10 شهداء و4 مفقودين: إسرائيل تدّمر مركز فوج إطفاء بنت جبيل


2024-10-07    |   

10 شهداء و4 مفقودين: إسرائيل تدّمر مركز فوج إطفاء بنت جبيل
مركز الإطفاء بعد الغارة

دمّرت غارة إسرائيليّة منتصف ليل الأحد الإثنين مقرّ فوج إطفاء اتحاد بلديات بنت جبيل في مركز الدفاع المدنيّ التابع للاتحاد في بلدة برعشيت، جنوب لبنان. أدّى العدوان إلى استشهاد  10 عناصر من الفوج، فيما لا يزال 4 آخرون في عداد المفقودين، من بينهم رئيس الفوج، بحسب ما أكدت مصادر إغاثيّة لـ “المفكّرة”. 

وقد أصابت الغارة المبنى الأماميّ في المركز، حيث موقف سيّارات الإطفاء، ومنامة العناصر، ما أدّى  إلى تدمير 6 سيارات إطفاء كبيرة و8 سيارات إسناد، برغم وضع إشارات واضحة تدلّ على هويّة المركز الرسميّة والمدنيّة والإنقاذية، حيث وُضع عليه شعار الإطفاء، وشعار الاتّحاد. 

ويُعدّ المركز المستهدف، الجهاز الرسميّ الأكبر والأهم على مستوى منطقة جنوب الليطاني على الأقل، من حيث العديد (أكثر من 30 عنصرًا مدرّبًا على المهمّات العملانية) والتجهيزات، بحسب مصادر محلّيّة رسميّة. وتساهم في تجهيزه ودعمه جهات عدّة بينها اليونيفيل واللجنة الدوليّة للصليب الأحمر. ويقع المبنى على تقاطع الطرق التي تربط قرى ميس الجبل، وبرعشيت، وشقرا. وهو يبعد 7 كيلومترات عن أقرب نقطة على الحدود، ومحاط بأراضٍ زراعيّة منبسطة، لا أحراج تزنّره وتخفيه، ولا يتّصل مباشرة بمبانٍ أخرى، ويمكن تمييزه بسهولة من الجو. 

المركز قبل الاستهداف

ويعدّ استهداف فرق الإغاثة والإنقاذ جريمة حرب، وهو يأتي في سياق تدمير إسرائيل الممنهج لقطاعيّ الإغاثة والطوارئ، ومعهما الخدمات الصحية، في قرى جنوب الليطاني. ويؤكّد ترافق هذا التدمير المركّز للقطاع الإغاثي والإنقاذي والطبي، مع محاولات إسرائيليّة لدخول بري عسكري في المنطقة، وجود هدف لإضعاف المجتمع الجنوبيّ وتجريده من أدوات الاستمرار والصمود، ومن حقوقه الأساسية بما في ذلك حقه في الحصول على المساعدات الإنسانية والحماية، ونزع الصفة المدنيّة عن كلّ ما في الجنوب اليوم، وخلق ظروف قسرية من أجل تثبيت تهجير السكان.

ويؤكّد رئيس اتّحاد البلديّات، ومصادر إغاثيّة، وشهادات من السكّان، وضوح دور الفوج وتدخله المحض في مهام الإغاثة والإطفاء. 

ويخدم المركز 16 قرية وبلدة ضمن الاتحاد، لكن خدماته كانت تمتدّ لتشمل معظم قرى جنوب الليطاني. ونفّذ الفوج خلال سنة من العدوان، “عدّة مئات من المهام” المنوّعة بين إطفاء وإنقاذ في القرى المستهدفة بالقصف الإسرائيليّ، بحسب ما أكده رئيس اتّحاد بلديات بنت جبيل-برعشيت رضا عاشور لـ”المفكّرة”، وتركّز عمله على الشريط الحدوديّ “بين قريتي عيتا الشعب وعيترون”.

وقال رئيس اتّحاد البلديّات إنّ المركز كان آخر المراكز المتبقّية في المنطقة. ويعطّل الاستهداف عمل المركز كلّيًا، ويخرجه من الخدمة، لا سيّما مع استشهاد نصف عناصر الفوج، وتدمير مقرّه مع الآليّات والتجهيزات الموجودة. 

وحضر الصليب الأحمر اللبناني  إلى موقع الغارة صباحًا بعد تنسيق مع اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر واليونيفيل، بحسب المعلومات. وقالت مصادر الإسعاف لـ “المفكّرة” إنّه تمّ انتشال 8 شهداء، تمّ التعرّف على سبعة منهم، كما تمّ تحديد موقع شهيدين تحت الأنقاض، فيما لا يزال 4 في عداد المفقودين. 

وباستهداف فوج إطفاء اتحاد بلديّات بنت جبيل، ترتفع حصيل شهداء الطواقم الطبّية والإغاثيّة إلى 121 شهيدًا، وفق إحصاء “المفكّرة”. واستهدفت سابقًا في منطقة جنوب الليطاني، وعلى مدى عام من العدوان، فرق تابعة للصليب الأحمر اللبنانيّ والدفاع المدني اللبنانيّ والدفاع المدني التابع للهيئة الصحيّة الإسلاميّة ومستوصفات تابعة للهيئة، وجمعيّة الرسالة للإسعاف الصحّي وجمعية الإسعاف اللبنانيّة، واستشهد وجرح عناصر منها، كما هدّمت مقار وتضرّرت سيارات وآليّات تابعة لها. 

فوج إطفاء اتحاد بلديات بنت جبيل – برعشيت

وخلال أسبوع، أخرجت إسرائيل جميع مستشفيات منطقة الخط الحدودي الأوّل عن العمل، وكذلك مستشفيات الخطّ الثاني، باستثناء مستشفى تبنين الحكوميّ. 

وقالت مصادر الدفاع المدني في اتّحاد بلديّات بنت جبيل، إنّ فوج الإطفاء وعناصره لم يتلقّوا أي تحذير قبيل استهدافهم. 

وتعرّض عناصر من الفوج المستهدف، لإصابات سابقة، جرّاء استهدافهم بصواريخ “تحذيريّة” خلال قيامهم بأعمال إطفاء حرائق، بحسب رئيس الاتّحّاد لـ “المفكّرة”. وكان حسين فقيه، رئيس مركز النبطية الإقليمي في الدفاع المدني اللبناني، قد أكّد لـ “المفكّرة” نمطًا من الاستهداف في الفترة السابقة، وقبل التصعيد الأخير، حيث يقصف الجيش الإسرائيليّ قنابل فسفور أبيض، أو تطلق مسيّرات إسرائيليّة صواريخ، قرب موقع عمل عناصر الإطفاء، كرسالة من أجل المغادرة، بحسبه. وقد أصيب عدد من عناصر الدفاع المدني اللبنانيّ مرّات عدّة جرّاء هذه الصواريخ، كما وثّقت “المفكّرة” استهدافهم في فرون، قضاء النبطية، حيث استشهد 4 منهم في 7 أيلول 2024. وكان العناصر حينها بلباسهم الرسميّ خلال عملهم، وقرب مركبتهم وشعارها الواضح، وقد وضعوا شعار الدفاع المدني اللبنانيّ وإشارة الحماية المدنيّة التي زوّدتهم بها اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر. 

ويعدّ استهداف فرق الإغاثة والإنقاذ جريمة حرب.، إذ تُمنح فرق الإغاثة والمدنيين المشاركين في مهام الإنقاذ حماية خاصة أثناء النزاعات المسلحة (اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977). إضافةً إلى ذلك، فإنّ الهجوم الذي يستهدف البنى التحتية الضرورية لتقديم الإغاثة الإنسانية، مثل مراكز الإطفاء والإسعاف، يُعدّ جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، حيث يشير إلى أن “تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الإنسانية” هو انتهاك جسيم لقوانين الحرب وأعرافها.

ويمثّل استهداف آخر المستشفيات والمراكز الإسعافيّة في المنطقة الحدوديّة، اكتمالًا لفصول سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها العدوان. وتترافق هذه الاستهدافات، مع محاولة الإسرائيليّ التوغّل برًّا، وفق تصريحات المسؤولين السياسيّين والعسكريّين الإسرائيليّين، مما يشير إلى أنّ تدمير المرافق الصحية والإغاثية هو جزء من خطط عسكرية منظّمة.

صورة جويّة للمركز المستهدف (غوغل إيرث)
صورة لواجهة المقرّ المستهدف اليوم (اتحاد بلديّات بنت جبيل – آب 2022)
انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، لبنان ، مقالات ، جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية ، العدوان الإسرائيلي 2024



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني