كانت بتول سلهب تجلس على مصطبة بيتها المقابل لساقية زيتا التي تفصل بين قرية حوش السيد علي اللبنانية وبين حوش السيد علي السورية عندما سمعت صوت ما تسميه “صفير” الصاروخ الإسرائيلي. بفطرة الأم الحمائية لأولادها، أدركت بتول وقوع غارة إسرائيلية، وبثانية واحدة، أمسكت طفليها، اللذين كانا يلعبان قربها، من صدريهما وسحبتهما إلى حضنها “وطبيّت عليهم”، تقول للمفكرة. سقطت الحجارة التي قذفها عصف الغارة الإسرائيلية على جسر العميرية الأثري، لمسافة نحو أكثر من 150 متر خط نار، في ظهر بتول، فيما نجا ولداها “من أي خدوش حتى”، تؤكد فرحة بهما، وهما ينتقلان من رف إلى آخر في دكان الحاج صالح، يملآن كيسًا من المشتريات، فرحيّن بعودتهما بعد نزوح دام شهريّن. تهمس بتول للحاج صالح أن يتوقف عن بيع ولديها مزيدًا من أكياس التشيبس والشوكولا، ثم تعود إلى حديثنا: “هيدي كانت أول غارة قريبة من البيوت”. يومها، رغم رضوض إصابتها بالحجارة ووجعها، حملت بتول ولديها، وهي بلباس “شطف البيت، وشحاطة بإجري” ونزحت مع كامل عائلتها إلى طرطوس السورية: “ما بقينا حتى دقايق لناخد معنا أي غرض، كانت الغارة ع جسر العميرية كتير عنيفة، وأنا خفت ع الأولاد كتير”. عندما نزحت بتول وعائلتها، وكذلك فعلت معظم عائلات الحوش، وكانت وجهة غالبيتهم البلدات السورية القريبة وصولًا إلى طرطوس، لم تكنْ إسرائيل قد دمّرت بعد كل العبّارات (الجسور الصغيرة) التي يقطعها الناس بين البلدين.
يبدو أن إسرائيل تعرف كل هذه العبّارات رغم أنّ أيّا منها لم تتبنّاه الدولة كمعبر نظامي على غرار معبر جوسية (في القاع)، والمصنع في البقاع الأوسط، ومؤخرًا مطربا الحدودية، جارة الحوش للّجهة الشمالية الغربية. تقع معظم العبّارات السبع في أراضٍ خاصة يملكها سكان الحوش، سواء من ناخبيها أو ممن اختاروها مكانًا للسكن، حيث عرفت ازدهارًا كبيرًا في ثمانينات القرن الماضي إذ شكلت الحدود مصدر رزق يدرّ ذهبًا على كامل الحدود السورية اللبنانية. وعلى رغم من تغيّر الظروف، والحرب السورية، إلّا أنّ للحركة الحدودية أبوابها ومفاتيحها وفق كل زمان ومكان وظروفهما.
وجسر العميرية الأثري ذو الحجارة والقناطر الجميلة بناه الأتراك قبل نحو مائتي عام ليسهل عبور الجيوش والناس على ضفتي نهر العاصي، قبل أن يصبح مع اتفاقية سايكس بيكو التقسيمية، آخر نقطة حدودية تفصل العاصي اللبناني (بطول 46 كلم)، عن 525 كيلومترًا من طوله مع لحظة دخوله الأراضي السورية بعد الجسر عينه، وجريانه عابرًا سوريا وصولًا إلى لواء اسكندرون. وخصّت إسرائيل الجسر المتين، وهو أكبر جسور العاصي بعد جسر مدخل الهرمل وكان بدوره قديمًا أثريًا حجريًا مقببًا، وفق الصور المتوفرة عنه في 1928، وشبيهًا بجسر العميرية، وإن كان أطول منه، ولكن إسرائيل دمّرته (جسر الهرمل) في عدوان 2006، بعدما كان الفيضان شبه السنوي الجارف لنهر العاصي قد نال منه على مراحل أيضًا.
وبقي جسر العميرية، بعد التقسيم بين البلدين، صلة الوصل الوحيدة للسيارات بين سوريا ولبنان عند حدود قضاء الهرمل على العاصي إلى أنّ بدأت سوريا بسحب أجزاءٍ من حصّتها من مياه العاصي الذي ينحدر نزولًا من مطحنة العميرية الأثرية نحو سوريا حارمًا الأراضي السورية العليا فوق النهر من الريّ بالجرّ، مثل ربلة والنهرية وزيتا والمصرية والصفصافة، والمعيصرة، والجنطلية والعقربية وغيرها ومعها أراضي الحوش السورية. وعليه نشأت قناة زيتا التي اعتمدها مهندسا التقسيم سايكس وبيكو، وشكلت الفاصل الحدودي بين لبنان وسوريا لتشق قرى لبنانية حدودية عن جزئها السوري، كما حوش السيد علي.
ومع قناة زيتا التي تتفرع من العاصي على حافة مطحنة العميرية، استُحدثت قناة النهرية لتجرّ المياه من العاصي قبل انحداره تحت أراضيها وأراضي جيرانها أيضًا. وقبل نحو عشر سنوات، بنتْ سوريا قناة أخرى ساحبة المياه من محيط سدّ حيرا على عاصي الهرمل نحو بحيرة سدّ معيان في ريف القصير مقابل بلدة القصر الحدودية اللبنانية، وتُعرف هذه القناة باسم قناة سد حيرا في لبنان وقناة سدّ معيان في سوريا. وعلى هذه القناة دمّرت إسرائيل الجسر-المعبر الذي يربط حوش السيد علي بلبنان، وتحديدًا في النقطة التي يتمركز عليها حاجز للجيش اللبناني، كما دمّرت العبارات الستّ الأخرى في أراضي الحوش.
الجنود النازحون في عراء صقيع الحدود
أدّت غارة الطيران الحربي إلى تدمير جسر قناة سد معيان التي تربط قرية حوش السيد علي بالهرمل، عاصمة القضاء، إلى إصابة تسعة عناصر من الجيش اللبناني بجراح نقلوا على إثرها إلى مستشفيات المدينة. وبعد ستّة أيام على بدء تنفيذ إعلان وقف إطلاق النار، أي يوم الإثنين 2 كانون الأول، وبينما كان عناصر الجيش اللبناني يحاولون ردم الهوّة الناتجة عن محاصرة حوش السيد علي ووصول الآليات السيارات إليها، خصوصًا مع بدء عودة أهلها من نزوحهم، استهدفت إسرائيل الجنود بصاروخين أحدهما تحذيري، ثم قصفت مسيّرة جرافة الجيش بصاروخ ثالث مباشر فوق مظلّة سائقها برغم تركه ردم الحفرة والابتعاد عنها لنحو ألف متر. والسائق عنصر في الجيش اللبناني أُصيب بجراح وما يزال في المستشفى قيد العلاج بعدما نجا بإعجوبة.
استهداف موقف سيارات النازحين من البلدة خلال غيابهم
حين عَبرتُ منطقة حاجز الجيش بعد استهدافه ثانية، حيث لم يتمكن عناصره من استكمال ردم الحفرة الناتجة عن تدمير إسرائيل جسر قناة سد معيان، بدت منشآت الحاجز مبعثرة نتيجة الغارة الأولى التي دمرت الجسر-المعبر في 10 تشرين الأول الماضي. خلا الحاجز بغرفه المتضرّرة بشدة من العناصر بعد الاستهداف الثاني أيضًا، وصارتْ غير صالحة للسكن. لم أرَ عناصر الجيش اللبناني في مكانهم المنكوب. خلال عودتي من الحوش عصرًا، انتبهت إلى أنه قد فاتني رؤية الجنود وقد لجأوا إلى الوقوف أمام مدخل مبنى من ثلاث طبقات إلى يمين طريق العودة من الحوش نحو الهرمل، ربما طمعوا أن تردّ جدران المبنى عنهم بعض صقيع كوانين.
هناك أمام المبنى رأيت، من الطريق حيث أعبر بسيارتي، حجرين من لبن البناء وقد جعلهما الجنود موقدًا صغيرًا لغلي إبريق شاي أو تسخين بعض الماء وبقربه غالون مازوت لإشعال أعواد الحطب وبعض القش الذي يجمعونه من البساتين المحيطة بهم. حول الموقد وضعوا بضعة أحجار من لبن البناء ايضًا ولكن وقوفًا وجعلها عناصر الجيش مقاعد يستريحون عليها حين ينال منهم تعب التشرّد والوقوف حيث لم يكن هناك حتى آلية يستريحون بها. كانوا نازحين من الحاجز مقرّ إقامتهم الثابت على مدخل الحوش على بعد نحو مئة من الحدود اللبنانية السورية بسبب العدوان نفسه الذي هجّر سكان الجنوب والضاحية وبعلبك الهرمل وجزءًا من البقاع الغربي قسرًا وتحت النار. وهناك، حيث حاول العناصر متابعة خدمتهم في المنطقة والسهر على أمنها وخدمة ناسها، اتّخذوا من ظل المبنى مكانًا يأوون إليه في العراء. رأيت في المكان ربطة خبز، بعض قرون الموز وحبات البندورة، وعلى بعد أمتار منها، عسكريا يؤدي صلاة العصر بين شجر الزيتون بعدما فرش سجادة الصلاة على التراب. لم يقبل الجنود الحديث إليّ، بل طلبوا مني مغادرة المكان لأنهم لا يملكون الإذن بالحديث مع أي كان عن أوضاعهم، برغم أنني لم أصل معهم إلى نقطة تمكنني من التعريف عن نفسي كصحافية، وطبعًا كانوا سيطلبون إذنًا من رؤسائهم. لم يختلف شعوري تجاه وضعهم اللوجستي عما شعرت به تجاه العائلات التي نزحت قسرًا تحت النار ولم تجد سقفًا يأويها. حتى أنّ العائلات كانت تعبّر عن مشاعرها وتحكي معاناتها، بينما يكابر هؤلاء الجنود على معاناتهم التزامًا، على ما يبدو، بتعليمات المؤسسة العسكرية التي تمنع إدلاءهم بأي حديث.
بعد لحظات استغليت توجه العسكريين نحو الطريق حيث كان أحد المواطنين يحاول العبور بسيارته فوق كومة الركام الخطرة التي سدّت الفجوة مكان العبّارة المهدومة ولا نعرف متى تنهار لأنها غير مسنودة لأي منشآت خرسانية، يقول لي أحد المارة “بشرفك صوري وانشري الصورة ليعرف الناس كيف عم يخدم عناصر الجيش وبأي ظروف هون بآخر الدني ع الحدود، وإنه إسرائيل لـ عم تطالب بإمساكهم كل الحدود هي ل عم تستهدفهم”. يقول الرجل أن آلية بيك آب عسكرية تأتي ليلًا لينام فيها الجنود ممن لا تكون مهمتهم الحراسة ليلًا.
مع استهداف الجيش اللبناني في الحوش للمرة الثانية، بلغ عدد الغارات على القرية الصغيرة نحو مائة غارة، كان معظمها حدوديًا، فيما استهدفت نحو عشر غارات بعض البيوت والمصالح فيها مما أدّى إلى سقوط 16 شهيدًا. واستهدفت معظم هذه الغارات الجسور- المعابر والحدود اللبنانية السورية، إذ وقع بالقرب من مطحنة العميرية وحدها، ومنها الغارات التي دمرت جسر العميرية الأثري، 14 غارة.
حاجز الجيش المدمر مع العبارة التي تصل الحوش بقضاء الهرمل
بنى مطحنة العميرية الأثرية المغترب الهرملاني في البرازيل محمد علي العميري، أبو جعفر. يومها، قبل مائة عام عاد الرجل، الذي كان قد تزوج سيّدة برازيلية، إلى الهرمل، بلدته، واستقر فيها ويقال أنه مزّق جواز سفر زوجته التي عاش وإياها قصة حبّ شهيرة، لكي لا تفكر بالعودة إلى البرازيل يوم كانت المواصلات صعبة وتستغرق زمنًا طويلًا.
المهمّ أن أبا جعفر اشترى أخر قطعة أرض حدودية مترامية على ضفتي نهر العاصي قبل انحداره نزولًا ليدخل سوريا. وهناك بنى مطحنة عُدت، في حينه، أكبر مطحنة في البقاع الشمالي والريف السوري جارها، بعدما أنشأ فيها خمسة حجارة رحى (حجارة طحن الحبوب) مع خمسة صوامع للقمح والشعير والذرة. وعلى باب المطحنة خطّ بيوتًا من الشعر على لوحة حجرية بجانب بابها الخشبي الأثري، يقول مطلعها:” تحيا البلاد بمالها ورجالها وتعود زاهية زاهرة”، المطلع عينه الذي يبدأ به حفيد أبي جعفر، الذي منحه والده اسم جده، محمد علي العميري، عند حديثه عن التصدّع الذي أصاب مطحنة العميرية الأثرية إثر تدمير جسر العميرية الذي يحمل اسمها. تفتح المطحنة على خان أثري هو الآخر مسقوف بخشب عتيق، ملحق به بعض الغرف بينها غرفة مسقوفة بخشب مزخرف جعلها أبو جعفر الجد غرفته. حافظ الدكتور غسان العميري على المطحنة التي انتقلت إليه بعد وفاة بانيها، والده، وكانت تربيته أسماك الترويت في 13 حوض التجربة الأولى لتربية الأسماك على نهر العاصي، الذي يشكل اليوم مصدر دخل أساسيّا في اقتصاد أبناء الهرمل.
مطحنة العميرية والخان
يمشي محمد علي الحفيد الذي يستثمر في مطحنة عمه وأحواض سمكها، بين الخان الذي تضرر كل سقفه وخلّعت الغارات خشبه المتين، وبين المطحنة التي ظهرت التصدعات في سقفها وجدرانها، وهو يأسف لأن العائلة مصرّة على الحفاظ عليها كقيمة تراثية قيّمة للمنطقة في زمن صارت فيه المطاحن بكبسة زر إلكترونية وكهربائية، بينما هي كان لا يزال بالإمكان تشغيلها للعمل على الماء، وجاءت إسرائيل لتهدد استمراريتها. مع المطحنة التي لا يقل عرض بابها الخشبي العتيق والجميل عن مترين، وعمره من عمر المطحنة، مئة عام، تكسّر زجاج كل النوافذ، وطارت واجهة المحلات التي بناها الدكتور غسان على زاوية جسر العميرية في أرضه، كما تضرّرت غرف سكن الناطور مع عائلته، وغرفة مكتبة د. العميري. وبفعل صعوبة الوصول إلى المطحنة للاهتمام اليوميّ بأسماكها، نفذت بعض فراخ الأسماك عندما عمد محمد علي إلى توسعة منافذها لكي لا تختنق عندما يتعذر الوصول إليها للعناية بها.
جسر العميرية الاثري
مع المطحنة أيضًا، لم تسلم معظم بيوت قرية حوش السيد علي من التصدّع. وها هو السقف المستعار في منزل مختارها محمد نمر ناصر الدين قد انهار مع شقف الباطون، فيما ظهرت شقوق عريضة لا تقلّ عن سنتمتر في الجدران والسقف، فيما تكسّر زجاج كل النوافذ والأبواب الحديدية. يقول المختار أنّ معظم بيوت أهالي الحوش أصابها الضرر نفسه، وأن بعض أهلها لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب حجم الأضرار اللاحقة بها أو عدم تمكّنهم من سكنها كونها لا يعرفون إذا كانت مهددة بالانهيار وصالحة للسكن أم لا.
التصدع داخل بيت مختار الحوش محمد ناصر الدينالتصدع داخل غرفة مكتب د. غسان العميري.
ومن هذه المنازل أيضًا منزل عائلة ديالا دندش التي أغلقتْ نوافذها المكسّرة بالزجاج بقطع النايلون لكي تتمكّن من السكن في هذا الطقس البارد. يقع منزل ديالا في الحوش السورية، حيث تصطف بيوت اللبنانيين هناك على الضفة الثانية من ساقية زيتا. وضعت ديالا جسرا حديديًا على الساقية عند مدخل بيتها لكي يتسنّى لها الوصول إلى قريتها في الجانب اللبناني بعدما دمّرت إسرائيل العبّارات الرئيسية على الحدود، فيما لم يعد متاحًا التنقل بالسيارات، وكذلك فعل معظم السكان على الضفتين، وصارت الدراجة النارية وسيلة النقل المنقذة لكل هذا التشتت بين البلدين. وعلى هذه الجسور تستمر الحركة جيئة وإيابا ومن كل الأعمار.
منزل مزين النمر تضرّر هو الأخر “لمن شتت الدني صرنا أنا وأمي المريضة كأننا نايمين في العراء”، تقول للمفكرة. نتيجة تصدع منزل العائلة القديم وسقفه هطل كل مطر الشتاء عندهم “صار السقف شمسية مثقوبة في كل مكان”.
يتحدث حسين ناصرالدين الذي صمد مع نحو خمسين رجلًا في حوش السيد علي خلال العدوان أن إسرائيل لم تكتف بتحويل حياة الناس إلى جحيم: “كانت المسيّرات تستهدف أي حدا بيطلع من بيته، أي سيارة بتغير محلها أو بتطلع من الحوش وبترجع”. كان الصامدون في القرية يخاطرون بحياتهم حتى حين يلاقون بائع الخبز إلى نقطة حاجز الجيش ليأتوا بما يكفيهم من خبز، يؤكد الحاج صالح الذي بقي يفتح دكانه لكي يؤمن “الخبز للناس”. وزاد قلق الأهالي عندما استهدفت إسرائيل حاجز الجيش اللبناني خلال تدمير العبّارة “وعندما استهدفت الجيش بغارة ثانية وعناصره عم يردموا مكان العبارة ليسهّلوا عبور الناس ع بيوتها وعودتها من نزوحها، ونجا العسكري سائق الجرافة بأعجوبة، مما يعني أنها تستهدف الجيش مباشرة وبدقة”، كما يرى المختار محمد ناصر الدين.
مياه نهر العاصي في قنوات الري التي فاضت على الأراضي الزراعية بعد تدمير العبارات ومعها القنوات
باستهدافها عبارات قنوات الري حرمت إسرائيل المزارعين في الحوش وعلى الضفتين من ري أراضيهم: “هناك ألف دونم لأهالي الحوش في الجهة السورية، جففت إسرائيل مياه الري في قناتي زيتا والنهرية بعد تدميرها عند موقع العبّارت وحرمتنا نحن ومزارعي سوريا من الريّ، شجرنا عم ييبس وما قدرنا نزرع قمح وشعير وحبوب وخضار نحن وجيراننا السوريين”، يقول حسين ناصرالدين ابن الحوش الذي يملك وأخوته نحو 30 دونمًا صارت بورًا اليوم في الحوش السورية. ومع تدمير القنوات فاضت مياه نهر العاصي على جزء من الأراضي المعدّة للزراعة وحولتها إلى بحيرات، فعمد أصحابها إلى فتح منذ في أخرها لناحية نهر العاصي لكي تعود المياه إليه ولا تغرق كل الحوش.
ويقول المختار أن تدمير قناة سد معيان حرم أراضي الحوش اللبنانية أيضًا من الري، ومساحتها لا تقل في حوش السيد علي اللبنانية وحوش اسماعيل الذي يشكل جزءًا منها، عن 400 دونم زراعيّ. وعدا عن تهديد الأشجار المثمرة باليباس، لم يتمكّن المزارعون من حراثة أراضيهم وزراعتها طالما المياه مقطوعة في القناة.
فائدة واحدة ظهرت لسايكس بيكو في تقسيم حوش السيد عليّ خلال العدوان حيث صار بعض سكانها ممن صمدوا في البلدة في الجهة اللبنانية، يلبّون دعوة جيرانهم- أهلهم في الضفة السورية التي لم تُستهدف منازلها بغارات مباشرة، ويبيتون الليل عندهم. وفي الصباح، عندما تكون حركة الطيران هادئة يعودون إلى منازلهم في الضفة اللبنانية.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.