الملوثة بسبب سقايتها بمياه غير نظيفة، أو غيرها من المنتجات التي تتضمن المياه في تركيبتها.

وأوضح عبيد أنّ هناك ثلاث مصادر للمياه في طرابلس، من وادي هاب، ونبع أبو حلقة، ومجموعة من الآبار المنتشرة في المدينة، هذه المصادر تجتمع ويعاد توزيعها على أبناء المدينة.

وأشار إلى أنّها تخضع لفحص دائم، حيث تؤخذ عينات من المصادر، والشبكة، والخزانات، ومن كافة المحلات للتأكد من سلامتها، وصلاحيتها للشرب. 

أما مدير العناية في مستشفى طرابلس الحكومي د. حلمي شمروخ فتطرّق إلى مسألة انتشار الإصابات في أعمار محدّدة، حيث لفت إلى انقطاع بعض اللقاحات، وتراجع عمليات التلقيح بسبب عدم قدرة الأطباء والأهالي على توفيرها لفئة الأطفال.

والبلدية تشكك: توقيف الفحص خاطئ

من جهته، رجّح رئيس بلدية طرابلس د. رياض يمق أن يكون “كل البلاء سببه انقطاع الكهرباء لمدة طويلة عن مضخّات المياه في طرابلس”، وكذلك النقص في الكلور. ويوضح أنّ المناطق التي رصدت فيها الإصابات تشرب من “الحاووظ” أي الخزان الكبير لتجميع المياه في القبة، وعندما انقطعت الكهرباء وبالتالي المياه عنه لمدة ١٢ يوماً، انحسرت كمية المياه فيه وترسبّت الملوثات في أسفله، ومن ثم بعد عودة المضخّات إلى العمل، تحركّت الملوثات واندمجت بالمياه التي اتجهت إلى المنازل العطشى. 

ويشير يمق إلى أنّ فرق البلدية، كشفت على منطقة ضهر المغر وتحديداً حي فاضل عكاري وهو أحد الأحياء المتضررة، واكتشفت أنّ المياه انقطعت لمدة ١٠ أيام نتيجة انقطاع الكهرباء عن المدينة. 

وتعليقاً على نتائج فحوص المياه التي أجرتها مصلحة المياه وجاءت سلبية أي خالية من التلوّث، يرجّح يمق أن يكون توقيت إجراء الفحص هو السبب أي بعد عودة المياه إثر التحسّن الطفيف في التغذية الكهربائية، فبرأيه “النتائج كانت ستختلف لو أجريت عندما كانت المياه مقطوعة أو أجريت على المياه المترسّبة في الحاووظ”. 

يشار إلى أنّ فترة حضانة المرض هي 5 إلى 10 أيام من التعرّض للملوّث ومصدره الطعام أو الماء الملوّث، أو من الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب أو جسم ملوّث.   

انشر المقال

متوفر من خلال:

الحق في الصحة والتعليم ، بيئة ومدينة ، سياسات عامة ، تحقيقات ، سلطات إدارية ، الحق في الصحة ، حقوق المستهلك ، فئات مهمشة ، لبنان ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني